الرئيسيةعريقبحث

ترميل (فن)


- فن الترميل أو الرسم بالرمل هو فن ينتمي إلى الفنون التشكيلية، وتعد مدينة الأغواط مهداً لهذا الفن في الجزائر وفي العالم على السواء. فقد كان ظهور هذا الفن بمدينة الأغواط منذ أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي (1979 - 1980) على يد السيد الطاهر جديد الذي يعتبر الأب الروحي لهذا الفن، ثم بدأ هذا الفن في الانتشار .

اكتشاف فن الترميل

لعبت الصدفة دورها في اكتشاف فن الترميل. إذ في أحد الأمسيات المشوبة بهبوب رياح رملية كان الرسام الطاهر جديد يقوم بإنجاز لوحة زيتية كالعادة في فناء منزله العائلي ذو الأرضية الرملية، و ترك اللوحة لبضع دقائق ليقوم بجلب بعض الأغراض من الداخل و لما عاد وجد الريح قد قلب لوحته و رماها أرضا فوق الرمل، و لما رفعها وجد حبيبات الرمل قد التصقت بمناطق مختلفة من اللوحة التي كانت ألوانها لم تجف بعد، فالتقطت عينه الفنية جمالية المنظر، فانطلق من تلك اللحظة لأول مرة في تاريخ الفنون العالمية في استعمال الرمل في إنجاز لوحات فنية، و ما ميز هذا الفنان أنه في مرحلة متقدمة من بحوثه و تجاربه أصبح الرمل هو المادة الوحيدة التي يستعملها الرسام دون اللجوء لأي تلوين بالألوان الزيتية، و ذلك باستعمال رمال و تراب نقي بألوان مختلفة لكنها طبيعية. و من لا يعرف لوحة ذلك الرجل الأزرق من الطوارق ممتطيا جملا. و كانت له بعد ذلك لوحات أخرى، و قد لقي الفنان مع نهاية السبعينات تشجيعا من خلال ناقد فني بلجيكي، و صارت لوحاته منذ ذلك الوقت تعرض في لعديد من دول العالم و تحصل بفضلها على عدة ميداليات و جوائز و ما تزال هذه الأعمال معروضة إلى الآن في بعض متاحف الفن المعاصر بأوربا.

فن الترميل... من الجزائر إلى العالمية

رمال وغراء ولوحة بيضاء فقط، هذا كل ما يتطلبه الأمر. في البداية لم يكن الفنان الجزائري، الطاهر جديد، يعلم أن ما يعانيه من هبوب للرياح في فناء منزله ذي الأرضية الرملية أثناء رسمه إحدى لوحاته؛ سيكون باباً لفن جديد لم يخطر على باله من قبل. ترك الرجل لوحته وذهب ليحضر بعض الألوان، ثم عاد ليجد أن اللوحة انكفأت على الأرض والتصق الرمل بزيت الألوان مُشكِّلاً صورة جديدة التقطها حس الفنان، وعلم وقتها أن الرمال قد تكون أغنى إحساسا بأهل الصحراء من الألوان التقليدية. بدأ الرجل يعمل على تطوير فنه باستخدام رمال مختلفة الألوان الطبيعية دون تدخل كيميائي من طرفه سوى مزجها بالغراء النقي الشفاف ثم وضعها على اللوحة البيضاء.

التقى الفنان في أحد معارضه بناقد فني بلجيكي ساعده على اجتياز عقبة المكان ليعرض لوحاته في أوروبا، ولقيت أعماله رواجاً كبيراً، ونال عدة جوائز في فرنسا و بريطانيا و الولايات المتحدة و إيطاليا.

كانت البداية في نهاية السبعينيات في مدينة الأغواط الجزائرية التي تشتهر ببساتينها ونخيلها وجذورها التاريخية العميقة التي استمدت منها اسمها، فالغوطة تعني السهل المنخفض الواسع الذي يجتمع فيه الماء والنبات معا. انتقل فن الرسم بالرمل إلى فنانين جزائريين آخرين تأثروا به مثل بن خليفة والعيدي الطيب وقلوزة والعمري الذين أثرو الفن ونقلوه للشباب بعد ذلك لينشأ جيل جديد يبتكر ويبدع، وسرعان ما انتشر الأمر في بلدان كثيرة أفريقية تتمتع بأنواع وألوان من التراب الملون والرمال.

مثلما يمزج الفنانون التقليديون بين الألوان لرسم أشكال جديدة، يمزج أيضا فنانو الترميل بين الرمل والألوان في فروع وتخصصات عديدة نمت وتفرعت من الفن الأصلي. لم يعد الأمر مقتصراًعلى الرسم أو على اللوحات فقط، بل صار المبدعون يضيفون إليها ملحقات جديدة كالصخور والأحجار الصحراوية الملونة، وعمل قواعد من الرمل الملون يوضع عليها أعمال فنية أخرى منحوتة، أو تشكيل تماثيل من الرمال والتراب الملون الممزوج بالغراء. كما تطور من ذلك الفن نوع آخر يملأ الزجاجات الشفافة بالرمل والتراب الملون الصافي في أشكال إبداعية وتصوير حي للطبيعة داخل جوف الزجاجة. كما تطور الرسم على اللوحات بعمل عدة طبقات من الرمل فوق بعضها لإعطائها شكلاً مُجسّماً وبعداً ثالثاً دون أي ألوان زيتية.

[1]

مراجع

  1. فن الترميل... من الجزائر إلى العالمية - تصفح: نسخة محفوظة 19 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :