بنو مروان ، أو قبائل بني مروان : هي قبيلة من قبائل الجزيرة العربية وتقطن في بادية تهامة وتلالها أو ما كان يعرف بمخلاف عك قديما، وهي ما زالت في مساكنها الأصلية مساكن قبيلتها الأم قبيلة عك التهامية المعروفة منذ أزلها في تهامة مكة و اليمن [1] .
بنو مروان | |
---|---|
معلومات القبيلة | |
البلد | السعودية اليمن |
العرقية | عرب |
الديانة | الإسلام |
النسبة | عك بن عدنان |
النسب
هم بنو مروان بن وادعة بن زيد بن عمران بن ربيعة بن عبس بن شحارة بن غالب بن عبد الله بن عك بن الديث بن عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام [2] .
مساكنهم
في الوقت الحاضر تمتد ديارها جنوبا من جنوب حيران في اليمن إلى شمال صامطة وعلى امتداد الساحل من شمال الموسَّم بمنطقة جازان ( أو ماكان يعرف قديما بالشرجة ) إلى جنوب ميدي وشمال اللُّحية ( شمال عبس ) باليمن، ومن حدود حيدان والملاحيط في أقصى الشمال الشرقي ونهاية حدود عزلة العطن المروانية إلى جزر ميدي غرباً في البحر الأحمر، وتحدها شرقا قبيلة مستبأ ( حجور ) وعاهم، وقبيلة بكيل، وجنوبا قبيلتي بني حسن وعبس في اليمن، وتحدها قبائل مثل الحرّث وبني حُمّد وبني الحكم في الشمال الشرقي داخل السعودية، وتحدها شمالاً قبيلتي المسارحة وبني شبيل [3] [4] .
كما أنه توجد لديهم قرى ومساكن متفرقة خارج حدود بلاد بني مروان : مثل قائم العتنة، وبعض مساكن قبيلة بني الخوري في أماكن متفرقة من تهامة مثل قرية الخوارية حول صبيا، و قرية الحبجية في أحد المسارحة التي يسكن فيها بعض أبناء فخذ المقازلة من قبيلة بني الحداد .
وتتبع لبني مروان عدة مدن كبرى أهمها :
وتشترك مع غيرها من القبائل في مدن أخرى داخل السعودية و اليمن .
تاريخ القبيلة
إن تاريخ بني مروان هو امتداد لتاريخ قبيلة عك من الحرية والنضال والاستقلال الذاتي عن جميع الممالك ما عدا خلافة النبوة [5] ، وتعتبر قبيلة بني مروان القبيلة الباقية من بطن عمران بن ربيعة بن عبس ابن عبد الله العكي الجذم الرئيسي الأول لقبيلة عك والذي يقابله جذم الشاهد بن عك بن عدنان[6] والذين وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في عام الفتح مع وفد عك بن عدنان، ومع القرن الخامس الهجري استعان بهم النجاحيون لاحتلال زبيد ولمعاركهم مع الحكام الآخرين في بلاد اليمن في نهايات الدولة العباسية [7] ، وفي القرن السادس الهجري تولى بنو عمران مناصب " القضاء الأكبر " والوزارة والقيادة في الدولة الرسولية وكان من أشهرهم محمد بن أسعد بن محمد بن موسى العمراني العكي الملقب ببهاء الدين ( ت 695 هـ ) وكان أول من جمع بين الوزارة والقضاء الأكبر في تاريخ اليمن [8] [9] . ومن مشاهيرهم كذلك أبو الحسين يحيى بن أبي الخير بن سالم العمراني اليمني إمام الشافعية في بلاد اليمن في عصره، والملقب بشمس الشريعة صاحب كتاب " البيان" المشهور، وكتاب " الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار " وغيرها [10] .
ويكاد يكون أول ذكر لقبيلة بني مروان باسمها في ما يقارب العام 550 هجري، فلقد ذكرهم القرطبي في " التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب " حيث قال : "و أما وادعة بن زيد ففيه الشرف والسؤدد فمنهم جبير وعاصم وعريب وأحمد بنو مروان، وآل دهس بيت سؤددهم" [11]. وقد كان الشعار القبلي لبني مروان إلى عهد قريب هو " لاد مدهوس "[12] . ولعل أول ذكر لفخذ من فخوذ بني مروان باسمه هو ذكر عريب بن مروان في كتاب القرطبي، أما الذكر المستقل فلقد ذكر الفخذين المروانيين " المغافلة " و " بني الحداد " في كتاب تحفة الزمن للأهدل قريب العام 755 هـ، في ترجمته للفقيه عمر بن الحداد [13] . وقد ذاع صيت بني مروان واشتهر في مطلع القرن الحادي عشر الهجري ( 1000 هـ ) وما بعده، واشتهرت بغاراتها على الإمارات والدول والقبائل المحيطة بها منذ ذلك التاريخ وما بعده، وعدهم الكثير من المؤرخين بأنها القبيلة التي تغزو غيرها ولا تُغزى من أحد ؛ لشدة بأسها [14] ، ولها معارك مشهورة وبطولية ضد دولة إيطاليا [15][16][17] وضد الدولة العثمانية [18][19][20] ، وقد وصلت غاراتها إلى سواحل أفريقيا وجزرها [3][21] ، وقد اشتهرت القبيلة بمسمى قراصنة البحر الأحمر وقتها في الوثائق الإيطالية والبريطانية والعثمانية [22] [23] .
قبائل بني مروان
تضم قبيلة بني مروان تحتها عدة بطون وقبائل كبيرة وتنقسم هذه القبائل إلى أفخاذ وكل فخذ ينقسم إلى بيوت، وتوجد داخل كل قبيلة أنماط معيشية مختلفة مثل : أهل المير وأهل الخبت وغيرهم، وذلك لكون قبيلة بني مروان من قبائل البادية التي لا تستقر في مكان حضري كثيراً .
أقسام بني مروان في الوقت المعاصر
تنقسم قبيلة بني مروان في الوقت الحالي إلى ستة أقسام وهي تراتيب ولائية مصطلح عليها داخل القبيلة ولكل منها تفرعات .
والأقسام هي :-
- 1- أهل الفج .
- 2- بني الحداد .
- 3- العتنة .
- 4- حرض .
- 5- الشعاب .
- 6- حيران ، ويندرج معه : ميدي، والموسم .
قبائل بني مروان
تنقسم بني مروان إلى أفخاذ وبطون وتتوزع بين الولاءات السابقة، ومن هذه البطون والأفخاذ :
- 1- بني بكري، ومفردهم البكري أو ابن بكري .
- 2- القيوس، ومفردهم القيسي .
- 3- المغافلة أو آل مرهوب، ومفردهم المغفلي .
- 4- بني الحداد، ومفردهم الحدادي .
- 5- العتنة، ومفردهم العتيني، أو آل عتين .
- 6- العِربة، ومفردهم العريبي .
- 7- العبادل أو آل بو عبدل، ومفردهم العبدلي .
- 8- بني امهِبة، ومفردهم ابن هِبة .
- 9- المجادلة ومفردهم المجدلي .
- 10- المحاجبة، ومفردهم المحجّب .
- 11- بني الجماعي، ومفردهم الجماعي .
- 12- المرازقة، ومفردهم المرزوقي .
- 13- بني فاضل، ومفردهم فاضل .
- 14- بني زيلع، ومفردهم آل زيلع .
- 15- بني العاتي، ومفردهم العاتي .
- 16- الخوارية أو بني الخوري، ومفردهم الخوري .
- 17- الحراملة، ومفردهم الحرملي .
- 18- المررة، ومفردهم آل مرير .
- 19- بني فايد . ومفردهم ابن فايد .
- 20- بني العواجي ومفردهم العواجي .
- 21- الجعادرة ومفردهم، الجعداري .
- 22- بني الجراح، ومفردهم الجراحي آو آل جراح .
- 23- الجعاملة، ومفردهم الجعملي أو آل جعمل .
- 24- الزررة، ومفردهم آل زرير .
- 25- بني الشوك، ومفردهم الشوك .
