حرب الشتاء (بالفنلندية :Talvisota، وبالروسية :Зи́мняя война́) هو صراع عسكري دارت رحاه بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا. اندلعت الحرب بعدما بدأ السوفييت بهجوم شنوه على التراب الفنلنديّ يوم 30 نوفمبر سنة 1939 - وكان ذلك بعد مضي ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب العالمية الثانية والغزو السوفياتي لبولندا - وانتهت الحرب في 13 مارس سنة 1940 بإبرام معاهدة سلام موسكو. اعتبرت عصبة الأمم الهجوم غير شرعي وطردت الاتحاد السوفيتي من عضويتها في 14 ديسمبر عام 1939.
حرب الشتاء | |||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحرب العالمية الثانية | |||||||||||
طاقم مدفع رشاش فنلندي خلال حرب الشتاء.
| |||||||||||
معلومات عامة | |||||||||||
| |||||||||||
المتحاربون | |||||||||||
فنلندا | الاتحاد السوفييتي | ||||||||||
القادة | |||||||||||
كارل غوستاف مانرهايم | كيريل ميريتسكوف كليمنت فوروشيلوف سيميون تيموشينكو[1][2] | ||||||||||
القوة | |||||||||||
337.000–346.500 جندي 32 دبابة 114 طائرة [3][4][5] |
425.640–760.578 جندي 998.100 جندي (إجمالي) 2.514–6.541 دبابة 3.880 طائرة[6][7][8] | ||||||||||
الخسائر | |||||||||||
25.904 قتيل ومفقود 43.557 جريح 1.000 أسير 957 مدني خلال الغارات الجوية 20–30 دبابة 62 طائرة[9][10] |
126.875 قتيل ومفقود 188.671 جريح 5.572 أسير 3.543 دبابة 261–515 طائرة [10][11] |
بلغ عديد القوات السوفياتية ثلاثة أمثال الجنود الفنلنديين، و 30 مـِثلاً من الطائرات، ومائة مرة بعديد الدبابات. إلا أن الجيش الأحمر كان قد أصيب بالعجز بعد حملة التطهير الأعظم التي قادها الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين عام 1937، فانخفضت معنويات وكفاءة الجيش قبيل اندلاع القتال. فبإعدام وسجن أكثر من 30.000 من ضباط الجيش بمن فيهم معظم أولئك ذوي الرتب الأعلى، كان لدى الجيش الأحمر في عام 1939 العديد من الضباط الكبار عديمي الخبرة. بسبب هذه العوامل، للالتزام والروح المعنوية العاليتين لدى القوات الفنلندية، تمكنت فنلندا من الصمود في وجه الغزو لفترة أطول بكثير مما توقعها السوفييت.
توقف القتال في مارس 1940 بتوقيع معاهدة سلام موسكو. تنازلت فنلندا بموجبها عن 11 ٪ من أراضيها ما قبل الحرب وعن 30 ٪ من أصولها الاقتصادية للاتحاد السوفياتي. تكبد السوفييت خسائر الثقيلة على الجبهة، وساءت سمعة بلادهم الدولية. لم تحقق القوات السوفياتية هدفها باحتلال فنلندا بالكامل لكنها استولت على ما يكفي من الأرض على طول بحيرة لادوغا لتأمين منطقة عازلة من أجل لينينغراد. بينما حافظ الفنلنديون على سيادتهم وحسـّنوا سمعتهم الدولية.
أحبطت معاهدة السلام الخطة الفرنسية البريطانية لإرسال قوات إلى فنلندا عبر شمال إسكندنافيا. كانت أحد أهم أهداف عملية الحلفاء هي السيطرة على خام الحديد في شمال السويد وقطع إمداداته عن ألمانيا.
الخلفية
سياسة فنلندا
التاريخ السياسي لفنلندا مرتبط بالسويد، فقد كانت فنلندا تشكل جزءا من المملكة السويدية لعدة قرون حتى عام 1809 حينما احتلت الإمبراطورية الروسية فنلندا بهدف حماية العاصمة الإمبراطورية سانت بطرسبرغ محوّلة إيّاها إلى دولة عازلة ذاتية الحكم داخل الإمبراطورية الروسية. تمتعت فنلندا بحكم ذاتي موسع حتى نهاية القرن التاسع عشر، لمـّا بدأت المحاولات الروسية لاستيعاب فنلندا ضمن السياسة العامة لتعزيز الحكومة المركزية وتوحيد الامبراطورية بانتهاج سياسة الترويس. فشلت هذه المحاولات سبب الصراع الداخلي في روسيا، بل إنها دمـّرت علاقات روسيا بالفنلنديين وزادت من الدعم لحركات تقرير المصير الفنلندية.
قـدّم اندلاع الحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطورية الروسية لفنلندا فرصة سانحة ؛ فأعلن مجلس الشيوخ الفنلندي استقلال البلاد في 6 ديسمبر 1917. كانت الحكومة الروسية البلشفية الجديدة ضعيفة، ومع خطر حرب أهلية يلوح في الأفق اعترفت روسيا السوفياتية بالحكومة الفنلندية الجديدة بعد ثلاثة أسابيع فقط من إعلان الاستقلال، تحققت السيادة بالكامل في 6 مايو 1918 بعد حرب أهلية قصيرة وطرد القوات البلشفية.
انضمت فنلندا لعصبة الأمم في عام 1920. سعت فنلندا للحصول على ضمانات أمنية من العصبة، ولكن هدفها الأساسي كان التعاون مع الدول الإسكندنافية. فدخل الجيشان الفنلندي والسويدي في تعاون واسع النطاق، ولكنه كان مركزاً على تبادل المعلومات والتخطيط الدفاعي عن جزر أولاند أكثر من التركيز على المناورات العسكرية أو تخزين ونشر العتاد. غير أن حكومة السويد تجنبت بعناية أن تلزم نفسها بالسياسة الخارجية الفنلندية. كما أبرمت فنلندا تعاوناً عسكرياً آخر سرياً مع إستونيا.
كانت حقبة العشرينات وبداية الثلاثينات غير مستقرة سياسياً في فنلندا. حـُظر الحزب الشيوعي الفنلندي في عام 1931، واستخدمت حركة لابوا اليمينية المتطرفة العنف في مناهضة الشيوعية، بلغ ذروته بتمرد مانتســَـلا الفاشل في عام 1932. بعد ذلك كان لحركة الشعب الوطني المتطرفة حضور أقل - بلغ أقصاه ب14 مقعداً من أصل 200 في البرلمان الفنلندي. بحلول أواخر الثلاثينات كان الاقتصاد الفنلندي الموجه للتصدير يتنامى وحلت البلاد تقريباً مشاكلها مع الحركات السياسية المتطرفة.
العلاقة السوفياتية الفنلندية
بعد تورط الاتحاد السوفيتي في الحرب الأهلية الفنلندية عام 1918، لم توقع أية معاهدة سلام رسمية. في عامي 1918 و 1919، أجرت قوات متطوعين فنلندية عمليتي توغل عسكريتين غير ناجحتين عبر الحدود الروسية: بعثتا فيينا وأونوس. في عام 1920، حاول الشيوعيون الفنلنديون من روسيا السوفياتية اغتيال القائد السابق لقوات الحرس الأبيض الفنلندي الجنرال ك.غ.إ. مانرهايم. في 14 أكتوبر 1920 وقـّعت فنلندا وروسيا السوفياتية معاهدة تارتو، مؤكدة على أن الحدود الفنلندية السوفياتية الجديدة هي الحدود القديمة بين دوقية فنلندا الكبرى ذاتية الحكم والإمبراطورية الروسية. وبالإضافة إلى ذلك، تلقت فنلندا بتسامو مع مينائها الخالي من الجليد على المحيط المتجمد الشمالي. وعلى الرغم من إبرام المعاهدة، ظلت العلاقات بين البلدين متوترة. سمحت الحكومة الفنلندية للمتطوعين بعبور الحدود لمساندة ثورة الكاريليين الشرقيين عام 1921، واستمر الشيوعيون الفنلنديون في الاتحاد السوفياتي بالتحضير لانتقام فشنوا غارة عبر الحدود داخل فنلندا سـُميت "تمرد الشحم" في سنة 1922.
في عام 1932، وقع الاتحاد السوفياتي وفنلندا اتفاق عدم اعتداء، وتمت إعادة التأكيد عليه لمدة عشر سنوات في عام 1934 ولكن العلاقات بين البلدين ظلت في أدناها إلى حد كبير. فمع ازدهار تجارة فنلندا الخارجية، كانت التجارة الفنلندية مع الاتحاد السوفياتي أقل من واحد في المائة. في عام 1934 انضم الاتحاد السوفياتي إلى عصبة الأمم.
