مقدمه عن الكتاب
في كتابه بين الجزيرة والثورة.. سنوات اليأس ورياح التغيير يوثق علي الضفيري تجربته في الاعلام منذ بدايته كمذيعا في اذاعة المملكة العربية السعودية ومن ثم انتقاله للعمل في أكثر المحطات العربية تأثيرا ومتابعة وهي قناة الجزيرة في قطر. ويتضمن الكتاب رصدا لبعض مسائل الإعلام والثورة وتجربة قناة الجزيرة ودور الصحفيين في التغيير الذي نعيشه. وعلى حد تعبير الصحفي عبد الغني بوضرة فان " الإعلامي علي الظفيري أبرز أن الكتاب تجربة تستحق التوقف لفكرتها الأساسية، وأنه حاول في مؤلَّفه إعادة إنتاج المفهوم الصحافي."[1] ويتزامن صدور الكتاب الجديد، الذي نشرته الشبكة العربية للأبحاث والنشر بالقاهرة ويقع في 223 صفحة، مع الذكرى السنوية الأولى لثورة 25 يناير/ كانون الثاني في مصر، ورغم أهمية الثورات العربية جميعها، فإن هناك شعورا عاما بالارتياح للكيفية التي تمت بها الثورة المصرية, وما آلت إليه في ظرف زمني قصير وخسائر محدودة.
نبذه عن الكاتب
زمن ما قبل الثورة
عندما يكتب الإنسان عن ذاته قد يقع في التباهي وإنتاج الاحداث كما لم تحدث وهذا ما لم يريده الضفيري "فهناك ما يغري دائما بالكتابة عن النفس، الرغبات الدفينه لدى الإنسان تدفعه احيانا لفعل هذا الامر، لأغراض التباهي وعرض الإنجازات، أو لحاجه غير واعيه باعادة انتاج كما نتوهمها لا كما جرت" حسب تعبيره في مقدمة الكتاب.
الكتاب يتحدث عن قصة الفتى الذي عاش في الكويت، ليصحو على مأزق في الهوية إذ يكتشف أنه سعودي وليس كويتي. وهذه التجربة قد لا تكوت جديده على أولئك الأشخاص التي أصبحت مصائرهم رهن التقسيمات التي وضعها السير بيرسي كوكس عام 1922 في في خيمة صغير في العقير. وقد تساءل الكاتب "لمذا يولد الإنسان سعوديا في الكويت، بدل أن يولد في بلاده كما يجب أن تكون الأشياء؟!" فقد أصبح من على يمين الخط منتمي ألي أرض الكويت، مع أنه سعودي بالدم والقرابة.
يعود الضفيري في ذاكرته الي صبيحة اليوم الثاني من أغسطس/اب عام تسعين من القرن الماضي عندما تم اجتياح الكويت من قبل الجيش العراقي، والذي شكل له "الصدمة" الكبيرة، كانت المرة الأولى الذي يرى فيها يجنديا عربيا من دولة أخرى يحمل السلاح في شارعه، ويقيم نقطة تفتيش مدججة بالسلاح على حد تعبيره. وقد ألقى هذا الحدث بضلاله على حياة الفتى. فقد تحطمت الساعده الطفولية دفعة واحده، وانفتح جرح "الهويات القاتلة" في قلب الفتى، كما في تاريخ ومصائر الشعوب والدول.
يؤرخ الضفيري حقبه من الزمن مرت على الوطن العربي والذي بدائها باجتياح الكويت عام 1990 م، وتجربته كفتى عاش مأساة هذه الأحداث، لينتقل للحديث عن أبرز الأحداث التي مرت في تلك الحقبة على المنطقة وتحدديا الوجود الأمريكي. ولقد كان للضفيري الذي يميل الي الفكر العربي القومي رأي خاص لهذا التواجد الأمريكي حيث وصف تلك الفترة بان " كل شيء في منطقتنا كان صديقا لأمريكا، ومرتبطا بها، ومنطلقا من أولويتها، وبدرجة أقل معادتها والإحساس بالغبن الكبير نتيجة سيطرتها المطلقة على النظام الدولي الجديد، وانتشارها العسكري الواضح والفج في منطقة الخليج."
و ينتقل للحديث عن فلسطين, مستعرضا أبرز الأحداث التي دارت في حقبة التسعينيات وكيف أثرت على القضية الفلسطينية. حيث يحدث عن الجيل الذي نشأ على عبارة "عاشت فلسطين" ويقول "أصبح هنالك ما يسمى بعملية السلام التي تأخذنا الي فلسطين أخرى غير التي أمنا بها وقرأنا عنها وتلهفنا لروئيتها. وأصبح هنالك شرق أوسط!" ويتعجب الكاتب باللغة والخطاب الذي طبع حقبة التسعينات الميلادية.
