تأسست العلاقات بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا والعلاقات بين الحلف العسكري لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الروسي في عام 1991 في إطار مجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية.[1][2] انضمت روسيا في عام 1994 إلى برنامج الشراكة من أجل السلام، ووقع حلف شمال الأطلسي وروسيا منذ ذلك الحين عدة اتفاقيات مهمة فيما يخص التعاون بينهما.[3] وفقًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد طرح فكرة انضمام روسيا إلى حلف شمال الأطلسي على الرئيس بيل كلينتون في عام 2000 أثناء زيارته لموسكو، ورد عليه كلينتون بأنه «لا يمانع ذلك».[4]
تأسس مجلس روسيا وحلف شمال الأطلسي في عام 2002 من أجل معالجة القضايا الأمنية والمشاريع المشتركة. يتطور التعاون بين روسيا وحلف شمال الأطلسي الآن في العديد من القطاعات الرئيسية، بما في ذلك: مكافحة الإرهاب، والتعاون العسكري، والتعاون في أفغانستان (بما في ذلك النقل الروسي لقوات المساعدة الدولية غير العسكرية لإرساء الأمن في أفغانستان، ومحاربة إنتاج المخدرات المحلية)، والتعاون الصناعي، ومنع انتشار الأسلحة.[5]
قرر حلف شمال الأطلسي بالإجماع في 1 أبريل من عام 2014 تعليق التعاون مع الاتحاد الروسي، استجابة للأزمة الأوكرانية.[6] أعلن وزير الخارجية الاتحاد الروسي سيرغي لافروف تأييده لاستئناف التعاون العسكري مع حلف شمال الأطلسي في 18 فبراير من عام 2017.[7] اجتمع المجلس تمهيدًا لمؤتمر وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل، بلجيكا في أواخر مارس من عام 2017.[8]
التعاون في مرحلة ما بعد الحرب الباردة
بدأ حلف شمال الأطلسي والاتحاد السوفيتي (روسيا الآن) في إجراء محادثات على عدة مستويات بعد سقوط جدار برلين في ألمانيا، بما في ذلك الضغط المستمر فيما يتعلق بمعاهدات الحد من التسلح مثل اتفاقية القوات المسلحة التقليدية في أوروبا. زار وزير الخارجية السوفيتي شيفاردنادزه مقر حلف شمال الأطلسي لأول مرة في 19 ديسمبر من عام 1989، وتلا ذلك بدء محادثات غير رسمية في عام 1990 بين حلف شمال الأطلسي وقادة السوفييت العسكريين.[9] زار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مانفريد ورنر مدينة موسكو في يوليو من عام 1990، بهدف مناقشة التعاون المستقبلي، الذي كان الأول من نوعه ضمن العلاقات بين حلف شمال الأطلسي وروسيا.[10]
بدأت الاتصالات والتعاون بشكل رسمي بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في عام 1991، في إطار مجلس التعاون شمال الأطلسي (الذي أُعيدت تسميته لاحقًا ليصبح مجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية)، وترسخت أكثر مع انضمام روسيا إلى برنامج الشراكة من أجل السلام في 22 يونيو من عام 1994.[11]
وقعت فرنسا وحلف شمال الأطلسي وروسيا على القانون التأسيسي للعلاقات المشتركة والتعاون والأمن في 27 مايو من عام 1997 خلال اجتماع قمة حلف شمال الأطلسي في باريس، الأمر الذي شكل خارطة طريق التعاون بين حلف شمال الأطلسي وروسيا. صرحت الأطراف المشاركة في القمة بأنها لا تعتبر بعضها البعض خصومًا، وبأنها «ستؤسس معًا سلامًا دائمًا وشاملًا في المنطقة الأوروبية الأطلسية على مبادئ الديمقراطية والأمن التعاوني، معتمدين في ذلك على الالتزام الدائم بأعلى مستوى سياسي».[12]
تواصل حلف شمال الأطلسي مع روسيا في ديسمبر من عام 2009 من أجل الحصول على المساعدة في قضية أفغانستان، وطلب الإذن للتحالف لنقل البضائع (بما في ذلك ربما العسكرية) فوق الأراضي الروسية لإيصالها إلى أفغانستان، وتوفير المزيد من طائرات الهليكوبتر للقوات المسلحة الأفغانية.[13] رفضت روسيا حتى اليوم هذه الطلبات، على الرغم من أنها استمرت في السماح بمرور الإمدادات غير العسكرية عبر أراضيها.[14]
