خلل التآزر هو اضطراب في تناسق العضلات ينتج عن الحركات المفاجئة وغير المتناسقة، وهو أحد أشكال الرنح.[1] من المعتاد أن يجزّئ مرضى خلل التآزر الحركة الواحدة إلى حركات أصغر. يشمل خلل التآزر كل من متلازمة رامسي هانت من النمط الأول وخلل المصرة المثانية وخلل المصرة الشرجية. ينتج خلل التآزر عن الضرر أو التمزق بين المخيخ والنخاع الشوكي العجزي. ينتج الضرر في النخاع الشوكي عن الإصابة أو يُكتسب بوسائل وراثية مثل متلازمة خلل التنسج النخاعي. تأتي الوسائل الوراثية لخلل التآزر من التصلب المتعدد والمظاهر المختلفة لالتهاب النخاع المُستَعرِض.
بالإضافة لذلك، يسبب أي ضرر دماغي يحدث للمخيخ خلل التآزر. ينقسم المخيخ إلى ثلاثة أقسام المخيخ البدائي (يتحكم بالتوازن ويساعد على تحريك العين والرأس والعنق) الدودة المخيخية (تُساعد على تحريك القسم الأسفل من الجسم) نصف الكرة الجانبي (يتحكم باليدين والحركات السريعة). يسبب أي ضرر يلحق بأي جزء من المخيخ إلى انقطاع الصلة بين الخلايا العصبية والعضلات ما يؤدي إلى ضعف التنسيق العضلي.
الأنماط
متلازمة رامسي هانت النمط الأول
تُعد متلازمة رامسي هانت من النمط الأول أمرًا نادرًا، إذ يُوصف داء التحلل العصبي بالرمع العضلي والرعاش الحركي والرنح المتقدم وأحيانًا الخرف.[2][3]
خلل المصرة المثانية
يُعرف خلل المصرة المثانية أيضًا بخلل الدافعة المثانية وينتج عن زيادة الضغط على الدافعة البولية (عضلة جدارية في المثانة) والذي يسبب التبول اللا إرادي. يُعتبر هذا الأمر شائعًا جدًا في إصابات النخاع الشوكي ومرضى التصلب المتعدد. إذ يحصل خلل بين الجهاز العصبي المركزي والمصرات البولية والعضلات الناقصة.[4]
خلل المصرة الشرجية
يُعرف خلل المصرة الشرجية أيضًا بخلل قاع الحوض وهو ضعف قاع الحوض أو المصرة الموجودة في الشرج. قاع الحوض هو العضلات التي تربط الحوض بالبطن. ينتج خلل المصرة الشرجية عن الانسداد، ولكن أغلب مسبباته هي الارتخاء غير المرغوب به في المصرات الشرجية أو عضلات قاع الحوض خلال التبرز. إذا كانت هناك زيادة في الضغط داخل المستقيم سيحدث التبرز.[5]
التشخيص
خلل المصرة الشرجية
يميل خلل المصرة الشرجية إلى أن يكون أحد أكثر التشخيصات المتوقعة مع مريض يعاني من أعراض مثل الإمساك المزمن وعدم القدرة على التحكم في حركات الأمعاء. من المعروف أن تقنيات تشخيص خلل التآزر باهظة الثمن ولا تُقدم عادةً في بعض المستشفيات في جميع أنحاء البلاد. لحسن الحظ، لا تزال هناك فحوصات واختبارات خاصة يمكن إجراؤها من خلال توفير الرعاية الطبية والعلاج المناسبين للكشف بشكل صحيح عن خلل التآزر وتشخيصه. تشمل العلاجات: قياس الضغط الشرجي (اختبار طرد البالون، تخطيط كهربائية العضل للمصرة الشرجية)، دراسات التصوير الإشعاعي التبرزي، وفحوصات المستقيم الرقمية.[6]
قياس الضغط الشرجي
يتضمن قياس الضغط الشرجي اختبارين منفصلين: اختبار طرد البالون وتخطيط كهربائية المصرة الشرجية. تُجرى هذه الاختبارات لتحديد خلل التآزر بشكل صحيح وتشخيصه. من أجل التحضير لهذه الاختبارات، يجب على المريض الصيام وأداء الحقن الشرجية المحددة التي يوصي بها الطبيب قبل ساعتين من الاختبارات. عند إجراء اختبار طرد البالون، يكون لدى المريض بالون صغير يُدخل في المستقيم، ويُضخم ويُملء بالماء بعد ذلك. بعد ذلك يُوجه المريض للذهاب إلى أقرب حمام ومحاولة التغوط في البالون، إذ يُسجل الأطباء