في غياهب الاعلام
يتحدث الضفيري عن تجربته في عالم الاعلام التي بدأت بالصدفة حيث تخرج من جامعة الكويت حاملا شهادة في علم النفس. وقد مضى عامين على البحث على وضيفة أتت ثمارها بالفشل. وبعد ذلك قادته الفرصة الي وزارة الاعلام في السعودية, وبعد تدريبات تلقاها في قسم الاعلام في جامعة الملك سعود، عمل مذيعا في التلفزيون والاذاعه السعودية. ولكنه على حسب تعبيره, " تشكلت قناعة راسخة لدي بأن ما نقوم به لا علاقة له بالاعلام من قريب أو بعيد، وأن شيئا ما لا بد أن يتغير، شعور غريب أن يصل الإعلامي لمرحلة التشبع أو الملل في عامه الأول، والسؤال الذي كان مطروحا: كيف يكون هذا التغيير؟" ومن ثم ينتقل للحديث عن "ثورة الانتقال" الي قناة الجزيرة وأنه لا يعرف كيف وجد نفسه فجأة في قطر. وقد مرة سبع سنوات على تجربة الضفيري في الجزيرة وقد مرة الأيام وكأنها كما يصفها الضفيري " على موعد سابق بانفجار عاطفي وإنساني وصحفي وميداني يزلزل الأرض العربية." ويقصد هنا الربيع العربي.
عام الثورة
لقد وقف الضفيري في هذا الجزأ من الكاتب عند أهم عام مرّ في تاريخ الوطن العربي المعاصر، وهوعام الثورات العربية والتي بات يعرف بالربيع العربي الذي أشعله محمد البوعزيزي عندما أضرم النار بنفسه. لتنتشر هذه النار في الوطن العربي كانتشار النار في الهشيم. لتسقط الدكتاتوريات التي حكمت الوطن العربي منذ عقود.
و يتحدث الضفيري عن التحولات التي واكبها من خلال عمله الإعلامي في قناة الجزيرة، لحظة سقوط الرئيس التونسي ثم المصري، وكيف واكبت الجزيرة ذلك، ويتطرق أيضا الي خفايا الأمور لمعرفة كواليس القناة الأكثر جدلا وشهرة عربيا. ويقف الضفيري للحديث عن كيفية تعامل الإعلاميين مع أحداث أججت مشاعر الملايين.
و يتحدث الضفيري عن قناة الجزيرة، وتغطيتها للثورات العربية، وموقف الدولة المموله لها، والأجندة التي اعتمدتها الجزيرة بنقل الثورة المصرية على الهواء مباشرة، في حين لم تحظ ثورة البحرين بذلك. و نقلا عن موقع الجزيرة، فقد قال الظفيري "كانت الجزيرة في نهاية ديسمبر/ كانون الأول عام 2010 م، على موعد مع انفجار شعبي كبير وجارف وممتد في أكثر من بلد عربي، ولعبت دورًا كبيرًا في متابعة هذا الحراك الشعبي الذي غير وجه المنطقة، وأعاد رسم معالمها من جديد، وما زالت تقوم بذلك، حتى قيل إنها صانعة الثورات العربية".[2]
كتاب علي الظفيري دعوة للمعرفة والتأمل انطلاقا من مواكبة الأحداث.. إنها محاولة لإعادة لملمة الصورة الكلية بعدما عشناها لحظة بلحظة. الكتاب شهادة إنسانية تخصنا جميعا حتى وإن بدت متخصصة في الجانب الإعلامي فهي تلامس تاريخنا الجمعي، وتهز تاريخ الأفكار أيضاً.[2]
هذا الكتاب
" | لا يحدث أن تنزل حرية الصحافة من السماء على البشر بل تتحقق للناس بالنضال المستمر والايمان بدور وأهمية الصحافة كسلطه رابعه في المجتمع. تراقب الأداء, تقيمه, وتنتقده على الدوام من أجل تحسينه وتطويره.
و ما كان للصحفي في واسائل الاعلام العربية طوال العقود الماضية, انما يحتاج إلى مراجعه جاده ورصينه وشفافة. اتخذ الصحفي لنفسه موقع الملحق والتابع للسلطة السياسية, أو هكذا وجد نفسه في بعض الاحيان, يبرر لها, ويروج – بوعي او دون وعي- لمشروعها, ويبني جدرا كبيرا بينه وبين جمهور المتلقين. يفقده الحساسيه والمعرفه اللازمة لهموم المجتمع الذي يعيش فيه. و قد أسهمت السلطة بخلق نموذج رديء للصحفي العربي, وأسبغت عليه طابع النموذجيه والنجوميه حتى يستهدي به الوافدون الجدد إلى المهنة. مما راكم على المدى الطويل من حالة التردي والتراجع والتواطؤ في مجموعات الصحفيين الذين يعول على دورهم ونشاطهم. والثورات االعربية تعيد الاعتبار اليوم لمهنة الصحافة والعاملين فيها, ورأينا كيف توحد الصحفي مع مجتمعه وأمته, وأصبح يلعب دورا بالغة التأثير في التغيير الذي نعيشه. |
" |
علي الظفيري
المصادر
http://www.aljazeera.net/news/pages/442b7659-094a-496f-bd78-188250fb7815
http://aljazeera.net/books/pages/0f24bd7b-5e2a-4ea0-ab38-3c2d26e84fd6
http://www.alarab.qa/mobile/details.php?issueId=1535&artid=175259