جون فيرغارا هو صانع آلات موسيقية وترية مقيم في بلدة بيكون في نيويورك. خبرة جون مع أعمال النجارة تمتد إلى طفولته. ومع موهبته الإضافية كموسيقي، لم يكن مفاجئاً له أن يصهر شغفه للموسيقى بقدراته الرشيقة والمرنة في فن صناعة الآلات. ففي سن مبكرة، فرض نفسه كخبير بارز في الآلات الوترية، لجهة تصميمها، وبنائها وترميمها. واليوم، يشتهر جون بصناعة الغيتار والعود والكمان يدوياً. وتتميز آلاته بنقاوة صوتها وعذوبته وقوته في ذات الوقت، إضافة إلى طول أمدها الذي تضمنه دقة هيكلها.
بداياته
ولد جون فيرغارا عام 1981 في مقاطعة برونكس في نيويورك لأب بورتوريكي وأم إيطالية. يربطه اتصال عميق بالموسيقى بدأ عندما كان يعيش مع عائلة برتغالية في سن الثالثة عشر، حين التقط غيتاراً موجوداً في المنزل. منذ ذلك اليوم فصاعداً، وُلد اهتمامه بالموسيقى. أمضى جون حياته الموسيقية المبكرة في دراسة مجموعة متنوعة من أساليب العزف على الإيتار. درس الجاز والسالسا مع رايموند كروز من فرقة كروز كونترول، الذي من خلاله تعلم السلم الموسيقي والكوردات وتقنيات العزف. ثم درس في وقت لاحق أنماط الإيتار الكلاسيكي والفلامنكو على يد عازف الإيتار خوان غوميز.
لم يمضِ وقت طويل قبل أن يدخل جون الحياة الموسيقية المهنية، وبدأ يلعب بانتظام في عدد من المطاعم في منطقة وادي هدسون في نيويورك عندما تعرض لإصابة في يده منعته من العزف على الإيتار وأجبرته على البحث عن طرق أخرى تشبع شغفه الموسيقي.[1][1]
حياته المهنية
بدأ عمله كحرفي في عالم صناعة الآلات الموسيقية مع صناعة الكمان. ففي العام 2006، بدأ جون دراسة بناء آلة الكمان وترميمها مع الحرفي الأميركي الشهير جو ريغ، وأخذ يرمم ويصلح العديد من آلات الكمان، والفيولا، والتشيلو، والباس أثناء فترة تدرّبه.
بعد زيارته مدينة اسطنبول في العام نفسه، اشترى جون عوده الأول. ومع هذه الآلة، أخذت حياة جون منحىً جديداً غيّر حياته كليّاَ. اكتشف جون أن العود لا يسبب له أي ألم في يده، بل إنه تآلف مع يده حتى بات عزفه أمراً طبيعياً وفطرياً. هنا، قرر جون البحث عن معلّم ويكرّس نفسه جدّياً للعود، فوجد في نجيب شاهين هذا المعلّم. وهكذا، بدأت رحلته مع العود العربي. وأخذ جون ينمو في كنف الموسيقى العربية على يد أساتذة عرب مقيمين في نيويورك أمثال سيمون شاهين، وبسّام سابا.
وبعد سنوات من العمل على الكمان والفيولا والتشيلو، ولد اهتمام جون بالعود. استمر الشاب الأميركي من خلفية بورتوريكية وإيطالية بالتآلف مع هذه الآلة والتعرف اليها أكثر، إلى أن انتقل عام 2010 إلى لبنان. هناك، درس الموسيقى العربية مع شربل روحانا وغادة شبير في جامعة الروح القدس في الكسليك.[2] [2]
إبّان عودته إلى نيويورك، انكب جون على صناعة وبناء الأعواد، إلى جانب ترميم وإصلاح آلات الكمان والإيتار والعديد من الآلات الإثنية بما فيها القانون والسيتار، والتار، والرباب والكيمانشي.
ونظراً لعدم وفرة المراجع الأدبية حول بناء آلة العود، لقّن جون نفسه كل ما يلزم لبناء الأعواد عبر البحث في الاطروحات التي كتبها الموسوعيون الإسلاميون في القرون الوسطى التي توضح تفاصيل الهيكل كالنسب والطول.
كما انخرط كذلك في دراسة الهندسة العكسية للأعواد، فقام بقياس العديد من الأعواد الشرقية، ووسع دراسته للتقنيات المستخدمة من قبل صناع الأعواد الأوروبية (اللوت)، التي تجمعها العديد من أوجه التشابه في أساليب البناء.[3] [3]
جون هو أيضاً عازف عود متمرس، وواحد من الأميركيين القلائل من غير العرب الذين يعزفون الآلة.
في العام 2011، عُرضت أعواد جون في قاعة فلورنس غولد هول في مدينة نيويورك، بالتزامن مع حفل أوركسترا نيويورك العربية. وفي أكتوبر 2013، دعي جون لعرض آلاته للبيع في معرض وودستوك لصنّاع الآلات في بلدة وودستوك في نيويورك.
واليوم، وبعد سنوات من بناء اللآلات الموسيقية، يركّز جون على بناء الغيتارات الكلاسيكية وغيتارات الفلامنكو. ومصدر إلهامه الأساسي هو التصميم الكلاسيكي الذي أرساه صانع الغيتارات الشهير انطونيو دي توريس. فعمل جون على تنقيح هذا النمط، مركّزاً على توازن الصوتيات والمواد المستخدمة عبر الحدس والمهارة لضمان عمر طويل للآلة ونغمتها.
المراجع
- John Vergara
- Nasser, Nisreen "عود على غيتار بورتوريكي", "Almustaqbal", February 2011.
- Rooney, Alison “Stringed instrument repair and woodworking cooperative share premises”, “Philipstown Newspaper", April 2014.