تاريخ السينما وتطورها
بدأت السينما بشكل رسمي عام 1895 بفضل الأخوة "لوميير" اللذان وضع حجر الأساس عندما صنعوا أول آلة عرض سينمائي أواخر من نفس العام والتي يمكن أن تسمى بأهم ليلة في تاريخ السينما ، عرض الأخوين 10 أفلام قصيرة في باريس، حيث كانت مدتهم 50 ثانية هذه الأفلام كانت بسيطة بكوميدية خفيفة وأناس بسطاء يذهبون إلى منازلهم عودة من المصانع.[1]
على عكس ما يشاع السينما لم تكن دائما ب " الأبيض والأسود " في بدايتها ففي عام 1896 تم تلوين هذه الأعمال يدوياً، أيضاً لم تكون دائما صامتة بل دائماً ما كان هناك طبول وأصوات وروائيين لتوثيق ما يحدث في الشاشة، لم يكونوا الناس يذهبون إلى السينما من أجل القصص وحبكة الفيلم، كانت الأفلام سابقاً مجرد فيديوهات وصور بدون أي مغزى أو قصة.
لم يأخذ وقت طويل لتطور السينما خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وأصبحت تكتسب شعبية مع الوقت.
وفي عام 1906 ظهروا "النكلوديونز" و هي عبارة عن مسارح سينمائية صغيرة التي اكتسبت مع مرور الوقت شعبية خيالية مع مرور بضعة سنوات ملايين من الناس كانوا يرتدون هذه المسارح يومياً، مما أجبر القائمون على هذا الفن بتطويره خاصة من الجانب الروائي.
عام 1915 كانت ذروة وثورة في صناعة الأفلام، بفضل فيلم " the birth Of a nation " أو "ميلاد أمة" للمخرج دافيد غريفيث، تغيرت الكثير من مفاهيم في صناعة وإنتاج الأفلام وكتبت فصل جديد في هذه المجال تحديداً.
عام 1927 هوليوود تصدم العالم لتنتج أول فيلم ناطق تحت اسم "the jazz singer " أو "مغني الجاز" بعدها تقريباً تم التخلي عن الأفلام الصامتة كانت نقلة أيضاً فريدة من نوعها لكن ليس بدون مأساة، من خلال هذه القفزة واجهت هوليوود صعوبة جدية لتوزيع أفلامها عالمياً تحديداً للأجانب الذي لا يفهمون الإنجليزية، بسبب اعتماد بشكل أكبر على الحوار ليتم بعدها حل هذه المشكلة بإضافة صوت بلغة أخرى على المقطع الأصلي أو ما يسمى الآن بالدبلجة.
لم تكن السينما لتصل لما وصلته الآن لولا السينما الأجنبية التي تميزت هي الأخر بأحداث مهمة جداً صنعت مجد الفن السابع. انطلاقا من إيطاليا بدأت ما يسمى بـ "الواقعية الإيطالية الجديدة" التي هي حركة ثقافية سينمائية بقالب وثائقي ظهرت في إيطاليا في الأربعينات (1942-1961) في فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها، وتعتمد على التصوير المباشر والبسيط لمعاناة الطبقات الفقيرة في المجتمع.
وتتميز الواقعية الجديدة بميزتين رئيستين:
الأولى: هي التصوير الخارجي في الشوارع والأسواق والتجمعات السكنية الفقيرة بصورة تقرب إلى الأفلام الوثائقية.
الثانية: هي استعانة مخرجي هذ الحركة دائماً بممثلين غير محترفين للقيام بالأدوار الرئيسية في أفلامهم.
