الرئيسيةعريقبحث

الصورة النمطية للشرق آسيويين في الولايات المتحدة


☰ جدول المحتويات


الصورة النمطية للشرق آسيويين هي صور نمطية عرقية موجودة في المجتمع الأمريكي حول الجيل الأول من المهاجرين، والمواطنين الأمريكيين المولودين لوالدين هاجرا إلى الولايات المتحدة من دول شرق آسيا (الصين واليابان وكوريا الجنوبية) وكذلك بعض بلدان جنوب شرق آسيا. غالبًا ما تُصور هذه الصور النمطية للشرق آسيويين، كالقوالب النمطية العرقية الأخرى، في وسائل الإعلام السائدة والسينما والموسيقى والتلفزيون والأدب والإنترنت وغيرها من أشكال التعبير الإبداعي في الثقافة والمجتمع الأمريكي.

استوعب المجتمع هذه القوالب النمطية بشكل كبير وجماعي ولكنها حظيت بانعكاسات سلبية بشكل رئيسي على الأمريكيين من أصل شرق آسيوي والمهاجرين من شرق آسيا ضمن التفاعلات اليومية والأحداث الجارية والتشريعات الحكومية.[1][2] غالبًا ما يعكس التصوير الإعلامي للشرق آسيويين تصورًا أمريكيًا بدلًا من التصوير الواقعي الحقيقي للثقافات والعادات والسلوكيات الحقيقية.[1] عانى الأمريكيون الشرق آسيويون في الماضي من التمييز وكانوا ضحايا لجرائم الكراهية المتعلقة بالقوالب النمطية العرقية، إذ استخدُمت تلك القوالب من أجل تعزيز مشاعر كراهية الأجانب.[1][3]

تشتمل الصور النمطية الخيالية على فو مانشو (التي تمثل شخصية آسيوية غامضة ومهددة) وتشارلي تشان (الذي يمثل شخصية آسيوية اعتذارية وخاضعة للقبول و«جيدة»).[4] قد يُصوَر الرجال الآسيويين على أنهم مفترسون كارهون للنساء، وخاصة في دعايات حقبة الحرب العالمية الثانية. صُورت نساء شرق آسيا على أنهن كائنات جنسية عدوانية أو انتهازية أو نساء استغلاليات باحثات عن الذهب،[5] أو «سيدات تنانين» مكرة. يتناقض هذا مع القوالب النمطية الأخرى «أطفال زهرة اللوتس» المخادعين، أو «دمى الصين»، أو «فتيات الغيشا»، أو المومسات.[6] قد تكون الصورة النمطية للمرأة القوية كـ«الأم النمر»، وقد يُصور كل من الرجال والنساء كأقليات نموذجية، مع نجاح وظيفي.

الإقصاء أو العداء

الخطر الأصفر

يشير مصطلح «الخطر الأصفر» إلى خوف الشعوب البيضاء -الذي بلغ ذروته في أواخر القرن التاسع عشر- من أن السكان الأوروبيين في أستراليا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا وكندا والولايات المتحدة سيُشردون بسبب التدفق الهائل للمهاجرين من شرق آسيا؛ الذين سوف يملؤون الأمة بثقافة وخطابات أجنبية غير مفهومة لأولئك الموجودين بالفعل وقد يسرقون الوظائف بعيدًا عن السكان الأوروبيين وأنهم سينجحون في النهاية ويدمرون حضارتهم وطرق حياتهم وثقافتهم وقيمهم. أشار المصطلح أيضًا إلى الخوف من فكرة أن مجتمعات شرق آسيا سوف تغزو وتهاجم المجتمعات الغربية، وتشن حربًا معها وتؤدي إلى تدميرها وزوالها في نهاية المطاف. جرى التعبير عن العديد من المشاعر المعادية لآسيا خلال ذلك الوقت من قبل السياسيين والكتاب، وخاصة على الساحل الغربي، مع عناوين مثل «الخطر الأصفر» (لوس أنجلوس تايمز 1886) و«مؤتمر تأييد الإقصاء الصيني» (نيويورك تايمز 1905)[7] وقانون الاستبعاد الياباني اللاحق. حدد قانون الهجرة الأمريكي لعام 1924 عدد الآسيويين لأنهم اعتبروا عرقًا «غير مرغوب به».[8]

