المتحف الوطني السويدي (بالسويدية: nationalmuseu) هو المتحف المركزي الحكومي في ستوكهولم وهو أكبر متحف فني في السويد.[1][2][3] حيث يضم مجموعات من اللوحات الفنية والمنحوتات و أعمال فنية على الورق والتي يعود تاريخها من عام 1500 م إلى 1900 م. كما يضم المتحف مجموعات من الفنون التطبيقية والعناصر التصميمية من عام 1500 إلى يومنا هذا. يبلغ العدد الكلي للعناصر الموجودة في المتحف قرابة ال 600,000 عنصر. يقع المتحف في شبه جزيرة بلاسي هولمن في ستوكهولم, في المبنى الذي تم تصميمه لهذا الغرض من قبل المهندس المعماري الألماني فريدريك أوغست ستولر. و تم الانتهاء من بناءه في عام 1866 م، ولكن تاريخ المتحف أقدم من ذلك حيث يعود إلى 28 حزيران 1792 عندما تم إنشاء المتحف الملكي Konglig Museum. و يعتبر المتحف الوطني السويدي من أقدم المتاحف الفنية في أوروبا.
المتحف الوطني السويدي | |
---|---|
المتحف الوطني السويدي
| |
الموقع | ستوكهولم |
الدولة | السويد |
سنة التأسيس | 28 يونيو 1792 |
تاريخ الافتتاح الرسمي | 1792 |
الموقع الإلكتروني | الموقع الرسمي، والموقع الرسمي |
رقم الهاتف | +46-8-519-543-00 |
الرمز البريدي | 10324، و111 49 |
نقلت الأعمال الفنية إلى شبه جزيرة بلاسي هولمن بشكل جزئي بعد أن كانت مخزنة مسبقاً في المتحف الملكي Konglig Museum و الذي افتتح عام 1794م في شمال logårdsflygeln في القصر الملكي في ستوكهولم. و كما هو الحال في العديد من المتاحف الحكومية الأخرى فإن المجموعات الفنية الموجودة في المتحف الوطني السويدي تعود إلى أجيال من المقتنيات الملكية والتي وضعت لأسباب مختلفة تحت ملكية الدولة. فمثلاً يمكن رؤية مقتنيات الملك غوستاف فاسا في المتحف الوطني.
تمتد أنشطة المتحف خارج مبنى المتحف أيضاً. على سبيل المثال يضم المتحف الوطني مجاميع مقتنيات الصور الشخصية"البورتريه" الحكومية والموجودة في قلعة غريبس هولم. كما أن هناك كم واسع من ودائع المتحف تعود للعديد من الهيئات والمؤسسات الفنية. بالإضافة إلى أنه يتم عرض العديد من العناصر التابعة لمجموعات المتحف في العديد من المؤسسات المتحفية والحكومية الأخرى في جميع أنحاء البلاد. يعتبر برينديت آريل كبير الرؤساء في المتحف الوطني حالياً ويبلغ عدد الموظفين حوالي 150 موظفاً.
التاريخ
بداية تاريخ المتحف
إن ملكية المتحف الوطني انتقلت عبر التاريخ من ملكية العائلة الملكية إلى ملكية الحكومة كما هو الحال في العديد من المتاحف الأوربية، وأصبحت الأعمال الفنية في نهاية الأمر متاحة للعامة. يعود تأسيس المجموعات الفنية الحكومية لفترة ال 1700م. و إن العديد من الأعمال التابعة لمجموعة المتحف الوطني كانت في يوم من الأيام ملكاً للملكة لوفيسا أولريكا، كاللوحات الفرنسية التابعة لل1700 م. و في عام 1777م أصبح الوضع المادي للملكة مضطرباً لأنها أفرطت بجمع المقتنيات الثمينة فسوت الديون عن طريق ابنها ومن ثم مع الملك غوستاف الثالث حيث تخلى عن جميع مقتنيات والدته بما في ذلك قصر دروتنينغهولم.
تعود أهمية المتحف الوطني اليوم إلى أن الملك لم يستخدم الموارد المالية الخاصة بالمتحف لكي يمنع تفريق المجموعات الفنية في قضايا الميراث. في الواقع قام الملك غوستاف باستخدام أموال الحكومة خلال فترة وفاة والده أدولف فريدريك لشراء عدد من الأعمال الفنية ومن ضمنها أعمال الرسام شاردان. كما قام الملك بأهم خطوة شرائية للمتحف وهي مجموعة رسومات كارل جوستاف تيسين و التي قام والده بشرائها سنة 1755. تم التبرع بهذه الأعمال للمكتبة الوطنية السويدية و فيما بعد تحولت إلى المتحف الملكي في بداية افتتاحه سنة 1794.
غوستاف الثالث والاقتناء في إيطاليا
زار الملك غوستاف الثالث خلال رحلته إلى إيطاليا بين عامي 1783-1784م معرض أوفيزي في فلورنسا, و الذي كان متاحاً للعامة منذ عام 1769م. تضمنت زيارته أيضاً رؤية متحف بيو كليمنتينو في روما و رأى تماثيله. كان الهدف الآخر من زيارة الملك لإيطاليا هو اقتناء التحف الفنية، لذا تعاقد مع الوكيل الفني فرانشيسكو بيرنس و في وقت قصير تم شراء مجموعة من التحف وكان أهمها هي مجموعة من المنحوتات التي تمثل أبولو و لشعراء التسعة (الميوزات) و منحوتة ل Endymion.
كان لدى الملك غوستاف خلال إقامته في إيطاليا خططاً مسبقة لكيفية ترتيب القطع في متحف Drottningholms slottspark، ولكن سرعان ما فشلت هذه الخطط حين أدرك حجم الأذى الذي ستتعرض إليه التحف بسبب طبيعة المناخ في السويد. لذا عوضاً عن ذلك تم إدراج المنحوتات في مشروع القلعة في هاغا، والذي كان مقرراً أن يكون لفترة من الزمن مسكناً ومتحفاً في آن وأحد. لم يكن قصر هاغا معرضاً حقيقياً كما هي العادة مفتوحاً لزيارات العامة، وإنما كان عبارة عن تجميع للمقتنيات الملكية. بقيت المنحوتات لفترة من الزمن في إيطاليا في انتظار تصريح التصدير ومن ثم وصلت إلى ستوكهولم بين عامي 1785-1786. تم وضع المنحوتات في طابق الملك الخاص في القصر الملكي في انتظار أن يكتمل قصر هاغا . أدت وفاة الملك غوستاف الثالث سنة 1792 إلى إيقاف خطط البناء. على الرغم من أن المتحف كان سيشيد على كل حال إلا أنه أصبح في القصر الملكي شمالي logårdsflygeln.
