اقتسام لوكسمبورغ هو مصطلح يشير إلي ثلاث حوادث ادت إلى تقاسم اراضي دوقية لوكسبمورع الكبرى بين جيرانها ألمانيا وفرنسا وبلجيكا خلال الفترة ما بين عام 1659 و1839 ، قلص التقسيم مساحة لوكسمبورغ من 10,700 كم إلي 2586 كم وهي ما تمثل مساحاتها الحالية، جميع جيران لوكسمبورغ حاولوا ضم اراضي لوكسمبورع بالكامل إلا ان تلك المحاولات جميعها باءت بالفشل وعلى الجانب الأخر كانت هنالك محاولات من لوكسمبورغ لاستعادة الاراضي التي خسرتها لصالح جيرانها إلا ان أيا من تلك المحاولات لم يكتب له النجاح.
التقسيم الأول
- مقالة مفصلة: الحرب الفرنسية الإسبانية (1635–59)
حدث أول تقسيم للاراضي اللوكسمبورغية في عام 1659 حينما كانت دوقية لوكسمبورغ ضمن اتحاد شخصي مع مملكة اسبانيا وخلال الحرب الفرنسية الاسبانية عامي 1635-1659 استطاعت فرنسا وبريطانيا احتلال اغلب الاراضي الوطيئة الاسبانية وبموجب اتفاقية البرنية حصلت فرنسا على حصون ستني وثيونفايل ومونتمدي والمناطق المحيطة بتلك الحصون، وبلغت مساحة الاراضي اللوكسمبورغية التي ضمتها فرنسا لها نحو 1060 .[1] وهو ما يشكل نحو عشر مساحة دوقية لوكسمبورغ آنداك.
التقسيم الثاني
- مقالة مفصلة: حروب الثورة الفرنسية
في عام 1795 وخلال حروب الثورة الفرنسية احتلت القوات الفرنسية دوقية لوكسمبورغ وضمتها فرنسا لها لتصبح لوكسمبورغ محافظة فرنسية تحت اسم محافظة فوتيس، استمر هذا الوضع حتى هزيمة نابليون بونابرت وبموجب اتفاقية باريس لعام 1814 تحررت لوكسمبورغ من الحكم الفرنسي إلا انه وبالرغم من ذلك فأن المصير النهائي لدوقية لوكسمبورغ سيتحدد بالعام الذي يليه في مؤتمر فيينا لعام 1815 والذي بموجبه اتفق على ترفيع لوكسمبورغ من دوقية إلي دوقية كبرى وعلى ان تحصل أسرة اورنج على الحكم في جميع الاراضي الوطيئة (هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ) وبالرغم من ذلك طالب ملك بروسيا والذي كان قد احتل جميع اراضي الراينلاند ووستفاليا خلال الحرب على حصن بيتبورغ في لوكسمبورغ ليكون جزءا من تحصينات الحدود الغربية للكونفدرالية الألمانية وبما ان الهولندويون كانوا سيحصلون على لوكسمبورغ فانهم لم يدخلوا في جدال على طلب بروسيا ذلك الحصن.
قلص هذا التقسيم الثاني مساحة الاراضي اللوكسمبورغية بنحو 2280 كم وهو ما يعادل 24% من مساحة لوكسمبورغ آنذاك وبجانب حصن بيتبورغ حصلت مملكة بروسيا على بلدات نيوربيرغ وسانكتفيث وشلايدن وواكسفيلر جميع ذلك يضم سكانا بنحو 50 الف نسمة.[1]
التقسيم الثالث
- مقالات مفصلة: الثورة البلجيكية
- اتفاقية لندن (1839)
اكبرت خسارة تعرضت لها لوكسمبورغ حدثت بموجب اتفاقية لندن لعام 1839، فحينما اندلعت الثورة البلجيكية ضد الحكم الهولندي انضم اغلب اللوكسمبورغيين للثوار البلجيكيين واستطاعوا السيطرة على اغلب اراضي دوقية لوكسمبورع الكبرى وكانت المدينة الوحيدة التي لم تسقط بيد الثوار هي العاصمة وأكبر مدن الدوقية وأهم حصونها وهي مدينة لوكسبمورغ.[2] عقد مؤتمر لندن في عام 1830 وطرح في المؤتمر عدة تصورات منها بقاء كامل اراضي لوكسمبورغ في اتحاد شخصي مع مملكة هولندا إلا ان الاقتراح رفض من ملك بلجيكا وفي يوليو 1831 استقلت بلجيكا عن هولندا وترك تحديد مصير لوكسبمورغ ليتحدد لاحقا، وبالرغم من موافقة هولندا على استقلال بلجيكا فإنها قامت بغزوها عسكريا في محاولة لاجبارها على قبول تقليص في اراضيها.[2] بعد انسحاب القوات الهولندية من بلجيكا طرح اقتراح جديد في مؤتمر لندن لاقتسام لوكسمبورغ بين هولندا وبلجيكا بحيث تضم اغلب اراضي لوكسمبورغ لبلجيكا في حين تبقي مدينة لوكسمبورغ تحت السلطة الهولندية وافق ملك بلجيكا على ذلك وعقدت اتفاقية بذلك في 15 نوفمبر 1831.[3]
في هذا التقسيم الثالث فقدت لوكسمبورغ جميع اراضيها الغربية وبلغت مساحة تلك الاراضي 4740 كم ما يعادل 65% من مساحتها فيما كان عدد سكان تلك الاراضي التي ضمتها بلجيكا لها يبلغ 175 الف نسمة ما يعادل نصف سكان لوكسمبورغ.[4]
هوامش
- Gardini, Fausto. "The Two Luxembourg". Luxembourg American Cultural Society. مؤرشف من الأصل في 13 يوليو 200620 يوليو 2006.
- Fyffe (1895), ch. XVI
- Fuehr, Alexander (1915). The Neutrality of Belgium. New York: Funk and Wagnalls. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 201620 يوليو 2006.
- Calmes (1989), p. 316
مصادر
- Calmes, Christian (1989). The Making of a Nation From 1815 to the Present Day. Luxembourg City: Saint-Paul.
- Fyffe, Charles Alan (1895). A History of Modern Europe, 1792-1878 (الطبعة Popular). مؤرشف من الأصل في 09 أغسطس 201320 يوليو 2006.