- 26- البحيري .
- 27- بني تَمَر، ومفردهم امتَمْري .
- 28- التنابكة، ومفردهم آل مْتَنْبَك .
- 29- البديدي .
- 30- المدعلل .
- 31- الحاوي .
- 32- الخوامل، ومفردهم الخامل .
- 33- بني الخال، ومفردهم الخال .
- 34- بني امَّعوز، ومفردهم امَّعوز .
- 35- بني امخَمَج، ومفردهم الخَمَج .
- 36-الغِوِرة، ومفردهم آل غوير .
- 37- القمرة، ومفردهم آل قمير .
- 38- آل بوعقة .
- 39- الحراضية، ومفردهم الحَرَضي .
- 40- الشعابية .
- 41- الدواكلة ومفردهم آل دوكل .
- 42- الأزايبة، ومفردهم الأزيبي .
- 43- بني هلال، ومفردهم الهلالي .
- 44- بني الدَّش، ومفردهم دَش .
- 45- الجواهرة، ومفردهم الجوهري .
- 46-الجعدة، ومفردهم الجعيدي .
- 47- بني عجار، ومفردهم عجار .
- 48- بني هتان، ومفردهم الهتاني .
- 49- بني الشهير، ومفردهم شهير .
- 50- بني المش، ومفردهم المش .
وغيرها، وتنقسم كل قبيلة من هذه القبائل المذكورة وغير المذكورة إلى أفخاذ متعددة وكثيرة .
بلاد بني مروان
تمتاز قبيلة بني مروان بامتداد أراضيها الشاسع من البحر الأحمر وحتى جبال تهامة ، وتمتاز بتنوع التضاريس والأراضي بين السهول والجبال والسواحل والجزر البحرية، وبتنوع الأقاليم في داخلها .
وتشتهر قبيلة بني مروان بكثرة المراعي والمواشي : من الإبل، والأبقار، والأغنام، والضأن، كما كانت قديما موطناً للكثير من حيوانات الصيد مثل الغزلان العربية وغيرها، وما زالت تحوي بداخلها بعض الحيوانات المهددة بالانقراض . كما أن لدى قبائل بني مروان سلالات خاصة من الإبل والخيول، ومن ذلك : الإبل العواجيات الأوارك المنسوبة إلى قبيلة بني العواجي المروانية .
ومن الجبال في بلاد بني مروان :
- جبل أبو الحراب
- جبل أبو النار
- جبل مبعوثة
- جبل الهيجة
- جبل امنقل
- جبل الحصنين
- جبل الخواضرين
- جبل أبو السراج
- جبل عنم
- جبل شقدم
- جبل القويم
- جبل الضناك
- جبل الرمايد
- جبل النقارة
- جبل العَشَّة الحمراء : و " العَشَّة " بفتح العين وتشديد الشين تعني في لهجة أهل تهامة : الهضاب المرتفعة قليلا عن الأرض .
- كرس بن عاصي : و " الكِرْس " بكسر الكاف وسكون الراء تعني في لهجة أهل تهامة : التلال المرتفعة عن الأرض، وتكون أكبر من الهضاب وأصغر بقليل من الجبال .
- كرس حيران
ومن الأودية في بلاد بني مروان :
- وادي ابن عبدالله وروافده : وادي حرض، ووادي رحبان .
- وادي تعشر وروافده : وادي المغيالة، ووادي الملح .
- وادي حيران
- وادي ابن سليمان
- وادي الشعاب
- وادي قفيل
- وادي رام، وغير ذلك من الأودية المتفرعة عن الأودية السابقة .
ومن الجزر الشهيرة في سواحل بلاد بني مروان : جزيرة الدويمة ، وغيرها .
أقاليم بلاد بني مروان
توجد في بلاد بني مروان عدة أقاليم ونجوع ومراعي تقطن فيها القبائل المروانية، وتتنقل فيها تتبعاً لمواقع القطر .