وكانت حياة الفقر والبطالة الشديدة التي خيمت على إيطاليا بعد انتهاء الحرب هي الملهم لظهور هذه الحركة بصورتها المميزة، لعل فيلم الكلاسيكي الأشهر "سارق الدراجة" للمخرج "وفيتوريو دي سيكا" خير مثال عن هذه الموجة، كانت هذه الموجة تهدف إلى تقديم السينما داخل الإطار الاجتماعي القادر على تمثيل الحرب وذروتها. وتستمد الواقعية الجديدة أهميتها من أنها تركت أثارًا كبيرة وواضحة على المخرجين والسينمائيين في العالم كله، وسرعان ما تأثر الجميع بهذه الحركة، وخرجت الكاميرات إلى الشارع بعد أن كانت حبيسة الإستوديو طوال سنوات عديدة.
عرفت هذه الموجة انتشاراً واسعاً ولم تأخذ وقتا طويلا لتنتقل إلى فرنسا تحت اسم " الموجة الفرنسية الجديدة " التي تعتبر أحد الحركات الأكثر تأثيراً في تاريخ الفن السابع، ظهرت هذه الموجة في نهايات العقد الخمسيني وتحديداً في عام 1958 اذ تعتبر المجلة السينمائية الشهيرة ( دفاتر السينما ) البوابة التي ولدت منها الموجة برئاسة بازان في ذلك الحين.
تعد الموجة انتفاضة لمجموعة من النقاد الشبان الذين حاولوه أن يبرزوا تمردهم على القالب الاعتيادي المتخذ من قِبل الصناعة السينمائية الفرنسية، والبحث عن أساليب جديدة ومنهج مختلف في تغيير المسرب الناتج عن اللغة للمناهج المقدمة أن كان شكلاً آو نوعاً، حيث تمكنت تلك الفئة من الشبان على تقديم الموجة للعالم، والتي كانت بدايتها مع ما قدمه "كلود شابرول" في (سيرج الجميل)، وفي ذات العام قدم "تروفو" احد أهم أعمال الموجة من خلال رائعته 400 ضربة والتي لاقت حفاوة نقدية واسعة، أما "غودار فنبرى" بعد عام من عمل تروفو ليفك الستار عن فلمه (منقطع ألأنفاس ) الذي لقي ترحيب تجاري ونقادي واسع لا يقل عن ما قدمه زميلة تروفو في 400 ضربة.
في آسيا اليابان التي كانت تتعافى من رماد الحرب العالمية الثانية صنعت مجداً ما زال حتى اليوم "أكيرا كوروساوا" بداية بفيلمه روشومون قدم طريقة جديدة تماماً في الإخراج، فبفضل المصور "كازو مياجاوا" كورساوا عرف جيدا كيف يتعامل مع الكاميرا، إشتهر بالكثير من الطرق الابتكارية في التصوير أشهرها: توجيه الكاميرا مباشرة نحو الشمس، وابتكار كيفية تصوير الأمطار الاصطناعية. ابتكارات مثل هذه أظهرت ذكاء وتطور اليابانيين في إنتاج الأفلام.
إن عظمة السينما لا تكمن في روعة صناعتها فقط بل في ما تحمله من أفكار آدبية فنية فلسفية، بيرغمان وتاركوفسكي خير مثال عن ذلك.
كون السينما قوة اقتصادية أمر لا شك فيه لكن ما يجعلنا نسميه "الفن السابع" هو قوة أفكارها ومشاعر هذا الفن الواسع، فلا يقل تاركفوسكي أو ستانلي كوبريك عن أي أدبي أو شاعر أو كاتب.
في بدايتها كانت تتناول السينما أفكار كوميدية بحت لتطور بعدها لتثور ضد الطريقة المتبعة وتفك الستار عن أفكار وخواطر أدباء وفنانين إختاروا الفن السابع كوسيلة التعبير عن نظرتهم للحياة، البؤس، العبثية، العدمية، النفاق، وأسئلة تطرح على شفاه الفن السابع تجعلنا نتأكد أن السينما أسمى من أن تكون مجرد آداة للهو.
مراجع
- Ministry Of Cinema (2014-02-24), Film History: Pre-Classical Cinema - Timeline of Cinema Ep. 1, مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 2019,28 نوفمبر 2018