امتلكت أستراليا مخاوف مماثلة وأدخلت سياسة أستراليا البيضاء التي قيدت الهجرة بين عامي 1901 و1973، مع استمرار بعض عناصر السياسات حتى الثمانينيات. في 12 فبراير 2002، اعتذرت هيلين كلارك -رئيسة وزراء نيوزيلندا آنذاك- للصينيين الذين دفعوا ضريبة الاقتراع وعانوا من التمييز، ولذرياتهم. وذكرت أيضًا أن مجلس الوزراء قد أذن لها بالإضافة إلى وزير الشؤون العرقية بالسعي مع ممثلي أسر المستوطنين الأوائل إلى إيجاد شكل من أشكال المصالحة يكون ملائمًا ومفيدًا للمجتمع الصيني.[9] وبالمثل، فرضت كندا ضريبة على المهاجرين الصينيين إلى كندا في أوائل القرن العشرين؛ قُدم اعتذار حكومي رسمي في عام 2007 (مع تعويض دافعي الضرائب الباقين على قيد الحياة وأحفادهم).[10]

أجنبي دائم

يوجد اعتقاد واسع الانتشار بأن سكان شرق آسيا لا يُعدون أمريكيين حقيقيين، بل يُعتبرون «أجانب دائمون».[11][12] يبلغ الأمريكيون الآسيويون عن سؤال يواجهوه دائمًا:«من أين أنت حقًا؟» من قبل أميركيين آخرين، بغض النظر عن المدة التي عاشوها هم أو أسلافهم في الولايات المتحدة وكانوا جزءًا من مجتمعها.[13]

ينظر الكثير من الأمريكيين إلى الأمريكيين الشرق آسيويين ويعاملونهم ويصورونهم على أنهم أجانب «دائمون» غير قادرين على الاندماج بطبيعتهم بغض النظر عن الجنسية أو مدة الإقامة في الولايات المتحدة.[14][15] قدم لينغ تشي وانغ، الأستاذ الفخري للدراسات الأمريكية الآسيوية في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وجهة نظر مماثلة. يؤكد وانغ أن التغطية الإعلامية السائدة للمجتمعات الآسيوية في الولايات المتحدة كانت «بائسة» دائمًا.[16] يقول:«في عيون وسائل الإعلام الرئيسية وصانعي السياسة، الأمريكيون الآسيويون غير موجودين. إنهم ليسوا على رادارهم ... وهذا هو نفسه بالنسبة للسياسة».[16]

شخصية آي.واي.يونيوشي التي مثلها بليك إدواردز في الفيلم الكوميدي الرومانسي الأمريكي الذي صدر في عام 1961 الإفطار عند تيفاني هو أحد الأمثلة التي انتُقدت على نطاق واسع من قبل المعايير السائدة. في عام 1961، صرحت صحيفة النيويورك تايمز أن شخصية «ميكي روني» اليابانية بارزة الأسنان وقصيرة النظر غريبة بشكل كبير.[17] في عام 1990 ، انتقدت صحيفة بوسطن غلوب تصوير روني بصفته «مهووسًا نزقًا ذو شخصية عرقية هجومية».[18] يشير النقاد إلى أن شخصية السيد يونيوشي عززت الدعاية المعادية لليابان في زمن الحرب من أجل استبعاد الأمريكيين اليابانيين والتوقف عن معاملتهم بصفتهم مواطنين طبيعيين، بدلًا من الرسوم الكاريكاتورية البغيضة.[19][20]

