الرئيسيةعريقبحث

الحرب الأهلية اليونانية


☰ جدول المحتويات


الحرب الأهلية اليونانية (باليونانية: ο Eμφύλιος Πόλεμος، "الحرب الأهلية")‏ قامت بين عامي 1946-49 بين جيش الحكومة اليونانية المدعومة من قبل بريطانيا العظمى والولايات والمتحدة وبين الجيش الديمقراطي اليوناني (ΔΣΕ)، وهو الجناح العسكري للحزب الشيوعي اليوناني (KKE)، بدعم من يوغوسلافيا وألبانيا وبلغاريا.[1][2][3] وكانت النتيجة هزيمة المتمردين الشيوعيين من قبل القوات الحكومية.[4] كان العديد من المتمردين داخل الجيش الديمقراطي هم من المتمردين اليونانين الذين قاتلوا ضد قوات الاحتلال الألمانية والإيطالية خلال الحرب العالمية الثانية. كانت الحرب الأهلية نتيجة للصراع بين قطبي اليسار واليمين بدأ في عام 1943 بسبب الفراغ في السلطة الذي أعقب نهاية احتلال قوات المحور.

الحرب الأهلية اليونانية
ο Eμφύλιος
جزء من الحرب الباردة
Vladina edinica, Gradjanska vojna vo Grcija.jpg
معلومات عامة
التاريخ 30 مارس 1946 – 16 أكتوبر 1949
(3 سنوات، و6 شهور، و2 أسابيع، و 2 أيام)
البلد  اليونان
الموقع الأراضي اليونانية
النتيجة انتصار الجيش اليوناني
المتحاربون
 مملكة اليونان
( الجيش اليوناني)
دعم من:
 المملكة المتحدة
 الولايات المتحدة
اليونان الحكومة الديمقراطية المؤقتة
( الجيش اليوناني الديمقراطي)
القادة
ألكساندروس باباغوس ماركوس فافييادس
القوة
232,500 26,000

كانت الحرب من أوائل صراعات الحرب الباردة، وشكلت أول مثال على التدخل في السياسة الداخلية لبلد أجنبي بعد الحرب.[5] تم تمويل الحكومة اليونانية من قبل الولايات المتحدة عن طريق مبدأ ترومان ومشروع مارشال وانضمت اليونان بعدها إلى حلف الناتو، في حين انهارت الروح المعنوية للمتمردين بسبب الانقسام بين جوزيف ستالين (الذي أراد إنهاء الحرب) ورئيس يوغوسلافيا جوزيف بروز تيتو (الذي أراد أن الاستمرار بها).[6] وظل تيتو يساعد الشيوعيين اليونانيين في جهودهم، وهو موقف أثار غضب ستالين الذي اتفق مع وينستون تشرشل بألا يدعم الشيوعيين في اليونان، وهو موقف تم توثيقه في اتفاق النسب المئوية.

وقعت أولى بوادر الحرب الأهلية بين عامي 1942-44، أثناء الاحتلال النازي. لم تتمكن الحكومة اليونانية في المنفى من التحكم بالوضع في الداخل، وظهرت جماعات مقاومة ذات انتماءات سياسية مختلفة، وكانت الجماعة السائدة هي جبهة التحرير الوطني اليسارية (EAM)، وفرعها العسكري المسمى جيش التحرير الشعبي اليوناني (ΕΛΑΣ)، وكان تحت سيطرة الحزب الشيوعي اليوناني. ابتداء من خريف 1943، أسفر الاحتكاك بين جبهة التحرير الوطني وفصائل المقاومة الأخرى عن اشتباكات متفرقة، واستمرت هذه الاشتباكات حتى ربيع العام 1944 عندما تم التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية ضمت ستة وزراء تابعين لجبهة التحرير الوطني.

كانت أولى مواقع الحرب في أثينا، في 3 ديسمبر 1944، بعد أقل من شهرين على تراجع الألمان. واندلعت معركة دامية ("ديكيمفريانا") بعد أن قام درك الحكومة اليونانية، وبدعم من القوات البريطانية، بفتح النار على العزل في مسيرة حاشدة مؤيدة للجبهة الوطنية، ما أسفر عن مقتل 28 متظاهرا وإصابة العشرات. نظمت المظاهرة احتجاجا على إفلات المتعاونين مع النازية من العقاب وبسبب القرار العام بنزع السلاح، والذي وقعه الجنرال السير رونالد ماكينزي سكوبي، والذي استثنى القوى اليمينية. استمرت المعركة 33 يوما وأسفرت عن هزيمة الجبهة الوطنية بعد انحازت القوات البريطانية مع الحكومة اليونانية. تم توقيع معاهدة فاركيزا التي وضعت حدا لهيمنة المنظمة اليسارية: تم نزع سلاح جيش التحرير الشعبي جزئيا، في حين فقدت الجبهة الوطنية طابعها التعددي، وأصبحت تحت سيطرة الحزب الشيوعي اليوناني. وفي نفس الوقت، بدأ ما سمي الرعب الأبيض ضد أنصار الجبهة الوطنية والحزب الشيوعي، ما صعد التوترات بين الفصائل السائدة في البلاد.

اندلعت الحرب في عام 1946 عندما اختبأ أنصار جيش التحرير الشعبي السابق وكانوا تحت سيطرة الحزب الشيوعي اليوناني وقاموا بتنظيم الجيش الديمقراطي. دعم الحزب الشيوعي اليوناني هذا المسعى، إذ قرر أنه لا يمكن استخدام السياسة للتعامل مع الحكومة المعترف بها دوليا والتي تشكلت بعد انتخابات عام 1946، والتي قاطعها الحزب الشيوعي اليوناني. شكل الشيوعيون حكومة مؤقتة واستخدموا الجيش الديمقراطي كجناح عسكري لهذه الحكومة. عرضت الدول الشيوعية المجاورة وهي ألبانيا ويوغوسلافيا وبلغاريا الدعم اللوجستي للحكومة المؤقتة، وخاصة للقوات في الشمال.

رغم النكسات التي تعرضت لها القوات الحكومية بين عامي 1946-48، فإن زيادة المعونة الأمريكية، وفشل جيش التحرير باستقطاب المجندين والآثار الجانبية لانفصال تيتو-ستالين أدت في النهاية إلى انتصار القوات الحكومية. قاد النصر النهائي للقوات الحكومية الغربية المتحالفة لدخول اليونان في منظمة حلف شمال الأطلسي، وساعد على تحديد التوازن الأيديولوجي للسلطة في بحر إيجة طيلة سنوات الحرب الباردة. خلفت هذه الحرب مؤسسة أمنية تعادي الشيوعية بشدة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى إنشاء المجلس العسكري اليوناني بين عامي 1967-1974 وخلق إرثا من الاستقطاب السياسي استمر حتى الثمانينات.

نشأة الحرب

مع اقتراب قوات المحور من أثينا في أبريل عام 1941، فر ملك اليونان جورج الثاني وحكومته إلى مصر حيث أعلنوا حكومة في المنفى أعتُرِف بها من قبل المملكة المتحدة ولكن ليس من قبل الاتحاد السوفيتي. شجع ونستون تشرشل جورج الثاني على تعيين مجلس وزارة معتدل، ونتيجة لذلك، لو يوجد سوى اثنين فقط من وزرائه كأعضاء سابقين في نظام الرابع من أغسطس تحت حكم أيوانيس ميتاكاس، واستولى كلاهما على السلطة خلال انقلاب بموافقة من الملك، وحكما البلاد منذ أغسطس 1936. بالرغم من ذلك، لم تكن الحكومة في المنفى بالشيء الجدير بالاهتمام في أذهان معظم الشعب اليوناني، وذلك لأنها كانت عاجزة عن التأثير في الشؤون الداخلية. أنشأ الألمان حكومة متعاونة في أثينا في نفس ذلك الوقت، وكانت حكومة تفتقر إلى الشرعية والدعم. تسبب سوء الإدارة الاقتصادية في ظروف الحرب في حدوث تضخم جامح، ونقص حاد في الموارد الغذائية، وحدوث مجاعة بين السكان المدنيين، وبذلك أصبح نظام الدمية مقوّضًا بشكل أكبر.

مُلِئ فراغ السلطة الذي خلقه الاحتلال بحركات مقاومة عديدة تراوحت بين أيديولوجيات ملكية وشيوعية. وُلدت المقاومة في شرق مقدونيا وتراقيا أولًا حيث كانت الأراضي اليونانية واقعة تحت احتلال القوات البلغارية. بعد ذلك بفترة قصيرة، نُظمت مظاهرات كبيرة في العديد من المدن من قبل المنظمة الوطنية التي عُرفت بحُماة شمال اليونان (واي في إي). ومع ذلك، كانت أكبر مجموعة ظهرت هي جبهة التحرير الوطنية (إي ايه إم)، التي تأسست في 27 سبتمبر 1941 من قبل ممثلي أربعة أحزاب يسارية، معلنة أنها تتبع السياسة السوفيتية المتمثلة في إنشاء جبهة موحدة واسعة ضد الفاشية. حصلت جبهة التحرير الوطنية على دعم العديد من الوطنيين غير الشيوعيين.

شنت جماعات المقاومة هجمات ضد قوى الاحتلال وأقامت شبكات تجسس ضخمة. ومع ذلك، خطط قادة جبهة التحرير الوطنية من الشيوعيين للسيطرة على اليونان بعد الحرب، ولذلك حاولوا السيطرة على مجموعات المقاومة اليونانية الأخرى أو تدميرها، بادئين بذلك حملة إرهاب أحمر. كانت اليونان في حالة فوضى عندما جاء التحرير في أكتوبر عام 1944، وسرعان ما أدت هذه الحالة إلى اندلاع الحرب الأهلية.

تأسس الجناح العسكري لجبهة التحرير الوطنية في فبراير 1942، وعُرف بجيش التحرير الشعبي اليوناني (إي إل ايه إس). رُشح آريس فيلوتشيوتيس، والذي كان عضوًا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، رئيسًا للقيادة العليا في ذلك الجيش، كما كان ستيفانوس سارافيس، الذي كان عقيدًا في جيش ما قبل الحرب اليوناني وأُبعِد خلال نظام ميتاكاس بسبب آرائه، القائد العسكري للجيش. كان الرئيس السياسي لجبهة التحرير الوطنية هو فاسيليس سامارينيوتيس (اسم مستعار لأندرياس تسيماس).

تأسست منظمة حماية النضال الشعبي (أو بي إل إيه) كمليشيات أمنية لجبهة التحرير الوطنية، وكانت تعمل بشكل أساسي في المدن المحتلة وخاصة أثينا. تأسست قوات صغيرة عُرفت بقوات تحرير الشعب اليوناني البحرية (إي إل إيه إن)، وعملت بشكل أساسي حول الجزر اليونانية وبعض المناطق الساحلية الأخرى. كانت هناك منظمات أخرى منحازة للشيوعية، بما في ذلك جبهة التحرير الوطنية (إن أو إف)، والتي تألفت في معظمها من مقدونيين سلاف في منطقة فلورينا، وكان لهم دور حاسم في الحرب الأهلية. كانت حركتا المقاومة الكبيرتان الأخريان هما الرابطة الوطنية الجمهورية اليونانية (إي دي إي إس) بقيادة الضابط الجمهوري السابق بالجيش، العقيد نابليون زيرفاس، وحركة التحرر الوطني والاجتماعي (إي كيه كيه ايه) الليبرالية الاجتماعية بقيادة العقيد ديميتريوس بساروس.