الانتقال من العصبة الملكية إلى متحف الدولة
لم تكن نية الملك غوستاف الثالث واضحة من وراء تنظيمه للمتحف، فقد كان يعتقد أنه كان يهدف إلى تأسيس مؤسسة متاحة للعامة ولكن الأبحاث الحديثة لم تظهر أي دليل على ذلك. يجب الأخذ بعين الاعتبار أن مفهوم جعل شئ ما متاح للجميع كان أضيق ما هو عليه اليوم. فمن المرجح أن متحف الملك كان يمكن زيارته فقط من قبل الأشخاص المختصين. مهما كانت نوايا غوستاف الثالث فقد تم إنشاء المتحف الملكي Konglig Museum في 28 حزيران 1792 بعد ثلاثة أشهر فقط من وفاة الملك. و بحلول ذلك الوقت لم يكن هناك أي مكان جاهز كما أن تقييم التركة لم يكن جاهزاً أيضاً بعد وفاة الملك. تمت الخلافة في كانون الأول 1792 و التي كان لها أهمية كبيرة في مستقبل المتحف. خلال العمل على جرد المقتنيات تم تسليط الضوء على نوع التمويل – إن كان عاماً أو خاصاً- الذي استخدمه الملك في اقتناء المجموعات الفنية. في ذلك الوقت لم يكن هناك مفاهيم راسخة لما يعتبر ملكية خاصة للملك أو للدولة. ناقش إيريك روث بروتوكول الوصايا وتوصل إلى أن جميع المجموعات الفنية التابعة للملك أصبحت ملكاً للدولة وبالتالي ملكاً للشعب.
المتحف الملكي وكارل فريدريك فريدينهيم
بعد وفاة الملك، كان فريدريك هيم أميناً للبعثات في مجلس الوزراء للمراسلات الخارجية وكان أيضاً مستشار الملك في القضايا المتعلقة بالفن والاقتناء. و في العام 1789 رشح نفسه رئيساً رسمياً للمقتنيات الفنية وذلك بعد أن تم تعيينه مديراً للمتحف الملكي Konglig Museum بعد وفاة الملك مباشرةً. وبما أن أهداف الملك للمتحف لم تكن واضحة، كانت آراء فريدريك هيم ذاتثقل فيما يتعلق بقرار فتح المتحف للعموم. كانت السويد فقيرة في ذلك الوقت فواجهت تنفيذ مخططات المتحف ممانعة، إلا أن فريدريك هيم عمل على نطاق واسع من خلال إرساء المشروع في البلاط الملكي واعتباره نصباً تذكارياً لمقتنيات الملك غوستاف، وأيضا كمتحفٍ متاحٍ لكل طبقات الشعب.
في العام 1793 تقرر مقر المتحف في شمالي logårdsflygeln وتم افتتاحه في العام 1794. تم تقسيم المتحف إلى صالتي عرض طويلتين; داخلية صغيرة وخارجية عريضة. تم تصميم الفراغ الداخلي من قبل المعماري كارل سوندفال, بالتعاون الوثيق مع فريدين هيمز. الصالة الخارجية كانت أكثر فخامة بأقواسها الغنية وبأرضيتها الحجرية كالشطرنج. و في المقابل كانت الصالة الداخلية أقل فخامة وأرضيتها خشبية. كانت تحتوي الصالة الخارجية على مجموعة منحوتات للشعراء التسعة (الميوزات) و منحوتة ل Endymion، وتعتبر الأخيرة رائدة المجموعة الفنية حيث وضعت في منتصف الصالة بشكل مؤثر. تظهر في الصالة الداخلية مجموعة من الأعمال التي اشتراها الملك غوستاف الثالث عن طريق فرانشيسكو بيرنس. و بهذا فإن تصميم المتحف والذي يبدو كأنه من العصور القديمة حاكى انطباعات الملك غوستاف الثالث عن إيطاليا وحب فريدين هيمز للفن الكلاسيكي القديم والذي سافر هو الآخر إلى إيطاليا حيث كرّس نفسه للحفريات الأثرية للعصر الروماني.
يضم المتحف أيضاً عدداً من الغرف التي قام بتزينيها لويس ماسرليز سابقاً كصالة عرض للوحات بتكليف من الملك غوستاف الثالث. كما في فترة حياة الملك غوستاف الثالث فإن اللوحات الفرنسية التابعة لل 1700م لم تكن في دائرة الاهتمام والسبب في ذلك يعود إلى أن هذا الفن لا ينسجم مع التوجه الكلاسيكي وحركة التنوير والمثالية.
نمو الطموح
كانت طموحات فريدريك هيم كبيرة حيث لم يكن مكتفياً بقدر اقتناء اللوحات الإيطالية القديمة التي كانت موجودة في المجموعات الملكية والتي من شأنها أن تمثل فصلاً هاماً في تاريخ الفن. كان المتحف يقتقر للتمويل من أجل اقتناء مقتنيات جديدة ولكن فيما بعد تم إنقاذ هذا الركود وإغناء المتحف بمجموعة كبيرة من اللوحات التي تعود لفنانين عالميين كليوناردو دافنشي، رافايل، جورجونيه ومازاتشو. قام بهذه الخطوة الفنان ونقّاش الميداليات لارس غراندل و الذي كان عائداً من بعثته في روما عندما تحدث عن اللوحات الفنية التي كانت من مقتنيات عالم النباتات نيكولاس مارتيلي حيث كانت معروضةً للبيع. إن من السذاجة الاعتقاد أنه كان من السهل الحصول على هذه اللوحات فهناك عدة عوامل يجب أن تؤخذ بالحسبان، فالعالم مارتيلي كان رجلاً مهاباً وكانت المجموعات التي في حوزته ذات جودة عالية. أيضاً لم تكن الحالة في إيطاليا مستقرة ولذلك تم نقل الأعمال الفنية الهامة خارج البلاد. و نجح فريدين هيمز من إقناع الملك غوستاف الرابع أدولف من إتمام عملية الشراء حيث سيقوم الملك بدفع الأقساط المطلوبة للعالم مارتيلي من ماله الخاص بفائدة ذات أمد طويل.
كانت أنشطة المتحف كبيرةً مقارنة مع الأماكن المخصصة لها وازداد الوضع حرجاً مع قدوم مجموعة مارتيلي التي لم يعد يتسع لها المكان. لذلك في عام 1799 تم اقتراح توسيع المتحف ليشمل جزئاً من جنوب logårdsflygeln. مما أتاح جمع اللوحات الفنية المتناثرة في نتاج فني تاريخي وأحد كما في المتاحف الأوربية الكبرى. غير أن فريدين هيمز توفي في آذار 1803 قبل أن يشهد وصول لوحات مارتيلي والتي وصلت إلى ستوكهولم في أيار من نفس السنة. هذا ولم يكن واضحاً عدد زوار المتحف في بداياته. حيث كان الدخول إلى لوغاردن Logården، حيث كان هناك قوانين، لذلك كانت غالبية زوار المتحف ممن لهم صلة من قريب أو بعيد بما يخص العمل بالفن، وقد بذل فريدين هيمز جهداً لفتح المتحف للعامة.
الانتقال من الكلاسيكية إلى الفن الوطني
واجه المتحف في بداية القرن التاسع عشر عدم اهتمام وقلة في الموارد، ولكن مما ساعد في بقاء المتحف على قيد الحياة هو دعم الموظفين المختصين له. و بالمقابل في تلك الفترة تم إنشاء العديد من المتاحف في أوروبا مدعومة بسياسة اقتناء واسعة من قبل طبقة النبلاء. و منذ عام 1817 بدأ المتحف الملكي Konglig Museum بالحصول على منحة سنوية من الحكومة قدرها 550 ريكس دالار إلا أنها لم تكن كافية واستخدمت فقط في أعمال الصيانة التي كانت ضرورية لإنقاذ المجموعات الفنية من التلف. و تعتبر هذه المنحة مهمة حيث أضفت الصفة الشرعية للمتحف باعتباره سلطة مستقلة. و على الرغم من الشح الاقتصادي في بدايات ال 1800 إلا أن المتحف حظي ببعض الأحداث، ولعل أهم هذه الأحداث هو اقتناء المتحف الملكي لعدد كبير من تماثيل الفنان يوهان توبياس سيرجل سنة 1815. و بعد وفاة سيرجل استطاع المتحف بمساعدة اعتمادات خاصة وقدرها 2500 كرون من اقتناء جميع مخططات المنحوتات المصنوعة من الجص والطين و التي كانت مدرجة تحت تركة سيرجل. كانت مجموع هذه الأعمال 50 عملاً. و في العام 1817تم عرض هذه المجموعات مع مجموعات أخرى من التماثيل الرخامية من عمل سيرجل أيضاً والتي كانت ملكاً للملك غوستاف الثالث في غرفة خاصة بسيرجل في المتحف.
يمكن القول أن مقتنيات سيرجل شكلت نقطة تحول في معروضات المتحف لما فيها من الكلاسيكية من جهة والفنون الشعبية من جهة أخرى، حيث حوّلت انتباه الجمهور من الفن الكلاسيكي إلى الفن المحلي الشعبي. و في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنه في العام 1818 طلب الملك كارل الرابع عشر يوهان أن توضع التماثيل الضخمة التي تصور الآلهة الاسكندنافية (أودين و ثور و بالدر) للنحات فوغلبيرغ بينغيت ايرلاند في المتحف الملكي. و فيما بعد في عام 1830 بدأت اللوحات الفنية تأخذ مكاناً أكثر بروزاً في أنشطة المتحف، ووثّق ذلك من قبل موظف المتحف لارس جايكوب فون روك الذي تولى منصبه في عام 1800. و مع دخول أنماط جديدة من الفن التي لها علاقة بطراز بيدرمير الدنماركي والألماني، وتنظيم المعارض بشكل حديث تم الانتقال من النمط الكلاسيكي والمبدأ التنويري إلى الجمال الخيالي الرومانسي الموحي.
بناء المتحف الوطني
كان مشروع المتحف الملكي الجديد في ستوكهولم وأحد من أكبر وأفخم أعمال البناء في تلك الحقبة، والذي استغرق اثني عشر عاماً لإتمام البناء الخارجي وثلاث سنوات أخرى لإتمام الأعمال الداخلية. قام بتصميم مبنى المتحف المعمار الألماني فريدريك أوغست ستولر بينما قام بتصميمه من الداخل المعمار السويدي فريدريك ويلم. تم افتتاح المبنى سنة 1866م. و منذ العام 1935م تم اعتبار المتحف الوطني صرحاً وطنياً حيث تعود ملكيته وإدارته إلى مجلس الاملاك الحكومية.
نمو المجاميع
بداية تاريخ الأعمال الفنية
إن عدداً كبيراً من مجاميع المتحف الوطني السويدي جمعت عن طريق الكثير من عمليات الاقتناء الملكية. فمثلاً اللوحات الموجودة اليوم في المتحف والتي تعود لغوستاف فاسا في قصر غريبسهولم تحوي غالباً على لوحات من شمال أوروبا.
سرقات مدينة ميونخ
احتلت القوات السويدية في أيار سنة 1632 مدينة ميونيخ، حيث قام الملك غوستاف الثاني أدولف بالإساءة إلى المجموعات الفنية التابعة للكاثوليكي البارز ماكسيميليان الأول فلم يعرف التاريخ تفسيراً لتلك العداوة الشخصية بين الاثنين، وغالباً ما يكون تشدد ماكسيميليان الديني هو السبب. و مع احتلال ميونخ تم الحصول على ثلاث لوحات فنية من حقبة تاريخية شهيرة تصور المعارك في العصور القديمة العائدة بطلب من الدوق فيلهلم الربع من بافاريا سنة 1533- 1557. كانت المجموعة الأكثر شهرةً هي مجموعة ألبرخت ألتدورفر الكسندر (الموجودة اليوم في متحف ألت بيناكوثيك في ميونيخ), و التي تم إخلاؤها مع أربع لوحات أخرى وبالتالي انقذت من القوات السويدية الهائجة. توجد اليوم ضمن مجموعات المتحف الوطني أيضاً لوحتين للفنان الألماني لودفيغ ريفينغر. لوحة هوراتيوس كوكلس يوقف جيش الملك بورسينا خارج روما ولوحة مانليوس تاكونينيوس في السجن. بالإضافة إلى لوحة حصار يوليوس قيصر لمدينة أليسيا للفنان مليكور فيسيلين.
سرقات مدينة براغ
كان احتلال مدينة براغ أكثر اتساعاً من ميونيخ. ففي أواخر تموز سنة 1648م، وخلال حرب الثلاثين عاماً, احتل الجيش السويدي بقيادة هانز كريستوفر مدينة براغ, حيث التهمت النيران الكنائس وو الأديرة والقصور الخاصة وقلعة براغ و التي احتوت الأجزاء المتبقية من أهم المجموعات الفنية التابعة للإمبراطور رودولف الثاني. قام السويدين بأخذ قرابة ال 470 لوحة فنية و 69 مجسماً برونزياً وأعداداً أخرى من الحرف اليدوية الثمينة. تضمنت الغنائم لوحات فنية ل آلبرخت دورر و باولو فرونزه و غيسيبي أرسيمبولدو. و من المنحوتات كان هناك العديد من أعمال الفنان أدريان دي فريس. التي كانت موجودة في حدائق فالينشتاين. تم تفريق اللوحات في وقت مبكر جداً من خلال التبادلات والهدايا للنبلاء السويدين والحكام الأجانب. فعلى سبيل المثال أعطت الملكة كريستينا (و التي كانت تقدر اللوحات الإيطالية بشكل كبير) لوحتين من أعمال ألبريشت دورر لملك إسبانيا فيليب الرابع, و هي الآن في متحف ديل برادو في مدريد. العديد من منحوتات أدريان دي فريس بقيت في السويد حيث وضعت غالبيتها منذ أواخر ال 1600م في حديقة قصر دروتنينغ هولمز. توجد المنحوتات الأصلية اليوم في متحف دي فريس و المتحف الوطني السويدي.
لعبت الملكة الأرملة هيدفيغ إليونورا دوراً هاماً في النصف الثاني من ال 1600م. حيث قامت باستيراد التحف الفنية فاكتسب الفن المنتج سويدياً سوقاً أكبر. و من الجدير بالذكر أعمال الفنان دايفيد كلوكر الذي كان رسام البلاط وأتى إلى السويد في منتصف ال 1600م. اشتهر برسمه للوحات الذاتية الشخصية" البورترية" بالإضافة إلى لوحات الحيوانات حيث توجد أعماله اليوم في المتحف الوطني ومعرض الصور الوطني.
الحجر الأساس للمجاميع المتحفية في الوقت الحاضر
إن جزءً كبيراً من المجاميع التي تشكل جوهر مجموعات المتحف الوطني من قبل عام 1800 هي من مجاميع كارل جوستاف تيسين والملكة لوفيسا أولريكا والملك أدولف فريدريك والملك غوستاف الثالث. و لكن العديد من الأعمال المتميزة في المجموعات الملكية تم الحصول عليها من قبل تيسين بطرق مختلفة. كانت المجموعات الأكثر أهمية هي مجموعة اللوحات الفرنسية والهولندية واللوحات الغوستافية السويدية والتي أثرت في تركيبة مجموعات المتحف الوطني اليوم. إن العديد من أعمال رامبرانت الموجودة في المتحف تم امتلاكها من قبل هؤلاء الأفراد، بالإضافة إلى أعمال أخرى هامة من فترة ال 1600م من هولندا و فلانديرن.
كان كارل جوستاف تيسين الأكثر أهمية من بين هؤلاء الجامعين الأربعة، ويعود ذلك إلى أن مجموعات أدولف فريدريك و الملكة لوفيسا أولريكا انتهى بها الأمر تحت وصايته. قام تيسين في سن التاسعة عشرة بجولة كبيرة عاش خلالها في باريس بين 1714 و 1716. كان يعود إلى فرنسا مراراً وتكراراً إلا أنه خلال زيارته الأولى تمكن من اقتناء عدد من الرسومات المتميزة بالإضافة إلى 23 قطعة من الرسومات التي تعود للفنان أنطوان واتو و التي سميت ب contre-épreuves. كما تعرف هناك على العديد من فناني ذلك الوقت. عاد تيسين إلى باريس مجدداً سنة 1728 و لكن بظروف اقتصادية أفضل هذه المرة، بعد أن تم تعينه مشرفاً مسؤولاً عن بناء القلعة في ستوكهولم و ورث والده وتزوج من وريثة ثرية. استطاع تيسين بعد أن أصبح ثرياً من اقتناء لوحات لفنانين فرنسيين مثل فرانسوا ليموين و فرانسوا ديسبورتيس و نيكولاس لانكريت وجان باتيست باتر.
فيما بعد أصبحت أسعار لوحات الفنان أنطوان واتو مرتفعة جداً خاصةً بعد وفاته لذلك توقف تيسين عن اقتناء لوحات واتو وتحول تركيزه على أعمال الفنانين الذين لا يزالون على قيد الحياة. كانت إقامة تيسين في باريس تعني أن الأعمال الفنية كانت تشترى على حساب بناء قلعة ستوكهولم الملكية. و من باريس سافر إلى البندقية كي يقتني لوحات الفنان الإيطالي جيوفاني باتيستا تيبولو و لكنه لم ينجح بذلك. و في العام 1739 عاد تيسين إلى باريس حيث وضع جل تركيزه على عدد من الفنانين مثل فرانسو بوشير وجان باتيست-سيميون شاردان فقام باقتناء لوحة انتصار فينوس لفرانسو بوشير ضمن عدد كبير آخر من المقتنيات والتي تم عرضها في الصالون سنة 1740م. قام تيسين أيضاً بشراء العديد من اللوحات الهولندية من السوق الفرنسي عن طريق تاجر الفن آدمي فرانسواغريساينت. كانت من ضمن هذه المشتريات لوحة رامبانت التي تجسد صورة جانبية لإمرأة شابة ولوحة الطالب النائم لكونستانتين فيرهوست. كما قام تيسين أيضاً باقتناء مجموعة من الرسومات التي توجد في المتحف الوطني اليوم في قسم الفن على الورق.
درس الحب للفنان واتو
كانت مجموعة مقتنيات تيسين وبالتالي مجموعة اللوحات الفرنسية في المتحف الوطني التابعة لل 1700 تفتقد إلى لوحات الفنان أنطوان واتو الزيتية التي لم يتم اقتناؤها ابداً. و في وقت لاحق من ال 1950 تم اقتناء لوحة فنية لواتو والتي تدعى درس الحب عن طريق جمع التبرعات والهبات عن طريق أصدقاء المتحف الوطني ومن أموال المتحف نفسه.
مجموعة المقتنيات الفنية السويدية
يتضمن المتحف الوطني مجموعة من اللوحات السويدية التي تعود إلى القرن الثامن عشر والتي اقتنتاها الملك غوستاف الثالث حيث كانت موجودة في المتحف الملكي. كما يضم المتحف عدد كبير من تماثيل الفنان سيرجيل. و في العام 1845 تم شراء عمل لفنان على قيد الحياة في تلك الفترة وهو الفنان الكسندر لوريوس "لوحة قطاعي الطرق تختطف مجموعة من النساء". و في العام 1856 تم منح المتحف مخصصات مالية لشراء أعمال من الفن السويدي الحديث. و بعد ذلك تم اقتناء أعمال لكلٍ من جوزيف ماغنوس ستاك و ماركوس لارسون و آماليا ليندجرن و كارل فالبوم.
حين تم افتتاح المبنى الجديد تمت مراجعة المجموعات الحكومية التي كانت إلى حد كبير موجودة في القصر الملكي كي تكون خياراً يتم عرضه في المتحف الجديد. فعلى سبيل المثال مجموعة اللوحات الفرنسية التابعة للقرن الثامن عشر لم تعرض في المتحف الملكي. تمت نقل هذه المجموعة إلى المتحف الوطني بالإضافة إلى لوحات لفنانين سويدين وهولنديين و منها لوحة تتويج الملك غوستاف الثالث التي رسمها الفنان كارل غوستاف بيلوس. تلقى المتحف ومع افتتاح مبناه الجديد العديد من التبرعات للأعمال المهمة ذات الأصول السويدية القديمة على وجه الخصوص. فمثلاً تبرع المارشال مارتن فون فارندورف بعددٍ كبيرٍ من الأعمال بما فيها منحوتة Psyke buren av amoriner للفنان أدريان دي فريس القادمة من احتلال براغ. كما تبرع الملك تشارلز الخامس عشر بلوحتين للفنان بيتر باول روبينز. و تم نقل تماثيل أودين وثور و بلادر الضخمة للفنان فوغل بيري بطلب من الملك كارل يوهان الرابع عشر. بالإضافة إلى نقل لوحة مؤامرة كلوديوس سيفيليس لرامبرانت كوديعة غير محددة الأمد (تمتلك هذه اللوحة أكادمية الفنون الجميلة في ستوكهولم)
لم تكن اللوحات الفنية في القرن ال 1800 ذات تعداد كبير ضمن مجموعات الدولة ولم تكن في أغلب الأحيان من ضمن التبرعات. تم شراء أعمال لفنانين شبان درسوا في باريس و روما و دوسيلدورف كالفنان يوهان فريدريك هوكيرت و مارتين اسكيل وينغ و جوزيف فيلهلم والاندر و ألفريد البيرغ. ان للمجموعات السويدية أهمية عظيمة، حيث قام الملك كارل الخامس عشر بالتبرع في عملية مهمة جدا. و قد أقام الملك معرضاً يضم اللوحات الفنية المعاصرة السويدية والاسكندنافية "بلدان الشمال الأوربي". و كان المعرض مفتوحاً للعامة لبضعة أيام في الأسبوع. و في العام 1872 تم التبرع بأغلب المجموعات الفنية لصالح المتحف الوطني، حوالي 400 عمل. و بسبب ذلك اكتسب المتحف تمثيلاً قوياً للوحات الاسكندنافية حيث كانت غالبية الأعمال من المنحوتات. من بين العديد من الأعمال كانت هناك اللوحات المرسومة من قبل فنانين سويدين ونرويجيين كانوا في دوسلدورف في ألمانيا. كانت جودة المجموعات الفنية متفاوتة القيمة، وذلك لأن الملك كارل الخامس عشر غالباً ما كان يشتري أعمالاً لمساعدة الفنانين الذين لا يزالون قيد التطوير.
