الرئيسيةعريقبحث

التكنولوجيا والبحث العلمي


☰ جدول المحتويات


التكنولوجيا والبحث العلمي، شهد العالم تطورا وتقدما مسبوق في الآونة الأخيرة وتطورت عجلة العلم بشكل سريع وبدأ الانسان بالاستفادة من هذا التقدم وتطويعه لخدمة البشرية جمعاء وظهرت العديد من الاكتشافات والاختراعات الحديثة في جميع مناحي الحياة حيث عملت على جعل الحياة أسهل وإنجاز الاعمال بشكل اسرع وبجودة عالية وبدقة لا متناهية. التكنولوجيا في وقتنا الحالي والبحوث العلمية لها أهمية كبيرة في حياتنا لما تقدمه لنا من خدمات وما تسهله علينا من خلال تقديم أفضل وسائل النقل التي تمكننا من التنقل بكل سهولة ويسر باختلاف اشكالها وانواعها , ولا يمكننا الاستغناء عنها حيث ساهمت بشكل كبير في تطوير ميدان التعليم من خلال تقديم الوسائل العلمية والمعرفية الحديثة التي سهلت من عملية توصيل المعلومات والبيانات كما انها تعد وسيلة للتعليم الذاتي في أي زمان ومكان, سأتطرق إلى دور العرب في البحوث العلمية والتطور التكنولوجي ومدى اسهامهم في نشرها بالاستناد على مقالات وكتب علمية.

الخلفية النظرية

غياب مشاركة العرب الكلي عن الثورات التكنولوجية والعلمية المتتالية في العالم:

على الرغم من الثروات الطبيعية الكثيرة التي يمتلكها العرب الا انهم لا يزالون في تخبط يسعون وراء البنيان الشاهقة والسيارات والحصول على الالكترونيات بدل تصنيعها وعدم المشاركة في النهضات العلمية والتكنولوجية والصناعية على العكس من العديد من دول العالم الثالث التي خاضت التجربة ولم تكن تملك ما يملكه العرب من ثروات طبيعية وأصبحت من أكثر الدول تطورا وانتاجية. للخروج من هذا النفق المظلم لابد من طرح بعض الأسئلة ومن بين هذه الأسئلة ما يدور حول عجزنا عن القيام بمهمتين أساسيتين لا نوليهما أي نوع من الاهتمام: احداهما ثقافية حضارية أخلاقية والأخرى علمية واقتصادية وتكنولوجية وهما قضيتان مركزيتان تتكاملان للخروج من حلقة الانحطاط المتواصل.

انعدام القدرة البحثية والفكرية

في وطننا العربي نادرا ما نرى مؤسسة ثقافية او جامعة تكرس الموارد المادية والبشرية للمساهمة في إعادة بناء حضارتنا العربية بل العكس هو الصحيح فالمثقف العربي الذي ينتج اعمالا وابحاثا معمقة يقوم بها خارج أي اطار مؤسسي وتكون جهود فردية وخاصة, وهناك بعض الأشخاص يكونون بذاتهم مؤسسة ثقافية تُعنى بحقل معين مثل التاريخ الفلسفة والشؤون العامة العربية. اما القليل من المؤسسات الثقافية القائمة في الوطن العربي فنراها في كثير من الأحيان تدخل في دوامة النشر الغزير من دون التصويب على المجالات التي يجب التركيز عليها. فالعرب يملكون إمكانيات كبيرة لتحقيق التقدم العلمي المعرفي انما دولنا لا تولي هذه الإمكانيات أي اهتمام الا في حالات استثنائية قليلة وبالتالي هذه القدرات تبقى مكبوتة غير مستغلة وغير مستثمرة لاجراء هذه النهضة الفكرية. في الوطن العربي ليس فقط الإنتاج قليل وانما هناك تجزئة الاسواق النشر العربية فيصعب على المثقف من بلد معين ان يعرف ما ينشره المثقفون الاخرون وأيضا الشباب العرب الذين يطورون القدرات البحثية يهاجرون من وطنهم للانخراط في شباك المعرفية الغربية, واضافة إلى ان البعض منهم يكيفون ابحاثهم وكتاباتهم لمناخ واشكاليات المنظومة الفكرية الغربية والبعص منهم ينخرطون في كتابات عدائية اتجاه وطنهم وهو احدى الدعائم الأساسية لحلقة الأنحاط والتخلف التي نتخبط فيها.

عدم اهتمام القطاع الخاص ببناء قدرات تكنولوجية ابتكارية

نحن بأمس الحاجة للقطاع الخاص واولها في إيجاد فرص عمل للشباب حتى لا نجبر الشباب على البقاء وعدم الهجرة للبحث عن فرص عمل متاحة, ونحن نرى ما يحققه الشباب المغتربون من نجاحات في الخارج في شتى مجالات العمل. ومن المؤسف حقا ان الا يقوم القطاع العربي الخاص بتكريس أي جهد يذكر في انشاء المختبرات وتحسين جودة الإنتاج المحلي والمنطقة العربية ,كما تدل الإحصاءات على انها اقل منطقة في العالم بعد افريقيا جنوبي الصحراء التي تنفق على الأبحاث والتطوير وان القطاع الخاص لا يزال فيها بعيدا تماما عن هذا النوع من الانفاق. هذه هي الدعامة الثانية في الانحطاط والتخلف, الجدير بالذكر ان هناك دول عالم ثالث كانت أكثر فقرا من بعض الدول العربية وانها عانت من احتلال وحشي, ولكن ننظر لها اليوم نراها نجحت نجاحا باهرا. من هذا المنظور علينا ان نكف عن التذرع بأوضاع المشرق العربي غير المستقرة علينا ان لا ننسى ما لدينا من خيرات جوفية ومائية, خاصة في مجال الطاقة وهي العنصر المحوري لأي نهضة انتاجية . لكسب الاحترام المجتمعي الذي نفتقده ليس بالضرورة ان يأتي من القوة العسكرية بل يمكن ان يأتي من قدرتنا الإنتاجية في ابتكار وصنع سلع جديدة يحتاجها التطور العالمي, انما هذه المساهمة العربية في النظام الدولي مفقودة تماما.(1)غياب مشاركة العرب الكلي عن الثورات التكنولوجية والعلمية المتتالية في العالم ص288-ص292

كل المؤشرات تدل على ضعف منظومة الجامعات والبحث العلمي في الوطن العربي ووجود مشكلات حقيقية تعيق تطورها وانتاجها, لا يمكن للدولة ان تنهض الا من خلال بلورة سياسية بحث علمي طويلة الأمد وتأمين الدعم الواسع لها على الرغم من ان الجامعات العربية تنتج 80%من البحوث العلمية العربية الا انا لا تزال تفتقر إلى الدعم الحكومي المناسب. شهد الإنتاج العلمي العربي تحسنا نسبيا ولكنه بطيء نتيجة التعثر في مسارات البحث والنشر ومن ابرز هذه الأسباب الافتقار إلى التقاليد الراسخة في البحث العلمي وغياب الخطط البحثية وشح التمويل وتراجع اعداد الباحثين العرب. مع ذلك يلاحظ بعض الباحثين وجود بعض المؤشرات الإيجابية في بعض المجالات في السنوات الأخيرة, ومن المؤشرات الأخرى هو مؤشر الترتيب الاكاديمي للجامعات العالمية وكان من بينها خمسة جامعات عربية كل هذه المؤشرات تدل على ضرورة النهوض بالبحث العلمي في الجامعات وضرورة تخصيص الدولة ميزانية خاصة للبحوث العلمية وادماج البحث في الخطط التنموية العربية.(2)أزمة البحث العلمي في العالم العربي

