تشير أرمينيا المغولية أو أرمينيا الإلخانية إلى الفترة التي أصبحت فيها كل من أرمينيا (خلال اتحادها مع مملكة جورجيا) ومملكة أرمينيا الصغرى تابعتين وخاضعتين للإمبراطورية المغولية (الدولة الإلخانية لاحقًا) في ثلاثينيات القرن الثالث عشر.
أرمينيا المغولية | |
---|---|
الأرض والسكان | |
التاريخ | |
تاريخ التأسيس | 1236 |
بقيت أرمينيا ومملكة أرمينيا الصغرى تحت التأثير المغولي حتى عام 1335.
خلال فترة الحملات الصليبية المتأخرة (من خمسينيات حتى ستينيات القرن الثالث عشر)، كان هناك تحالف قصير الأمد أرميني مغولي، انخرط في بعض العمليات العسكرية ضد عدوهم المشترك المماليك. نجحوا في السيطرة على بغداد عام 1258، ولكنهم هُزموا بعد ثمان سنوات.
تجاهلت القوى اللاتينية في الشرق الدعوات الأرمينية لإقامة حلف مسيحي مغولي واسع ضد المماليك المسلمين الذي ناصره هايتون كريكورس بصورة واضحة، ما أدى إلى زوال الدول الأوروبية الصليبية وإلى الفشل الوشيك للحملات الصليبية ككل.
خلفية تاريخية
خلفية أرمينية
أنشئت مملكة أرمينيا الصغرى في أواخر القرن الثاني عشر، من قبل لاجئين ومهاجرين من أرمينيا الكبرى. كانت المنطقة مسيحيةً بقوة، إذ كانت أرمينيا ذاته أول دولة تعتمد المسيحية كدين رسمي لها في القرن الرابع. كان الأرمنيون نتيجةً لذلك متعاطفون مع للحملات الصليبية الأوروبية التي بدأت بالصول في بدايات القرن الثاني عشر. عند تقدم الحملات الصليبية، أصبح القادة الأرمنيين لاعبين أساسيين في سياسة المنطقة إذ تحالفوا مع الدول الصليبية ضد المسلمين.[1]
خلفية مغولية
توفي جنكيز خان عام 1227، وبحلول عام 1241، انفصلت الإمبراطورية لتكون أربع خانات أصغر، والتي أكملت توسيع الإمبراطورية. تقدمت الخانة الجنوبية الشرقية، المعروفة باسم الإلخانية، بقيادة حفيد جنكيز خان هولاكو، باتجاه أراضي الفرس والأرض المقدسة. تساقطت المدن واحدة تلو الأخرى بيد المغول، بما في ذلك بعض الممالك المسيحية. هوجمت جورجيا المسيحية مرةً تلو الأخرى عام 1220،[2] وفي عام 1243 استسلمت الملكة روسودان للمغول، ما حوّل جورجيا إلى دولة تابعة للمغول والتي أصبحت فيما بعد حليفًا أساسيًا في الغزو العسكري المغولي.[3][4] كان هذا أسلوب شائع عند الإمبراطورية المغولية المتوسعة؛ عند احتلال مناطق جديدة، يضمون الجماهير والمحاربين إلى صفوف الجيش المغولي، الذي يُستخدم لاحقًا لتوسيع الإمبراطورية.
تبعية أرمينيا للمغول
عندما وصل المغول إلى القوقاز، غزوا أرمينيا الكبرى، واختار عدة قادة أرمنيون قسم الولاء للإمبراطورية المغولية. في عام 1236، استسلم حسن جلال، الأمير الأكبر لقاراباغ، للمغول وحصل مقابل ذلك على بعض المناطق التي غُزيت في وقت سابق.[5] سافر أيضًا مرتين إلى عاصمة المغول قراقورم، حيث تفاوض حول العلاقة المقبلة مع الخان.[6]
في أربعينيات القرن الثالث عشر، عند مواصلة المغول التقدم نحو أرمينيا الصغرى، اختار الملك هيثوم الأول أن يحذو حذو القادة الأرمنيين مثل حسن جلال،[7] واستسلم أيضًا للغزاة.[8]
لإضفاء الطابع الرسمي على علاقته بالمغول، أرسل هيثوم الأول أخاه غير الشقيق الأكبر سمباد إلى البلاط المغولي في قراقورم. التقى سمباد بغويوك خان وخليفته أخو قوبلاي خان مونغكي خان، وعقد اتفاقية تعاون، ضد عدوهم المشترك المسلمين.[9] تُعد طبيعة هذه العلافة محل خلاف بين المؤرخين،[10][11] إذ يدعوها البعض بالتحالف، بينما يقول البعض الآخر أن أرمينيا استسلمت كبقية الدول التي غزاها المغول وأصبحت دولة تابعة.[12][13][14][15]
كان سمباد متحمسًا لسفره إلى المملكة المغولية والذي استمر حتى 1250.[16] اكتشف وجود عدد المسيحين في الأراضي المغولية، وحتى بين المغول أنفسهم. في السابع من فبراير عام 1248 أرسل من سمرقند رسالة إلى زوج أخته هنري الأول ملك قبرص (الذي تزوج الأميرة الأرمنيية ستيفاني أخت هيثوم وسمباد).[17] في رسالته، يصف سمباد مملكة في وسط آسيا فيها واحات والكثير من المسيحيين أتباع العقيدة النسطورية:[18]
«وجدنا العديد من المسيحيين على طول أراضي الشرق، والعديد من الكنائس الكبيرة والجميلة. ذهب مسيحيو الشرق إلى خان التتار الذي يحكم الآن (غويوك)، واستقبلهم بحفاوة كبيرة وأعطاهم حريتهم، وأعلن ذلك في كل مكان. لا يجرؤ أحد على مقاومتهم، لا بالأفعال أو الأقوال».
