مفهوم تكنولوجيا التعليم :
يعرف جالبيرتث Galbraith.
تجيا التعليم على أنها " التطبيق المنظومى للمعرفة العلمية المنظمة في أغراض عملية " وبهذا يتضمن هذا التعريف ثلاث عناصر :
التكنولوجيا المتطورة تتطلب وجود هيكل من الحقائق والنظريات العلمية كما تتطلب معرفة منظمة قابلة للتطبيق .
استخدام مدخل المنظومات في تطبيق هذا الهيكل من المعارف والنظريات .
يهدف هذا التطبيق إلى تحقيق أهداف عملية .
ورغم أن هـذا التعريف يتضمن قـدر من الشمولية إلا أنه ينقصه عنصرا رئيسـيا هو المـوارد ( البشرية - غير البشرية ) حيث يشار إلى الموارد البشرية بالخبراء والفنيين والعمال أما الموارد الغير بشرية فيشار إليها بالمواد والأجهزة والتسهيلات وغير ذلك من المكونات المادية [1].
ومفهوم تكنولوجيا التعليم لا يقتصر على مجرد استخدام معدات وأجهزة وتقنيات ذات إمكانيات تعليمية متعددة ومتنوعة ، وإنما يتسع المفهوم ليشمل توظيف القدرات العقلية ، وتطبيق فكر النظم system thinking في عمليات تصميم البرامج التعليمية وتطبيقها وتقويمها وتطويرها[2] .
ومن أبرز مظاهر هذا الاهتمام ، التعريفات المتتابعة التي ظهرت في مجال كتابات التربية عامة ، و تكنولوجيا التعليم خاصة ، وفيما يلى نعرض لبعض هذه التعريفات :
تعريف لجنة الرئيس لتكنولوجيا التعليم 1970
أشار تقرير اللجنة إلى أنه يمكن تعريف تكنولوجيا التعليم بطريقتين :-
- يقصد بتكنولوجيا التعليم في معناها الأكثر شيوعاً الوسائل التي تولدت عن ثورة الاتصالات ، والتي يمكن استخدامها لأهداف تعليمية بمصاحبة المعلم والكتاب والسبورة
- فيقصد بتكنولوجيا التعليم " أنها طريقة نظامية أو منظمة في تصميم العملية الكاملة للتعلم والتعليم والاتصال الإنسانى وتوظيف مزيجاً من المصادر البشرية وغير البشرية لتحقيق تعليم أكثر فاعلية " [3] .
تعريف سلبر Silber 1970
يرى سلبر أن تكنولوجيا التعليم هي تطوير ( بحث ، تصميم إنتاج ، تقويم ، دعم ، مساندة ، استخدام ، مكونات النظام أو النظم التعليمية ( وسائل ، أفراد ، مواد ، أدوات ، أساليب ، مواقف ) . وإدارة ذلك التطوير بأسلوب نظامي ، بغرض حل المشكلات التربوية [4] .
تعريف الموسوعة الأمريكية ( 1978 )
تكنولوجيا التعليم هي " العلم الذي يعمل على إدماج المواد التعليمية والأجهزة وتقديمها بهدف القيام بالتدريس وتعزيزه ، وهى تقوم على عاملين هما : الأجهزة ، والمواد التعليمية التي تشمل البرمجيات والصور وذلك لتحقيق الأهداف التعليمية "[5].
تعريف جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا
قدمت جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا تعريفين لتكنولوجيا التعليم أحدهما عام 1972 والآخر المطور عام 1977 .
- ففي عام 1972 قدمت تعريف لتكنولوجيا التعليم على أنها تكنولوجيا التربيـة حيث قصد بها " أنها مجال يهتم بتيسير التعلم الإنسانى ، من خلال عملية نظامية في تحديد نطاق متكامل من مصادر التعلم وتطويرها وتنظيمها واستخدامها وإدارتها " .
- أمـا في عام 1977 فقد قدمت تعريفا لها أيضا على أنها تكنولوجيا التربية وعرفتها بأنها " عملية معقدة ومتداخلة تتضمن الناس والإجراءات والأفكار والأحداث والتنظيم ، من أجل تحليل المشكلات ، وتصميم وتنفيذ وتقويم إدارة حلول هذه المشكلات المتعلقة بجميع أوجه التعلم الإنسانى" [4] .
تعريف الجمعية الأمريكية للاتصالات والتكنولوجيا في التعليم .
تعرف تكنولوجيا التعليم بأنها " عملية مركبة متكاملة تشمل على الأفراد وأساليب العمل والأفكار والآراء والتنظيمات التي تتبع في تناول المشكلات التعليمية ووضع الحلول المناسبة لها ، وتنفيذها وتقـويم نتائجها وإدارة العمليات المتصلة بهـا في مـواقف يكون فيها التعليم هـادفاً مضبوطا "[6].
تعريف الجمعية البريطانية National Council for Educational Technology 1972
تعرف الجمعية البريطانية تكنولوجيا التعليم بأنها " صياغة وتطوير وتطبيق وتقييم أنظمة وتقنيات الوسائل المساعدة لتحسين عملية التعلم " .
