من افخم مسارح بيروت، في فترة الثلاثينيات، من القرن التاسع عشر الميلادي . يعتبر التياترو الكبير، من أفخم مسارح بيروت وأرقاها أيام العز . كان عبارة عن مستودع للزوارق يمتكله أبو عبد الله الشرقاوي في شارع المير بشير بين اللعازارية وساحة رياض الصلح، ثم بيع إلى جورج تابت الذي قرر بمبادرة فردية ى، أن يسد فراغ المدينة من حيث افتقارها إلى مسرح بعد “الكريستال” غرب ساحة الشهداء. أوكل تابت مهمة هندسته إلى يوسف أفتيموس أواخر العشرينات، فتألف المبنى من ثلاث طبقات تعلوها قبة كانت تفتح وتغلق على الكهرباء للتهوئة. وتميز المسرح بكونه دائرياً يشبه في هندسته المسارح اللندنية القديمة، أما مقاعده الـ 706 الحمراء، فكانت تشبه إلى حد كبير مسرح “الأوبرا” في فرنسا، وتميز “التياترو” ببهوه الفسيح الذي يتفرع منه درجان عريضان يؤديان إلى مقصوراته الفخمة وغرف الممثلين الفسيحة، كما تميز في مدخله الخارجي بالزخرفة والزينة، أما ديكوره الداخلي فغلبت عليه البساطة. وكانت التقنيات فيه تتطابق مع المواصفات العالمية في ذاك الوقت، إذ كان مجهزاً تقنيات صوتية مدروسة، فيصل الصوت بوضوح إلى مشاهد آخر الصالة، كذلك كانت تقنياته الضوئية تضفي على الديكور أجواء رائعة. افتتحت صالة “التياترو الكبير” بعروض مسرحية عام 1929 لفرقة ماري بل وشارل بواييه، وافتتح موسم التمثيل الفرنسي بـ”الأوبريت كلاسيك” وبعد عام قدمت “الكوميدي فرانسيز” بعضاً من عروضها وكان من بين أعضائها الممثل المصري جميل راتب والفنانة الرومانية إيفيت بوبسكو. كذلك استقطب “التياترو الكبير” عمالقة الغناء والطرب العربي الأصيل لإحياء حفلاتهم في رحابه، حيث غنّى فيه كلٌّ من أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب للمرة الأولى في بيروت. ممن تركوا بصماتهم الذهبية على خشبة “التياترو” عميد المسرح يوسف وهبي الذي عرض مسرحيات عدة مع فرقته، وكذلك الفرقة القومية المصرية للمسرح وكان من بين ممثليها أمينة رزق، فؤاد شفيق وحسين رياض.
يذكر أنه عندما أراد الفرنسيون شق طريق يمتد من مرفأ بيروت إلى محلة الحرج وضعوا في اعتبارهم إزالة “التياترو”، إلا أن ذلك لم يحدث بسبب أصوات الاحتجاج التي ارتفعت آنذاك
مصادر
- كتاب مسارح بيروت وتواريخها صفحة - 80 -81 - 82 .
جريدة النهار: أضواء على تاريخ صالات العرض المسرحي في بيروت 13 - 1 - 2013 م . جريدة المستقبل مسارح بيروت القديمة . صفحة ثقافة وفنون . 18 - 6 - 2007 م .