تميزت الفترة التالية بمفهومين فيما يتعلق بالاقتناء: المفهوم الأول يفضل اقتناء اللوحات التاريخية والمفهوم الثاني كان يحرص على أن تكون مقتنيات المتحف تعكس تطور الفن. و هذا يعكس التناقض الذي كان حاصلاً في أكادمية الفنون ما بين الجيل القديم والجيل الأصغر سناً.
التوسع الفني السويدي والفرنسي في القرن 1800
يمكن القول أن ثاني أكبر اقتناء للمجموعات كان سنة 1915 عندما كان الفنان ريتشارد بيرغ أميناً للمتحف. كان بيرغ قلقاً من الثغرات الموجودة في الحقب الفنية في المجموعات في العقود السابقة فكان هناك العديد من الثغرات نتيجةً لعمليات الاقتناء الغير منسقة حيث كان قد بدأ بسد هذه الثغرات قبل توليه منصب أمين المتحف. و لعل أبرز هذه الأعمال المفقودة كانت أعمال المعارضين و العديد من الأعمال البارزة في فترة 1880-1890 كان قد تم شراؤها من قبل المتاحف الأخرى في بلدان الشمال الأوربي. بدأ بيرغ بالتواصل مع عشاق الفن الأثرياء و كان نتيجتها إهداء عدد كبير من الأعمال الفنية بالإضافة إلى 135,000 كرونة سويدية لاقتناء المزيد من الأعمال. تم تسليم الهدية بشكل رسمي إلى بيرغ عند توليه الرئاسة و التي تضمنت ست لوحات لكارل فريدريك هيل حيث لم يكن يمتلك أي منها من قبل، و اثني عشر عملاً لآرنست جوزيفسون و عشرة أعمال لنيلز كريوغر و خمسة أعمال لكارل نوردستروم. تشكل هذه الأعمال عنصراً مهماً في معارض المقامة في المتحف في يومنا هذا.
من الحقب الفنية الزمنية الأخرى التي قام بيرغ بتحسينها أيضاً هي الأعمال الفنية الفرنسية التابعة للقرن1800. فكان هناك العديد من الأعمال التي تم شراؤها بمساعدة من أصدقاء المتحف كأعمال إدغار ديغا و ألفرد سيسلي واندش زورن كما و تم الحصول على لوحة الإجاص المقشر ل إدوارد مانيه , إلا أن أعداد المجموعات كان امتواضعاً. كانت العملة السويدية الكرونة قوية بسبب الحرب العالمية الأولى فذهب بيرغ مع جورج باولسن في أيار 1916 إلى بيرلين في محاولة منهم لشراء الأعمال الفنية الفرنسية في مزاد أقيم في جوليوس شتيرن. معظم الاعمال كانت أغلى من المتوقع و لكن انتهى الامر بشراء لوحة باستيل لديغا و لوحة مشهد طبيعي لبول سيزان و التي تم شراؤها خارج المزاد (NM 206). في الخريف من نفس السنة قام بيرغ بمساعدة من الجهات المانحة من اقتناء أعمال من ضمنها لوحة المحادثة لاوغست رينوار و لوحة Lindanserska لأنري تولوز لوترك.
لوحات كارل لارسون الجدارية
أصبحت لوحات كارل لارسون من أبرز الوحات الجدارية في مبنى المتحف. يوجد في القسم السفلي من الدرج ستة لوحات جدارية مزخرفة من التاريخ السويدي و تاريخ الفن. هذه اللوحات الموجودة على الجدار الجنوبي من القسم السفلي للدرج هي من اليسار إلى اليمين لوحة ايرينسترال يرسم الملك كارل الحادي عشر، و لوحة بناء القلعة من قبل نيقوديموس تيسين و كارل هورلمان، و لوحة تارافالس مدرسة الرسم. و على الجدار الشمالي من اليسار إلى اليمين لوحة لوفيسا اولريكا و كارل غوستاف تيسين، و لوحة غوستاف الثالث يتلقى التحف التي اشتراها من إيطاليا، و لوحة المغني الشعبي في استوديو سيرجيل. في القسم العلوي من الدرج توجد لوحة الفاتح غوستاف فازا لستوكهولم 1523 و لوحة تضحية منتصف الشتاء. تم رسم كلتا اللوحتين على القماش بالألوان الزيتية.
كان من المعتقد أن القسم السفلي و العلوي من الدرج سيكون مناسباً للصور المزخرفة من التاريخ السويدي. حيث تم في العام 1883 الإعلان عن مسابقة حيث يمكن للمشتركين عرض مقترحاتهم كتابياً. و لم يتم اختيار أي من الفنانين لأن المساهمات لم تكن جيدة بما فيه الكفاية. استغرق الأمر حتى العام 1888 فتم إطلاق مسابقة جديدة حيث يقوم المشتركين بتقديم مقترحاتهم على شكل رسومات بدلاً من الكتابة. لم يشترك سوى خمسة متسابقين و كان الفائز غوستاف سيديرسترم Gustaf Cederström و لوحته دخول المسيحية على السويد عن طريق أنسغار. جاء في المركز الثاني كارل لارسون حيث شكلت إحدى لوحات جدار الدرج السفلي ضربة في تاريخ السويد و تاريخ الفن.
لم يكن مجلس المتحف مستعداً للسماح لأي من المقترحات أن تتحقق و كان يطلب من الفنانين تحسينها. فكان مفاد الانتقادات التي وجهت إلى لارسون أن الصور لم تكن ضخمة بما فيه الكفاية. فيما بعد تمت الموافقة على المقترحات المنقحة و تم إعلان المشاركين في المسابقة. كانوا أربعة مشاركين من ضمنهم جورج باولي Georg Pauli. و مرة أخرى تم تقديم اقتراحات منقحة حيث قام كارل لارسون بتقديم مسودة للوحته فتح غوستاف فازا لستوكهولم في القسم العلوي من الدرج. نفس المكان الذي أراد غوستاف سيديرسترم أن يضع فيه لوحته. اعتقد سيديرسترم أن المكان كان مناسباً أكثر للوحة لارسون لذا انسحب من المسابقة و اعتبرها فرصة جيدة للعمل على لوحته و تطويرها.
تبع ذلك العديد من الجولات، و لكن في النهاية تم الموافقة على مقترح كارل لارسون في القسم السفلي من بهو الدرج سنة 1895- 1896 [47] . تم الانتهاء من اللوحات في تشرين الثاني 1896.
الفاتح غوستاف فازا لستوكهولم
على الرغم من فوز لارسون إلا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار فيما يخص تنفيذ لوحة الفاتح غوستاف فازا لستوكهولم. و مع ذلك واصل لارسون أعمال التصميم. في عام 1904 قام بتقديم مقترح و هو أن كون اللوحة بمثابة نصب تذكاري. و بعد أن قدم مقترحه الأول سافر لارسون إلى إيطاليا حيث سنحت له الفرصة أن يدرس هناك التماثيل الفروسية. كان نصب دوناتيلو Gattamelata و شاهدة قبر السير جون هاوك وود John Hawkwood للفنان باولو أوشيلو في فلورنسا من المصادر التي الهمت لارسون. إن ما يعزز الطابع التذكاري للوحة هو أن المشاهد يرى اللوحة فوقه و ذلك ابتداء من الطابقين السفليين. في خريف 1905 اتخذ مجلس الإدارة القرار في تنفيذ المشروع. أصيب لارسون بمرض في عينيه نتيجة للعمل في القسم السفلي للدرج فكانت مجهدة بشكل كبير. لذا اقترح أت تكون الرسمة على لوحة بدلاً من الجدار. لذا تم تنفيذ العمل على أربعة لوحات ملتصقة على الحائط في أواخر 1907 ليتم توقيعها من قبل الفنان بعد عدد من لمسات التنميق في 28 كانون الثاني 1908 .[49]
تضحية منتصف الشتاء
لم يتبقى سوى جدار وأحد و على وجه الخصوص في القسم العلوي من الدرج مقابل لوحة الفاتح غوستاف فازا لستوكهولم. كان لارسون قد وصل إلى هذا الجدار بعد أن أتم عمل باقي الجدران، فاقترح تصوير لوحة الملك غوستاف الثاني أدولف. و في القرن العشرين تخلى عن هذه الفكرة و قرر أن يجسد في لوحته ملكاً يضحي بنفسه من أجل شعبه، على عكس غوستاف فازا الذي جسده منتصراً في مشهد منتصف الصيف. استوحى لارسون التصميم من المؤرخين آدم البريمني وسنوره سترلسون. كتب سترلسون عن الملك دومالد الذي ضحى بنفسه من أجل الحصول على محصول أفضل بعد سنوات عديدة من موت المحاصيل و التضحيات الغير مجدية. قام لارسون سنة 1911 بتقديم المسودة الأولى التي عرضت في المتحف الوطني و لكن دون أي رد رسمي من المجلس إدارة المتحف. تعرضت اللوحة للنقد من عدة مصادر و منها صحيفة الأخبار السويدية Dagens Nyheter حيث هاجم أحد النقاد اللوحة و تحت اسم مستعار "عالم الآثار"باعتبارها خليط تاريخي خاطئ من قرون مختلفة.
قام لارسون في العام 1913 بتقديم نسخة منقحة و بتشكيل أكثر تميزاً مع وضع كلمات "رؤية حلم، ملك يضحي لأجل الشعب". اعتبرت هذه الكلمات وسيلة لإحراج المؤرخين. تعرض هذا المقترح أيضاً للنقد من قبل الصحافة و باعتبارها خالية من الأصالة التاريخية. كان رأي المجلس بتصويت الأغلبية أن يتم تنفيذ اللوحة و لكن مع التحفظ على جوهر موضوع اللوحة " الملك الضحية", حيث اقترح أن يتغير الموضوع أو يتم تخفيفه. إلا أن لارسون لم يكن على استعداد للقيام بأي من هذه التغيرات. كان النقد في ازدياد و تكرار و أخذت مشكلة عدم وجود الأصالة على محمل الجد. انتهى الأمر باستقالة لارسون من اللجنة. و لكن على الرغم من العقبات واصل لارسون العمل على اللوحة و في عام 1915 قدم رسما تخطيطياً يتطابق إلى حدٍ كبير مع اللوحة النهائية. و لكن لم يتم تبني العمل هذه المرة أيضاً. كتب لارسون في سيرته الذاتية أن مصير هذه اللوحة قد حطمه، اعترف بذلك بغضب مكتوم.
و في وقت لاحق تم عرض اللوحة خلال 1900 في مختلف المعارض و أودعت سنة 1942 في متحف الرسوم التخطيطية "السكتشات" Museum of Sketches for Public Art في لوند. في بداية 1980 عرض على المتحف الوطني إعادة اقتناءها و لكنه رفض بحجة أنها تناسب المتحف التاريخي أكثر. و لكن انتهى الأمر ببيعها إلى أحد الأشخاص. تم بيعها سنة 1987 في لندن في مزاد علني لمشتري ياباني . و في سنة 1997 تم شراؤها للمتحف بمساعدة من المنح المقدمة من قبل أصدقاء المتحف و عدد من المانحين من القطاع الخاص. و منذ ذلك الحين و اللوحة معلقة على الحائط الغربي من القسم العلوي من الدرج.
الاستحواذ المالي المبتكر
لم تتطابق مخططات ريتشاد بيرغ في توسيع المجموعات الفنية لقلة الموارد المالية للمتحف حيث قام في الكثير من المناسبات باستخدام موارده الخاصة على أمل أن يحصل المتحف على تمويله الخاص . في العلم 1917 اقترح أحد تجار الجملة و الذي يدعى أكسل بيسكوف أن يقوم المتحف بالتعاون مع عدد من هواة جمع التحف. حيث يمكن الشروع في سوق الفن و القيام بعمليات شراء واسعة عن طريق استغلال انخفاض أسعار بالعملة الأجنبية حيث لم يكن تجار الأعمال الفنية منتبهين إلى الأمر بما فيه الكفاية. استطاعوا الحصول على خمسة من أصحاب المصلحة الذين استثمروا بمبلغ قدره 700.000 كرونة لعمليات الشراء. وبفضل عمليات الاقتناء المشتركة هذه استطاع المتحف كونه من المعنيين الأوليين من الحصول على عشر المبلغ الإجمالي لكل قطعة فنية، و هو ما يعني 70.000 كرونة. من الأعمال التي تم اقتناؤها و اختيرت لتكون من ضمن المجموعات الفنية للمتحف هي لوحة مانيت الباريسية، و لوحة جان باتيست-كميل كوروت الصخور الحمراء في سيفيتا كاستيلانا, و لوحة تيودور جيريكو الرؤوس المقطوعة.
