الرئيسيةعريقبحث

حيدر بن هويج


☰ جدول المحتويات



حيدر بن هويج بن صالح بن علي بن مسفر بن عامر (كيفان) ال مفلح لسلوم ولدعام1282 هجري في محافظةحبونا وقد نشأ في أسرة لها مكانتها القبلية وقد تميزوا بطيب معدنهم وحسن تعاملهم وحبهم لفعل الخير ووالده الفارس هويج بن صالح "مروي النهل مشبع الأهل صليب الصوت وقت الجهل" فارس وخيال له هيات ومغازي وعزوته عرار الجرباء التي يتعزو بها ربعه وجماعته إلى وقتنا الحالي.

حيدر بن هويج
Haider-bmp.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 1870
حبونا
الوفاة 1980
حبونا، نجران
اللقب ملك الابل

علاقته بالإبل

علاقة البدوي بإبله علاقةٌ قديمه تضرب جذورها في أعماق التاريخ وقد بين الخالق عزوجل قدرته في الخلق بذكرها في القرآن الكريم وإبراز مكونات هذا الحيوان العجيب الذي سخره سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان فقال الله تعالى في كتابه العزيز (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت). وقد اثنى المصطفى عليه السلام على أصحاب الإبل وأوصى بالمحافظة عليها وأثنى على أصحاب الإبل وقال عنها عليه الصلاة والسلام (الإبل عز لأهلها) ولحيدر والإبل قصه ارتباط ومحبه فريدة فقد أعطاها من جهده ووقته وصحته وأعطته العز والمكانة التي يستحقها ويعتبر من أكثر من مَلك الإبل في وقته حيث كان يملك عدد تجاوز 300 من الإبل الأوارك والحمر، ترِد بئر سلوى (شرق المنتشر) و حمى والحصينية وتصل خباش والخضراء وغيرها وكان كُثر عددها يهول كل من ينظُر لها فمن يملك مثلِ عددِها في ذلك الوقت يكون أشبه بالحاكم والسلطان خصوصاً أنها تعتبر في تلك الفترة ثروة عظيمة ليس لها ثمن ورغم ذلك لم يغُره كُثرها فلم يجبر ولم يتكبر فكل ما زادت زاد عطاه وكلما كثرت كبر قدره بين الناس وقد كان يوسمها بالكلوب ورقمتين ، والقلادة في نحرها ويسميها بأجمل الأسماء وينسب كل مجموعة أو فصيل إلى أمها وأساسها ناقة تُسمى الحلوة وتنسب لها جميعاً فتسمى ال الحلوة و تندرج منها كل الإبل ومنها ال الشترا,بني ختله,بني مَـزْوي,بني صَـوْيه, ال الحرشاء,ال الهبود,بني زريقة,ال المطوع ,ال العدو,ال البتراء,ال العصلا, ال الهمول,بني عيده,بني مكفولة,ال الحشَاشَه,ال النعوس, ال المحجَل,ال الطفيـَح, ال الغزيـَل, ال العماني, العويـَة, بني مريطه .[1][2]

كرمه الحاتمي

الكرم من صفات البدويّ الطيبة ، وسجيةٌ من سجاياه الكريمة التي ويعتز بها و يتمسك بها ، ولا يرضى أن يحيد عنها مهما كان الثمن ، وهي ميزةٌ من المزايا الحميدة التي توجد في بعض الرجال وقد اشتهر رحمه الله بكرمه الحاتمي حيث كان المقصد الأول في وادي حبونا لكل ضيف وعابر سبيل و كانت ناره مشتعلة على طول الليالي والأيام ولا تطفأ ، وكانت نساؤه وبناته لا يفارقون النار حيث يتبادلون على تحضير القهوة و طبخ الذبائح و على عجن وعمل رغيف العيش (يسمي القرص) من أول يومهم حتى أخره و قد قال فيه الشاعر:

حيدر الكرم جعل يفدوه الرخوم يقري الضيفان ما هو بالوخام


و كان يقيم بجواره أكثر من60 بيت بعضهم من جماعته وكثير منهم من قبائل مذكر ومواجد وبعض يام ، يرحلون معه أينما ارتحل وينزلون معه أينما نزل في أي مكان ينزل فيه ، و يمنح كل منهم ما يسمى في ذلك الوقت بالمنيح ويعطيهم رغيف عيش وما تيسر من الخيرات والأرزاق . وكان ينتشي ويفرح إذا شعر بأنه نجح في إكرام ضيفه وأفلح في إدخال السرور إلى نفسه فلا يستأنس حتى يستأنس ضيفه وتنفرج أساريره .لدرجة أنه في يوم من الأيام أُقيمت عنده سبع ولائم من أول اليوم حتى مغيب الشمس وكان كلما غادر ضيف وتناول واجبه جاء أخر ، وكان حريص أن لا يخبرهم أنه جاء أحداً قبلهم حتى لا يزعجهم ويعتقدون أنهم كلفوا عليه. وكان الكثير يستبشرون حينما يرونه و يلتفون عليه ويحاصرونه فأما أن يعطيهم من الغنم أو الإبل ليحتلبونها و كان بعضهم يأخذها فإذا أخذوها فإنه لا يسأل عنها وينويها لوجه الله.

