العلاج ببول الإبل[1] هو استعمال بول الإبل اعتقادًا بمعالجته للأمراض العضوية في جسم الإنسان،[2] ويؤمن بهذا العلاج بعض المسلمون السُّنَّة والشيعة، [3] يوجد جدل حول فعالية بول الإبل في المعالجة، وتوجد دراسة علمية نشرت على موقع NCBI تقول أن بول الأبل يحتوي على مواد مضادة للسرطان.[4] نصحت منظمة الصحة العالمية بتجنب بول الإبل، حيث تم الربط بينه وبين متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.[5] يعتقد أن لدى الجمال علاقة بانتقال المرض إلى البشر ولكن من غير المؤكد كيف يحدث ذلك.[6]
في التراث الإسلامي
روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك قال: «أن ناسا، اجتووا في المدينة فأمرهم النبي ﷺ أن يلحقوا براعيه ـ يعني الإبل ـ فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها، حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل، فبلغ النبي ﷺ فبعث في طلبهم، فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم، وسَملَ أعينهم. قال قتادة فحدثني محمد بن سيرين أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود.[7]» قال أهل اللغة: الجوى داء يصيب الجوف. وفي رواية ثابت عن أنس: «إن ناسا كان بهم سقم قالوا: يا رسول الله آونا وأطعمنا»، وفي رواية غيلان «كان بهم هزال شديد»، وفي رواية أبي سعد «مصفرة ألوانهم»، وفي رواية همام عن قتادة عن أنس «فعظمت بطونهم»، فهذه الروايات توضح مفهوم الأمراض التي كانت عندهم، مثل اصفرار اللون، والهزال الشديد، وعظم البطون (الاستسقاء)[8].
عند الشيعة يجوز التداوي ببول الإبل وبول غيرها مما يؤكل لحمه سواء، وقال السيد السيستاني : لا بأس بشرب أبوال الانعام الثلاثة للتداوي وان لم ينحصر العلاج بها، وذكر العلامة الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي، المتوفى سنة 1104 هـ - 1731م في كتابه المشهور "وسائل الشريعة" «باب جواز شرب أبوال الإبل والبقر والغنم ولعابها والاستشفاء بأبوالها وبألبانها» عدة نصوص مروية بالإسناد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، مما يمكن العودة إليها في هذا الكتاب ومنها : «عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن بول البقر يشربه الرجل قال: إن كان محتاجاً إليه يتداوى به يشربه، وكذلك أبوال الإبل والغنم». -2 «عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن موسى- الكاظم- عليه السلام يقول: أبوال الإبل خير من ألبانها، ويجعل الله الشفاء في ألبانها».[9]
كلام ابن سينا
وقد نقل ابن القيم في مؤلفه زاد المعاد عن الطبيب ابن سينا صاحب كتاب القانون في الطب في علاج الاستسقاء: «وأنفعُ الأبوال: بَوْل الجمل الأعرابى، وهو النجيب.. انتهى.[10]»، «وبول الجمل شديد النفع من الخشم ويفتح سدد المصفاة بقوة شديدة جداً..... وبول الجمل ينفع في الاستسقاء وصلابة الطحال لا سيما مع لبن اللقاح.»[11]
وقد وصف ابن سينا في علاج الاستسقاء بأنواعه في كتابه القانون في الطب حيث قال: «ومن المعاجين وخصوصاً بعد التنقية الترياق والمثروديطوس ودواء الكركم ودواء اللك والكلكلانج البزوري وربما سقوا من ألبان الإبل الأعرابية وأبوالها وخصوصاً في الأبدان الجاسية القوية وخصوصاً إذا أزمن سوء القنية وكاد يصير استسقاء. وربما سقوا أوقيتين من أبوال الإبل من سكنجبين إلى نصف مثقال أو أكثر وكذلك في أبوال المعز.» وأيضا «وقد يخلط بأبوال الإبل وقد يقتصر عليها طعاماً وشراباً وقد يضاف إليها طعام غيرها.»[12]
وقال في علاج أمراض الطحال: «يؤخذ منه كل يوم درهمان ويتبع ببول والانتفاع بألبان الإبل وأبوالها شديداً جداً............. يؤخذ منه ملعقة ببول الابل او بول البقر او قشور الكبر اربعة دراهم راوند طويل درهمين بزر الفنجنكشت والفلفل من كل واحد ستة دراهم يتخذ منه اقراص.»[13]
أبحاث
- كشف عميد كلية العلوم الرباط و مدير المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة السودانية عن تجربة علمية باستخدام (بول الإبل) لعلاج أمراض الاستسقاء وأورام الكبد أثبتت نجاحها لعلاج المرضى المصابين بتلك الأمراض[14].
