الرئيسيةعريقبحث

الحيرة

مستوطنة بشرية

☰ جدول المحتويات


لمعانٍ أخرى، انظر الحيرة (توضيح).
أنقاض أحد المباني في مدينة الحيرة.

الحيرة هي مدينة تاريخية قديمة تقع في جنوب وسط العراق وهي عاصمة المناذرة وقاعدة ملكهم، تقع أنقاضها على مسافة 7 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من مدينتي النجف والكوفة اللتين بفعل الزحف العمراني أصبحتا متلاصقتين، وتمتد الأنقاض من قرب "مطار النجف" حتى "ناحية الحيرة" التابعة لقضاء المناذرة (أبو صخير). ولا تزال ناحية الحيرة التي تشكل جزءا من مدينة الحيرة القديمة مأهولة بالسكان. كانت الحيرة وجنوب العراق بشكل عام يطلق عليهم عربستان تحت الحكم الفارسي الساساني.

عصر الازدهار

موقع الحيرة له تاريخ قديم، الأرجح أنه يرجع إلى زمن مملكة تدمر - حيث ورد اسمها في نص مؤرخ لعام (32م)[1] - أو إلى ما هو أقدم من ذلك، ذكرها من الروم كلوكوس واسطفانوس البيزنطي،[2] ومن السريان يوحنا الأفسوسي[3] ويوشع العمودي[4]، ولكن فترة ازدهارها لم يبدأ إلا مع حكم سلالة المناذرة الذين عمروها واهتموا بها، ولاسيما النعمان بن امرئ القيس. أقدم أبنية تم الكشف عنها في الحيرة ترجع إلى القرن الثالث الميلادي. وبعد ظهور الإسلام فتحت الحيرة صلحا، ودخلت تحت سلطة الخلافة الإسلامية، وفي عام 691 م في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان أُدمجت كثير من ضواحي الحيرة مع الكوفة.

العصر الأوسط

قال فيها الشريف الرضي:

أين بانوك أيها الحيرةُ البيــضاء والموطِئون منك الديارا
والأولى شققوا ثراك من العُشْــبِ وأَجْروا خلالك الأنهارا
المُهيبون بالضيوف إذا هبــت شمالاً والموقدون النارا
كلما بـاخَ ضوؤها أقضموهـابالقُبيبـات مندلياً وغـارا

الحيرة اليوم

الحيرة اليوم هي ناحية تابعة لقضاء المناذرة (أبو صخير)، ويتبع لهذا القضاء أيضا (المشخاب والقادسية)، وهذا القضاء بدوره يقع ضمن محافظة النجف العراقية؛ تشهد الحيرة نموا ملحوظا وسريعا، كان قد انطلق في الثمانينات من القرن العشرين، وهو مستمر إلى يومنا هذا. تشتهر الحيرة دينيّا "بدائرتها" التي هي تمثيل سنوي لواقعة عاشوراء، حيث تجري الواقعة في ساحة كبيرة، وتوزع الأدوار على الممثلين، ويتواصلون بأدائهم سنويا، ويتجدد لهم الإبداع بتجدد السنين.

ثقافة الحيرة

مخطط للكنيسة رقم 11 بحسب بعثة أوكسفورد.

دفن في الحيرة عدد من الجثالقة، هم داد يشوع (456بابوي (484آقاق (496حزقيال (581)، أيشوعياب (595)، جرجس (681)، وإبراهيم الثاني المرجي (850). اشتهرت الحيرة بفنونها وصناعاتها، مثل الغزل والدبغ، وكانت مدينة الغناء، حيث كانت مشهورة بالدف والعود والمزمار، ويذكر أن عددا من الشخصيات درسوا في الحيرة مثل بهرام الخامس الذي تعلم الأدب والفن والفولكلور والفروسية في الحيرة، وتلقى إيليا الحيري ومار عبدا الكبير تعليمهما الديني في الحيرة،[5] وفيها تعلم المرقش الأكبر وأخوه حرملة الكتابة على يد أحد نصاراها.[6]

