الرئيسيةعريقبحث

الدجال (أحمدية)


☰ جدول المحتويات


يقول الأحمديون إنّ الدجال ليس اسما لشخص ضخم، بل هو تعبير عن فتنة عظمى، وأن الأحاديث النبوية المتعلقة به ليست محمولة على ظواهرها، بل هي مجازات واستعارات وتمثيلات. ويرون أنّ حمْل الصفات المخصوصة بالدجال في الأحاديث على الظاهر نوع من الشرك بالله، ذلك أنه لا يمكن لأحد أن يشارك الله في صفاته ويحيي ويميت ويتصرف في ملكوت السموات والأرض وتكون معه جنة ونار كما ورد في ظاهر الروايات.[1] فمفهوم الأحمدية يلخص بأن الدجال هم القسس القادمون من الغرب في القرن الثامن عشر والتاسع عشر بهدف تشويه الإسلام وتزيين المسيحية في عقول أبناء المسلمين الذين كان الفقر والمرض والجهل هو السائد بينهم، وأن هذه العلامات تصف حاله وحالة الأمة التي خرج منها وحالة الظروف وقت خروجه.

نظرة الأحمدية للأحاديث المتعلقة بالدجال

يرى الأحمديون أن الأحاديث النبوية المتعلقة بالدجال في غالبها كشوف ورؤى تحتاج تأويلا، وليست على ظاهرها. ويستدلون بالأحاديث النبوية التالية التي ورد فيها أنها رؤى وكشوف:

  • "ذكر النبي يومًا بين أظهر الناس المسيح الدجال.. أراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم كأحسن ما يُرى من أدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه رَجِل الشعر يقطر رأسه ماءً واضعًا يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت. فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح بن مريم. ثم رأيت رجلا وراءه جعدًا قططًا أعور عين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن واضعًا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت. فقلت من هذا؟ قالوا المسيح الدجال." [2]
  • "بينما أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة.. فإذا رجل أحمر.. فقلت من هذا؟ قالوا الدجال."[2]
  • حديث نواس بن سمعان "كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن."[3]

حيث يفسّر الأحمديون أن الألفاظ "كأني أشبّهه بعبد العزى بن قطن"، "رأيتُني عند الكعبة"، "وبينما أنا نائم".. تصرّح بأنها رؤيا.[4]

تفسير علامات الدجال في الفكر الأحمدي

أعور العين

يرون أن المراد من كون الدجال أعور وأن الله ليس بأعور هو أن الدجال يكون أعمى في الأمور الدينية من حيث الروحانية ولا يتفكر في عقباه، فالعمى هنا هو الضلال، وأما كونه أعور العين اليمنى.. أي لا يؤتى البصيرة الدينية بل يكون غافلاً عن سوء عاقبته. وأما كون عينه الثانية كأنها كوكبٌ درّيّ، فيفسّرون معناه أنه يكون ماهرًا في العلوم الأرضية وبارعًا في الفنون الدنيوية حتى يسبق عقله جميع أهل العقل في الأمور الدنيوية، وأما الأحاديث التي ورد فيها أنه يكون أعور العين اليسرى فيمكن أن يُراد منه بأن وسائل كسب دنياه تكون غير طيبة، وأن كسبه يكون حرامًا. [5]

كـ ف ر المكتوبة على جبينه

تومئ في الفكر الأحمدي إلى أن الدجال يلبس الحق بالباطل ويزخرف القول في أعين الناس ويأتي بعقائد فاسدة وخيالات باطلة التي تنـزع الإيمان من جذور القلوب، ويظهر على الخلق أنه على الحق وما هو على الحق، ولا يكون له دليل حقيقي على صدقه بل يكون كفره أمرًا بواحًا كأنما تتجلى سمة الكفر على جبينه ويدرى على الفور أنه كافر؛ كأن لفظ الكافر مكتوب بين عينيه ويقرأه كل مؤمن قارئ أو غير قارئ، لأن المؤمن الراسخ في إيمانه يستطيع أن يفرق بين الكفر والإيمان ويتفرس بنور القلب في الأمور الدقيقة ويأمن العقائد المضلة، فلا تزل قدمه.[6]

معه جنة ونار

معنى ذلك عند الأحمدية أن الدجال تكون معه أنواع النعيم وأمتعة الترف وأسباب الثروة والدعة بكثرة كأن خزائن الأرض تسير معه أينما حل وارتحل، وهي التي تسمى الجنة، فمن يعتنق دينه وينخدع بخديعته ويشتهي جنته يُقتنص بشرك مكره ويُلقى في نار جهنم، وأما المؤمن المسلم الذي يتقي منه بنفسه ولا يلتفت إلى جنته بل يكابد المصائب والآلام بمخالفته إياه بالصبر ويؤثر ناره على جنته ولا يفتتن بوعوده الخلابة ورغفانه فيلج في جنات النعيم. [7]