شارك حلف شمال الأطلسي وروسيا في أول مناورة عسكرية مشتركة بينهما في 6 يونيو من عام 2011، أطلق عليها اسم «فيجيلينت سكايز 2011». تُعتبر هذه العملية المشروع العسكري المشترك الثاني فقط بين حلف شمال الأطلسي وروسيا منذ الحرب الباردة، إذ ضم التدريب العسكري الأول المشترك بينهما غواصة وبدأ في 30 مايو من عام 2011.[15]
ظهرت بعض الاحتجاجات في روسيا نتيجة انضمام بلادهم لحلف شمال الأطلسي في أبريل من عام 2012، وتتكون مجموعات المحتجين في الغالب من الجماعات القومية المتطرفة واليسارية الموالية.[16]
أفادت وكالة رويترز في فبراير من عام 2014 بتجهيز روسيا وحلف شمال الأطلسي لخطط تهدف إلى حراسة سفينة الدحرجة والحاويات إم في كيب راي بشكل مشترك خلال استعمالها من أجل تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية.[17]
الإيديولوجية والبروباغندا
يُزعم تورط كل من روسيا وحلف شمال الأطلسي في حرب البروباغندا، إذ يمول كلا الجانبين العديد من وسائل الإعلام التي تساعد في نشر رسالتهم.[18] تمول روسيا بعض الهيئات الإذاعية الدولية مثل آر تي وروسيا اليوم (بما في ذلك سبوتنيك) وإيتار تاس،[19] بالإضافة إلى العديد من شبكات الإعلام المحلية.[20][21] تمول دول حلف شمال الأطلسي هيئات إذاعية دولية مثل صوت أمريكا وبي بي سي وورد سيرفيس. انتقدت وسائل الإعلام الروسية الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص.[22] قطعت روسيا البث الإذاعي لصوت أمريكا في عام 2014، بعد انتقاد هذه الهيئة الإذاعية لأفعال روسيا في أوكرانيا. سجلت الحرية الإعلامية الروسية درجات منخفضة وفق مؤشر حرية الصحافة التابع لمنظمة مراسلون بلا حدود، إذ تحدد روسيا حصص الملكية الأجنبية للمنظمات الإعلامية بما لا يزيد عن 20٪.[23] دعت المملكة المتحدة والدنمارك وليتوانيا وإستونيا الاتحاد الأوروبي في يناير من عام 2015 إلى مواجهة البروباغندا الروسية بشكل مشترك من خلال إنشاء «منصة دائمة» للعمل مع حلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بالاتصالات الاستراتيجية وتعزيز وسائل الإعلام المحلية الناطقة باللغة الروسية.[24]
صرحت الممثلة السامية للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني في 19 يناير من عام 2015 عن نية الاتحاد الأوروبي لإنشاء هيئة إعلامية جماهيرية ناطقة باللغة الروسية تستهدف الجمهور الناطق باللغة الروسية في دول الشراكة الشرقية: أرمينيا، وأذربيجان، وبيلاروسيا، وجورجيا، ومولدوفا، وأوكرانيا، بالإضافة إلى الناطقين بالروسية في دول الاتحاد الأوروبي.[25][26]
قدم فلاديمير بوتين الأوراسية و«البوتينية» كبديل لمثل الحضارة الغربية التي تتبناها العديد من دول حلف شمال الأطلسي. تجمع البوتينية بين رأسمالية الدولة والسلطوية القومية. فقد بوتين وروسيا ككل احترامهما لقيم الغرب وسلطته الأخلاقية، ما خلق «فجوة قيم» بين روسيا والغرب. روج بوتين لنظرته للقيم الروسية المحافظة، وشدد على أهمية الدين.[27] قسمت حقوق المثليين روسيا والعديد من دول حلف شمال الأطلسي، إذ استخدمت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية قوتها الناعمة لتعزيز حماية حقوق المثليين في أوروبا الشرقية. من ناحية أخرى، وقفت روسيا في وجه حرية المثلية الجنسية وحصلت على دعم معارضي زواج المثليين.[25]
صرح ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم فلاديمير بوتين في مارس من عام 2016 بأن روسيا تخوض «حرب معلومات» مع «وسائل الإعلام الأنجلو ساكسونية» في المقام الأول.[28]
المراجع
- "NATO's Relations With Russia". NATO Public Diplomacy Division, Belgium. 6 April 2017. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202026 مايو 2017.