أما دى لا أوردن De La Orden
فيعرف تكنولوجيا التعليم " بأنها النظرية والتطبيق العملى لتخطيط وإنجاز ومراقبة الأنظمة التعليمية بشكل موضوعى بقصد بلوغ أهداف تعليمية محددة "[7] .
ولم تكن الدول العربية أقل اهتماماً بمفهوم تكنولوجيا التعليم من الدول المتقدمة ، فقد بدأت جهود خبراء المركز العربي للتقنيات التربوية التابع للمنظمة العربية للثقافة والعلوم بجامعة الدول العربية ، وكذلك الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم . ونعرض فيما يلى لبعض الجهود العـربية في تحديد مفهوم تكنولوجيا التعليم وتأصيله وتتبع تطوره :
تعريف ذكريا لال وعلياء الجندي :
تكنولوجيا التعليم هي الوسائل والأجهزة التي يعتمد عليها المعلم في أثناء قيامه بالعملية التربوية على نحو مناسب وفعال[8].
- تعريف عبد العظيم الفرجانى :
تكنولوجيا التعليم هي " صياغة تطبيقية للمفاهيم النظرية في ضوء العلاقة المثلثية للتكنولوجيا وهى الإنسان ، من معلم ومتعلم باعتبارهما طرفي الاتصال ومعهما كل من يهتم بالعملية التعليمية ويشارك فيها ، والمواد وتتمثل في لغة الاتصال ، والأدوات التعليمية ، على أن يتم التفاعل بين العناصر السابقة وفق نظام محدود وتسخيرها لتحقيق الأهداف التعليمية "[9] .
تعريف فتح الباب عبد الحليم:
يرى أن تكنولوجيا التعليم هي " العلم الذي يدرس العلاقة بين الإنسان ومصادر التعلم ( المعرفة) من حيث إنتاجها ، أو استخدامها أو إتاحتها لتحقيق أهداف محددة في إطار من فلسفة التربية ونظريات التعلم " [10] .
من ذلك نخلص إلى أن تكنولوجيا التعليم عملية معقدة ومركبة ومتشابكة ، فهي تضم الأفراد والإجراءات والأفكار والوسائل وأساليب العمل والتنظيمات وذلك لحل المشكلات والابتكار وتطبيق وتقييم واقتراح أفضل الحلول للمشكلات التعليمية ، بهذا لا ينظر إلى تكنولوجيا التعليم على أنها برامج فقط أو أنها أجهزة مادية فقط بل هي النظرية والتطبيق في ممارسة وتصميم واستخدام وتطوير وإدارة عمليات ومصادر عملية التعليم والتعلم .[11]
وعندما ننظر إلى تعريفات تكنولوجيا التعليم منذ بدايتها وحتى الآن نجد أن تعريفات ما قبل التسعينات تميزت بالميل نحو ربط تكنولوجيا التعليم بالأجهزة والأدوات والوسائل ثم حدث بعض التطور لها في الثمانينات حيث اعتبرت تكنولوجيا التعليم إستراتيجية كاملة لها بمواجهة مشكلات التعليم من خلال ترتيب البيئة التعليمية وتوظيف مصادر التعليم البشرية وغير البشرية لتحديث التعليم وتطويره. أما فترة التسعينات وما بعدها فقد تميزت تعريفاتها بالحرص على وضع الحدود الفاصلة بين تكنولوجيا التعليم كعلم وبين العلوم التربوية الأخرى ويؤكد هذا الاتجاه
تعريف بارباراسيلز ، وريتا ريتشى
الذي ينص على أن تكنولوجيا التعليم " علم نظرى تطبيقى ، يهتم بتصميم مصادر التعليم وعملياته وتطويرها وتوظيفها وإدارتها وتقويمها "[12] .
وفي ضوء طبيعة الدراسة الحالية سوف يتبني الباحث في دراسته تعريف عام 1994 الذي قدمتها كل من بارباراسليز و ريتا ريتشي .
وقد ارتبط بمفهوم تكنولوجيا التعليم عدداً من المصطلحات هي المواد التعليمية ، الأجهزة التعليمية ، تكنولوجيا التربية ، التربية التكنولوجية ، التكنولوجيا في التربية .
سوف نعرض هذه المفاهيم تباعاً.
مراجع
- ( عبد اللطيف الجزار 1998، ص112)
- ( أحمد خيري كاظم ، 1998 ، ص 15 )
- ( G.C .A Garwal ,1997 , P7 )
- (كمال يوسف اسكندر ، 1998 ، ص 66 )
- ( الغريب زاهر ، إقبال بهبانى ، 1999، ص 1 )
- ( إبراهيم يونس ، 1998 ، ص 12 )
- ( محمد الدريج ، 1997 ، ص 28 )
- ( الغريب زاهر ، إقبال بهبانى ، 1999، ص 12 )
- (عبد العظيم الفرجانى ،1997، ص ، ص 73-74 )
- ( إبراهيم عبد الفتاح يونس، 1998 ، ص 8 )
- ( D .P. Ely , 1996 , p21 )
- ( بارباراسليز و ريتا ريتشي ،1998 ، ص 41 )