وهي شكل من أشكال مساعدة المكتبة للمستفيدين منها على تخطي الحواجز اللغوية. والحواجز اللغوية في مجال المكتبات تعني: عجز القراء الناطقين بلغات معينة عن الإطلاع والإفادة من الإنتاج الفكري الصادر بلغات أخرى. ولا شك أن من أهم المشكلات التي تواجهها أي دولة متقدمة علمياً، وأهم ما تلتزم به هو الحصول على الإنتاج العلمي للدول الأخرى، وتيسير استعماله من جانب الباحثين والتقنيين فيها، وذلك مهما كان مصدر الحصول عليه أو اللغة التي كتب بها. ويعد اختلاف اللغات من أهم المعوقات التي تجعل من المتعذر على كل باحث أن يطلع على كل النتاج الفكري العالمي في مجال تخصصه، ولقد تبين من بحث أجري منذ عدة سنوات أن نحو ثلثي الإنتاج الفكري في مجال الهندسة مثلاً ينشر باللغة الإنجليزية بينما كان أكثر من ثلثي المهندسين في العالم لا يجيدون اللغة الإنجليزية. هذا بالإضافة إلى أن جزءاً كبيراً من المهندسين الذين يقرؤون الإنجليزية لا يمكنهم أن يطلعوا بأنفسهم على الإنتاج الفكري بلغات أخرى. ولقد أدى ازدياد حدة المشكلة إلى التفكير جدياً في وضع بعض الحلول وكان من أهمها ثلاثة حلول أساسية هي:
- إعداد الترجمات.
- العمل على زيادة عدد العلماء والباحثين القادرين على الإطلاع على الإنتاج الفكري الأجنبي في موضوعات تخصصهم بلغاته الأصلية دون الحاجة إلى ترجمة.
- الحث على نشر الإنتاج الفكري باللغات الشائعة الاستعمال، أو اللغات التي يسهل تعلمها لا باللغات النادرة الاستعمال خارج الأقاليم الناطقة بها.
ولقد كان الحل الأول عملياً أكثر من غيره، إلا أن كلاركسون يرى أن الترجمة إذا نظرنا إليها من وجهة النظر التجارية ، يمكن أن تكون عملية مضيعة للوقت ، كثيرة التكاليف. ولقد رأت بعض المكتبات أنه من الأفضل تقديم المساعدة إلى المستفيدين منها للتغلب على الصعوبات اللغوية، كما أن بإمكانها أن تقدم هذه المساعدات بشكل أسرع وأكثر اقتصاداً من مكاتب الترجمة المهنية، وبهذا يمكن لخدمة الترجمة على الرغم من ضيق مجالها أن تصبح أكثر قيمة إذا ألحقت بالمكتبة أو بمركز المعلومات. وبهذا برزت الحاجة إلى أن تقدم المكتبات ومراكز التوثيق والمعلومات المساعدة إلى الباحثين والمستفيدين من خدماتها للتغلب على الصعوبات اللغوية التي قد يصادفونها أثناء بحوثهم وإطلاعهم، وهناك عدة طرائق يمكن لأي باحث أن يحصل من بوساطتها على الترجمات التي يحتاج إليها، ومنها:
- إعداد ترجمات خاصة حسب طلب الباحثين والمستفيدين.
- معرفة مكان ترجمات موجودة فعلاً للمقالات المطلوبة.
- إعداد ونشر ترجمات مختارة للبحوث التي تعد ذات أهمية خاصة في مجال موضوعي معين.
- نشر ترجمات كاملة لبعض الدوريات المتخصصة ذات الأهمية الخاصة، وبخاصة في مجال العلوم والتقنيات.
ومن الوسائل التي تتبعها المكتبة للتعرف بالترجمات التي تقوم بها المكتبة : السجلات البطاقية، ومراصد أو قواعد البيانات الالكترونية.
العناصر التي تنطوي عليها
ومن المتعارف عليه أن تنظيم خدمة الترجمة في المكتبات تنطوي على ثلاثة عناصر أساسية هي :
- التعرف على الترجمات المتاحة.
- توفير إمكانات الترجمة المحلية.
- التعريف بالترجمات التي تتم محلياً.
وأخيراً نؤكد أن الترجمة العلمية خطوة عملية وحاسمة للغاية في عملية العبور الحضاري، ومن هنا أدركت اليابان هذه الحقيقة مما جعلها تؤسس إدارات ملحقة بمكتباتها خاصة بالترجمة من جميع لغات العالم الحية إلى اللغة اليابانية، وبذلك تمكنت من نقل فروع العلم والمعرفة إلى اللغة القومية التي قد لا يجيدها المواطن .أي أن الترجمة تحولت إلى نافذة يطل منها المواطن العادي على كل إنجازات العصر ومتابعة ما يستجد من تطورات حضارية متنوعة[1]
انظر أيضاً
المراجع
- الخدمة المكتبية/خيال الجواهري... [وآخرون].- دمشق: جامعة دمشق، 2006.-232ص