- "NATO Strategic Concept for the Defence and Security of the Members of the North Atlantic Treaty Organization" ( كتاب إلكتروني PDF ). NATO Public Diplomacy Division, Belgium. 20 November 2010. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 10 أبريل 202026 مايو 2017.
- "NATO PfP Signatures by Date". NATO Public Diplomacy Division, Belgium. 10 January 2012. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202022 أبريل 2016.
- Putin suggested Russia joining NATO to Clinton. الصحيفة الهندوسية. Published 12 June 2017. Retrieved 14 December 2017. نسخة محفوظة 2020-04-10 على موقع واي باك مشين.
- Cook, Lorne (25 May 2017). "NATO: The World's Largest Military Alliance Explained". www.MilitaryTimes.com. The Associated Press, US. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202026 مايو 2017.
- "Ukraine Crisis: NATO Suspends Russia Co-operation". BBC News, UK. 2 April 2014. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202002 أبريل 2014.
- "Russian Foreign Minister Lavrov: NATO Expansion Led to Tension in Europe Unprecedented in Last 30 Years". Russia Today. 18 February 2017. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202026 مايو 2017.
- Barnes, Julian E., "Russian, NATO Diplomats Discuss Military Deployments in Baltic Sea Region" (الاشتراك مطلوب), The Wall Street Journal, US, 30 March 2017. Retrieved 2017-03-30. نسخة محفوظة 10 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- "NATO Declassified - Old adversaries become new partners". مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 2020.
- "NATO Declassified - First NATO Secretary General in Russia". مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 2020.
- "The NATO-Russia Archive - Formal NATO-Russia Relations". Berlin Information-Center For Translantic Security (BITS), Germany. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202022 أبريل 2016.
- NATO. "NATO - Official text: Founding Act on Mutual Relations, Cooperation and Security between NATO and the Russian Federation signed in Paris, France, 27-May.-1997". NATO. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202022 أبريل 2016.
- NATO chief asks for Russian help in Afghanistan رويترز Retrieved on 9 March 2010 نسخة محفوظة 2020-04-10 على موقع واي باك مشين.
- Moscow denies NATO access to Afghanistan آر تي (شبكة تلفاز) Retrieved on 9 March 2010 نسخة محفوظة 2020-04-10 على موقع واي باك مشين.
- "Russian and Nato jets to hold first ever joint exercise". Telegraph.co.uk. 1 June 2011. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202022 أبريل 2016.
- Kramer, Andrew E. (21 April 2012). "Russians Protest Plan for NATO Site in Ulyanovsk". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 2020.
- "Exclusive: Russia, NATO Plan Joint Operation on Syria's Chemical Weapons". New York Times. Reuters. 14 February 2014. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202014 فبراير 2014.
- Dejevsky, Mary (11 April 2014). "News of a Russian arms buildup next to Ukraine is part of the propaganda war". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202025 ديسمبر 2014.
- Matlack, Carol (4 June 2014). "Does Russia's Global Media Empire Distort the News? You Be the Judge". Bloomberg. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202025 ديسمبر 2014.
- Spiegel Staff (30 May 2014). "The Opinion-Makers: How Russia Is Winning the Propaganda War". Der Spiegel. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202025 ديسمبر 2014.
- Tetrault-Farber, Gabrielle (12 May 2014). "Poll Finds 94% of Russians Depend on State TV for Ukraine Coverage". The Moscow Times. مؤرشف من الأصل في 14 يوليو 201625 ديسمبر 2014.
- Lally, Kathy (10 April 2014). "Moscow turns off Voice of America radio". Washington Post. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202024 ديسمبر 2015.
- "Four EU Countries Propose Steps to Counter Russia's Propaganda". Bloomberg. 16 January 2015. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202020 يناير 2015.
- "Mogherini: EU may establish Russian-language media". Reuters. 19 January 2015. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202020 يناير 2015.
- Hoare, Liam (26 December 2014). "Europe's New Gay Cold War". Slate. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 يناير 2015.
- Herszenhorn, David (11 August 2013). "Gays in Russia Find No Haven, Despite Support From the West". New York Times. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202023 ديسمبر 2014.
- "Russia Redefines Itself and Its Relations with the West", by Dmitri Trenin, The Washington Quarterly, Spring 2007 نسخة محفوظة 2020-04-10 على موقع واي باك مشين.
- "В Кремле рассказали о состоянии информационной войны с англосаксами". مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202022 أبريل 2016.