جمهورية صربيا في البلقان الوسطى، تحدها من الشمال المجر إلى الشرق من رومانيا وبلغاريا إلى الجنوب من جمهورية مقدونيا وجمهورية كوسوفو، وإلى الغرب من كرواتيا والبوسنة والجبل الأسود. مجال 88,361 كم مربع صربيا ويبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة نصفهم تقريبا يعيش في العاصمة بلغراد وضواحيها، بلد غير ساحلي صربيا ليس لديها منفذ المياه بعد فصل من جمهورية الجبل الأسود في عام 2006، الديانة الرسمية في صربيا هي المسيحية الأرثوذكسية وكانت مدعومة من قبل معظم السكان من الأقلية مسلم في صربيا اليوم الوطني هو 15 فبراير ويتميز إقليم في صربيا من الحكم الذاتي فويفودينا في الشمال.
يشمل تاريخ صربيا التطور التاريخي الخاص بصربيا وبدولها السالفة منذ أوائل العصر الحجري حتى الدولة الحالية، ويشمل أيضاً التطور الخاص بالشعب الصربي والمناطق التي حكمها تاريخيًا. اختلف امتداد الحكم والاستيطان الصربيين إلى درجة كبيرة خلال العصور، ونتيجة لذلك، تنوع على النحو نفسه تاريخ صربيا فيما ينطوي عليه.
استوطن السلافيون مناطق البلقان في القرنين السادس والسابع، ونشأت عن ذلك الإمارة الصربية الأولى لسلالة فلاستيميروفيتش. تطورت الإمارة إلى الإمارة العظمى بحلول القرن الحادي عشر، وفي عام 1217 تأسست المملكة والكنيسة القومية (الكنيسة الصربية الأرثوذكسية) في ظل سلالة نيمانجيتش. تأسست الإمبراطورية الصربية في عام 1345: وامتدّت على جزء كبير من البلقان. ضمّت الدولة العثمانية صربيا في عام 1450.
اختفت الممالك الصربية بحلول منتصف القرن السادس عشر، فقد مزقتها العداءات الداخلية واجتاحها الغزو العثماني. شهِد نجاح الثورة الصربية ضد الحكم العثماني عام 1817 ولادة إمارة صربيا، التي حققت استقلالًا فعليًا عام 1867 ونالت في النهاية اعتراف القوى العظمى في مؤتمر برلين 1878. بصفتها منتصرًا في حروب البلقان 1912-1913، استعادت صربيا فاردار مقدونيا وكوسوفو وراسكا (صربيا القديمة). في أواخر عام 1918 أعلن إقليم فوجفودينا انفصاله عن المجر والنمسا ليتحد مع دولة القوميات السلافية للسلوفينيين والكروات والصرب؛ فانضمت مملكة صربيا للاتحاد في 1 ديسمبر 1918، وسميت البلاد مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين.
رسمت صربيا حدودها الحالية مع نهاية الحرب العالمية الثانية حين أصبحت وحدة فدرالية ضمن جمهورية يوغسلافيا الشعبية الاتحادية (أُعلنت في نوفمبر 1945). بعد تفكك يوغسلافيا خلال سلسلة حروب في التسعينيات من القرن العشرين، أصبحت صربيا مرة أخرى دولة مستقلة في 5 يونيو 2006، بعد انفصالها عن اتحاد قصير الأجل مع مونتينيغرو.
عصور ما قبل التاريخ
نشأت القبائل البلقانية البدائية في الألفية الأولى والثانية قبل الميلاد. كانت مدينة القبائل المقدونية الشمالية القديمة تقع في جنوب صربيا (كيل كرسيفكا). غزت قبيلة سكوردسيكي السلتية معظم صربيا في عام 279 قبل الميلاد، وبَنت عدة حصون على امتداد الإقليم. غزت الإمبراطورية الرومانية الإقليم في فترة ما بين القرنين الثاني قبل الميلاد والأول الميلادي. واصل الرومان توسيع سينغيدونوم (العاصمة الحديثة بلغراد)، وسيرميوم (سريمسكا متيروفيكا) ونايسوس (نيس)، من بين مراكز أخرى، ونجت بعض بقايا الآثار الشهيرة، مثل فيا ميليتاريس، جسر تراجان، ديانا، فيليكس روماليانا، (أونيسكو) إلخ. ضُمَّت الأجزاء الشمالية إلى مويزا سوبيرير، داسيا ريميسيانا، وداسيا ميديترانيا.
عاشت حضارتا العصر الحجري الحديث ستارسيفو وفينشا في بيلغراد أو بمحاذاتها، وسيطرتا على البلقان (إضافة إلى سيطرتهما على أجزاء من أوروبا الوسطى وآسيا الصغرى) قبل نحو 8500 عام. يعتقد بعض العلماء أن رموز الفيشنا العائدة إلى ما قبل التاريخ تمثل إحدى أقدم الأشكال المعروفة من أنظمة الكتابة (تعود إلى 6000-4000 عام قبل الميلاد).[1][2][3]
تعرّضت صربيا بسبب موقعها الاستراتيجي بين قارتين لغزواتٍ من قبل شعوب عدة. استعمر اليونانيون جنوبها في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. كانت مدينة كيل كرسيفيكا نقطة الشمال الأقصى لإمبراطورية الاسكندر المقدوني. سيطر التراقيون على صربيا قبل هجرة الإيليريين في الجنوب الغربي. استعمر اليونانيون الجنوب في القرن الرابع قبل الميلاد، كانت مدينة كيل نقطة الشمال الأقصى في إمبراطورية الإسكندر المقدوني.[4][5]
العهد الروماني
احتل الرومان أجزاء من صربيا في القرن الثاني قبل الميلاد، في عام 167 قبل الميلاد مع غزوهم للغرب، مؤسسين مقاطعة إيليريكوم، وبقية أجزاء صربيا الوسطى في عام 75 قبل الميلاد، مؤسسين مقاطعة مويسيا. اجتيحت سريم بحلول عام 9 قبل الميلاد وباكا وبانات في عام 106 ميلادي بعد الحروب التراجانية الداقية.
تضمّ صربيا المعاصرة الأقاليم الكلاسيكية مويسيا وبانونيا وأجزاء من دالماتيا وداقيا ومقدونيا.[6] كانت مدينة سيرميوم (سميرسكا ميتروفيكا) الصربية الشمالية من ضمن المدن الأربع الأشد أهمية في الإمبراطورية الرومانية السابقة، إضافة إلى كونها العاصمة خلال الحكم الرباعي. كانت المدن الرئيسية في موينسيا العليا: سينغيدونوم (بيلغراد) فيميناسيوم (تسمّى أحياناً ميونيسيبيوم أيليوم; كوستولاك الحديثة) ريميسيانا (بيلا بالانكا).[7]
وُلد 17 إمبراطورًا رومانيًا في صربيا الحالية.[8] يُعتقد أن 140 حربًا مزقت بيلغراد منذ العصور الرومانية.[9]
في أوائل القرن السادس امتزج سلافيو الجنوب، المتواجدين بأعداد كبيرة على امتداد الإمبراطورية البيزنطية، مع السكان الأصليين (الداقيين الإلياريين، التراقيين) وصهروهم، مشكّلين أساس التكوين الإثني للصرب المعاصرين.[10][11][12]
العصور الوسطى
عاش الصرب في العالم البيزنطي فيما سُمّي الأراضي السلافية، أراض كانت في البداية مستقلًة وخارج السيطرة البيزنطية. أسست سلالة فلاستيميروفيتش الإمارة الصربية في القرن الثامن. في عام 822،» استوطن الصرب في الجزء الأكبر من دالماتيا« وجرى تبنّي المسيحية كدين للدولة حوالي عام 870. في أواسط القرن العاشر دخلت الدولة في اتحاد قبلي امتد حتى شواطئ البحر الأدرياتي عبر نهري نيريتفيا والسافا، ووادي مورافا وبحيرة سكادار، إلا ان الهوية الإثنية الصربية للسكان تبقى مسألة خلافية. في عام 924، نصب الصرب كمينًا لجيش بلغاري صغير وهزموه، مثيرين بذلك حملة ثأرية ضخمة انتهت بضم بلغاريا لصربيا في نهاية ذلك العام. مع شعور القيصر البلغاري صامويل بتهديد من تحالف البيزنطيين ودولة الدوكليا الصربية، هزم القيصر في عام 997 أمير الدولة جوفان فلاديمير وأسره وسيطر مجدداً على الأراضي الصربية. تفككت الدولة بعد موت آخر حاكم فلاديميري معروف; ضم البيزنطيون الإقليم وسيطروا عليه لقرن، حتى عام 1040 حين ثار الصربيون في دوكليا، الإقليم البحري، تحت قيادة ما سيصبح سلالة فوجيسلافجيفتش. في عام 1091، أسست سلالة فوكانوفيتش الإمارة الصربية العظمى، كانت قاعدتها في راسكا (راسيا). توحّد النصفان مجددًا في عام 1142.[13][14][15][16][17][18]
في عام 1166، اعتلى ستيفان نيمانيا العرش، مُدشّنًا بداية ازدهار صربيا التي ستكون من الآن فصاعدًا في ظل حكم السلالة النيمانيية. حقق راستكو ابن نيمانيا (سيعرف بعد وفاته بالقديس سافا) استقلال الكنيسة الصربية عن الكنيسة الروسية الأورثوذوكسية عام 1219 وصاغ أقدم دستور معروف، وفي الوقت نفسه أسس ستيفان الأول المملكة الصربية. وصلت صربيا العصور الوسطى إلى ذروتها خلال حكم ستيفان دوشان (1331-1355)، الذي استغل الحرب الأهلية البيزنطية وضاعف من حجم الدولة باحتلال مناطق نحو الجنوب والشرق على حساب بيزنطة، ووصل حتى بيلوبونيس، وتوج أيضًا امبراطورًا على الصرب واليونانيين في عام 1346.[19][20][21][22][23]
كانت معركة كوسوفو ضد الإمبراطورية العثمانية الصاعدة عام 1389 نقطة تحول وتُعدّ بداية سقوط دولة العصور الوسطى الصربية. حكمت أسرتا لازاريفيتش وبنراكوفيتش النبيلتين الدولة الديستوبية الصربية التي فرضت سلطانها بعد ذلك (في القرنين الخامس عشر والسادس عشر). بعد سقوط القسطنطينية بيد الأتراك عام 1453 وحصار بيلغراد، سقطت الدولة الديسبوتية الصربية في عام 1459 بعد حصار العاصمة المؤقتة سميديريفو. بحلول عام 1455، احتُلّت صربيا الوسطى بالكامل من قبل الإمبراطورية العثمانية. بعد صد الهجمات العثمانية لما يزيد عن 70 عامًا، سقطت بيلغراد أخيرًا في عام 1521، فاتحًة الطريق للتوسع العثماني في أوروبا الوسطى. قاومت فوجفودينا، التي عاش فيها المجريون، الحكم العثماني حتى فترة بعيدة من القرن السادس عشر.[24][25][26]
التاريخ الحديث الباكر
الحكم العثماني
استمرت بوسنا العصور الوسطى وزيتا حتى عام 1496. استعادت سلالة برانكوفيتش الإمارة الصربية بعد سنوات قليلة من سقوط الديسبوتية الصربية. حُكمت الإمارة من قبل نبلاء صربيين منفيين ودامت حتى عام 1450 حين سقطت بيد العثمانيين.
منذ القرن الرابع عشر فصاعدًا بدأ عدد متزايد من الصرب بالهجرة نحو الشمال إلى إقليم يُعرف اليوم بفوجفودينا، الذي كان تحت حكم مملكة المجر في ذلك الوقت. شجّع الملوك المجريون هجرة الصرب إلى المملكة، وعيّنوا العديد منهم كجنود وحرس للحدود. خلال الصراع بين الدولة العثمانية والمجر، قامت هذه المجموعات الصربية بمحاولة لاستعادة الدولة الصربية. هزمت الإمبراطورية العثمانية الجيش المجري في معركة موهاج في 29 أغسطس عام 1526. بعد المعركة بفترة قصيرة، أسس قائد المرتزقة الصرب في المجر، يوفان نيناد، حكمه في ما يُعرف اليوم بفوجفودينا. أنشأ دولة مستقلة سرعان ما ستزول وكانت عاصمتها سوبتيتسا. هزم الملك يانوش زابوليا يوفان نيناد عام 1527.
مراجع
- Nikola Tasić; Dragoslav Srejović; Bratislav Stojanović (1990). "Vinča and its Culture". In Vladislav Popović (المحرر). Vinča: Centre of the Neolithic culture of the Danubian region. Smiljka Kjurin (translator). Belgrade. مؤرشف من الأصل في 16 يناير 200928 أكتوبر 2006.
- "History (Ancient Period)". Official website. مؤرشف من الأصل في 28 مارس 201210 يوليو 2007.
- Kitson, Peter (1999). Year's Work in English Studies Volume 77. Wiley-Blackwell. صفحة 5. . مؤرشف من الأصل في 24 يناير 202005 مايو 2009.
- "Blic Online - Najseverniji grad Aleksandrovog carstva". Blic Online. مؤرشف من الأصل في 21 أغسطس 2009.
- IWilkes, J. J. The Illyrians, 1992, (ردمك ), Page 85, "...the area [South Serbia] was originally populated with Thracians..."
- مقدونيا
- "Southern Pannonia during the age of the Great Migrations - Hrčak – Scrinia Slavonica, Vol.2 No.1 Listopad". srce.hr. 2002. مؤرشف من الأصل في 7 فبراير 2012.
- VisitSerbia.org – Culture tourism in Serbia, "Serbia, the land where 17 Roman Emperors were born..." - تصفح: نسخة محفوظة 27 March 2010 على موقع واي باك مشين.
- Scurlock, Gareth (28 July 2008). "Serbia shines for the EXIT festival". The Times. London. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 202004 مايو 2010.
- "Cyril Mango. Byzantium: The Empire of New Rome. Scribner's, 1980". Fordham.edu. مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 201414 نوفمبر 2010.
- باللغة الإنجليزية The Illyrians. A Stipcevic. Noyes Press. Pg 76 the Slavs merged with these people (the Illyrians), thus preserving in their own identity remains of ancient Illyrians
- Aleksandar Stipčević (1977). The Illyrians: history and culture. Noyes Press. صفحة 76. . مؤرشف من الأصل في 1 يناير 2016.
- Ćorović 2001, Prvi Period – III
- Ćorović 2001, Drugi Period – II; Eginhartus de vita et gestis Caroli Magni, p. 192: footnote J10 نسخة محفوظة 10 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- Ćorović 2001, Drugi Period – V;
- Ćirković 2004، صفحة 15-17.
- Budak, Neven (1994). Prva stoljeća Hrvatske ( كتاب إلكتروني PDF ). Zagreb: Hrvatska sveučilišna naklada. صفحات 58–61. . مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 4 مايو 2019.
Glavnu poteškoću uočavanju etničke raznolikosti Slavena duž jadranske obale činilo je tumačenje Konstantina Porfirogeneta, po kojemu su Neretvani (Pagani), Zahumljani, Travunjani i Konavljani porijeklom Srbi. Pri tome je car dosljedno izostavljao Dukljane iz ove srpske zajednice naroda. Čini se, međutim, očitim da car ne želi govoriti ο stvarnoj etničkoj povezanosti, već da su mu pred očima politički odnosi u trenutku kada je pisao djelo, odnosno iz vremena kada su za nj prikupljani podaci u Dalmaciji. Opis se svakako odnosi na vrijeme kada je srpski knez Časlav proširio svoju vlast i na susjedne sklavinije, pored navedenih još i na Bosnu. Zajedno sa širenjem političke prevlasti, širilo se i etničko ime, što u potpunosti odgovara našim predodžbama ο podudarnosti etničkog i političkog nazivlja. Upravo zbog toga car ne ubraja Dukljane u Srbe, niti se srpsko ime u Duklji/Zeti udomaćilo prije 12. stoljeća. Povjesničari koji su bez imalo zadrške Dukljane pripisivali Srbima, pozivali su se na Konstantina, mada im on nije za takve teze davao baš nikakve argumente, navodeći Dukljane isključivo pod njihovim vlastitim etnonimom.
- Bozhilov & Gyuzelev 1999، صفحة 259
- Fine 1991، صفحة 154
- Stephenson 2004، صفحة 27
- Fine 1991، صفحات 193–194
- Ćorović 2001, Drugi Period – VII;
- Ćorović 2001, Drugi Period – VIII
- Ćirković 2004، صفحة 31-33.
- Ćirković 2004، صفحة 40-44.
- Ćirković 2004، صفحة 64-65.