في عهد ستالين، صورت الدعاية السوفياتية قيادة الفنلندية بأنها "زمرة فاشية فاسدة ورجعية". تعرض المارشال الفنلندي مانرهايم وفاينو تانر زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الفنلندي للتشنيع بشكل خاص.
مع إحكام جوزيف ستالين لقبضته على السلطة من خلال التطهير الأعظم في عام 1938، غيـّر الاتحاد السوفياتي سياسته الخارجية تجاه فنلندا في أواخر الثلاثينات. بدأ الاتحاد السوفياتي السعي لاسترداد أقاليم روسيا القيصرية التي فـُقدت خلال فوضى ثورة أكتوبر والحرب الأهلية الروسية. اعتقدت القيادة السوفيتية أن الإمبراطورية القديمة كان لديها أمن وممتلكات أراضي مثالية، وأرادت أن تتمتع المدينة المسماة حديثاً لينينغراد بأمن مماثل.
المفاوضات
في أبريل 1938، اتصل مندوب مفوضية الشعب للشؤون الداخلية السوفياتية بورس يارتسيف بوزير الخارجية الفنلندي رودولف هولستي ورئيس الوزراء الفنلندي أيمو كاياندر، موضحاً عدم ثقة الاتحاد السوفياتي بألمانيا وأن الحرب تعتبر محتملة بين البلدين. لم يشأ الجيش الأحمر الانتظار بسلبية وراء الحدود بل كان يفضل "التقدم لمواجهة العدو". أكد الممثلان الفنلنديان ليارتسيف التزام فنلندا بسياسة الحياد وأن البلاد ستقاوم أي توغل مسلح. اقترح يارتسيف تنازل أو تأجير فنلندا بعض الجزر في خليج فنلندا على طول جهة البحرية قـُرب لينينغراد. فرفضت فنلندا.
استمرت المفاوضات طوال 1938 دون نتائج. فقد ردت فنلندا على الطلبات السوفياتية بالرفض القاطع، فالعنف الجماعي وحملات التطهير الستالينية في الاتحاد السوفياتي أعطت عنه صورة سيئة في فنلندا. وساهم في تشويهها إعدام معظم النخبة الشيوعية الفنلندية في الاتحاد السوفياتي أثناء حملة التطهير العظمى. حاولت فنلندا في ذات الوقت التفاوض على خطة للتعاون العسكري مع السويد، آملة في دفاع مشترك عن جزر أولاند.
وقع الاتحاد السوفياتي وألمانيا النازية اتفاقية مولوتوف ريبنتروب في أغسطس 1939. كان الاتفاق في ظاهرهه معاهدة عدم اعتداء، لكنه تضمن بروتوكولاً سرياً يقسم بلدان أوروبا الشرقية إلى مناطق النفوذ. وقعت فنلندا ضمن مجال النفوذ السوفياتي. في 1 سبتمبر 1939 بدأت ألمانيا غزوها لبولندا وبعد يومين أعلنت بريطانيا العظمى وفرنسا الحرب على ألمانيا. وبعد ذلك بوقت قصير غزا السوفيات شرق بولندا. واضطرت لاحقاً دول البلطيق لقبول معاهدات تسمح للسوفيات بإقامة قواعد عسكرية ومحطة للقوات على أراضيها. قبلت حكومة استونيا بالبلاغ النهائي ووقعت اتفاقاً بهذا الشأن في سبتمبر. تبعتها لاتفيا وليتوانيا في أكتوبر. خلافا لدول البلطيق بدأت فنلندا تعبئة تدريجية تحت غطاء "التدريب التنشيطي الإضافي".
استعدادات الحرب
في 5 أكتوبر 1939، دعا الاتحاد السوفيتي وفداً فنلنديا لزيارة موسكو لإجراء مفاوضات. أُرسل يوهو كوستي بآسيكيفي سفير فنلندا لدى السويد إلى موسكو ممثلاً عن الحكومة الفنلندية. طلب السوفييت بأن تنقل الحدود بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا على البرزخ الكاريلي غرباً حتى نقطة تبعد 30 كيلومتراً فقط شرقي فيبوري وأن يدمر الفنلنديون كل التحصينات الموجودة على البرزخ الكاريلي. كما طلبوا أيضاً التنازل عن جزر في خليج فنلندا وكذلك عن شبه جزيرة كلاستايانسآرنتو. بإضافة لذلك، على الفنلنديين أن يؤجروهم شبه الجزيرة هانكو لمدة ثلاثين عاما مع السماح للسوفييت بإقامة قاعدة عسكرية هناك. وعرض الاتحاد السوفيتي في المقابل أن يتخلي عن بلديتين اثنين مساحتهما ضعف مساحة الأراضي المطلوبة من فنلندا. قبول الطلبات السوفياتية سيضطر الفنلنديين لتفكيك دفاعاتهم في كاريليا الفنلندية.
انقسمت الحكومة الفنلندية حيال العرض السوفياتي، لكنه رُفض في نهاية المطاف. في 31 أكتوبر في اجتماع مجلس السوفيات الأعلى أعلن مولوتوف المطالب السوفياتية على الملأ. رد الفنلنديون بعرضين آخرين بأن تتنازل فنلندا فقط عن منطقة تيريوكي إلى الاتحاد السوفياتي، الأمر الذي سيضاعف المسافة بين لينينغراد والحدود الفنلندية، وهو أقل بكثير مما طلبه السوفيات.
بعد المفاوضات الفاشلة، بدأ السوفيات تعبئة مكثفة بالقرب من الحدود الفنلندية في 1938-1939. لم تبدأ القوات الهجوم الضرورية للغزو الانتشار حتى أكتوبر 1939. خطط العمليات التي وُضعت في سبتمبر حددت نوفمبر موعداً لبداية الغزو.
قصف ماينيلا
- مقالة مفصلة: قصف ماينيلا
في 26 نوفمبر وردت أنباء عن وقوع حادثة على الحدود بالقرب من قرية ماينيلا. بتعرض موقع لحرس الحدود السوفيتي للقصف من طرف مجهول، ما أدى وفقاً لتقارير السوفياتي لمقتل أربعة وإصابة تسعة من حرس الحدود. خلصت الأبحاث التي أجراها لاحقاً العديد من المؤرخين الفنلنديين والروس أن القصف نـُفذ من الجانب السوفياتي من الحدود من قبل وحدة تتبع مفوضية الشعب للشؤون الداخلية السوفيتية بهدف توفير سبب للحرب وذريعة للاتحاد السوفيتي للانسحاب من معاهدة عدم الاعتداء.
إدعى وزير الخارجية السوفياتي فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوف أن الهجوم نـُفذ من قبل المدفعية الفنلندية مطالباً فنلندا باعتذار عن الحادث ونقل قواتها إلى ما وراء خط يبعد 20-25 كيلومترا عن الحدود. نفت فنلندا مسؤوليتها عن الهجوم، ورفضت مطالب، ودعت إلى تشكيل لجنة مشتركة فنلندية سوفياتية للنظر في الحادث. ثم زعم الاتحاد السوفياتي أن الرد الفنلندي كان عدائياً وألغى اتفاق عدم اعتداء في 28 نوفمبر. في السنوات التالية، وصف التأريخ السوفياتي الحادث بأنه استفزاز فنلندي. لم يـُطرح التشكيك في الرواية السوفياتي الرسمية إلا في أواخر الثمانينات زمن سياسية الغلاسنوست.
الهجوم العسكري السوفيتي
في 30 نوفمبر هاجمت القوات السوفيتية الأراضي الفنلندية بنحو 450,000 جندي في 21 فرقة عسكرية ، في حين نفذ سلاح الجو السوفييتي بالتزامن مع الهجوم قصفا على العاصمة الفنلندية هلسنكي.
علق رجل الدولة الفنلندي يوهو كوستي بآسيكيفي لاحقاً على الهجوم السوفيتي من دون إعلان حرب بأنه انتهاك لثلاثة مواثيق مختلفة لعدم الاعتداء: معاهدة تارتو الموقعة في عام 1920، ومعاهدة عدم اعتداء بين فنلندا والاتحاد السوفيتي الموقعة في عام 1932 ومرة أخرى في عام 1934، وأيضا ميثاق عصبة الأمم الذي وقعه الاتحاد السوفياتي في عام 1934. عـُيـّن كارل غوستاف إميل مانرهايم قائداً أعلى لقوات الدفاع الفنلندية بعد الهجوم السوفياتي. في إعادة تشكيل آخر اختارت الحكومة الفنلندية ريستو روتي رئيساً لها وفاينو تانر وزيراً للخارجية.
في 1 ديسمبر شكل الاتحاد السوفيتي حكومة عميلة تهدف إلى حكم فنلندا بانتهاء الحرب. سـُميت جمهورية فنلندا الشعبية وقد ترأسها أوتو فيلي كوسينن. وسميت أيضاً "حكومة تيريوكي" نسبة لقرية تيريوكي أول بقعة استولى عليها الجيش السوفياتي المتقدم. كان النظام العميل فاشلاً وتم حله بهدوء في بداية عام 1940. منذ بداية الحرب وقفت الطبقة العاملة الفنلندية وراء الحكومة الشرعية في هلسنكي. سـُميت الوحدة الوطنية الفنلندية في وجه الغزو السوفياتي في وقت لاحق بروح حرب الشتاء.
في بداية حرب الشتاء، رفعت فنلندا قضية الغزو السوفيتي إلى عصبة الأمم أولا. فطردت العصبة الاتحاد السوفياتي في 14 ديسمبر 1939 وحضت أعضائها على مساعدة فنلندا.
التقدم السوفياتي نحو خط مانرهايم
الخطة العسكرية السوفياتية
في بداية الحرب، كان النصر الكامل على فنلندا متوقعاً في غضون بضعة أسابيع. وكان الجيش الأحمر قد انتهى لتوه من غزو شرق بولندا بخسائر تقل عن الألف. ساند السياسي أندريه جدانوف والاستراتيجي العسكري كليمنت فوروشيلوف توقعات ستالين بالانتصار السوفيتي السريع، ولكن جنرالات آخرين كانت لديهم شكوكهم. دعى رئيس أركان الجيش الأحمر بوريس شابوشنيكوف لحشد عسكري جدي، ولاستعدادات إسناد ناري ولوجستي واسعة النطاق، وعقلانية في نظام المعركة ناشرين أفضل وحدات الجيش. ذكر كيريل ميريتسكوف قائد جدانوف العسكري في بداية القتال: "تضاريس العمليات المقبلة تـُقسـّمها البحيرات والأنهار والمستنقعات، ومغطاة بالغابات بالكامل تقريباً... الاستخدام السليم لقواتنا سيكون صعباً". ومع ذلك، لم تنعكس هذه الشكوك في نشره للقوات. وصرح ميريتسكوف علناً بأن الحملة الفنلندية سيستغرق أسبوعين على الأكثر. حتى أن الجنود السوفيات حـُذروا من عبور الحدود إلى السويد عن طريق الخطأ.
دمر تطهير ستالين قيادة فيلق الجيش الأحمر؛ من بين من شملهم التطهير ثلاثة من خمسة مارشالات، و 220 من 264 من مستوى قادة الفرق وما أعلى، و 36.761 ضابط من كل الرتب. فبقي أقل من نصف أعضاء القيادة في المجموع. وقد تم استبدالهم عادة بجنود أقل كفاءة ولكن أكثر ولاءً لرؤسائهم. علاوة على ذلك حل مفوض سياسي محل قادة الوحدات، اتخذوا قرارات عسكرية استناداً على مزاياهم السياسية، ما زاد من تعقيد سلسلة القيادة السوفياتية. دمر هذا النظام المزدوج للقيادة استقلال ضباط القيادة.
نظام المعركة السوفياتي
أُعجـِب الجنرالات السوفييت بنجاح تكتيكات الحرب الخاطفة الألمانية. لكن الحرب الخاطفة صـُممت وفقاً لظروف أوروبا الوسطى بوجود شبكة كثيفة موضحة جيداً على الخرائط من الطرق المعبدة. وكان لدى الجيوش المتحاربة في أوروبا الوسطى امدادات ومراكز الاتصالات، يمكن استهدافها بسهولة من قبل الأفواج المدرعة. على النقيض من ذلك كانت مراكز الجيش الفنلندي في عمق البلاد. لم تكن هناك طرق معبدة، حتى الطرق الحصوية أو الترابية كانت نادرة، ومعظم الأراضي تتكون من الغابات والمستنقعات عديمة الدروب. كان شن حرب خاطفة على فنلندا خياراً صعباً للغاية، وفشل الجيش الأحمر في الوصول إلى مستوى التنسيق التكتيكي والمبادرة المحلية اللازمة لتنفيذ تكتيكات الحرب الخاطفة على مسرح الفنلندي.