بفضل جهود بيرغ و الشراءات التي تمت لاحقاً و جمع التبرعات نمت المجموعة الفنية الفرنسية التابعة للقرن التاسع عشر بقوة، و ذلك بعد أن اضطر جامع الفن كلاس فاريو سنة 1926 إلى بيع مجموعته فقام المتحف الوطني بمساعدة أصدقاء المتحف باقتناء مجموعة فاريو بما فيها لوحة أجست رينوار حانة أم أنتوني، و لوحة غوستاف كوربيه جو, الجميلة الايرلاندية، و لوحة تمثل الطبيعة الصامتة مع تمثال صغير للفنان سيزان. في عدة جولات قام كل من غرايس و فيليب ساندبلوم بعدد من التبرعات الهامة كأعمال ديلاكروا، كوربيه وسيزان. بالإضافة إلى لوحة La Grenouillère للفنان رينوار التي تبرع بها شخص مجهول عن طريق أصدقاء المتحف.
مجموعات المخطوطات و الرسم باليد
تتألف مجموعة المتحف الوطني للمخطوطات و الرسومات من حوالي 500.000 ورقة من فترة أواخر العصور الوسطى إلى نحو 1900. جوهر هذه المجموعة تتألف من أكثر من 2000 مخطوطة و التي قام كارل جوستاف تيسين بشراءها في باريس سنة 1742 في مزاد علني من جامع فن فرنس بيير كروزات. حيث شملت هذه المجموعة أعمال لفنانين مثل رافاييل، دومينيكو غرلندايو، ورامبرانت و أساتذة الروكوكو الفرنسيين. اضطر تيسبن فيما بعد لسبب اقتصادي إلى بيع المجموعة للملك أدولف فريدريك و فيما بعد حصل عليها الملك غوستاف الثالث و التي جاءت من خلال المكتبة الوطنية السويدية إلى المتحف الملكي و بعدها إلى المتحف الوطني.
من الأشخاص الذين لعبوا دوراً مهماً في بنية المجموعات هو يوهان توبياس سيرجل. خلال إقامته في روما قام بجمع رسومات لفنانين مثل هنري فوسيلي, وانجليكا كوفمان والعديد من أصحاب المدرسة الكلاسيكية حيث يوجد العديد منها اليوم في المتحف الوطني. بعد رحيل سيرجيل قام المتحف بشراء أكثر من 800 من رسوماته بعد وفاته سنة 1875.
تعتبر المخطوطات الزخرفية و الرسومات الغرافيكية من أهم ما يملك المتحف و التي قام باقتناءها جامع الفن نيقوديموس تيسين الأصغر. تتضمن المجموعة أيضاً أعمال للمعماريين كارل يوهان و كارل هورلمان. تم شراء العديد من المواد بالتزامن مع بناء القلعة سنة 1700 لتكون بمثابة نماذج يتم الاعتماد عليها كمساقط للبناء. تعتبر مجموعة الرسومات المعمارية التي تركها تيسين الأهم في العالم. من خلال رحلته استطاع أن يقتني مخطوطات أخرى فريدة من نوعها تابعة لجان بيراين و أندريه لو نوتر. إن عمليات الاقتناء لم تتوقف عند عودة تيسين إلى وطنه و ذلك لكثرة معارفه عبر القارات.
المجموعات الحرفية
المتحف الوطني من الأعمال الحرفية الكثير و التي تقسم إلى فترتين، الأولى أعمال تعود للفترة من 1500 إلى 1750 و الثانية من 1910 إلى وقتنا الحالي. القسم الأقدم من المجموعة يتألف من عناصر ثمينة كانت مملوكة من قبل الملوك و غيرهم من الأثرياء. و من أهم هذه المقتنيات هي إناء قصر الحمراء و سرير بيليك.
يحتوي القسم الحديث على معدات مثل المفروشات و عناصر الإنارة و الزجاجيات و الخزفيات و عناصر من التصميم الصناعي. كما يحوي أعمال من الخزف و منها مجموعة الزنبق الأزرق للفنان وليام كوغس عام 1917 و مجموعة تيرما من معرض هيلسنبوري 1955. يحتوي هذا القسم أيضاً على بيانو من تصميم المعمار سيجورد ليويرنز بالإضافة إلى كراسي شهيرة من تصميم المعماريين ميس فان دير روه و إنكفه إكستروم و جوناس بولين. توجد أيضاً من ضمن المعروضات المعاصرة هاتف الكوبرا للمصمم غوستا تامز. بالإضافة إلى فرشاة الأطباق و آلة أرقام طابور الانتظار لشركة A&E Designs و مجموعة الخزف لكارين بيوركفيست.
الأنشطة الإقليمية
إن المتحف الوطني مسؤول عن مجموعات الفنية وحرفية في عدد من القلاع و القصور و المتاحف في جميع أنحاء السويد، بما في ذلك قلعة Gripsholm Castle حيث يوجد الصالة الوطنية للبورتريه National Portrait Gallery بالإضافة إلى كل من قلعة Castle Läckö و قلعة Ulriksdals و قلعة Nynäs.
مجاميع اللوحات الشخصية "البورتريه" الحكومية
توجد المجاميع في قلعة Gripsholm حيث تتبع لإدارة المتحف الوطني، تحوي الصالة على صور شخصية "بورتريه" منذ أواخر 1400 إلى يومنا هذا و يبلغ عددها 4700 عملاً و تعتبر من أكبر المجموعات في العالم. يتم عرض الصور في مختلف الفراغات الداخلية للقلعة و أيضاً في الصالات المصممة لعرض الصور. تتحدث هذه اللوحات عن تاريخ القلعة منذ حكم الملك غوستاف الأول. إن الصالة الوطنية في تطور مستمر حيث يتم استكمال المجموعة بصور من قديمة و حديثة تعود لأشخاص احتلوا لأسباب عديدة مكانةً في التاريخ. في كل سنة يتم إضافة مجموعة من الصور الفخرية و التي تعيين من قبل ممثلين لجمعية قلعة Gripsholm و ممثلين من المتحف الوطني. يوجد من بين المجموعة الفخرية داغ همرشولد، غونار نوردال، أولوف بالمه، بيني أندرسون وانغفار كامبراد.
تحوي الصالة أعمالا لأشهر الفنانين السويدين منذ القدم و حتى يومنا هذا. فمثلا من التاريخ الفني السويدي نجد أعمالاً للفنان الكسندر روسلين وديفيد كلوكر وجين بيراين الكبرى وأولريكا فريدريك باشك و يوهان غوستاف ساندبيري و فريدريك ويستن. و من فناني القرن العشرين نجد اندش زورن وكارل لارسون وكارل ويلهلمسون وإينار نيلسن. و من بدايات الفترة الحديثة نجد أعمالاً للفنان إسحاق غرونيفالت ونيلس فون دارديل وتايرا وندغرين. ومن الفترة الحديثة نجد أعمالاً لفنانين مثل بيرجيت برومز وسيسيل بيتون وإيرفينغ بن وأولا بيلغرين.
