الرئيسيةعريقبحث

انتقاد الحرب على الإرهاب


☰ جدول المحتويات


هتم انتقاد الحرب على الإرهاب بالأخلاق والكفاءة والاقتصاد بالإضافة إلى القضايا الأخرى المحيطة بالحرب على الإرهاب. كما يشمل الانتقادات ضد العبارة نفسها التي وُصفت بأنها تسمية خاطئة. ثبت أن فكرة الحرب ضد الإرهاب مثيرة للجدل إلى حد كبير، حيث يتهم النقاد الحكومات المشاركة باستغلالها لتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية طويلة الأمد، والحد من الحريات المدنية، وانتهاك حقوق الإنسان. يقال إنَّ مصطلح الحرب ليس مناسبًا في هذا السياق (كما هو الحال في الحرب على المخدرات)،[1] [1]حيث لا يوجد عدو محدد وأنه من غير المحتمل أن ينتهي الإرهاب الدولي بالوسائل العسكرية.[2]

يشير منتقدون آخرون مثل فرانسيس فوكوياما إلى أنَّ الإرهاب ليس عدوًا بل تكتيكًا: يخفي مصطلح الحرب على الإرهاب الاختلافات بين الصراعات مثل المتمردين المناهضين للاحتلال والمجاهدين الدوليين. قالت شيرلي ويليامز عن الوجود العسكري في العراق وأفغانستان وما يرتبط به من أضرار جانبية أنه يزيد من الكره والتهديدات الإرهابية ضد الغرب.[3] تشمل الانتقادات الأخرى نفاق الولايات المتحدة،[4] والهستيريا التي تسببها وسائل الإعلام،[5] والتغييرات في السياسة الخارجية والأمنية الأمريكية التي غيرت الرأي العالمي ضد الولايات المتحدة الأمريكية.[6]

الحرب على الإرهاب كذريعة

دعم تقرير صدر في أبريل من عام 2006 والذي جُمع من ستة عشر وكالة مخابرات حكومية أمريكية الادعاء بأن الانخراط في الحرب ضد العراق زاد من الإرهاب في المنطقة.[7]

الحريات المدنية المحلية

زعم النقاد أنَّ حكومة بلير في المملكة المتحدة قد استخدمت الحرب على الإرهاب كذريعة لتقييد الحريات المدنية بشكل كبير. على سبيل المثال: الاحتجاز بدون محاكمة في سجن بلمارش[8]: ضوابط على حرية التعبير من خلال سن قوانين ضد الاحتجاجات بالقرب من البرلمان[9] وقوانين تحظر تمجيد الإرهاب،[10] تخفيض ضوابط سلطة الشرطة، كما في حالة جان شارل دي مينيزيس[11] ومحمد عبد القهار.[12]

كما أدان الزعيم الديمقراطي الليبرالي السابق السير مينزيس كامبل تقاعس بلير مع الممارسة الأمريكية للعودة الاستثنائية إلى الوطن، بحجة أنَّ اتفاقيات حقوق الإنسان التي وقعت عليها المملكة المتحدة (مثل الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان) تفرض على الحكومة التزامًا قانونيًا للتحقيق والحماية من التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان.[13]

الأحادية

كان كلام الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في نوفمبر 2001 «إما أن تكون معنا أو مع الإرهابيين» هدفًا للنقد. وقال توماس كيني من معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز «لقد صعّب العمليات الدبلوماسية مع عدد من الدول لأنه من الواضح وجود مشاكل مختلفة في جميع أنحاء العالم.»[14]

الحرب ضد الإسلام

تمحورت الحرب على الإرهاب في المقام الأول حول تدخل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو الأخرى في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية (أي في العراق وأفغانستان) والمنظمات الأخرى،[15] لكن وصفها النائب العام السابق في الولايات المتحدة اللواء رمزي كلارك بأنها حرب ضد الإسلام. ظهر المعتقل السابق معظم بيك بعد إطلاق سراحه من غوانتانامو في عام 2005 في فيديو دعائي إسلامي وادعى أن الولايات المتحدة الأمريكية شاركت في حملة صليبية جديدة:[16]

«أعتقد أنَّ التاريخ يعيد نفسه بالنسبة للعالم الإسلامي وأعتقد أنَّ جزء كبير من العالم غير المسلم قد بدأ يدرك وجود طموحات للولايات المتحدة الأمريكية على أراضي وثروة الأمم الإسلامية.»

الأساليب

مساعدة الإرهاب

كتب روبرت بيب أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو كتابات مكثفة حول الإرهاب الانتحاري، وذكر أن الاحتلال العسكري هو من أشعل فتيله وليس الأيديولوجيات المتطرفة. استخدم في كتاب مثل (الموت من أجل الفوز: المنطق الاستراتيجي للإرهاب الانتحاري وإشعال الفتيل) بيانات من قاعدة بيانات إرهابية واسعة وقال إنّه من خلال زيادة الاحتلال العسكري تزيد حكومة الولايات المتحدة الأمريكية من الإرهاب. بيب هو مدير ومؤسس مشروع شيكاغو للأمن والإرهاب الذي يملك قاعدة بيانات لكل هجوم إرهابي انتحاري معروف من 1980 وحتى 2008.

أفاد تقدير للمخابرات الوطنية في عام 2006 بأن الحرب في العراق زادت من خطر الإرهاب. أُعدّ هذا التقرير من قبل 16 وكالة استخبارات، وكان أول تقييم للإرهاب العالمي منذ بداية حرب العراق.[17]

شرحت كورنيليا باير كيف نما الإرهاب كرد فعل على التدخل والاحتلال العسكري في الماضي والحاضر، وكذلك كنتيجة للعنف الهيكلي. يشير مصطلح العنف الهيكلي في هذه الحالة إلى الظروف الاقتصادية السيئة التي تُعزى إلى السياسات الاقتصادية للدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.[18]

كتب السياسي البريطاني الديمقراطي الليبرالي شيرلي ويليامز أنه يجب على حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة «التوقف عن التفكير في الاحتلال الذي يمثل بذرة الإرهاب المستقبلي».[19] ردد سفير المملكة المتحدة لدى إيطاليا إيفور روبرتس هذا الانتقاد عندما ذكر أنَّ الرئيس بوش كان «أفضل شخص جند القاعدة على الإطلاق».[20] كما منحت الولايات المتحدة صفة الأشخاص المحميين بموجب اتفاقية جنيف إلى مجاهدي خلق وهي مجموعة إيرانية مصنفة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية كمنظمة إرهابية مما أثار بعض الانتقادات.[21] وأشار منتقدون آخرون كذلك إلى أن الحكومة الأمريكية منحت اللجوء السياسي للعديد من الإرهابيين المزعومين والمنظمات الإرهابية التي تسعى للإطاحة بنظام فيدل كاسترو، في حين تدعي الحكومة الأمريكية أنها تكافح الإرهاب.

قال مراسل صحيفة نيويورك تايمز روكميني كاليماشي عام 2018: «عدد الإرهابيين الآن أكثر من عددهم في 11 سبتمبر ... يوجد المزيد من الجماعات الإرهابية الآن.»[22]

نفاق إدارة بوش

كان العقل المدبر وراء هجمات 11 سبتمبر 2001 أحد المجاهدين الذين حصلوا على تمويل وتسليح وتدريب ومساعدة من قبل وكالة المخابرات المركزية لمحاربة الاتحاد السوفييتي بعد تدخلها في أفغانستان عام 1979.[23][24][25][26]

اتهمت فنزويلا الحكومة الأمريكية بامتلاك معايير مزدوجة تجاه الإرهاب لأنها قدمت ملاذًا آمنًا إلى لويس بوسادا كاريليس.[27] وعلق بعض الأمريكيين أيضًا على الاستخدام الانتقائي لمصطلح الحرب على الإرهاب، بما في ذلك الجنرال وليام أودوم مدير وكالة الأمن القومي السابق في عهد الرئيس ريغان، والذي كتب:

«أشار العديد من النقاد إلى أنَّ الإرهاب ليس عدوًا إنما تكتيك. وبسبب امتلاك الولايات المتحدة سجلًا طويلًا من دعم الإرهابيين واستخدام التكتيكات الإرهابية فإن شعارات الحرب على الإرهاب تجعل الولايات المتحدة تبدو منافقة أمام بقية العالم.»[28]

معلومات خاطئة

أشار الرئيس بوش وأعضاء إدارته إلى امتلاكهم معلومات أظهرت وجود صلة بين صدام حسين والقاعدة في الأشهر التي سبقت غزو العراق.

ظاهرة التدين والخوف من الإسلام

كان أحد جوانب انتقاد الخطاب الذي يبرر الحرب على الإرهاب هو التدين، أو الخوف من الإسلام على وجه التحديد. يعرّف عالم اللاهوت لورانس ديفيدسون الذي درس المجتمعات المسلمة المعاصرة في أمريكا الشمالية هذا المفهوم على أنه صورة نمطية لجميع المسلمين على أنهم إرهابيون حقيقيون أو محتملون بسبب تعاليم الكراهية والعنف المزعومة لدينهم. ويواصل كلامه: «اختُزِلَ الإسلام في مفهوم الجهاد، وتحول الجهاد إلى إرهاب ضد الغرب».[29][30]

تناقص الدعم الدولي

دعمت الأغلبية في عام 2002 الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية على الإرهاب في بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان والهند وروسيا وفقًا لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث. أيّد هذه الجهود في عام 2006 أقلية في بريطانيا (49%) وألمانيا (47%) وفرنسا (43%) واليابان (26%). وعلى الرغم من أنَّ غالبية الروس لا زالوا يؤيدون الحرب على الإرهاب فقد انخفضت هذه الأغلبية بنسبة 21 %. أيّد 63% من الإسبان الحرب على الإرهاب في 2003، أمّا في 2006 فقد أشار 19% فقط من السكان إلى دعمهم ذلك. لا زال 19% من سكان الصين يؤيدون الحرب على الإرهاب وأقل من خمس سكان تركيا ومصر وكذلك الأردن.[31] وأشار التقرير أيضًا إلى أنَّ دعم الرأي العام الهندي للحرب على الإرهاب كان مستقرًا. وأشار أندرو كوهوت أثناء حديثه أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي إلى أنه وفقًا لاستطلاعات مركز بيو للأبحاث التي أجريت عام 2004 «يستمر الصراع الدائر في العراق في تأجيج المشاعر المعادية لأميركا. تراجعت شعبية أمريكا العالمية في بداية العمل العسكري في العراق، ولا يحظى وجود الولايات المتحدة هناك بشعبية كبيرة».[32]

المراجع

مراجع

  1. Singel, Ryan (March 13, 2008). "FBI Tried to Cover Patriot Act Abuses With Flawed, Retroactive Subpoenas, Audit Finds". Wired.com. Wired.com. مؤرشف من الأصل في 31 يناير 201413 فبراير 2012.
  2. Richissin, Todd (2004-09-02). "War on terror" difficult to define". The Baltimore Sun. مؤرشف من الأصل في 14 يناير 200928 يناير 2009.
  3. Williams, Shirley."The seeds of Iraq's future terror". الغارديان, 28 October 2003.
  4. American Hegemony: How to Use It, How to Lose It by Gen. William Odom - تصفح: نسخة محفوظة 23 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. Lustick, Ian S. (2006-09-01). Trapped in the War on Terror. University of Pennsylvania Press.  . مؤرشف من الأصل في 14 مايو 2020.
  6. "America's Image in the World: Findings from the Pew Global Attitudes Project". Pew Research Center. March 14, 2007. مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 201913 فبراير 2012.
  7. Glaister, Dan. "Campaign in Iraq has increased threat, says American intelligence report". الجارديان دوت كوم, September 25, 2006.
  8. Winterman, Denise (2004-10-06). "Belmarsh - Britain's Guantanamo Bay?". بي بي سي نيوز. مؤرشف من الأصل في 4 سبتمبر 201728 يناير 2009.
  9. "Falconer defends new protest law". BBC News. 2005-12-13. مؤرشف من الأصل في 14 مايو 202028 يناير 2009.
  10. "Lords back down on glorification". بي بي سي نيوز. 2006-03-22. مؤرشف من الأصل في 17 فبراير 200728 يناير 2009.
  11. "Profile: Jean Charles de Menezes". بي بي سي نيوز. 2006-07-13. مؤرشف من الأصل في 12 مارس 200928 يناير 2009.
  12. Summers, Chris (2006-06-13). "Brothers looking for 'justice". BBC News. مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 200628 يناير 2009.
  13. "UK airspace 'used for rendition". بي بي سي نيوز. 2006-03-31. مؤرشف من الأصل في 23 يونيو 200628 يناير 2009.
  14. Taylor, Susan Martin. "With us or against us? Mideast is not that simple". تامبا باي تاميز, 9 May 2002. نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  15. Dam, Marcus (2007-12-17). "Ramsey Clark Interview". The Hindu. مؤرشف من الأصل في 26 مايو 201328 يناير 2009.
  16. "21st Century CrUSAders: A War on Muslims in Iraq and Palestine" دي في دي/في إتش إس, Green 72 Media, 2005.
  17. Mazzetti M (September 24, 2006). "Spy Agencies Say Iraq War Worsens Terrorism Threat". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 5 مايو 202012 فبراير 2011.
  18. Beyer, Cornelia (2008), "Violent Globalisms", Ashgate, London
  19. Williams, Shirley. "The seeds of Iraq's future terror". الغارديان, 28 October 2003.
  20. Richburg, Keith B. "Kerry Is Widely Favored Abroad". واشنطن بوست, p. A14, 29 September 2004. نسخة محفوظة 17 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  21. Peterson, Scott. "Why the U.S. granted 'protected' status to Iranian terrorists". كريستشن ساينس مونيتور, 29 July 2004. نسخة محفوظة 16 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  22. Callimachi, Rukmini (19 April 2018). "Prologue: The Mission". Caliphate (New York Times podcast). 3:25 - 3:55. مؤرشف من الأصل في 20 أبريل 201820 أبريل 2018.
  23. Karon, Tony (2001-09-12). "Bin Laden Profiled". Time. مؤرشف من الأصل في 21 مايو 201328 يناير 2009.
  24. Cook, Robin (2005-07-08). "The struggle against terrorism cannot be won by military means". The Guardian. London28 يناير 2009.
  25. Burke, Jason (2001-10-28). "The making of the world's most wanted man: Part 1". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 30 نوفمبر 201928 يناير 2009.
  26. "Who is Osama bin Laden?". CBC News. 2006-01-19. مؤرشف من الأصل في 1 يناير 201928 يناير 2009.
  27. The Christian Science Monitor. "Venezuela accuses U.S. of 'double standard' on terrorism". Retrieved August 5, 2006. نسخة محفوظة 7 يناير 2009 على موقع واي باك مشين.
  28. American Hegemony How to Use It, How to Lose at Docstoc - تصفح: نسخة محفوظة 16 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  29. Said, Edward W. (1998-01-02). "Islam Through Western Eyes" (باللغة الإنجليزية). ISSN 0027-8378. مؤرشف من الأصل في 6 نوفمبر 201906 نوفمبر 2019.
  30. Davidson, Lawrence. "Islamophobia, the Israel Lobby and American Paranoia: Letter From America." Holy Land Studies, 10.1 (2011): 90. DOI: 10.3366/hls.2011.0005.
  31. Pew Global Attitudes Project: America's Image in the World: Findings from the Pew Global Attitudes Project - تصفح: نسخة محفوظة December 28, 2008, على موقع واي باك مشين.
  32. "Testimony of Andrew Kohut United States House of Representatives International Relations Committee Subcommittee on Oversight and Investigations" ( كتاب إلكتروني PDF ). Air War College - Maxwell Air Force Base. 2005-11-10. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 17 أكتوبر 201828 يناير 2009.