خلال زيارته للبلاط المغولي، عُرض على سمباد قريبة للخان الأعظم لتكون زوجته. أنجب منها طفل وسماه فاسيل التتاري،[19] الذي وقع لاحقًا في قبضة المماليك في معركة مري عام 1266.[20]
المراجع
- Encyclopedia of the Crusades, "Armenia" entry, pp. 21–22 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 19 يونيو 20138 مايو 2020.
- Runciman, p.246-247 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 19 يونيو 20138 مايو 2020.
- Runciman, p.250 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 19 يونيو 20138 مايو 2020.
- Weatherford, p. 181. "To supplement his own army, Hulegu summoned the armies of the vassal states of Armenia and Georgia" "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 19 يونيو 20138 مايو 2020.
- Kirakos Gandzaketsi. History of the Armenians, "Chapter 30: Concerning the destruction which occurred in the Xach'en area, and about the pious prince Jalal" (Պատմություն Հայոց). Edited by K. Melik-Ohandjanyan. Yerevan, Armenian SSR, 1961 [g266-269]. Trans. in English by Robert Bedrosian. نسخة محفوظة 2013-06-19 على موقع واي باك مشين.
- باللغة الأرمنية Ulubabyan, Bagrat. «Հասան-Ջալալ Դոլա» (Hasan-Jalal Dawla). Soviet Armenian Encyclopedia. vol. vi. Yerevan, Armenian SSR: Armenian Academy of Sciences 1980, p. 246.
- Claude Mutafian, Le Royaume Arménien de Cilicie, p. 55. "the King of Armenia decided to engage into the Mongol alliance, an intelligence that the Latin barons lacked, except for Antioch"
- Frederic Luisetto states that Hetoum submitted as early as 1244. Luisetto, p. 237
- Bournotian, p. 100. "Smbat met Kubali's brother, Mongke Khan and in 1247, made an alliance against the Muslims"
- Also "Mongolian-Armenian alliance": in The Islamic World in Ascendancy: From the Arab conquest to the Siege of Vienna by Dr. Martin Sicker (p.111): "Bohemond, however, resided exclusively in Tripoli and, as a practical matter, Hetoum, whose realm was contiguous with it, ruled Antioch. Accordingly, Antioch was drawn into the Mongolian-Armenian alliance".
- Amin Maalouf, The Crusades through Arab eyes (page numbers refer to the French edition): "The Armenians, in the person of their king Hetoum, sided with the Mongols, as well as Prince Bohemond, his son-in-law. The Franks of Acre however adopted a position of neutrality favourable to the Muslims" (p.261), "Bohemond of Antioch and Hethoum of Armenia, principal allies of the Mongols" (p.265), "Hulagu (...) still had enough strength to prevent the punishment of his allies [Bohemond and Hethoum]" (p.267).
- Runciman, The Crusader States, 1243-1291, p. 572 "Hetoum I, king of Armenia, had long been an advocate of alliance with the Mongols. In 1254 he had himself visited the Great Khan Mongke at Karakorum. In return for calling himself the Khan's vassal he was promised increase of territory and protection against the Anatolian Turks."
- Riley-Smith, The Crusades, p. 82 "In the 1250s King Hetoum entered, as a subject power, into an alliance with the Mongols."
- Peter Jackson, Mongols and the West, p. 74, "King Het'um of Lesser Armenia, who had reflected profoundly upon the deliverance afforded by the Mongols from his neighbbours and enemies in Rum, sent his brother, the Constable Smbat (Sempad) to Guyug's court to offer his submission."
- Stewart, Logic of Conquest, p. 8. "The Armenian king saw alliance with the Mongols – or, more accurately, swift and peaceful subjection to them – as the best course of action."
- Grousset, p.529, Note 273
- Grousset, p.529, note 272
- Jean Richard, Histoire des Croisades, p. 376
- Luisetto, p.122, who references introduction and notes in G.Dedeyan La Chronique attribuée au Connétable Sempad, 1980
- The Armenian Kingdom and the Mamluks p.49, Angus Donal