الوقت الذي يستغرقه. يُنظر إلى التوقيت غير الطبيعي أو الطويل لطرد البالون كمشكلة في منطقة الشرج في الجسم وقد يؤدي إلى تشخيص خلل التآزر، إذ لا يملك المريض السيطرة على انقباض العضلات الشرجية. يستخدم الأطباء أسلوبًا آخر لاختبار خلل التآزر هو التخطيط الكهربائي للمصرة الشرجية. يتضمن هذا الاختبار إدخال قطب كهربائي في تجويف الشرج للمريض، ويُطلب منه الاسترخاء والدفع كما لو كان يحاولون التغوط. يُسجل النشاط الكهربائي والضغط المقلص للتقلصات الشرجية للمريض على شاشة الحاسوب ويُفحص من قبل الطبيب. إذا بدا النشاط الكهربائي للانقباضات طبيعيًا، لكن المريض لا يزال بحالة إمساك، فهذا يُشير إلى وجود مشكلة في نشاط العضلات أو أن هناك تمزقًا في العضلات. يمكن أن يساعد ذلك في تشخيص خلل التآزر أو العلاج الجراحي البديل.[7]
دراسات التصوير الإشعاعي التبرزي
يجري الأطباء في دراسات التصوير الإشعاعي التبرزي التصوير بالأشعة السينية للمريض ويفحصون المستقيم أثناء التغوط. يُوجه المرضى إلى شرب الباريوم قبل ساعة من الفحص. ثم يُدخل معجون الباريوم في تجويف المستقيم والشرج، وتُوضع صبغة الأشعة السينية للمرضى على المثانة البولية وفي المهبل. يستخدم الباريوم بحيث يمكن رؤية الجهاز الهضمي مثل الأمعاء وتجويف المستقيم وتجويف الشرج بشكل واضح على الأشعة السينية ويمكن للأطباء فحص حركات العضلات.[8]
فحوصات المستقيم الرقمية
يرتدي الطبيب أثناء الفحوصات الرقمية للمستقيم قفازًا مشحمًا بالليزر ويدخل إصبعًا واحدًا برفق في فتحة الشرج لإجراء فحص جسدي لمناطق الحوض السفلية. يستخدم هذا الاختبار بشكل تقليدي للرجال لفحص غدة البروستاتا بحثًا عن أي تحاديب أو نمو غير طبيعي، وللمرأة للتحقق من الرحم والمبيض. يمكن أن يساعد هذا الاختبار في تحديد المضاعفات التي قد تسبب عادات الأمعاء غير الطبيعية، والتي يمكن أن تساعد بشكل صحيح في تشخيص حالات خلل التآزر.[9]
العلاج
خلل المصرة المثانية
الأدوية
دُرست حاصرات ألفا عند علاج الأشخاص الذين يعانون من خلل المصرة الدافعة. لم يُظهر تيرازوسين أي انخفاض في تلاشي الضغوط مع الأشخاص الذين عانوا من إصابات في النخاع الشوكي، في حين أُعطي تامسولوسين للمرضى الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد وأدى إلى تحسين قياسات ما بعد الإفراغ المتبقية. ومع ذلك، لا ينصح باستخدام حاصرات ألفا بسبب نقص البيانات الداعمة لنجاحها. وقد اختبرت الأدوية المضادة للتشنج على الأشخاص الذين يعانون من خلل المصرة الدافعة. يملك الباكلوفين الفموي فائدة محدودة في علاج خلل المصرة الدافعة لأن له نفاذية منخفضة عبر حاجز الدم في الدماغ.[10]
القسطرة
تُستخدم القسطرة المتقطعة في أغلب الأحيان لعلاج خلل المصرة المثانية. يمكن إدخال القسطرة وإزالتها من مثانة الشخص عدة مرات في اليوم، لذلك لا تُثبت بشكل دائم، وهذا لمساعدة الناس الذين يكافحون لتفريغ مثاناتهم. يوصى بعدم تفريغ مثانة المصاب حتى توضع القسطرة وتُثبت. من خلال الحصول على القسطرة، يحقق هدف المساعدة في تقليل التشنجات داخل المصرة. يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية للمساعدة في تتبع مدى فعالية استخدام القسطرة. إذا كان الشخص يكافح مع استخدام قسطرة متقطعة، يمكن استخدام قسطرة مستقرة بدلاً من ذلك. القسطرة المستقرة لها نفس الوظيفة، ومع ذلك فهي مصممة للبقاء في المثانة.[10]
البوتوكس