وأهم تلك الأقاليم :
- 1- إقليم الفج
- 2- إقليم المير
- 3- إقليم الخبت
- 4- إقليم الساحل
- 5 - إقليم حرض
- 6- إقليم الشعاب
معارك وحروب القبيلة مع الدول العظمى
اشتهرت القبيلة بمعارك ضارية أثبتت فيها بسالة وشجاعة تواترت عند العامة والخاصة، وتناقلتها الكتب التاريخية والأدبية والأشعار والقصائد، ومن تلك المعارك :
معارك بني مروان وإيطاليا
كانت إيطاليا زمن الاستعمار تسيطر على السواحل الإفريقية الشرقية المتاخمة للبحر الأحمر، وكانت بني مروان وقتها يشن قراصنتهم غارات على تلك السواحل الإفريقية وعلى الجزر التابعة لها، بالإضافة إلى تهريبهم للسلاح الفرنسي بداخل إفريقيا، رغم منع إيطاليا لذلك السلاح، وطوال خمسين سنة لم تستطع إيطاليا السيطرة على القراصنة المروانيين ولا منع تعدياتهم، وأثناء ذلك حدثت بعض المعارك منها :
معركة مصوع و دهلك البحرية عام 1901 م
وقد كان التعدي في بادئ الأمر من بني مروان على القوات الإيطالية الحامية لمصالح إيطاليا على الساحل الإفريقي، وقام القراصنة المروانيون بالغزو على سواحل جيبوتي وجزر دهلك وغنموا من الإيطاليين مبالغ مالية وذهب وغيره، وقاموا بتحرير ومساعدة بعض الثائرين ضد إيطاليا في تلك المناطق [24] .
معركة ميدي عام 1902 م
والتي كانت كرد انتقامي من إيطاليا على قبيلة بني مروان بعد غزوات من قراصنة القبيلة للساحل الإفريقي وتعديهم على التجار والرعايا الإيطاليين وعلى الجيش الإيطالي، مما دفع إيطاليا لمحاولة الانتقام من قبيلة بني مروان وقامت على إثرها بتدمير ميناء ميدي المرواني، وبمطالبة مشائخ بني مروان بتسليم الرعايا الإيطاليين المستجيرين بالقبيلة من دولة إيطاليا، وقابلتها بني مروان بالرفض التام وإعلان الجهاد ضد الطليان، حتى انتهت المعركة برضوخ الإيطاليين لطلب الصلح . يقول الإرياني في الدر المنثور: " وقد قاوم بنو مروان هذه الغزوة بشجاعة، مما اضطر الإيطاليين لطلب الصلح " [17] [15] .
وبنهاية معركة ميدي يقول الإرياني أيضاً : " فلما وقع ما وقع تأهب بنو مروان للقتال، فلما بلغ الإفرنج ذلك التأهب ضعفت قواهم وجبنوا وطلبوا الصلح " [25] .
معارك بني مروان وتركيا
بعد عودة الأتراك مرة أخرى لليمن والجزيرة في عام 1871م، قامت العديد من الثورات في ذلك التاريخ، ومن أشهر تلك الثورات ثورة بني مروان المسماة بـ"حرب الشعاب" .
حرب الشعاب
نسبة لمنطقة الشعاب المروانية التي وقعت فيها المعركة ضد الأتراك عام 1891م، والتي فتكوا فيها بالجيش التركي وراح ضحية ذلك 400 جندي تركي [26] [19] واستمرت المعارك والثورات في أكثر من مكان وكثرت تعديات بني مروان على اليمن وعلى الحاميات العثمانية هنالك حتى قررت الدولة العثمانية إنشاء متصرفية خاصة ببني مروان باسمهم بدلا من متصرفية أبي عريش . وقد قال المؤرخ محمد زبارة في أحداث سنة 1303هـ : " وفيها فتكت قبائل بني مروان من قبائل تهامة الشامية بنحو بلوكين من عسكر الأتراك، كان قد أرسلها القائد محمد بك أبو مسمار .... إلخ " إلى أن قال " فأحاطت بالبلوكين بعض القبائل من بني مروان من كل جهة، وقتلوهم عن آخرهم وأخذوا أسلحتهم " [20] .
