استفتاء استقلال البوسنة 1992 عقد الاستفتاء على الاستقلال في البوسنة والهرسك في الفترة بين 29 فبراير و 1 مارس 1992، بعد أول انتخابات حرة عام 1990، وبعد تصاعد التوترات العرقية التي أدت إلى تفكك يوغوسلافيا، كان الاستقلال محبذ بقوة من قبل مسلمي البوسنة وكروات البوسنة، في حين قاطع صرب البوسنة إلى حد كبير الاستفتاء، وجائت نسبة الناخبين المسجلين 63.4٪، منهم 99.7٪ صوتوا من أجل استقلال البوسنة والهرسك، وفي يوم 3 مارس أعلن الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش أن البوسنة والهرسك جمهورية مستقلة وصدق البرلمان على النتيجة، وفي يوم 6 ابريل اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية والسوق الأوروبية المشتركة بالبوسنة والهرسك كدولة مستقلة، وفي يوم 22 مايو دخلت البوسنة والهرسك الأمم المتحدة .
استفتاء استقلال البوسنة 1992 | ||||||||||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
| ||||||||||||||||||||||
المصدر: Nohlen, D & Stöver, P (2010) Elections in Europe: A data handbook |
التاريخ
في نوفمبر تشرين الثاني من عام 1990 وبعد أشهر من استقلال سلوفينيا وكرواتيا، أجريت أول انتخابات حرة في البوسنة، وفازت الأحزاب القومية بالسلطة، مع فوز حزب العمل الديمقراطي بقيادة علي عزت بيغوفيتش بعدد 86 مقعد في البرلمان، والحزب الديمقراطي الصربي بقيادة رادوفان كاراديتش فاز ب72 مقعد، والاتحاد الديمقراطي الكرواتي بقيادة ستيفان كيويتش فاز ب44 مقعد، انتخب علي عزت بيغوفيتش رئيس مجلس الرئاسة البوسني في البوسنة والهرسك .
وعلى مدار عام 1990 وضعت خطة من قبل مجموعة من الضباط الصرب في الجيش الشعبي اليوغوسلافي وخبراء من وزارة الجيش الشعبي اليوغوسلافي، بقصد تنظيم الصرب خارج صربيا، وتعزيز السيطرة على الحزب الديمقراطي الصربي وإعداد الأسلحة والذخيرة لهم، وفي عام 1990 وعام 1991، أعلن الصرب في كرواتيا والبوسنة والهرسك حكم ذاتي للمناطق الصربية بقصد توحيدها، وفي وقت لاحق إنشاء صربيا الكبرى، و في وقت مبكر من شهر سبتمبر وأكتوبر من عام 1990، كان قد بدأ الجيش الشعبي اليوغوسلافي بتسليح صرب البوسنة وتنظيماتها وميليشياتها، وبحلول مارس من عام 1991 كان الجيش الشعبي اليوغوسلافي قد وزع ما يقدر بحوالي 51900 من الأسلحة النارية لأفراد القوات شبه العسكرية الصربية و23298 من الأسلحة النارية إلى الحزب الديمقراطي الصربي، وطوال عام 1991 وأوائل عام 1992 قام الحزب الديمقراطي الصربي بشدة وقوة الشرطة من أجل زيادة السيطرة السياسية الصربية على مناطقه .
وفي جلسة 15 أكتوبر 1991، عبر البرلمان البوسني بانزعاجه من الضباط الصرب في الجيش الشعبي اليوغوسلافي، ووافق على مذكرة حول السيادة من خلال استخدام حركة برلمانية لإعادة فتح البرلمان الذي قد تم إغلاقه من قبل النواب الصرب، ويوم 24 تشرين الأول 1991، شكل الحزب الديمقراطي الصربي جمعية الشعب الصربي في البوسنة والهرسك، وفي نوفمبر تشرين الثاني عقد الاستفتاء على الاستقلال، في الوقت نفسه تم إصدار تعليمات للمنظمة وأنشطة الأجهزة التابعة للشعب الصربي في البوسنة والهرسك برفض الاستفتاء، وقاموا بتشكيل جمعيات صربية في البلديات وانشاء هيئة أركان الأزمة، وانشؤا شبكات اتصالات واسعة النطاق، وفي يناير 1992 أعلنت الجمعية إنشاء جمهورية الشعب الصربي في البوسنة والهرسك وانفصالها، وأعلنت الحكومة البوسنية أنه لن يتم الاعتراف بهذا الكيان الغير دستوري[1] .