تصنف الدول العربية في خانة الدول الأكثر تخلفا في مجال الاستفادة من التكنولوجيا والابداع فيها, هناك دراسات ادريت حول ذلك والنتائج لا تشرف فهي تظهر تخلف العرب في جميع مجالات وان هناك فجوة كبيرة لما كان عليه العرب قديما مقارنة باليوم, وذلك قياسا بدول كانت أكثر تخلفا نت العرب ولكنها اشتغلت على نفسها وتطورت, وأيضا توظيف البحث العلمي في الوطن العربي لا يتجاوز 1% من الدخل القومي, وهذه الفجوة تزداد بالاتساع في الوطن العربي وخاصة التكنولوجيا الرقمية فالعرب يقومون باستيراد التكنولوجيا والسلع الجاهزة ذات الكلفة المالية العالية وهذا يسبب نزيف حاد للأموال العربية بدل من تصنيعها وتوطين التكنولوجيا والابداع فيها وبالتالي تحقق مردود مالي ضخم للدولة. سعت الدول الغربية خاصة الأوروبية منها والأمريكية إلى استقطاب الاف الباحثين العرب مما أدى إلى فقر في الوكن العربي في عدد الباحثين وقامت أيضا بشراء برامجهم وابحاثهم العلمية بأسعار زهيدة ومن ثم قامت ببيعها بمليارات الدولارات. الهدف من استيراد التكنولوجيا في الوطن العربي لم يكن بغرض تشغيلها بالبحث العلمي والاستفادة منها وانما تملكها فئة قليلة من العرب واستمر الجهل بالتكنولوجيا سائدا, وأيضا القطاع الخاص في الوطن العربي بقي محدود في مواكبة تحديات عصر العولمة ولا يتم الانفاق على البحث العلمي في المنطقة العربية. العرب يواجهون الان تحديات كبيرة في مجال التنمية البشرية التي تشكل العمود الفقري لمقولة استيراد التكنولوجيا وتوظيفها والابداع فيها. (3)العرب والتكنولوجيا: نخب برسم التهجير

هجرة العقول او النقل المعاكس للتكنولوجيا

النقل المعاكس للتكنولوجيا نزيف العقول أهم الخسائر التي تتكبدها الدول النامية في هجرة المفكرين والباحثين والمهندسين إلى الدول الغربية الرأسمالية وترك دولهم نامية تعاني من نقص من العلماء والباحثين وهي من اقدم الوسائل التي واجهتها البشرية. رغم كل العراقيل والعقبات التي تضعها الدول النامية في وجه العلماء الا انهم يستطيعون الهجرة إلى بلدان تقدر العلم وتقدسه, حيث أصبحت مسألة المحافظة على العلماء واستقطابهم من دول أخرى وجذب كفاءات مسألة حيوية للغاية, فان الدول المتطورة عندما تخلق كل أنواع الحوافز لاستقطاب العقول العلمية المبدعة من الدول النامية انما تعمل في الواقع على تأخير هذه الدول في تطوير نفسها علميا وتكنولوجيا واقتصاديا.

هناك ثلاث أنواع من أنواع نزيف الادمغة حسب الكاتب (هنس سنغر): النوع الأول هو ما يعرف بالنزيف الخارجي للعقول وهو ما تركز عليه الدراسات المهتمة بهذا الموضوع, والنوع الثاني النزيف الداخلي للعقول, اما النوع الثالث وهو النزيف الأساسي للعقول وهو اخفاق العقول البشرية في بلوغ طاقتها وامكاناتها نتيجة سوء التغذية لبذي يعاني منه الأطفال الصغار في الدول النامية وهذا المزيج من نزيف الادمغة الخارجي والداخلي والاساسي يمثل عقبة هائلة في طريق التنمية.(4) هجرة العقول او النقل المعاكس للتكنولوجيا ص97-ص101

واقع موضوع البحث اجتماعيا (وصف الموضوع)