الصراعات الأولى: 1943-1944

قدم الحلفاء الغربيون في البداية أموالًا ومعدات لمنظمات المقاومة جميعها، ولكنهم أعطوا أفضلية خاصة لجيش التحرير الشعبي اليوناني، إذ رأوا أنه الشريك الأكثر جدارة بالثقة وقوة قتالية هائلة من شأنها أن تكون قادرة على خلق مزيد من المشاكل لقوات المحور أكثر من غيرها من حركات المقاومة. مع اقتراب نهاية الحرب، تسبب خوف وزارة الخارجية البريطانية من حدوث انتفاضة شيوعية في ترقبها باستياء لتحول جيش التحرير الشعبي اليوناني إلى جيش تقليدي واسع النطاق، تزامنًا مع تضائل سيطرة الحلفاء عليه تدريجيًا.

بعد الهدنة مع إيطاليا في 8 سبتمبر 1943، سيطر جيش التحرير الشعبي اليوناني على أسلحة الحامية الإيطالية في البلاد. ردًا على ذلك، بدأ الحلفاء الغربيون في تفضيل جماعات المقاومة المناهضة للشيوعية، وزودوهم بالذخيرة والإمدادات والدعم اللوجستي كوسيلة لموازنة نفوذ جيش التحرير المتزايد. توقف تدفق الأسلحة والأموال إلى جيش التحرير تمامًا مع مرور الوقت، وحصلت الرابطة الوطنية الجمهورية اليونانية المنافسة على الجزء الأكبر من دعم الحلفاء.

في منتصف عام 1943، تحول العداء بين جبهة التحرير الوطنية وجيش التحرير الشعبي والحركات الأخرى إلى صراع مسلح. اتُّهِمت الرابطة الوطنية الجمهورية بالخيانة من قبل الشيوعيين وجبهة التحرير الوطنية، والعكس بالعكس. استمرت المجموعات الأصغر الأخرى، مثل حركة التحرر الوطني والاجتماعي، في القتال ضد الاحتلال بأعمال التخريب وغيرها، ورفضوا الانضمام إلى صفوف جيش التحرير الشعبي اليوناني. في حين قبلت بعض المنظمات المساعدة من النازيين في عملياتها ضد جبهة التحرير الوطنية وجيش التحرير الشعبي، لكن الغالبية العظمى من السكان رفضت أي شكل من أشكال التعاون مع سلطات الاحتلال.

بحلول أوائل عام 1944، بعد وقف إطلاق النار الذي تفاوضت عليه بريطانيا (اتفاقية بلاكا)، تدمرت حركة التحرر الوطني والاجتماعي من قبل جبهة التحرير الوطنية وجيش التحرير الشعبي اليوناني، وحوصرت الرابطة الوطنية الجمهورية من قبلهم أيضًا في جزء صغير من إقليم إبيروس، حيث لم يكن بمقدرتها إلا أن تلعب دورًا هامشيًا في بقية الحرب. بحلول عام 1944، تمتع جيش التحرير الشعبي بميزة عددية فيما تعلق بالمقاتلين المسلحين، وضم الجيش أكثر من 50,000 جندي مسلح، و500,000 من الجنود الإضافيين الذين يعملون كاحتياطيين أو موظفي دعم لوجستي. من ناحية أخرى، كان لدى الرابطة الوطنية الجمهورية حوالي 10,000 مقاتل، ولدى حركة التحرر الوطني والاجتماعي حوالي 10,000 رجل.

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. Κουβαράς, Κώστας (1976). O.S.S. Mε Την Κεντρική Του Ε.Α.Μ. Αμερικάνικη Μυστική Αποστολή Περικλής Στην Κατεχόμενη Ελλάδα (باللغة اليونانية). Εξάντας. مؤرشف من الأصل في 19 يوليو 201714 يونيو 2011.
  2. "?". مؤرشف من الأصل في 10 أكتوبر 201702 أبريل 2007.
  3. p. 42) نسخة محفوظة 26 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. Nikos Marantzidis and Giorgos Antoniou. "The Axis Occupation and Civil War: Changing trends in Greek historiography, 1941–2002." Journal of Peace Research (2004) 41#2 pp: 223-231.
  5. Chomsky, Noam (1994). World Orders, Old And New. Pluto Press London.
  6. Robert Service, Comrades!: A History of World Communism by Robert Service (2007) pp 266-68

موسوعات ذات صلة :