معركة الحفائر
والتي شاركت فيها أكثر قبائل تهامة، وكان لبني مروان ذكر عامر في تلك المعركة من ذلك ما ورد في القصة الشعبية المشهورة في خولان والتي قال الشاعر ابن امخنبعية الفيفي فيها مثنياً على قبيلة بلغازي ومادحا لها بموازاتها ببني مروان حيث يقول :
رجال بلغازي مدايحهم صنوف
ما وازننهم القبائل بالوصوف
إلا بني مروان يوم قالوا قيوف
قالوا امحفاير بين غطرافٍ ودوف
وأتراك بني عثمان قد ماتوا ألوف
شلوا البيارق والمدافع والسيوف
فترى المصرم قادمٍ بين الصفوف
ناموس يومٍ باقي الدهر الألوف [27] .
ومعركة الحفائر قد شاركت فيها أغلب قبائل تهامة بما ينبئ عن شجاعة وقوة وبسالة قبائل تهامة الجزيرة بلا استثناء، وكانت فيها مع الإدريسي .
معارك قبائل بني مروان في الثورة الجمهورية اليمنية
وكانت ضد دولة مصر الجمهورية مع نهاية الدولة المتوكلية في الحرب الأهلية اليمنية ، وكانت فيها ضد التحول الجمهوري لنظام الحكم .
ففي عام 1963م وبعد وصول الجمهورية مدينة حرض حصل اتفاق حضره مندوب من قبل الجمهورية وهو الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر وعلى رأسه مندوبين من بعض الدول العربية وحضره مندوب الملكية وهو الشيخ يحيى زكري البكري شيخ مشائخ بني مروان - الملقب بالعمَّاد - مع مندوبين من بعض الدول الداعمين للملكية مثل المملكة العربية السعودية ولكنهم لم يفلحوا في ذلك المؤتمر للتوصل لحل مرضي بين الطرفين ووقع بينهم شجار حتى كادوا أن يقتتلوا لولا تدخل الوفود الخارجية بينهم وطلبوا منهم وقف الشجار والتصويت على أحد الأمرين إما الملكية أو الجمهورية فكان الأغلب من نصيب الجمهورية . وفي أثناء ذلك ذلك طلب الشيخ يحيى زكري البكري المرواني - زعيم قبائل بني مروان - من الشاعر ناصر بن صريح بن هِبة المرواني أن يسمعه مرسم ( وهو نوع من أنواع الشعر التهامي، ويستخدم غالبا في الحروب ) ، فأجاب الشاعر قائلاً :
كن ما في المؤتمر تقرير يجري
تسحب القوات لين تنظيف وتبري
قول فيصل وجمال
فقال له مندوب الملكية الشيخ يحيى زكري البكري : لماذا لم تقل البدر وفيصل وقلت جمال ما الذي تريده من قولك " فيصل وجمال " ؟ فأجاب قائلا :
والشعب يختار في هذي القضية
قسماً بالله إنها ملكية ملكية ملكية
كلنا تبع الإمام
ولما سُئل الشيخ يحي بن زكري المرواني عن سبب وقوفه بقوة ضد التدخل المصري وضد التحول الجمهوري أجاب : " لم نذهب مع البدر طمعا في ذهبه وسلاحه ولكن كانت هناك في رقبتي بيعة شرعية للإمام محمد البدر ولا يجوز النكوث بها شرعاً، ولو كنت طامعاً في المال والمنصب لأعطتني الجمهورية ما أريد وأكثر، ولكنها البيعة والوفاء من شيم المؤمنين ".
المعارك والحروب في العصر الحديث
شاركت قبيلة بني مروان في الحروب ضد ميليشيات الحوثي المسماة بـ" حركة أنصار الله " ، والتي تخالف القبيلة المروانية في العقيدة والمذهب ، وقد كانت بني مروان مشاركة في النزاعات بين الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية ، وكذلك بين القوات السعودية و الحوثيين .
حرب بني مروان والحوثيين
حاربت قبائل بني مروان ضد الحركة الحوثية منذ بدايتها وأهم هذه الحروب والمشاركات :
نزاع صعدة
والذي ابتدأ في عام 2004م و كان بين الحكومة اليمنية وبين المليشيات الحوثية ، وقد شارك القسم اليمني من قبيلة بني مروان في هذا النزاع مع حكومة اليمن ضد حركة "أنصار الله".