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. Kashiwabara, Amy, Vanishing Son: The Appearance, Disappearance, and Assimilation of the Asian-US Man in US Mainstream Media, UC Berkeley Media Resources Center, مؤرشف من الأصل في 11 أبريل 2001
  2. Felicia R. Lee, "'Model Minority' Label Taxes Asian Youths," New York Times, March 20, 1990, pages B1 & B4.
  3. Matthew Yi; et al. (April 27, 2001). "Asian Americans seen negatively". The San Francisco Chronicle. مؤرشف من الأصل في 15 أغسطس 200114 يونيو 2007.
  4. William F. Wu, The Yellow Peril: Chinese Americans in American Fiction, 1850–1940, Archon Press, 1982.
  5. Geert Hofstede, Gender Stereotypes and Partner Preferences of Asian Women in Masculine and Feminine Cultures: Journal of Cross-Cultural Psychology, Vol. 27, No. 5, 533–546 (1996).
  6. Tajima, R. (1989). Lotus blossoms don't bleed: Images of Asian women., Asian Women United of California's Making waves: An anthology of writings by and about Asian American women, (pp 308–317), Beacon Press.
  7. "Conference Indorses Chinese Exclusion; Editor Poon Chu Says China Will... – Article Preview – The". New York Times. December 9, 1905. مؤرشف من الأصل في 26 يوليو 201821 فبراير 2010.
  8. History World: Asian Americans, مؤرشف من الأصل في 08 نوفمبر 2018
  9. Neumann, Klaus; Tavan, Gwenda, المحررون (February 12, 2002). Office of Ethnic Affairs – Formal Apology To Chinese Community. Archives of Australian National University. doi:10.22459/DHM.09.2009.  . مؤرشف من الأصل في 03 مايو 2013December 3, 2013.
  10. "Chinese Immigration Act 1885, c". Asian.ca. مؤرشف من الأصل في 26 نوفمبر 201921 فبراير 2010.
  11. Frank H. Wu. "Asian Americans and the Perpetual Foreigner Syndrome". مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 200714 يونيو 2007.
  12. Lien, Pei-te; Mary Margaret Conway; Janelle Wong (2004). "asian americans" perpetual foreigners&pg=PA7 The politics of Asian Americans: diversity and community. Psychology Press. صفحة 7.  . مؤرشف من الأصل في 06 يونيو 2020February 9, 2012. In addition, because of their perceived racial difference, rapid and continuous immigration from Asia, and on going detente with communist regimes in Asia, Asian Americans are construed as "perpetual foreigners" who cannot or will not adapt to the language, customs, religions, and politics of the American mainstream.
  13. Wu, Frank H. (2003). "asian americans" perpetual foreigners&pg=PA79 Yellow: race in America beyond black and white. بيزيك بوكس . صفحة 79.  . مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 2016February 9, 2012.
  14. Neil Gotanda, "Exclusion and Inclusion: Immigration and American orientalism".
  15. Johnson, Kevin (1997), Racial Hieracrchy, Asian Americans and Latinos as Foreigners, and Social Change: Is Law the Way to Go, Oregon Law Rev., 76, pages 347–356
  16. "Loss of AsianWeek Increases Hole in Asian-American Coverage – NAM". News.ncmonline.com. مؤرشف من الأصل في 14 يوليو 201121 فبراير 2010.
  17. Weiler, A.H. (October 6, 1961). "The Screen: Breakfast at Tiffany's: Audrey Hepburn Stars in Music Hall Comedy". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 06 يونيو 202024 سبتمبر 2011.
  18. Koch, John (April 1, 1990). "Quick Cuts and Stereotypes". [[بوسطن غلوب|]]. [[بوسطن|]]. مؤرشف من الأصل في 08 نوفمبر 201224 سبتمبر 2011.
  19. Yang, Jeff (17 July 2011). "Breakfast at Tiffany's' protest is misguided: Let's deal openly with the film's Asian stereotypes". NY Daily News. مؤرشف من الأصل في 22 يوليو 201119 يوليو 2011.
  20. Kerr, David. "Stereotypes in the Media". mrkerronline. مؤرشف من الأصل في 05 نوفمبر 2019May 1, 2017.

موسوعات ذات صلة :