الترفيه هو نشاط نقوم به في أوقات الفراغ.[1] و تعدّ "الحاجة للقيام بأنشطة ترويحية" عنصراً أساسياً في علم النفس وعلم الأحياء البشري.[2] فنحن نقوم بالأنشطة الترويحية لغرض المتعة والتسلية، حيث أنها وسيلة
الراحة كشرط يسبق الترفيه
يقضي البشر أوقاتهم في ممارسة أنشطة الحياة اليوميةمثل العمل، والنوم، والواجبات الاجتماعية، والراحة. و المقصود بالراحة هنا التحرر من الضغوطات النفسية والاجتماعية.[3] و الراحة شرط أساسي للترفيه.وتزيد مدة الراحة لكثير من البشر مع تقدم العمر، حيث تضعف البنية الجسدية ويقل الاهتمام بالبحث عن مصادر الرزق. لكن هنالك من يزعم بزيادة ضغوطات الوقت في العصر الحديث بسبب تعدد المهام وكثرة الالتزامات.[4] ومن العوامل الأخرى التي تزيد من أهمية الترفية انتشار ظاهرة الترف، والتوجه الاجتماعي للترفيه وزيادة التسويق على العروض الترفيهية..[5] وهنالك من يعتقد بأن الراحة ما هي إلا "وقت فائض" عن الحاجة بعد انقضاء ضرورات الحياة. بينما يعتقد آخرون بأنها القوة التي تسمح للفرد بالنظر والتأمل في القيم والحقائق المفقودة في أنشطة الحياة اليومية، كما أنه عنصر أساسي في تنمية الشخصية والتطور الحضاري.[1] ولقد اتسعت دائرة تعريف مفهوم الراحة ليصبح الهدف بعد انقضاء العمل والمكافأة عليه،[1] كما أن "الراحة" تعكس قيم وشخصية الأمة،[5] ويعدّ الترفيه حق من حقوق الإنسان بموجب المواثيق العالمية لجمعية حقوق الإنسان.[6]
اللعب والترفيه والعمل
من الصعب فصل مفهوم الترفيه عن المفهوم العام للعب،وهوالمصطلح المستخدم في عملية الترويح عن الأطفال، حيث يحاكي الأطفال الأنشطة التي يقوم بها الكبار في حياتهم بطريقة مرحة.وتعدّ الألعاب والأنشطة الترويحية وسائل لتفريغ الطاقة البدنية الزائدة وتوجيهها نحوأنشطة مقبولة اجتماعياً تلبي الاحتياجات الفردية والاجتماعية للإنسان، وتشعره بالسعادة والرضى دون الشعور بالإكراه أو الإجبار.[7] وبحسب المعتقد التقليدي فإن الترفيه يدعم العمل، لأن الترفيه ضروري "لإعادة شحن البطارية" واستعادة النشاط، وبذلك يتحسن الأداء في وهو نشاط نقوم به لأهميته الاقتصادية وفائدته الاجتماعية، ولكنه قد يكون نشاطاً ممتعاً ومحبباً للنفس وبذلك يصعب التفريق بينه وبين الترفيه.ويمكن للعديد من الأنشطة أن تكون عملا يؤديه الفرد، بينما يكون نشاطاً ترويحياً لأفراد آخرين.وعلى المستوى الفردي، قد يكون النشاط الترفيهي عملاً مع مرور الوقت، وقد يكون العكس. فالعزف على آلة موسيقية قد تكون مهنة وعملاً نقوم به، كما قد يكون نشاطاً ترويحياً، وقس على ذلك العديد من الأنشطة والأعمال التي نقوم بها.
الأنشطة الترفيهية
يعدّ الترفيه جزءا هاما في حياة الإنسان وتختلف أشكاله تبعا للاهتمامات الفردية والتركيبة الاجتماعية المحيطة أيضا.[2] و من الممكن أن تكون أنشطة الترفيه جماعية أو فردية، وفعالة أو غير فعالة، وخارجية أو داخلية، وصحية أو غير صحية، ومفيدة أو ضارة للمجتمع. و تكاد أن تكون قائمة الأنشطة المألوفة غير منتهية؛ فهي تشمل معظم الأنشطة التي يقوم بها الإنسان، ومن الأمثلة على ذلك؛ القراءة، وعزف الموسيقى أو سماعها، ومشاهدة الأفلام أو التلفاز، والبستنة، والصيد، وممارسة الهوايات والرياضات، والسفر. و لا تعدّ جميع أنواع أنشطة الترفيه هادفة أو صحية أو مفيدة أو مقبولة اجتماعيا؛ فالقمار أو شرب الكحول أو الأنشطة اللا قانونية جميعها تعدّ أمثلة على ذلك. و يستخدم البعض العقاقير الترويحية لتعزيز تجربة الترويح عن النفس، وهذا موضوع واسع النطاق ومثير للجدل؛ حيث أن بعض العقاقير يقبلها المجتمع ويسمح بها في حدود معينة في حين أن بعضها الآخر غير مسموح به وتعدّ عقاقير غير قانونية.