قصص و مواقف من حياته

  • كان له موقف عظيم في هية بدر الجنوب عام 1338هجري فلم يمنعه المرض وصعوبة الحركة من الاشتراك والمساهمة مع قبائل يام في حماية بدر الجنوب حين قامت أحد القبائل المجاورة ليام بغزو بدر الجنوب بغرض الإستيلاء عليها وكان رحمة الله مع المجموعة التي تقوم بحماية إبل قبائل يام في تلك الواقعة.
  • و له موقف أخر يعكس مدى حميته وكرمه ونبله حدث ذلك حين غزا الإمام يحيى حميد الدين نجران عام 1351 هجري، حيث نزح الكثير من قبائل نجران إلى وادي حبونا ومنهم ال ذيبان وال شريه ,ال شريان, الصقور وبعض ال هندي وحين نزلوا تحديداً مع وادي يسمى كتنه وجدوا بيوت كثيره ونيران كثيره أقاموا بقربها ، وكانت تلك منازل حيدر ، فجاء رحمة الله ورأى جموع الناس ورحب بهم فذبح ناقه وأمر بتوزيعها عليهم وأقاموا عنده ثلاث أيام بلياليها ، وفي صبيحة اليوم الثاني رُزق رجل من قبائل ال هندي يدعى هرقل ال همام وهو من خيار ربعه ، وسألوه جماعته عن اسم الولد؟ قال : اسمه على اسم معزبنا وسماه حيدر
  • وفي زمان الجدري حل القحط وقل المطر وأخذ الناس المرض وكادوا أن يموتون من الجوع حتى أن الحَب والذُرة الذي اعتاد أن يأخذها البدو من أهل القرى المجاورة أصبحت شحيحةً. مما اجبره رحمة الله أن يسافر إلى بلاد عسير حيث باع من إبله وأخذ معه ست ركايب وعاد بها محمله بكميات كبيره من الحَب والذُره والأرزاق. وحدثت له قصه بعد عودته تعكس مدى إيثاره للناس على نفسه وكرمه وحبه للخير حيث أنه في أحد الأيام طلب من إحدى زوجاته جلب رغيف عيش يسميه البدو القرص ليأكله وكان كلما استوى واحد وجاءته به ليأكله مره ضيف أو عابر سبيل أو محتاج وأعطاه إياه لدرجة أن زوجته طلبت منه أن يذهب خلف البيت ليسد جوعه ويأكل ولكنه رفض واستمر ذلك طول النهار ولم يذق شيئاً ليسد جوعه حتى انتهى نهاره في ذلك اليوم.
  • وفي سنه من السنين كان له ناقة لم توسم بعد، مروا بها قوم من قبيلة ال جميح قحطان أهل تثليث، ولقوها هامله ((ضائعه وصاحبها ليس عندها )) ، وكان معها خمس من الحشوان وأخذوها. ولأنه يتميز بفراسة عجيبة يستطيع من نظره واحده معرفه إذا غاب شي من الإبل دون أن يقوم بعدِها ويقص الأثر إذا غابت فيعرف أين توجهت وحين رجعت إبله فقدها فغضب كثيراً و قص أثرها حتى وصل إليها، وكان معه وقتها أبناء إخوانه صالح بن شتران وهامل بن مهدي وحين وصل القوم قال لهم أعطونا إياها بطيب وإلا أخذناها بحرب فهناك مواثيق بيننا وبينكم ، وكان يقصد الحلف بين قبائل يام وقحطان بالفعل أرجعوها وأعتذروا وأكدوا أنهم ملتزمون بالمواثيق، وتحججوا بأن الإبل لم يكن عليها أي وسم فأخذها رحمه الله وبعد رجوعه سمى الناقه الجميحيه نسبة لهم و تقديراً وتوثيقا لهذه الحادثة.
  • وفي أحد السنوات حضر مزكية الملك سعود لمنطقة نجران وتحديداً حبونا، وماتت ركايبهم وامتنع الكثير من الناس أداء الزكاة إما لقل أولحاجه أو طمعاً في المال ، فوصل خبرهم له فقام أولاً بإكرامهم و من ثم بتعويضهم بإهدائهم وإعطائهم ركايب (جمال) يركبونها ودفع لهم زكاة ماله وزكاة أهله وبعض جماعته القريب. وقد كان يحرص أن يؤدي الزكاة في وقتها وأوفى وأعطاها في عهد الملك سعود والملك فيصل حتى وافته المنية في أخر عهد الملك خالد.[3][4]

وفاتة

توفي في عام 1402 عن عمر يناهز المائه وعشرين عام وقد عاني رحمة الله وأتعبته الأمراض في أخر حياته واشتكى من مشاكل كثيرة وكان يهذي وهو على فراش الموت و لخص هذيانه حياته فكان يهذي و يردد ويقول: الله أكبر الله أكبر , و يسأل ضوت الإبل , وهل تعشوا الضيفان، أكرموهم وأذبحوا لهم. رحمة الله كان عبداً قريباً من ربه ,بدوياً أصيلاً مرتبطاً بإبلِه، و حاتمياً شهماً كريماً مكرماً لضيفه ، نهر عطاء وبحر سخاء و نهلاً يروي، و شُعلة نار تُضي لمن حولها، فيقصُدها الحائر ويلجأ لها الخائف، ويستبشر بروئيتها كل حائر ضائع ، كان غيثاً لمن حوله، و ملاذاً لكل جائع خائف، أسداً وزعيماً، ذكراه ستبقى و تتواتر من جيل إلى جيل، و ستفخر أرض حبونا وجبالها ووديانها بهذا الرجل ،كما ستفخر به قبيلته و أبنائه من بعده وستكتب رياح الخير حيدر على الرمال وستنحت المكارم اسمه على صخور الجبال.[5]

مصادر

موسوعات ذات صلة :