المقارنة الدينية هي فرع في دراسة الأديان تعنى بالمقارنة النظامية للمذاهب والممارسات لكافة أديان العالم. هناك عدة فوائد من ذلك الفرع لكن عموما المقارنة الدينية تتطلب فهما عميقا للاهتمامات الفلسفية الأساسية في الدين كالأخلاق، الماورائية، والطبيعة والخلاص. يتطلب دارس هذا الفرع أن يكون صاحب فهم متطور ومليء عن المعتقدات والممارسات البشرية فيما يتعلق بالمقدس، الروحانيات، الأرواح، والإلهيات. في حقل المقارنة الدينية، تتوزع أديان العالم الرئيسية على ثلاثة: الأديان الإبراهيمية، الأديان الهندية، والأديان الطاوية. مجالات الدراسة تتضمن أيضا حكايات الخلق والبشرية.
الأديان الإبراهيمية
في دراسة المقارنة الدينية، تضم الأديان الإبراهيمية الأديان التوحيدية الثلاثة، اليهودية، المسيحية، والإسلام التي يعتبر إبراهيم جزءا من تاريخها المقدس. وأحيانا يتضمن هذا التصنيف الديانة البهائية التي تتلاءم مع هذا التصنيف. يؤمن اليهود بالفكرة الإبراهيمية عن الإله الواحد. يؤمن المسيحيون أن المسيحية جاءت لاستيفاء وإستكمال التوراة اليهودية. يؤمن المسيحيون أن يسوع هو المسيح الذي ذكرته النبوءة التوراتية، وأن الإنجيل (العهد الجديد) هو نتيجة للسلطة المقدسة ليسوع في المعتقد المسيحي (حلول الله في ذات المسيح). الإسلام يعتقد أن الكتب المقدسة المسيحية واليهودية هي كتب حرفت مع الزمن ولم تعد الوحي المقدس لموسى، ويسوع، وباقي الأنبياء. يؤمن المسلمون أن القرآن هو الوحي النهائي والمكتمل من الله، الذي أوحى الله به لمحمد آخر الأنبياء.
مقارنة الأديان الإبراهيمية
المسيحية واليهودية هما ديانتين مقربتين الذين بطريقة أو بأخرى يتقاربان من ناحية اللاهوت والممارسة. التفاعل التاريخي بين الإسلام واليهودية بدأ في القرن السابع عشر مع ظهور وانتشار الإسلام. هناك العديد من التشابه بين الإسلام واليهودية، ومع تطور الإسلام أصبح أكبر الأديان القريبة لليهودية. وهذا بعكس المسيحية التي تفاعلت في جذورها مع الثقافات العبرية واليونانية، اليهودية مشابهة جدا للإسلام في المظهر، البنية، الشريعة، والممارسة الدينية. هناك العديد من التقاليد ضمن الإسلام تولدت من تقاليد ضمن التوراة العبرية أو من التقاليد اليهودية مثل التفسيرات المفصلة لقصص الأنبياء. تعرف هذه المجموعة بالإسرائيليات. التفاعل التاريخي بين الإسلام والمسيحية يترابط مع الأفكار الرئيسية للمسيحية المشابهة لمثيلاتها في الإسلام. الإسلام والمسيحية يتشاركون الجذور ذاتها في التقاليد الإبراهيمية، رغم أن المسيحية تسبق الإسلام بعقود طويلة. يقبل الإسلام العديد من المعتقدات المسيحية كمعتقدات له مع الاختلاف في التفسير ويرفض كذلك معتقدات أخرى. يعتقد الإسلام أن القرآن هو الوحي الأخير من الله وأنه مكمل لكل ما سبق من كتب ايحائية بما في ذلك الإنجيل.
الأديان الهندية والهندو-أوروبية
مصطلح "الأديان الهندية" يعود لعدد من الأديان ذات الجذور من شبه القارة الهندية والتي تعود جذورها إلى الديانة الهندو-فارسية والديانة الهندو-أوروبية. تشكل هذه الديانات الهندوسية، البوذية، الجينية، والسيخية، إلى جانب ديانات أخرى ذات جذور هندو-أوروبية تتضمن الزرداشتية، والديانات الوثنية القديمة كالاغريقية، السلتية، الرومانية، الأناضولية، السلافية، والنرويجية. البوذية والهندوسية يعتبران من الديانات ما بعد الفيدية. يذكر جاتاما بوذا كتجسد للآلهة فيشنو في النصوص البورانية الهندوسية. يرى بعض الهندوس أنم بوذا مقبول ودمج بين العديد من العقائد الهندوسية في مذهبه، ومع ذلك، يعترض البوذيون ويعلنون أن الهندوسية لم تكن في زمن بوذا. تأثر عدد من المصلحين الهندوس ببوذا كغاندي الذي رأى في البوذية والجينية كمذهب منفصل عن الهندوسية.
الديانات الطاوية
الطاوية فلسفة دينية التي تركز على مفهوم "التاو" (الطريق). هذا شكل مجموعة كبرى من الأديان كالطاوية، الكونفشيوسية، الجيونغساندو، شنتو، ييغوانداو، تشوندوغيو، تشين تاو، كاوداية. وتحتوي البوذية أغلب أجزاء آسيا على العديد من العناصر الطاوية. التاو يمكن أن يحدد على أنه تدفق الكون، أو القوة خلف النظام الطبيعي. بعتقد أنه التأثير الذي يبقي الكون متوازنا ومنظما وغالبا ما يقال أنه الطبيعة، وفقا للاعتقاد أن الطبيعة تعبر عن التاو. تمدد ال"دي" وهو الطاقة الأساسية للعمل والوجود يقارن للنظام الكوني للطاو، أو حرفيا "العفة" أو "القوة". ال"دي" هو التعبير النشط عن "الطاو".