تمركزت القوات السوفياتية على النحو التالي:
- الجيش السابع، ضم تسعة فرق، فيلق دبابات وثلاث ألوية دبابات، تموقع في البرزخ الكاريلي. استهدف مدينة فيبوري. تم تقسيم هذه القوة في وقت لاحق بين الجيشين السابع والثالثة عشر.
- الجيش الثامن، ضم ستة فرق ولواء دبابات، تموضع شمال بحيرة لادوغا. وتمثلت مهمته في تنفيذ مناورة حول الضفة الشمالية لبحيرة لادوغا للهجوم على الجزء الخلفي من خط مانرهايم.
- الجيش التاسع كان مقرراً أن يهاجم وسط فنلندا. تألف من ثلاث فرق وفرقة إضافية في طريقها. وتمثلت مهمته بالضغط باتجاه الغرب لتقسيم فنلندا لنصفين.
- الجيش الرابع عشر، ضم ثلاثة فرق متمركزة في مورمانسك. كان هدفه الاستيلاء على ميناء بتسامو بالقطب الشمالي ومن ثم التقدم نحو بلدة روفانييمي.
نظام المعركة الفنلندي
أمـْلت الجغرافيا الاستراتيجية الفنلندية. كانت الحدود مع الاتحاد السوفياتي بطول يزيد على 1000 كيلومتر (620 ميل) ولكنها غير سالكة في الغالب إلا عبر عدد قليل من الطرق غير المعبدة. في حسابات ما قبل الحرب، قدرت الأركان الفنلندية العامة التي أنشأت مقر قيادتها زمن الحرب في ميكيلي القوات السوفياتية بسبعة فرق على البرزخ وما لا يزيد على خمسة على طول الحدود كلها شمال بحيرة لادوغا. في هذه الحالة، يتفوق عديد القوات المهاجمة بنسبة 3:1. بيد أن نسبة الحقيقية كانت أعلى من ذلك بكثير، فمثالاً، تم نشر 12 فرقة سوفياتية إلى الشمال من بحيرة لادوغا.
المعارك الأولى
كان الخط الدفاعي الفنلندية الرئيسي والذي بات يعرف باسم خط مانرهايم، على برزخ الكاريلي حوالي 30 حتي 75 كيلومترا من الحدود مع الاتحاد السوفياتي القديم. بلغ عدد جنود الجيش الأحمر على برزخ 250000 130000 تواجه الفنلنديين. الأمر الفنلندية نشر قوة تغطي حوالي 21000 رجل في منطقة امام الخط مانرهايم من أجل تأخير وضرر الجيش الأحمر قبل أن تصل إلى خط المرمى.
في القتال، وكان أكبر سبب الارتباك بين الجنود الفنلندية الدبابات السوفيتية. وكان الفنلنديون بضعة أسلحة مضادة للدبابات وعدم كفاية التدريب في التكتيكات المضادة للدبابات الحديثة. ومع ذلك، كان يحبذ التكتيك مدرعة السوفياتي تهمة بسيطة أمامي، ونقاط الضعف التي يمكن استغلالها. وعلم أن الفنلنديين من مسافة قريبة، ويمكن التعامل مع الدبابات في نواح كثيرة، على سبيل المثال، سجلات وعتلات تكدست في عجلات العربات في كثير من الأحيان أن شل دبابة. قريبا، أوفدت الفنلنديون سلاحا أفضل المخصصة، كوكتيل مولوتوف. وكانت زجاجة مملوءة السوائل القابلة للاشتعال، مع فتيل بسيطة باليد مضاءة. وكانت قنابل مولوتوف في نهاية المطاف الشامل التي تنتجها شركة Alko الفنلندية واحدة مع المباريات التي لضوء لهم. دمرت الدبابات السوفياتية وثمانون في القتال في منطقة الحدود.