- كما قامت إحدى الباحثات في السعودية بتطوير علاجاً لبعض الأمراض الجلدية وبعض الجروح باستخدام أبوال الإبل حيث أنتجت مرهما محضرا من بول الإبل وحصلت على براءة اختراع من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في السعودية وحصلت عن هذه الفكرة على ميدالية فضية وشهادة تقدير من معرض الاختراعات الدولي الذي عقد في العاصمة السويسرية جنيف في دورته الثالثة والثلاثين في عام 2005 وحصلت على الميدالية الذهبية للمرأة المخترعة من المنظمة العالمية للملكية الفكرية عن العلاج ببول الإبل.[15]
الجدل حول الموضوع
على الرغم من وجود حديث للنبي محمد عن التداوي ببول الإبل إلا أن علماء العصر الحديث حذروا بشدة من استخدامه، وقالوا بأنه يسبب أمراضًا كثيرة نظرا لوجود الكثير من المواد شديدة السمية التي تتوفر في بول الإبل بالذات وتركيز مادة اليوريا السامة جدا فيها أكثر من أي كائن حي آخر، نظرا لطبيعة الجمل الذي يعيش في الصحراء والذي يستخلص أكثر كمية ممكنة من الماء عن البول. وهناك العديد من الحالات التي سجلت والتي انتهت إلى المستشفيات بعد تناوله.[16]
تحذيرات
- حذرت منظمة الصحة العالمية قائلة إلى أن يتسنى فهم المزيد عن فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "(كورونا)" يجب على مرضى داء السكري والفشل الكلوي وأمراض الرئة المزمنة والأشخاص منقوصوا المناعة من عدم مخالطة الجِمال وأن يتجنبوا شرب لبنها النيء أو بولها أو أكل اللحم الذي لم يتم طهيه على النحو السليم.[17]
مقالات ذات صلة
مراجع
- العسقلاني, أحمد بن علي بن حجر (1986م). "شروح الحديث، فتح الباري شرح صحيح البخاري (باب الدواء بأبوال الإبل)". موقع مقالات إسلام ويب. مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 2016.
- صحيفة الجمهورية اليمنية، التداوي بأبوال الإبل..حقيقة أم خيال،14-2-2016. نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- مسالك الأفهام - الشهيد الثاني - ج 12 - الصفحة 91 - تصفح: نسخة محفوظة 17 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- Camel urine components display anti-cancer properties in vitro. - تصفح: نسخة محفوظة 13 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
- Groll, Elias. "WHO: To Avoid MERS, Don't Drink Camel Urine". Foreign Policy (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 26 يوليو 201916 مارس 2020.
- Zumla, Alimuddin; Hui, David S; Perlman, Stanley (2015-09-05). "Middle East Respiratory Syndrome". Lancet (London, England). 386 (9997): 995–1007. doi:10.1016/S0140-6736(15)60454-8. ISSN 0140-6736. PMID 26049252. مؤرشف من الأصل في 17 فبراير 2020.
- باب الدواء بأبوال الإبل،رقم 5748، كتاب الطب، فتح الباري في شرح صحيح البخاري - تصفح: نسخة محفوظة 21 أغسطس 2007 على موقع واي باك مشين.
- التداوي بألبان الإبل وأبوالها، جامعة أم القرى - تصفح: نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
- دار احياء التراث، طهران 1387هـ الجزء 17 الباب 59 أبواب الأطعمة المباحة ص87
- فصل: في هَدْيه صلى الله عليه وسلم في داء الاستسقاء وعلاجه، في الطب النبوي، الجزء الرابع، زاد المعاد في هدي خير العباد - تصفح: نسخة محفوظة 28 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
- الفصل الثاني حرف الباء، القانون في الطب، ابن سينا - تصفح: نسخة محفوظة 2020-05-23 على موقع واي باك مشين.
- فصل في سوء القنية، القانون في الطب، ابن سينا - تصفح: نسخة محفوظة 2020-05-23 على موقع واي باك مشين.
- فصل في اورام الطحال الحارة والمعالجة، القانون في الطب، ابن سينا - تصفح: نسخة محفوظة 14 مايو 2006 على موقع واي باك مشين.
- عالم سوداني يكشف خواص علاجية جديدة لعلاج امراض الاستسقاء واورام الكبد، وكالة الأنباء الكويتية كونا، 19 يونيو 2002 نسخة محفوظة 2020-05-23 على موقع واي باك مشين.
- مخترعة سعودية تفوز بميداليتين فضيتين من معرض الاختراعات الدولي في جنيف: أحلام العوضي طورت علاجا لأمراض جلدية باستخدام بول الإبل، جريدة الشرق الأوسط، 8 يونيو 2005 نسخة محفوظة 2020-05-23 على موقع واي باك مشين.
- نقل رجلان تركيان إلى المستشفى بعد تناولهما بول الإبل - تصفح: نسخة محفوظة 01 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
- الإنذار والاستجابة على الصعيد العالمي (GAR)، منظمة الصحة العالمية. نسخة محفوظة 26 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.