المتحف الوطني الشمالي
تلقى المتحف الوطني تمويلاً و ذلك كي يبدأ بافتتاح فرع جديد في الشمال Nationalmuseum Norr, في إوسترسوند بالتعاون مع متحف مقاطعة يامتلي. و من المقرر ان يتم افتتاح صالة العرض الفني في 2018 و ذلك لتعزيز الفنون في وسط السويد و وسط شمال السويد.
مجموعة المنمنمات
الاسم | الفترة |
---|---|
Carl Fredrik Fredenheim | 1792–1803 |
Fredrik Magnus Piper | 1803–1805 |
Abraham Niclas Edelcrantz | 1805–1813 |
Fredrik Samuel Silfverstolpe | 1813–1836 |
Fredrik Blom | 1836–1844 |
Mikael Gustaf Anckarsvärd | 1844–1858 |
Gustaf Söderberg | 1858–1864 |
Fritz von Dardel | 1864–1866 |
Johan Christoffer Boklund | 1866–1880 |
Gustaf Upmark | 1880–1900 |
Ludvig Looström | 1900–1915 |
Richard Bergh | 1915–1919 |
Erik Folcker | 1919–1925 |
Axel Gauffin | 1925–1942 |
Erik Wettergren | 1942–1950 |
Otte Sköld | 1950–1958 |
Carl Nordenfalk | 1958–1969 |
Bengt Dahlbäck | 1969–1979 |
Per Bjurström | 1980–1989 |
Olle Granath | 1989–2001 |
Hans Henrik Brummer | 2001–2003 |
Solfrid Söderlind | 2003–2012 |
بيرندت آريل | 2012– |
يبلغ عدد المنمنمات حوالي 5200 من مصادر مختلفة بعضها يعود للعائلة الملاكة و بعضها أتى من التبرعات و عمليات الاقتناء التي تمت في الآونة الأخيرة. قام بهذه التبرعات كارل فريدريك دال غرين سنة 1894 و يلمار فيكاندر سنة 1927. كان دال غرين من أكبر هواة جمع الفن حيث ركز في اقتناءه على الأعمال الاسكندنافية و الألمانية حيث تبرع ب 4435 منمنمة فأغنى مجموعة المنمنمات. بينما لم تكن مجموعة ويساندر بهذا الاتساع إلا أنها امتازت بجودتها العالية. فيما بعد قام فيكاندر بتمويل المتحف مما أمكن من استكمال مجموعة المنمنمات و التي من بينها أ‘مال لفنانين مثل فرانشيسكو غويا و لويس ماري اوتيسير Louis Marie Autissier. كما ضمت المجموعة أعمال للسويدي رسام المنمنمات بيتر أدولف هال و الذي حقق نجاحات كبيرة في فرنسا. يتم عرض المجموعة منذ سنة 2009 في المعرض الدائم الجديد.
أنشطة المتحف اليوم
يقوم المتحف كل سنة بعدد كبير من المعارض المؤقتة كما يقوم بإعارة عدد كبير من الأعمال الفنية التايعة للمتحف للمعارض الأخرى التي تقام داخل و خارج السويد. كما تقام العديد من الأبحاث على المجموعات الفنية الموجودة في المتحف. و يحتوي المتحف أيضاً على مكتبة و أرشيف و هو مسؤول أيضاً عن مكتبة الفن Konstbiblioteket و التي تعتبر من أكبر المكتبات الفنية. يقع الأرشيف و مكتبة الكتب النابعة للمتحف مباشرة في Skeppsholmen و هي متاحة للعامة. يوجد في المتحف قسم للمحفوظات و قسم للتصوير و قسم للإدارة الفنية. يدير المتحف الوطني بشكل كلي أو جزئي لمجموعة الأعمال الفنية في العديد من أماكن الجذب في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال قصر دروتنينغولم, قصر لاكو و قصر لوفستابروك و قلعة فاديستينا و مصنع خزف غوستافسبار. كما يحوي كل من متحف اورانجري في قصر Ulriksdal Palace, و متحف دي فريس في قصر دروتنينغولم على أهم المنحوتات المتحف. تأسست مجموعة أصدقاء المتحف الوطني سنة 1911 عن طريق ولي العهد غوستاف السادس أدولف حيث قدمت عبر السنين مساهمات مادية كبيرة للمتحف.
الخطط المستقبلية " المتحف الوطني الجديد"
تم إغلاق المتحف الوطني في ستوكهولم في 3 شباط سنة 2013 للقيام بأعمال الترميم. كان المتحف بحاجة ملحة لعمليات الترميم بسبب الاستخدام المكثف.أصبحت العديد من الأنظمة التقنية منتهية الصلاحية. في العام 2009 قامت هيئة الملاك الحكومية بإجراء دراسة جدوى و الذي تم تقديمه للحكومة سنة 2011. بدأ التخطيط لعمليات التجديد سنة 2012 و 2013 تم إخلاء المبنى و بدأت أعمال الترميم.
و بعد سنة أمر المجلس الوطني الملكي بتنفيذ أعمال الترميم على أن يصبح مبنى المتحف حديثاً تماماً بما يتناسب مع أنشطة المتحف المستقبلية مع الحفاظ على القيم التراثية في المبنى. في 1 نيسان 2014 قامت هيئة الملاك الحكومية باستلام المتحف و في ربيع/ صيف 2014 تمت أعمال الترميم بتأسيس موقع البناء مع بناء الحظائر و الأسوار و الملاجئ. تتم عمليات الهدم و الحفر ووضع الأساسات لإنشاء مصاعد جديدة. من المقرر أن يتم الافتتاح في 2018. أثناء عمليات التجديد حيث تم إغلاق مبنى المتحف في بلاسي هولمن بينما يواصل المتحف عرض مجموعاته الفنية في مواقع أخرى في استوكهولم و في السويد و في الخارج.
مختارات من المجموعات الفنية
مختارات من اللوحات
على مائدة الإفطار,لاتريز اندرسن رينغ,Lauritz Andersen Ring
مختارات من الرسومات
رأس رجل مسن,
آلْبْرِخْت دورِر
مختارات من الأيقونات
مختارات من المنحوتات
Amor och Psyke
Johan Tobias Sergelبورتريه رجل, Porträtt av en man
Antoine Coysevoxبحوث الفن, Konstforskning
Christian Eriksson
التصاميم الحديثة
مراجع
- "معلومات عن المتحف الوطني السويدي على موقع catalogue.bnf.fr". catalogue.bnf.fr. مؤرشف من الأصل في 18 نوفمبر 2018.
- "معلومات عن المتحف الوطني السويدي على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 2016.
- "معلومات عن المتحف الوطني السويدي على موقع idref.fr". idref.fr. مؤرشف من الأصل في 18 نوفمبر 2018.