خصائص العمارة

الطراز الحيري في البناء، والذي يسمى "الصدر والكُمَّين"، يعتبر أشهر الخصائص المعمارية للعمارة في الحيرة؛ بني به أشهر قصور الحيرة: الخورنق والسدير والصنين،[7] ومن القصور الإسلامية قصر المشتى الأموي، وقصور المتوكل العباسي، فانتشر حتى بلغ المغرب،[8] ولايزال النظام الحيري مستعملا في بعض مناطق العراق. يتكون الطراز الحيري من ثلاثة أقسام متداخلة (قد تكون مسطحة أو مقببة)، وهي الإيوان في الوسط "الصدر"، وبناءان في الميمنة والميسرة "كمَّين"، كما هي هيئة تشكيلات الجيش في الحرب،[9] وعادة ما يفتح بابا البنائين الملحقين على الإيوان مباشرة، ويكون لمدخل القصر ثلاثة أبواب: باب كبير وبابان صغيران في جانبين. العناصر المعمارية التي تم الكشف عنها في الحفريات هي أنظمة تسخين المياه، وأنظمة التصريف (للحمامات)، والتبليط بالجص والتبليط بالآجر، ومن أنماط تزيين الجدران الرسوم الحائطية، ولوحات الجص مختلفة الأشكال، منها ماهو على شكل أوراق، ومنها على شكل عناقيد العنب وسعف النخيل، ومن أنظمة تسقيف الإيوان للممرات والعقود البرميلية للقاعات.[10]

التنقيبات الأثرية

ذكرها العالم الأثري الألماني رونو مايسنر في العام 1902، وتم التنقيب العلمي لأول مرة بواسطة بعثة جامعة اوكسفورد عام 1931،[11] ثم البعثة الألمانية عام 1932،[12] ثم قاد الدكتور طه باقر في العام 1938 بعثه عراقية نقبت في الموقع، وبعدها تم التنقيب بواسطة البعثة اليابانية في السبعينات والثمانينات.[13] تم العثور على عديد من اللقى الأثرية، من بينها عملات معدنية، وحلي ذهبية، وجرار تحمل علامة الصليب،[14] وصلبان من البرونز، ومصابيح زجاجية،[15] وأوان وجرار فخارية، وقناني زجاجية، وخرز من العقيق،[16] وقطع فخارية من لونغتشيوان الأخضر،[17] وبعض الكتابات نشرتها د. إريكا هنتر.[18] وفي الفترة القريبة الماضية تم الكشف عن عدد من القصور،[19] والأديرة،[20] واللقى الأثرية[21] في الحيرة، وهي ترجع إلى زمن المناذرة.

مراجع

  1. CIS, II, III, I, P. 157
  2. Glaucus, Fragmenta, P. 409, Muller, Stephen Of Byzantium, Ethnica, P. 276, Meineke, Paulys –Wissowa Elfer Halbbend, 1907, S. 552
  3. John Of Ephesus, 352, 10, 13
  4. Rothstein, S. 13
  5. يوسف رزق غنيمة، ص54
  6. الأغاني، ج 5، ص375
  7. ياقوت الحموي، معجم البلدان، الناشر، دار الفكر، بيروت، ج3، ص431. انظر ايضا: جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج9، ص318.
  8. راجع بحث الدكتور ميخائيل عواد، المنشور في مجلة "الثقافة" المصرية عدد 199 و200 سنة 1942.
  9. بحث للدكتور مصطفى جواد بعنوان (الإيوان والكنيسة في العمارة الإسلامية) منشور في مجلة سومر مجلد 15.
  10. Mesopotamian civilization: the material foundations, Daniel T. Potts. p.203
  11. D. Talbot Rice, The Oxford Excavations at Hira (1931). راجع
  12. المجموعة اللبنانية للإعلام -المنار - تصفح: نسخة محفوظة 10 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  13. The Sāsānids, the Byzantines, the Lakhmids, and Yemen بواسطة Ṭabarī, كليفورد إدموند بوزورث. p.22 (the margain)
  14. جريدة الصباح العراقية - تصفح: نسخة محفوظة 16 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  15. يوسف رزق الله غنيمة، ص49-53
  16. جريدة العدالة - تصفح: نسخة محفوظة 18 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  17. مجلة الصين اليوم عدد نوفمبر 2003 - تصفح: نسخة محفوظة 05 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  18. Hunter, Erica (1996) 'Syriac Inscriptions from al Hira.' Oriens Christianus, 80. راجع
  19. جريدة الشرق الأوسط - تصفح: نسخة محفوظة 18 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
  20. السومرية نيوز - تصفح: نسخة محفوظة 10 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  21. أخبار النجفوكالة براثا الإخبارية - تصفح: نسخة محفوظة 16 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :