تتميز مناطق البحر الأبيض المتوسط والمناطق التي تمر بمرحلة انتقالية إلى الصحارى بأطلال رومانية وبيزنطية مثيرة للإعجاب، وقد أثارت جدلا عن كيفية تحول هذه المدن الرائعة إلى أماكن مهجورة. افترض أن النمو السكاني أو الغزو من قبل القبائل الرحل أدى إلى الإفراط في استغلال الأرض، مما أدى إلى تعرية التربة وتدهور لا رجعة فيه. أدى انخفاض خصوبة التربة والغطاء النباتي إلى انخفاض هطول الأمطار وتصحر هذه الأراضي.[1]
ومع ذلك، إخفاق مشاريع المعونة الإنمائية أثارت الشكوك حول صحة هذه القضية التاريخية للتصحر. فعلى سبيل المثال، إن مشروع سد الملك طلال بالقرب من جرش في الأردن هدف إلى الحد من الترسبات التعرية لكنه أخفق في تحقيق أهدافه، وبرز ذلك عندما أدت عاصفة مطرية غزيرة أدت إلى ترسيبات كبيرة في السد مع وجود أجهزة شيدت حديثا لحفظ التربة. كما أن الآثار الايجابية المتوقعة لإعادة التحريج لا يمكن ملاحظتها. وعلى العكس من ذلك ازدادت مخاطر الحرائق في أشجار الصنوبر وهي أشجار قابلة للاشتعال بسهولة، والضغط على المراعي تحركت نحو المناطق الأكثر حساسية في حزام الصحراء. كما أن الأشجار دائمة الخضرة خفضت من تغذية المياه الجوفية.[2]
وهناك عدد من المشاريع البحثية قيد التشغيل في الأردن وجدت أن تآكل التربة الزراعية الرئيسية وقعت في نهاية العصر الجليدي الأخير، وأثناء التجمد الأكبر. يبدو إذن أن تآكل التربة المستخدمة بشكل مكثف اليوم كان محدودا خلال الفترات التاريخية، وليس له علاقة بالتصحر.
النقاش حول تأثير تغير المناخ على التصحر يركز على الجفاف. في حين أن بعض الكتاب يقولون إن فترات التناقص في بلاد الشام كانت متزامنة مع انخفاض هطول الأمطار، ويشير البعض الآخر إلى عدم تطور خطي للأمر. ومع ذلك فإن التركيز على الهطول السنوي يسمح فقط للتوصل إلى استنتاجات محدودة حول إنتاجية الزراعة. إن زيادة وتيرة الأمطار الغزيرة في بلاد الشام في نهاية الفترة البيزنطية قد أدى إلى انجراف التربة، وما ارتبط بها من أضرار هائلة، ومن الممكن أن يكون أكثر خطورة بكثير من عواقب الجفاف. كما يحتمل أن تراجع التوطين في حزام الصحراء في نهاية العصور القديمة تكون مرتبطة بزيادة قدرة على إحداث التصحر.
المراجع
- Lowdermilk, W (1944). Palestine – land of promise. London.
- Grove, A; Rackham, O (2003). The Nature of Mediterranean Europe: an Ecological History.