حرب الخوبة
وهي الحرب الأولى بين القوات السعودية و الحكومة اليمنية من جهة ضد الميليشيات الحوثية من جهة أخرى وقد ابتدأت في عام 2009م ، وقد شاركت قبيلة بني مروان بجيش قبلي في دعم القوات السعودية واليمنية [28] [29] [30] .
وكانت المعارك في مناطق حجة ، و عمران ، و صعدة و الملاحيط ، و حرض ، و حيران، و ميدي، و بكيل المير [31] [32] ، وقد كان الجيش القبلي لبني مروان يحظى بدعم وإسناد جوي من القوات الجوية السعودية واليمنية .
متصرفية وقضاء بني مروان
بعد أن كثرت الثورات والغزوات المروانية على الأتراك وحامياتهم في اليمن هنالك ؛ نتيجة تسلط الأتراك وعدم تطبيقهم للشريعة الإسلامية ، كذلك أيضا بسبب التحريش الذي كانت تفعله دولة إيطاليا بين القبائل العربية في تهامة اليمن وبين العثمانيين ، كل تلك الأسباب جعلت القبائل في حالة احتقان شديد وكره للوجود العثماني داخل اليمن ، وعلى إثر تلك الثورات من القبائل كقبيلة بني مروان قررت الدولة العثمانية إنشاء متصرفية خاصة لبني مروان باسمهم وإنهاء المتصرفية السابقة في أبي عريش ونقلها إلى جازان حتى أتت معركة " الحفاير " واستكملت على المتبقي من الوجود التركي في تهامة .
يقول العمودي في "تاريخ اللامع" : "وفي هذا الزمن تسبب التجهيز من الدولة لأحمد باشا هو ما أحدثه بنو مروان من التعدي على اليمن .... إلى أن قال وبقي الحال بحاله إلى سنة خمس من القرن الرابع عشر ، في إقامة أحمد توفيق ، وانتقل بالهيئة من أبي عريش إلى جازان لتعصب القبائل ، وحولوا القضاء به ، وبذلك انقطعت ولاية الدولة الأتراك من أبي عريش ونواحيه " [33] .
وفعلاً كانت تلك هي السنة التي تملكت فيها بنو مروان قضاء أبي عريش وهي ما يوافق سنة 1888م ، وكان مركز تلك المتصرفية المروانية هو حرض ، وكان ذلك " لضمان الأمن والسلامة من التعديات المروانية "[34] .
ومن ذلك ما فهرسه المؤرخ محمد عيسى صالحية في كتابه " المخطوطات اليمنية في مكتبة على أميري باسطنبول " حيث نقل : "عاد من مأمورية الشام من مركز الحديدة ، وقت فساد بني مروان وعصيانهم وقطعهم الطرق ومهاجمتهم بندر اللحية وملحقاتها مراراً، ونهب الصادر والوارد ، وكان الولاة أحمد فيضي باشا ، وأحمد باشا بن سليمان بن عبد الرحمن الكردي الخالدي قد حاولوا إخضاعهم فلم ينجحوا في ذلك " [35] .
دور قبيلة بني مروان في الدولة السعودية الأولى والثالثة
ساهمت بني مروان مع الدولتين السعوديتين الأولى والثالثة في تهامة ، فقد شارك بعض فرسانها وبعض قادتها في الحروب السعودية الأولى في أرض تهامة [36] .
وشاركت الكثير من قبائل بني مروان بشكل فعال في الدولة السعودية الثالثة وفي ضم الأراضي التهامية لها ، وساعدت قائد الجيوش السعودية آنذاك حمد الشويعر ، وتحت إشراف الأمير فيصل بن عبد العزيز ، وحاصرت قبائل بني مروان عاملَ الدولة المتوكلية في حرض علي السياني ، وساهمت في قطع الطرق الجبلية منعا للإمدادات المتوكلية من تلك الجهات ، حتى سقطت حرض وانضمت للدولة السعودية الثالثة [37] ، وقد كان ذلك قبل ترسيم الحدود الحالية .
تقرير المخابرات البريطانية عن بني مروان أثناء الحرب العالمية الأولى
تحدث المؤرخ اللبناني فرح قيصر - الذي عمل أستاذا للتاريخ بجامعة مينيسوتا بأمريكا - في كتابه التأريخي عن اليمن بالقرن التاسع عشر عن بعض المراسلات التي تصل إلى الجيش البريطاني تنبئه بقوة قبيلة بني مروان المكونة من 20 ألف رجل مسلح ببنادقهم ، ومن أهم أسلحتهم بندقية " مارتيني - هنري " ويوصي المخبر الحكومة البريطانية بضرورة إعلان حملة عسكرية قوية ضدهم بشكل عاجل لدعم الإيطاليين الذين عانوا منهم طوال نصف قرن . فيما يردف المؤلف قائلا : إنه خلال خمس سنوات رأت بريطانيا أن مصلحتها مهادنة هذه القبيلة وتسهيل عملياتها البحرية في البحر الأحمر . كان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي (1800م) وبدايات القرن العشرين (1900م) ومزامنا للتوترات الدولية التي سبقت نشوب الحرب العالمية الأولى [38] .
قالوا عن بني مروان
تكلم الكثير من المؤرخين والأدباء عن قبيلة بني مروان وأطلقوا عليهم بعض الألقاب من ذلك :
- 1- " أكبر قبائل تهامة وأعتاها " : وقد أطلقه المؤرخ والأديب محمد العقيلي [39].
- 2- " قطعة من جهنم " : وذلك وصف أطلقه الأديب جرجي زيدان على القبيلة في مجلة الهلال سنة 1911 ، حيث قال :
" قبيلة بني مروان قطعة من جهنم لا يمكن حشد الجند عليها " [40] .
- 3- " قراصنة البحر الأحمر " ، و " قراصنة العرب " :
وهو لقب أطلقته عليهم الوثائق الإيطالية والعثمانية [41] [42] [43] .
وأيضاً قد وصفها الكثير من المؤرخين ببعض الأوصاف منها :
- 1- ما قاله المؤرخ إبراهيم المقحفي في معجم البلدان والقبائل اليمنية في معرض ذكره لبني مروان : " بنو مروان من قبائل تهامة الشمالية ، ولهم مواقف بطولية ، في محاربة الوجود العثماني في اليمن " [44] .
- 2- ما قاله المؤرخ عبد الرحمن عبد الله الحضرمي في تاريخ تهامة في معرض ذكره للقبيلة : " بنو مروان قبيلة بأطراف الجبال التهامية في منطقة الشعاب ، يعرفون بالشجاعة " [45] .
المصادر والمراجع
- تكلم الهمداني عن أن عكاً لم يخالطها في مساكنها غيرها في كتاب " صفة جزيرة العرب " ، ومن المعاصرين تكلم عن ذلك العقيلي في صفة جزيرة العرب المجلد الثامن عام 1966 م ، و عبدالواحد محمد راغب دلال في كتابه " البيان في تاريخ جازان وعسير ونجران " ج1 ص286 .
- القرطبي ، التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب ، ج1 ص 130 .
- المقحفي ، مجموع بلدان اليمن وقبائلها ص 726 .
- أيوب صبري باشا ، مرآة جزيرة العرب ص223 .
- عبدالواحد محمد راغب دلال ، " البيان في تاريخ جازان وعسير ونجران " ج1 ، ص 286 .
- القرطبي ، التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب ، ص127 .
- عمارة الحكمي ، المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد ، ص122 ، 125 ، 126 .
- علي الزبيدي ، العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية ج1 ص 291 وما بعده .
- محمد الجندي ، السلوك في طبقات العلماء والملوك ص 291 حتى 435 .
- ابن سمرة الجعدي ، طبقات فقهاء الشافعية ، ص174 .
- القرطبي ، التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب. ص 125 وما بعدها .
- العقيلي محمد بن أحمد ، الأدب الشعبي في الجنوب ج1 ص 108 .
- الأهدل ، تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن ص42 .
- العقيلي محمد بن أحمد ، الأدب الشعبي في الجنوب ج2 ص68 .
- الجنداري ، الجامع الوجيز ، ج2 ص156 .
- الإرياني ، علي ، الموقف اليمني من الحكم العثماني الثاني ، ص 608 و ص609 .
- الإرياني ، الدر المنثور في سيرة الإمام المنصور .
- المقحفي ، معجم البلدان والقبائل اليمنية ص1496 .
- نجدة فتحي ، الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية ص 133 .
- زبارة ، محمد بن يحيى ، أئمة اليمن بالقرن الرابع عشر الهجري ، ص39 .
- العمودي عبدالله بن علي ، تاريخ اللامع بتحقيق عبدالله أبو داهش ج2 ص 321 . والموجود منه المختصر أما الكتاب الكامل فهو ضخم جدا وهو حالياً مفقود .
- The Sultan's Yemen: 19th-Century Challenges to Ottoman Rule2 , p 204 Caesar E. Farah ,
- ندوة اللجنة الدولية للدراسات ما قبل العثمانية والعثمانية . تفريغها النصي في كتاب صفحة 49 .
- العمودي عبدالله بن علي ، تاريخ اللامع بتحقيق عبدالله أبو داهش ج2 ص 321 .
- الإرياني ، علي ، الموقف اليمني من الحكم العثماني الثاني ، ص609 .
- زبارة ، محمد بن يحيى ، أئمة اليمن بالقرن الرابع عشر الهجري ، ص39 .
- قصيدة مشهورة من القصة المتواترة لابن الخنبعية ، انظر الأدب الشعبي للعقيلي ج2 جزء القسم الجبلي للاطلاع
- صحيفة جازان نيوز : أشاوس بني مروان يشتبكون مع التنظيم الحوثي . - تصفح: نسخة محفوظة 7 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- صحيفة جازان نيوز : آخر مستجدات الأوضاع على الحدود . - تصفح: نسخة محفوظة 7 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- شبكة الجنوب اليمنية : في واحدة من أشرس المعارك 300 قتيل وجريح من الحوثيين والقبائل السعودية . - تصفح: نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
- صحيفة جازان نيوز : مشاهد من الحرب مع الحوثيين . - تصفح: نسخة محفوظة 7 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- صحيفة جازان نيوز : هجوم واسع من الحوثيين على جيوش قبائل بني مروان في مديرية الملاحيط . - تصفح: نسخة محفوظة 7 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- العمودي عبدالله بن علي ، تاريخ اللامع بتحقيق عبدالله أبو داهش ج2 ص 306 .
- مقشر ، عبدالودود ، حركات المقاومة في تهامة ص 56
- صالحية ، محمد عيسى ، المخطوطات اليمنية في مكتبة على أميري باسطنبول .
- العقيلي محمد بن أحمد ، مجلة الثقافة ، سنة 1977 ، ص 33 . وكذلك تاريخ المخلاف السليماني لنفس المؤلف .
- محمد زبارة ، أئمة اليمن في القرن الرابع عشر ج3 ص337 .
- The Sultan's Yemen: 19th-Century Challenges to Ottoman Rule2 , p 205 Caesar E. Farah ,
- العقيلي محمد بن أحمد ، مجلة الثقافة ، سنة 1977 ، ص 33 .
- جرجي زيدان ، مجلة الهلال سنة 1910 عدد شهر أبريل ص 423 .
- The Sultan's Yemen: 19th-Century Challenges to Ottoman Rule2 , p145 Caesar E. Farah ,
- ندوة اللجنة الدولية للدراسات ما قبل العثمانية والعثمانية . تفريغها النصي في كتاب صفحة 49 .
- Caser E.Farah , Arabs and Ottomans . p 518
- المقحفي ، مجموع بلدان اليمن وقبائلها ج2 ص 1496 .
- الحضرمي ، عبد الرحمن ، تاريخ تهامة ، ج1 ص248 .