تعدّ الأماكن العامة كالحدائق والشواطئ أماكن أساسية لممارسة الأنشطة الترفيهية. و قد صرح قطاع السياحة بأن عروض الترفيه بالأخص هي التي اجتذبت العديد من الزوار.[8] و قد قامت الحكومة بدور هام في دعم أنشطة الترفيه بإنشائها وصيانتها وتنظيمها، وقامت جميع الصناعات أيضا بتطوير البضائع والخدمات. أما المشاريع التجارية المتعلقة بالترفيه فإنها تعدّ عاملا هاما في الاقتصاد، فلقد قدرت مساهمة قطاع الترفيه الخارجي في الاقتصاد الأمريكي بـ 730 مليار دولار سنويا موفرة 6.5 مليون وظيفة جديدة.[9]
الترفيه المنظم
عادة ما تقوم المؤسسات العامة، ووكالات العمل التطوعي، والمجموعات الخاصة المدعومة برسوم العضويات، والشركات التجارية بتنظيم الأنشطة الترفيهية.[10] و تعدّ إدارة المتنزهات الوطنية، وجمعية الشبان المسيحيين ، وكيوانس (جمعية رجالية أمريكية تعنى بخدمة المجتمع)، وعالم ديزني أمثلة على هذه الجهات.
الصحة والترفيه
هنالك العديد من المنافع الصحية للترفيه، وتبعا لذلك فإن المعالجة بالترفيه قد تطورت للاستفادة من هذا التأثير. و يتم تطبيق هذه المعالجة في برامج إعادة التأهيل وفي رعاية كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بأمراض مزمنة. و يعدّ النشاط الجسدي مهما للتقليل من السمنة وخطر الإصابة بهشاشة العظام[11]، وسرطان البروستات والقولون الأكثر انتشارا بين الرجال،[12] وسرطان الثدي الأكثر انتشارا بين النساء،[13] ولكنه لايقلل جميع أنواع الأورام السرطانية؛ فهناك ارتباط بين الترفيه الخارجي وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الجلد.[12] أما مغامرة الترفيه الخطيرة فهي بالطبع تجلب مخاطرها الناجمة عنها.
الترفيه كمهنة
يتوقع من أخصائيي الترفيه أن يقوموا بتلبية احتياجات المجتمع الترفيهية أو اهتمامات مجموعة بعينها. وتطرح المؤسسات التعليمية برامج دراسية تنتهي بالحصول على درجة علمية مثل بكالوريوس الآداب في إدارة الترفيه. و يعمل الأشخاص الحائزون على مثل هذه الدرجات غالبا في الحدائق ومراكز الترفيه في المدن للقيام بأنشطة ومشاريع تخص المجتمع. و على أخصائيي الترفيه أن يقوموا بواجبات الوظيفة العامة؛ وهي التواصل مع المدربين و وضع الميزانية، وتقييم البرامج المستمرة. لدى معظم الولايات في الولايات المتحدة مؤسسة مختصة تعنى بمواصلة التعليم والحصول [14] على شهادة في إدارة الترفيه.و تقوم جمعية الحدائق والمتنزهات الوطنية بإدارة برنامج شهادة يدعى (خبير معتمد في الحدائق والمتنزهات) والذي يعدّ معيارا وطنيا لممارسات أخصائيي الترفيه المهني.
مواضيع ذات صلة
المصادر
- Thomas S. Yukic. Fundamentals of Recreation, 2nd edition. Harpers & Row, 1970, Library of Congress 70-88646. صفحة 1f.
- Bruce C. Daniels (1995). Puritans at Play. Leisure and Recreation in Colonial New England. St. Martin's Press, New York. صفحة xi. .
- Yurkic TS (1970) page 2
- Claudia Wallis (1983-06-06), "Stress: Can We Cope?", Time, مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2013,31 أكتوبر 2010
- McLean DD, Hurd AR, Rogers NB (2005). Kraus' Recreation and Leisure in Modern Society, 7th Edition. Jones and Bartlett. صفحة 1ff. .
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالعربية المادة_24. , adopted by the United Nations General Assembly (A/RES/217, 10 December 1948 at Palais de Chaillot, Paris)
- Yukic TS, 1970, page 3f
- Queensland Government. "What is Recreation?". مؤرشف من الأصل في 11 سبتمبر 201131 أكتوبر 2010.
- Rechner (March 11, 2010). "Letter to the Editor: Outdoor recreation stimulates the economy". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 17 نوفمبر 2018November 2, 2010.
- Yucik TS, 1970, page 62f
- Smith, E. L.; Raab, D. M. (1986). "Osteoporosis and physical activity". Acta medica Scandinavica. Supplementum. 711: 149–156. PMID 3535406.
- PMID 21030330 (ببمد 21030330)
Citation will be completed automatically in a few minutes. Jump the queue or expand by hand - Breslow, R. A.; Ballard-Barbash, R.; Munoz, K.; Graubard, B. I. (2001). "Long-term recreational physical activity and breast cancer in the National Health and Nutrition Examination Survey I epidemiologic follow-up study". Cancer Epidemiology, Biomarkers & Prevention. 10 (7): 805–808. PMID 11440967.
- "Certified Park and Recreation Professional (CPRP) Certification". National Recreation and Park Association. مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 201606 نوفمبر 2010.