الاستفتاء
في أواخر ديسمبر من عام 1991 طلب مسلمي البوسنة والكروات من أعضاء السوق الأوروبية المشتركة الاعتراف بالبوسنة والهرسك إلى جانب سلوفينيا وكرواتيا ومقدونيا، رفضت لجنة التحكيم بادينتر التي شكلتها السوق الأوروبية المشتركة في البداية بالاعتراف بالبوسنة والهرسك بسبب عدم وجود استفتاء، ومن بين أمور أخرى أن يوغوسلافيا كانت في عملية انحلال، وأن الحدود الداخلية من الجمهوريات اليوغوسلافية لا يمكن أن تتغير إلا إذا تم الاتفاق عليها بحرية، وفي يناير عام 1992 حكمت إرادة شعوب البوسنة والهرسك بتشكل الجمهورية الاجتماعية في البوسنة الهرسك ذات سيادة واستقلال، واقترح اجراء استفتاء لجميع المواطنين في البوسنة وبدون تمييز، وفي أوائل يناير كانون الثاني اقترح سلوبودان ميلوسيفيتش تكريس الحياة المشتركة ومناصفة الصرب والمسلمين في البوسنة، وفي يوم 21 يناير ناشدت الحكومة الصربية البوسنة والهرسك ومقدونيا في البقاء في الاتحاد اليوغوسلافي، وفي الشهر نفسه أصدرت ميلوسيفيتش أمرا سريا بنقل جميع ضباط الجيش الشعبي اليوغوسلافي في البوسنة والهرسك إلى جمهورية يوغوسلافيا، وفي 23 يناير كانون الثاني قال جواو دي ديوس بينيرو رئيس السوق الأوروبية المشتركة بأن المجلس سيعترف بالبوسنة والهرسك إذا تم تمرير استفتاء على الاستقلال .[2]
في يوم 25 يناير أجري نقاش حول اعتماد الاستفتاء في البرلمان، وانتهت هذه النقاشات عندما انسحب النواب الصرب، وبعد أن حاول الصربي كراجسنيك تأجيل الجلسة تم استبداله بعضو حزب العمل الديمقراطي واقتراح إجراء استفتاء وسط غياب 19 عضو صربي، صوت مواطنوا جمهورية البوسنة والهرسك الاشتراكية من أجل استقلال البوسنة والهرسك والذي عقد في الفترة من 29 فبراير و 1 مارس 1992، وكان السؤال في الاستفتاء: هل أنت لصالح البوسنة والهرسك ذات سيادة ومستقلة، وقد اختار الاستقلال البوسنيون (مسلمو البوسنة) وناخبي كروات البوسنة بينما قاطع صرب البوسنة إلى حد كبير الاستفتاء، وقد ادعى الحزب الديمقراطي الصربي أن الاستقلال سيؤدي إلى أن يصبح الصرب أقلية قومية في دولة إسلامية، وقد منع الحزب تسليم صناديق الاقتراع من خلال استخدام وحدات غير نظامية مسلحة لهذا الغرض، وأسقطت منشورات لتشجيع المقاطعة، على الرغم من أن الآلاف من الصرب في المدن الكبرى صوتوا لصالح الاستقلال، وكان العدد الكلي للناخبين هو 63.4٪ منهم 99.7٪ صوتوا للاستقلال البوسنة والهرسك، وفي 3 مارس أعلن علي عزت بيغوفيتش جمهورية البوسنة والهرسك جمهورية مستقلة، وصدق البرلمان على العمل بالاستفاء .
الاعتراف بالبوسنة
في يوم 4 مارس قام جيمس بيكر وزير خارجية الولايات المتحدة بالضغط على السوق الأوروبية المشتركة للاعتراف البوسنة والهرسك، وفي يوم 6 مارس طلب علي عزت بيغوفيتش الاعتراف الدولي، وفي 10 مارس اعلنت الولايات المتحدة والسوق الأوروبية المشتركة أنها وافقت على الاعتراف بسلوفينيا وكرواتيا، واتفقوا أيضا على أن مقدونيا والبوسنة والهرسك ينبغي الاعتراف بهما شريطة أن تعتمد البوسنة والهرسك دون تأخير الترتيبات الدستورية التي من شأنها أن توفر التنمية السلمية والمتناغمة للجميع، وفي تاريخ 7 نيسان اعترفت الولايات المتحدة والسوق الأوروبية المشتركة بالبوسنة والهرسك كدولة مستقلة، وفي أوائل ابريل نيسان أعلن قادة صرب البوسنة الاستقلال و سموا كيانهم لاحقا جمهورية صرب البوسنة، وفي 22 مايو اعترفت الأمم المتحدة بالبوسنة والهرسك[1] .
المراجع
- Nettelfield, Lara J. (2010). Courting Democracy in Bosnia and Herzegovina. Oxford: Cambridge University Press
- كتب قوقل كتاب The War in Bosnia-Herzegovina: Ethnic Conflict and International Intervention نسخة محفوظة 15 فبراير 2015 على موقع واي باك مشين.