يُحقن توكسين البوتولينوم أ في المصرة الخارجية عن طريق المثانة أو الموجات فوق الصوتية. يمنع البوتوكس إطلاق الأسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي ضروري لتقلص العضلات. مع إطلاق عقار الأسيتيل كولين، تصبح العضلات أكثر استرخاء.[10]
الدعامات الإحليلية
الدعامات الإحليلية أسلاك رقيقة تُوضع داخل مجرى البول إما لعلاج أو منع إعاقة مرور البول المتدفق من الكلية. يمكن وضعها إما بشكل مؤقت أو دائم.[10]
بضع المصرة
بضع المصرة هو العلاج الأكثر استخدامًا لخلل المصرة المثانية. الغرض من العلاج هو خلق ضغط منخفض داخل المثانة وكذلك إضعاف المصرة الخارجية. يستخدم الكي الكهربائي لقطع المصرة الخارجية، والذي يؤدي إلى الكثير من النزيف. ثم تُستخدم القسطرة للمساعدة في تخفيف الضغط الذي يمكن أن يحدث.[10][11]
المراجع
- "Dyssynergia -- Medical Definition". مؤرشف من الأصل في 20 أبريل 2016.
- "Ramsay Hunt Syndrome". مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 201212 مايو 2011.
- "National Institute of Neurological Disorders and Stroke". February 14, 2011. مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 201512 مايو 2011.
- Stoffel, John (February 5, 2016). "Detrusor Sphincter Dyssynergia: a Review of Physiology, Diagnosis, and Treatment Strategies". Translational Andrology and Urology. 5 (1): 127–135. doi:10.3978/j.issn.2223-4683.2016.01.08. PMC . PMID 26904418.
- Seong, Moo-Kwung; Kim, Tae-Won (March 26, 2013). "Significance of defecographic parameters in diagnosing pelvic floor dyssynergia". National Center for Biotechnology Information. 84 (4): 225–230. doi:10.4174/jkss.2013.84.4.225. PMC . PMID 23577317.
- Tantphlachiva, Kasaya; Priyanka, Rao; Rao, Satish (November 2010). "Digital Rectal Examination Is a Useful Tool for Identifying Patients With Dyssynergia". Clinical Gastroenterology and Hepatology. 8 (11): 955–960. doi:10.1016/j.cgh.2010.06.031. PMID 20656061. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 201930 مارس 2016.
- "Patient Information on Anorectal Manometry" ( كتاب إلكتروني PDF ). Motility Society. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 5 أبريل 201530 مارس 2016.
- "Defecography". MUSC Health. Medical University of South Carolina. مؤرشف من الأصل في 27 يوليو 201930 مارس 2016.
- Staller, Kyle (2015-09-07). "Role of Anorectal Manometry in Clinical Practice". Current Treatment Options in Gastroenterology (باللغة الإنجليزية). 13 (4): 418–431. doi:10.1007/s11938-015-0067-6. ISSN 1092-8472. PMID 26343222.
- Stoffel, John (Feb 2016). "Detrusor sphincter dyssynergia: a review of physiology, diagnosis, and treatment strategies". Translational Andrology and Urology. 5: 127–135. doi:10.3978/j.issn.2223-4683.2016.01.08. PMC . PMID 26904418.
- Reynard, J M; Vass, J; Sullivan, M E; Mamas, M (2003). "Sphincterotomy and the treatment of detrusor–sphincter dyssynergia: current status, future prospects". Spinal Cord. 41 (1): 1–11. doi:10.1038/sj.sc.3101378. PMID 12494314.