هناك العديد من المدارس والجامعات والمعاهد التي تملأ الوطن العربي, والنفط يمثل نسبة كبيرة من مخزونه بالعالم في الوطن العربي وان المصادر الطبيعية اغلبها متركز في الوطن العربي , بينما الصناعات التكنولوجيا المتقدمة ارقامها هزيلة لا تكاد تذكر, والانفاق على التعليم في الوطن العربي بلا عائد او مردود. وطننا العربي لا يعطي أهمية للصناعات التكنولوجية وانما يسعى إلى الحصول عليها دون عناء وفي اقل وقت وجهد, حيث يسعى للحصول على احدث الأجهزة واقتنائها, ربما يعود هذا الامر لتأجج الصراعات والثورات في الوطن العربي والضغوط المتصاعدة على هذه الدول, وهذا الامر يؤدي إلى احباط الباحثين والمفكرين مما يضطرهم إلى ترك البلاد والهجرة منها إلى دول أخرى تقدرهم وتقدم لهم كافة التسهيلات للابتكار والاختراع, وتقوم الدول المتقدمة بتقديم كافة المغريات امامهم حتى لا يعودوا إلى البلاد العربية وهكذا تصمن من زيادة التطور في الدول الغربية واستمرارية التراجع والتخلف في البلدان العربية. من أهم متطلبات المجتمع العربي للوصول إلى التقدم العلمي والتكنولوجي في الابتكار التقني والتقدم التكنولوجي وهذا الامر يتطلب تنشيط الأبحاث العلمية في الجامعات وربط البحث العلمي في الدراسات العليا والتعاون بين الجامعات في هذا الامر. يمكن تحسين الوضع الراهن في الوطن العربي من خلال زيادة اهتمام الدولة وتوفير الامكانيات المادية والمعنوية فهي كفيلة في رفع مستوى البحث العلمي من خلال رصد ميزانيات مهمة مخصصة للبحوث العلمية وتسهيل اجراءات الصرف بما يضمن المرونة الكافية للتمويل وصيانة الأجهزة والعمل على امداد المراكز بالاجهزة المتقدمة بما يساعد الباحثين على النهوض بمهامهم ووضع خطط لامداد المراكز والجامعات بالكتب والدوريات العلمية تخصيص مختبرات لعمل الأبحاث والدراسات رفع مكانة الباحثين في الدولة, زيادة الرقابة على المدارس وعلى المناهج الدراسية والحرص ان تكون غنية بالمواد التي سوف تثري المعرفة لدى الطلاب وان لا تكون عقيمة تعتمد على التلقين والعمل على الزامية التعليم والحد من ظاهرة التسرب من المدارس, على الدول العربية أيضا ان تقوم بتخصيص مرتبات للباحثين, بناء مصانع مجهزة لبدء الصناعات التكنولوجية العربية. يمثل البحث العلمي والتطوير التكنولوجي استثمار بالغ الأهمية بالنسبة لاي بلد كونه يغطي جميع ميادين الحياة بدءا بالبحث الأساسي مرورا بالبحث التطبيقي للوصول إلى أفكار مبتكرة تثمن بدورها وتتحول إلى مؤسسات إنتاجية والدول العربية عليها ادراك أهمية البحث العلمي والتطوير التكنولوجي وعليها العمل على مواصلة الاصلاحات من خلال سن التشريعات في هذا المجال, مما لا شك فيه ان هناك العديد من العراقيل التي ستواجه حركة تنشيط البحث العلمي اما تنظيمية او مالية ولكن يجب على أصحاب القرار القيام بجملة من المراجعات في اطار السياسة الإصلاحية.

الخاتمة

على الدول العربية ان تتفطن لدور البحوث العلمية في عملية التنمية والتطوير والتقدم التكنولوجي, حيث عليهم اخذ التدابير نحو بناء نظام جديد كليا مبني على البحوث العلمية, حيث تبين من خلال تلخيص المقالات ان الدول العربية تعاني من نقص حاد في الأبحاث العلمية وانعدام بالصناعات التكنولوجية ويلزمها الكثير من الجهد للحاق بوكب التقدم والتطور, فالشعوب العربية شعوب نائمة راكدة لا تسعى للتطور وانما تكتفي بالحصول على احدث الأدوات التكنولوجية من خلال استيرادها, وعليها أيضا ان تتفطن للدور العظيم الذي يقوم به العلماء وان تضع حد لهجرتهم للدول المتقدمة فعلى الدول العربية ان تقدرهم وتقدم لهم كافة التسهيلات, فكفى هجرة للعقول العربية وكفى استخفاف بقدراتهم.

مصادر

  1. العرب في القرن الحادي والعشرين من فراغ القوة إلى قوة التغيير, دار الطليعة بيروت, جورج قرم,2011
  2. -مقال ازمة البحث العلمي في العالم العربي ,هيثم مزاهم
  3. العرب والتكنولوجيا: نخب برسم التهجير بقلم مسعود ضاهر
  4. العرب امام تحديات التكنولوجيا, د.انطونيوس كرم, 1982