لعل من أبرز الخدمات التي بدأت تحظى باهتمام كبير لدى المكتبات ومراكز المعلومات بشكل عام، والضخمة منها بشكل خاص خدمة تدريب المستفيدين على كيفية استخدام المصادر والخدمات المختلفة التي تقدمها هذه المكتبات والمراكز لهم. لقد وجدت المكتبات ومراكز المعلومات من أجل الاستخدام للأغراض المختلفة. ولهذا فإن تدريب المستفيدين على كيفية الاستخدام يعد قضية مهمة للطرفين (المستفيد والمكتبة ). وتعد برامج تدريب المستفيدين في غاية الأهمية للمكتبات الجامعية والعامة بسبب ضخامتها وضخامة جمهورها مقارنة مع غيرها من المكتبات.
مسوغات تنظيم برامج تدريب المستفيدين
هي كثيرة ومتعددة ويمكن حصرها في النقاط التالية:
- يأتي المستفيدون وبخاصة الجدد منهم إلى المكتبات ومراكز المعلومات الكبيرة وليس لديهم فكرة كافية عن مصادرها وتنظيمها وخدماتها. لذا فإن هذه البيئة الجديدة وضرورة التكيف معها تبرزان مدى الحاجة إلى مثل هذه الدورات.
- النمو والانفجار المعرفي في معظم الحقول والموضوعات وما خلفه من صعوبات ومشكلات في عملية البحث عن المعلومات واسترجاعها.
- الفلسفة الجديدة للمكتبات ومراكز المعلومات والتي توجب على العاملين ألا يقفوا بانتظار المستفيدين ليسألوهم المساعدة في كل مشكلة صغيرة كانت أم كبيرة، بل من واجبهم تدريب المستفيدين على كيفية التعامل مع مشكلات البحث عن المعلومات.
- معظم المستفيدين وبخاصة من مجتمع المكتبات الأكاديمية والعامة يجهلون تماماً مصادر المعلومات المختلفة وسبل تنظيمها وطرائق استرجاعها وكيفية استخدامها للأغراض المختلفة. كما أنهم من خلال تدريبهم على مثل هذه الموضوعات سيتركون المجال واسعاً للعاملين في المكتبات ومراكز المعلومات ليتفرغوا لأعمالهم الفنية الضرورية.
مستويات برامج تدريب المستفيدين
يمكن للمكتبات ومراكز المعلومات أن تنظم برامج لتدريب المستفيدين من مستويات مختلفة وذلك وفقاً لطبيعة المكتبة أو مركز المعلومات وخصائص المستفيد.وهذه المستويات أو المراحل هي:
- المستوى الأول: ويبدأ مع أول زيارة للمستفيد وفيه يعطى مقدمة عامة عن المكتبة ومركز المعلومات، وتنظيمها العام، وساعات الدوام، وكيفية الاشتراك، واستعارة المواد المطلوبة.
- المستوى الثاني: ويهدف إلى إعطاء معلومات كافية عن المصادر المتوفرة، وكيفية تنظيمها في أقسامها المختلفة، وكيفية التعامل مع الخدمات المختلفة التي تقدمها المكتبة أو مركز المعلومات، وكيفية استخدام الفهارس للوصول للمادة المطلوبة. وفي هذا المستوى يمكن التركيز على تخصص المستفيد وطبيعة حاجاته.
- المستوى الثالث: وعادة يقدم للقراء ذوي المستويات الأكاديمية العليا بهدف إعطائهم معلومات كافية عن أهمية وطرائق البحث في المواد التي تقدم معلومات حديثة كالدوريات، بالإضافة إلى تعريفهم بخدمات الفهرسة والتكشيف والبيبليوغرافيات المتوفرة في مجال تخصصهم وكيفية الاستفادة منها، وكذلك يهدف هذا المستوى إلى تعريفهم بأسلوب البحث حسب أصوله العلمية.[1]
المراجع
- الخدمة المكتبية/خيال الجواهري.- دمشق: مديرية الكتب والمطبوعات، 2006.-232ص.