الأبوذية نوع من الشعر الشعبي أو الشعر العامي أو شعر البادية، وهو كنوع منتشر في منطقة الهلال الخصيب بشكل عام وفي العراق بشكل خاص، والتسمية هذه عراقية صرفة. والكلمة مركبة من (أبو) بمعني صاحب و(ذيّة) مخففة من أذية، والمعنى: صاحب الأذية، أي المُبتلى. قيل: دعي هذا اللون من الشعر بذلك لأنه ينظم بعواطف متأثرة، ولا سيما الغزل، لكثرة ما يعبر العشاق عن آلامهم من صدود من يحبون وتمنعهم. وينشد هذا الشعر في محافل البادية ومجالسها، سواء في الأفراح والأتراح. يتألف البيت الشعري من أربع أشطر، ثلاثٌ قوافيها مجنسة ورويٌ واحد، والرابع مخالف. ولا بد أن تختم الشطرة الرابعة بـ(يّة) دلالة على الأبوذية، وأغلب أوزانهم على بحر الهزج المسبع (سبع مرات مفاعيلن).[1] ومنتشر بأن أول من قال ونظم شعر الأبوذية هم أهالي سوق الشيوخ في العراق، إذ لديهم باع طويل في نظمه فضلا عن باقي أنواع الشعر الشعبي.
عنها
الابوذية هو أحد أنواع الشعر الشعبي ويتكوّن من أربعة أشطر تسمّى البيت. تنتهي الأشطر الثلاث الأولى بقافية مؤلفة من كلمة واحدة أو متقاربة جداً، والشطر الرابع لا بدّ أن ينتهي بكلمة نهايتها (يه) ويسمّى الرباط. ولابدّ للفظ المشترك - القافية- في الأشطر الثلاث أن يعطي في كلّ شطر معنى مختلف، وبذلك يكون لفظا واحداً بثلاث معانٍ. وقد سميَّ بـ (أبوذيه) لانتهاء القفل في الشطر الاخير بحرفي الياء والهاء. وقد استخدمه الشعراء من هذا النوع في وصف الشوق والحنين والغزل بمسحة حزينة. ولا ينظم الأبوذيه بالأفراح لمخالفته الذوق والغرض من هذا الشعر وإن طبقت قواعد تأليفه، فلذا يستهجن الشعراء الذين يكتبونه كلّ من ينظّم الأبوذيه بالأفراح ويفقد البيت معناه لديهم.
ويتضمن في معانيه في بعض الاحيان معنى يسمى بـ الحسجه والحسجه هي الكلام الذي يُفهَم ظاهره غير مضمونه الأعمق ويفهم هذه المعاني من له فراسة في معنى الكلام. وقد تستخدم الحسجه كرسائل مشفرة.
وقد دأب الشعراء الذين يكتبون الأبوذيه أن يكتب أحدهم بيتاً من الشعر ويرسله إلى شاعر آخر أو إلى جمع منهم بواسطة أو مباشرةً من خلال جلساتهم المشتركة طالباً منهم الردً عليه وتسمّى هذه الطريقة بالمجاراة. ولهذه المجاراة قواعد يلتزم بها الشاعر عند الردّ وهو أن يستخدم نفس اللفظ المشترك في البيت المرسل له أو بكلمه قريبة منها في المعنى والوصف.
مثلا: قافية البيت المرسل : شملهه
وقافية الرد الأول : شملنه
وقافية الرد الثاني: شملاي
وهكذا يتحدّى الشعراء بعضهم البعض. ومن المعروف أن أهالي سوق الشيوخ يكتبون الأبوذيه، ليس الشعراء منهم فقط، بل ان كثيرا من الأهالي يكتب الأبوذيه، وعندما تحدث مصيبة لأحدهم فأنّ أصدقائه يواسونه ببيت من الأبوذيه يدلون به على مشاركتهم الوجدانية معه في المصاب.
مقالات ذات صلة
مصادر
- المعجم المفصل في الأدب للدكتور محمد التونجي ج1.