سجن قارا أو حبس قارا ، وعرف أيضا بأسماء السرداب، أو الدهليز أو المطبق الإسماعيلي أو سجن المسيحيين، معلمة تاريخية، بنيت في بداية القرن 18 خلال عهد السلطان المولى إسماعيل داخل القصبة الإسماعيلية بمدينة مكناس. السجن هو عبارة عن شبكة أقبية ودهاليز، جوار جناح السفراء بالقصر الإسماعيلي.[1] صمم على شكل شبه مستطيل، مقسم إلى ثلاث قاعات واسعة في كل منها مجموعة منا الأقواس والدعامات الضخمة، يبلغ الطول المتوسط لكل دعامة 3.46 مترا بمحيط كمنوسط 1.4 متر. [2] مدخل السجن عبارة عن درج يتواجد قرب قبة الخياطين في القصبة الإسماعيلية.
التسمية
سمي السجن بحبس قارة نسبة إلى سجين برتغالي خبير في شؤون البناء كان تلقى وعدا من السلطان المولى إسماعيل بإطلاق سراحه إن نجح في بناء سجن ضخم يتسع لأربعين ألف سجين مسيحي أسروا في البحر جراء أنشطة الجهاد البحري بين القرنين 17 و18.[1]
هناك رواية أخرى ترجع إلى فترة الحماية الفرنسية، التي استمرت في استعماله كسجن مخصص للمغاربة وكانت تضع رجلا أصلعا على حراسته وعرف بذلك بين المكناسيين بحبس لقرع والتي تحولت بالتداول إلى حبس قارا.[2]
البناء
حبس قارا ليس له ابواب جانبية، هو مبنى تحت أرضي قليل إلى منعدم الإضاءة، بولوجيات عمودية من السقف: سلم وحيد، موجود قرب قبة الخياطين، إضافة إلى مجموعة من الفتحات الضيقة التي كان يلقى فيها السجناء وتستعمل لتزويدهم بالمؤن وإخراج القراب التي كانوا يستعملونها لقضاء حاجتهم.[2]
من الصعب تحديد الحدود الحقيقية لحبس قارا، فهناك من يشير إلى أن شبكة السراديب تمتد على مساحة مجمل القصور الإسماعيلية والقصبة، وهناك روايات مبالغة تذهب إلى أن السراديب تتجاوز مكناس إلى مدن مغربية أخرى. قامت سلطات الحماية الفرنسية بإغلاق المنافذ المؤدية إلى السراديب نظرا لارتفاع حالات المفقودين بين المستكشفين، وبعد الاستقلال، أضيفت جدران إسمنتية إضافية حاجبة للسراديب قلصت بشكل كبير المساحة المفتوحة لحبس قارا.[2]
حاليا، المنشأة عبارة عن ثلاث قاعات: الأولى قليلة الإضاءة عبر ثقوب في السقف والثانية ينفذ إليها عبر نفق في جهة الجدار الشرقي أما الثالثة فهي مجموعة أروقة واسعة تتخللها أقواس ضخمة ومتقاطعة.
تميل الدراسات الحديثة إلى التقليل من الامتداد المزعوم للسجن وترجح أنه يمتد فقط تحت مساحة القصبة وتصعب احتمال امتداده تحت القصر لاستحالة تحمل القبو لثقل الكتل العمرانية (المشكلة من أكثر من طابق) حسب تقنيات البناء المتوفرة في القرن 17.[2]
تاريخ
لم يكن حبس قارا دائما مستعملا كمبنى سجني بل استعمل لفترات كثيرة كبنية لتخزين الحبوب والمواد الغدائية. وهناك تضارب حول النية الأولى للمولى إسماعيل في وظيفة هذه البنية من السراديب التي أمر ببنائها خلال أشغاله العمرانية الضخمة بمدينة مكناس والفرضية الغالبة هي أنه بني بهدف استعماله للتخزين. تميل هذه الفرضية أيضا إلى أن استعماله كسجن كان عرضيا ومؤقتا. ما يرجح هذه الفرضية هو بناء سجنين في نفس الفترة، بحي الروى وآخر للمسيحيين بقصبة قاع وردة.
وصفه عبد الرحمن بن زيدان :
"تمر فوقه الركبان، وتجر الدواب عليه الصخور العظيمة وتسير السيارات البخارية المشخونة بالأثقال، ذات البال، آناء الليل وأطراف النهار، بل جعلت فوقه جنات، ذات أشجار وبقول وصارت تسقى بالماء كل آونة فلم يؤثر عليه شيء مما ذكر"[2]
ارتبط حبس قارا كثيرا يالسجناء المسيحيين وترجع شهرته والغرائبية التي وسمت صورته لدى العامة والمؤرخين إلى كتابات الأب خوان ديل بويرطو البعثات والإرساليات التاريخية للمغرب وخصوصا الأسير جيرمان مويت في كتابه سرد لسجن السيد مويت في مملكتي فاس والمغرب، اللتان ظل فيهما إحدى عشرة سنة، و تاريخ فتوحات مولاي رشيد، ملك تافيلالت، ومولاي إسماعيل، أخيه ووارث عرشه.[3]
مراجع
- "Prison Qara :: Meknès". مؤرشف من الأصل في 1 مايو 2019.
- "الداخل إليه مفقود". مجلة زمان. مؤرشف من الأصل في 16 سبتمبر 2018.
- "رحلة الأسير مويط - ترجمه إلى العربية د.محمد حجي و د. محمد الأخضر". مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 2020.