من 6 ديسمبر، سحبت جميع القوات الفنلندية لتغطية الخط مانرهايم. وبدأ الجيش الأحمر هجومه الرئيسي الأول على الخط في تايبالي—المنطقة الواقعة بين شاطئ بحيرة لادوغا، نهر تايبالي والممر المائي Suvanto. على طول القطاع Suvanto، كان الفنلنديون ميزة طفيفة من الارتفاع، وعلى أراض جافة لحفر. وكانت المدفعية الفنلندية مزدرى المنطقة ووضع خطط إطلاق النار في وقت مبكر، وتوقع هجوما السوفياتي. وبدأت المعركة من تايبالي مع إعداد المدفعية السوفياتي والأربعين ساعة. بعد وابل، وهاجمت قوات المشاة السوفياتي عبر أرض مفتوحة، ولكن كان صدت مع خسائر فادحة. من 6-12 ديسمبر استمر الجيش الأحمر في محاولة لإشراك به شعبة واحدة فقط. الجيش الأحمر تعزيز المقبل المدفعية والدبابات وجلبت 10 شعبة البندقية إلى الجبهة Taipale. يوم 14 ديسمبر، شنت قوات عزز السوفياتي هجوم جديد ولكن تم صدهم مرة أخرى. دخل دوري الدرجة الثالثة السوفياتي الحرب ولكن ضعيفا ومذعورة تحت النار شل. واستمرت الاعتداءات من دون نجاح، والجيش الأحمر خسائر فادحة. استغرقت الهجوم السوفياتي نموذجي أثناء المعركة على بعد ساعة فقط ولكن بقي من 1000 قتيل و 27 دبابة تتناثر على الجليد.
شمال بحيرة لادوغا، على جبهة لادوغا كاريليا، اعتمدت وحدات الدفاع الفنلندية على التضاريس. لادوغا كاريليا كبرية شاسعة من الغابات، لم يكن بها شبكات الطرق للجيش الأحمر الحديث. إلا أن الجيش السوفياتي الثامن مدد خط السكة الحديد الجديد نحو الحدود ما يضاعف قدرة الامدادات للجبهة. ولكن في 12 ديسمبر، هزمت الفرقة 139 السوفياتي المتقدمة والمعززة بالفرقة 56، على يد قوة فنلندية أصغر بكثير بقيادة العقيد بآفو تالفيلا في معركة تولفايارفي - أغلايارفي، فكانت أول انتصار فنلندي بالحرب.
في فنلندا الوسطى والشمالية، كانت الطرق القليلة وعرة التضاريس. لم يتوقع الفنلنديون هجوماً سوفياتياً واسعة النطاق، ولكن السوفيات أرسلوا ثمانية فرق، بدعم كبير من المدرعات والمدفعية. هاجمت الفرقة 155 لييكسا، وإلى الشمال كذلك هاجمت الفرقة 44 في كوهمو. وتم نشر الفرقة 163 في سووموسالمي وتولت مهمة تقسيم فنلندا بالسير في طريق رآتي. في لابي الفنلندية، هاجمت الفرقتان 88 و122 السوفياتيان سالا. وتعرض ميناء بتسامو القطبي لهجوم من الفرقة 104 الجبلية بحراً براً بدعم من نيران البحرية.
المعارك
معركة سووموسالمي (انتهت بانتصار فلنندي) و معركة تولفايارفي - أغلايارفي (انتهت بانتصار فلنندي)
اتفاقية السلام في موسكو
تم توقيع المعاهدة في 12 مارس عام 1940 م وتوقف اطلاق النار في 13 مارس ظهرا، تنازلت فيها فلنندا عن 11 بالمائة من اراضيها (كاريليا وكاريليان برزخ والأرض الواقعة شمالي بحيرة لادوجا و تنازلت عن ثاني أكبر مدينة (فيبورغ) بعد العاصمة، والكثير من الاراضي الصناعية، واراضي كبيرة كان لايزال الجيش الفلنندي يحكم سيطرته عليها ) بالإضافة إلى 30 بالمائة من الاصول الاقتصادية الفلنندية قبل بداية الحرب وتم استئجار شبه جزيرة هانكو إلى الاتحاد السوفيتي كقاعدة عسكرية لمدة 30 عامًا و منطقة بيتسمو التي استولى عليها الجيش الأحمر خلال الحرب أعيدت إلى فنلندا وفقًا للمعاهدة. ( معاهدة سلام موسكو) .
توابع الحرب
في فلندا
في الاتحاد السوفيتي
في ألمانيا النازية
الحلفاء الغربيون
مصادر
- Edwards (2006), p. 93
- Trotter (2002), p. 204
- Meltiukhov (2000): ch. 4, Table 10
- Krivosheyev (1997), p. 63
- Kilin (1999), p. 383
- Palokangas (1999), pp. 299–300
- Juutilainen & Koskimaa (2005), p. 83
- Peltonen (1999)
- Kurenmaa and Lentilä (2005)
- Malmi (1999), p. 792
- Krivosheyev (1997), pp. 77–78