إنزال الغيث

يرون أن هذا مجازٌ يشير إلى أن الدجال يحفر الترع من الأنهار ويذهب بها إلى القفار والأرض الخربة ويعمرها، ويستفيد منها كثيرًا ويخرج كنوزها التي كانت مدفونةً فيها من قبل، والمعنى الثاني لنسبة إنزال الغيث إلى الدجال أنه سيخترع الوسائل التي تؤدي إلى إنزال المطر الاصطناعي الذي قد ترى أحيانًا مظاهره عند التجارب العلمية في بعض البلاد، لأن المطر الحقيقي لا ينـزله إلا الله كما ذكرنا آنفًا.[8]

إحياء الموتى

يشير حسب تفسير الأحمدية إلى أن الدجال يأتي من أمة متقدمة في العلوم الطبيّة حتى يبدو أنهم يعيدون الأموات إلى الحياة [9]

حمار الدجال

ورد في هذا الحمار عدة روايات، منها: "يخرج الدجال على حمار أقمر ما بين أذنيه سبعون باعًا" [10] وفي رواية "تحته حمار أقمر طول كل أذنٍ من أذنيه ثلاثون ذراعًا، ما بين حافر حماره إلى الحافر مسيرة يوم وليلة، تطوى له الأرض منهلا، يتناول السحاب بيمينه، ويسبق الشمس إلى مغيبها، يخوض البحر إلى كعبيه، أمامه جبل دخان وخلفه جبل أخضر ينادي بصوت له يسمع به ما بين الخافقين إليَّ أوليائي إليَّ أحبائي." [11] فيعتقد الأحمديون أن هذه الأحاديث تشير إلى وسائل المواصلات ويرون أيضا أن الآيات الكريمة التالية تشير إليها: ﴿ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ۝ [12]، و﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ۝ [13] ..فيفسرون الآيات بأن الله تعالى يخلق مراكب أخرى لا تعلمون الآن ماهيتها وحقيقتها. وورد في الحديث: "ليُترَكُنَّ القِلاصُ فلا يُسعَى عليها." [14] وقد استغنى الناس في هذه الأيام عن العِشار والقِلاص لوجود البواخر والسيارات والقطارات والطائرات التي تجري بسرعة ليلا ونهارًا وتنادي الركاب بصوت جهوري وهي لا تتعب ولا تكلّ، والدخان يصاحبها، وفي موضع آخر قد ورد في أمر ذلك المركب المعهود "توشك أن تخرج نار مِن حبسِ سيلٍ تسير سيرَ بطيئةِ الإبلِ." [15] وهذا متحقق في القطار والبواخر وغير ذلك من المراكب الحديثة، وأما خوضه في البحر إلى كعبيه فلا يخفى على الذي رأى البواخر سابحات في البحار.[16]

المراجع

  1. http://islamahmadiyya.net/books2.asp?book_key=48&magazine=0&book_name - كتاب القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ص55 وص113
  2. البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب واذكر في الكتاب مريم
  3. مسلم، باب ذكر الدجال وصفته
  4. http://islamahmadiyya.net/books2.asp?book_key=48&magazine=0&book_name - كتاب القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ص114
  5. http://islamahmadiyya.net/books2.asp?book_key=76&magazine=0&book_name - إزالة الأوهام ص382
  6. http://islamahmadiyya.net/books2.asp?book_key=48&magazine=0&book_name - كتاب القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ص122ـ123
  7. http://islamahmadiyya.net/books2.asp?book_key=48&magazine=0&book_name - كتاب القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ص123ـ125
  8. http://islamahmadiyya.net/books2.asp?book_key=48&magazine=0&book_name - كتاب القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ص125ـ126
  9. http://islamahmadiyya.net/books2.asp?book_key=48&magazine=0&book_name - كتاب القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ص126ـ128
  10. مشكاة المصابيح
  11. كنـز العمال: الجزء السابع ص266
  12. سورة التكوير، 4
  13. سورة النحل، 8
  14. صحيح مسلم، باب نزول عيسى ابن مريم
  15. كنـز العمال، الجزء السابع ص205
  16. http://islamahmadiyya.net/books2.asp?book_key=48&magazine=0&book_name - كتاب القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ص132ـ133

موسوعات ذات صلة :