الرئيسيةعريقبحث

دجل


☰ جدول المحتويات


الدجل أو الغش الصحي هو تقديم ممارسات طبية مزورة أو جاهلة.[1][2][3] و الدجال هو الممارس لهذا النوع من الممارسات الطبية أو الشخص الذي يدعي امتلاك المهارة والمعرفة أو المؤهلات التي تمكنه من ممارسة الطب وهو لا يمتلكها. وتشمل العناصر المشتركة للدجل التشخيصات المزيفة باستخدام اختبارات تشخيصية غير موثوقة، وكذلك العلاجات البديلة خصوصا لأمراض خطيرة مثل السرطان. الغش الصحة مصطلح يستخدم كمرادف للدجل، ولكن مصطلح الدجل يعبر عن ممارسات أكثر عدوانية.

الوجود والتقبُّل

يوجد العديد من الحجج المطروحة التي توضح أسباب استحسان المرضى لفكرة الدجل بالرغم من افتقاده للفاعلية:

  • الجهل

هؤلاء الذين يُمجِّدون مفهوم الشعوذة والدجل ربما يفعلون ذلك من باب استغلال ضعف الوعي لدى الأفراد بخصوص طرق العلاج التقليدية الشائعة، وذلك من خلال وضعهم أمام خدمات المعالجة البديلة والغير تقليدية، ومع ذلك قد يكونون هم أنفسهم جاهلين بشأن ادعاءاتهم الخاصة، وعلى الرغم من تَوَصُّل الممارسات الطبية المعتادة إلى العديد من التحسينات الإستثنائية والملفتة للنظر، فإن الأفراد قد يميلون أيضًا نحو تصديق المزاعم الغير مُبررة.

يمكن أن يستمر تأثير الأدوية والعلاجات - المعروف أنها بلا فاعلية ملموسة -  في التأثير على منظور الأفراد تجاه طبيعة مرضهم؛ حيث يَمنح الإيمان بإيجابية المنظور - في بعض الأحيان - التأثير العلاجي المطلوب مُسببًا تحسن ملحوظ في صحة المريض، لكن هذا لا يعني بالتأكيد أنه لا يوجد علاج حقيقي للمرض البيولوجي. " لذلك يمكن لنا أن نصف أن تأثير الدواء المزيف يتم داخليًا في العقل نتيجة فقط لقوة الإيمان بالفكرة، والآن بات واضحًا أمامنا أنه يوجد أساس بيولوجي عصبي حقيقي لهذه الظاهرة."[4]

كما تؤكد إحصائيات الأفراد على أنَّ العلاج قد يُصاحبه تأثير واضح في تخفيف الألم أوتعزيز الرفاهية أو التحسُّن على المستوى الشخصي، حتى إنه يُساعد كليًا في التخفيف من حدة الأعراض الخاصة بكل مرض. وبالنسبة لبعض المرضى فإن وجود طبيب رعاية وصرف الدواء يُمثل سبب كافيًا للشفاء.

نقص الوعي لدى الأفراد بأن الحالة الصحية يُمكن أن تتغير من حالة لأخرى بدون وجود أي علاج، ونتيجة لذلك يتم إسناد التغيير من حالة المرض إلي الصحة إلى علاج مُحدد.[5]

  • الانحياز التأكيدي

ويُسمى أيضًا بالانحياز الشخصي وهو عبارة عن الميل والتوجه إلى البحث عن المعلومات أو تفسيرها أو إعطاء الأولوية لها بطريقة تتوافق مع معتقدات الفرد أو فرضياته، حيث يُعتبر ذلك نوع من الانحياز المعرفي والخطأ المنهجي في التفكير الاستقرائي.

  • التشكيك في العلاج التقليدي

لأسباب متعددة لا يثق الكثير من الناس في الطب التقليدي أو في شركات الأدوية الكبرى أو في المؤسسات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء بالأمم المتحدة. وفي هذا الصدد قد يُشكل الطب التكميلي والبديل - على سبيل المثال - استجابة [للتمييز] المتواجد في الظروف الطبية التقليدية وما ينتج عنه من انعدام الثقة.[6]

  • نظريات المؤامرة

غالبًا ما يُتهم نشطاء مكافحة الدجل والشعوذة "صائدي الدجالين" على نحو زائف بكونهم جزء من مؤامرة ضخمة؛ من أجل منع طرق العلاج "الغير التقليدية" و/أو "الطبيعية" فضلًا عن أولئك الذين يُروجون لهم. كما يُزعم أن هذه المؤامرة تتلقى الدعم والتمويل من خلال قطاع صناعة المستحضرات الصيدلانية ونظام الرعاية الطبية الحالي مُمثلًا في الجمعية الطبية الأميركية وإدارة الغذاء والدواء بالأمم المتحدة وجمعية طب الأسنان الأمريكية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية وآخرون؛ وذلك من أجل تعزيز سلطتها وزيادة أرباحهم. وللعلم فإن هذة الفكرة غالبًا ما يُعتقد بها من قِبل الأشخاص الذين لديهم آراء مناهضة للعلوم.

  • الخوف من الآثار الجانبية

يمكن أن يكون لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الأدوية الصيدلانية آثار جانبية مُفجعة، ولأن الكثير من الناس يخشون عمليات الجراحة والعواقب المترتبة عليها، فإنهم قد يختارون الابتعاد عن هذة العلاجات الشائعة.

  • التكلفة

هناك بعض الأشخاص الذين يجدون صعوبة في تحمل تكلفة العلاج التقليدي، ولذلك فإنهم يسعون لطرق بديلة أرخص ثمنًا، وهنا غالبًا ما يوزِّع الممارسون غير التقليديين العلاج بتكلفة ­زهيدة، ومع الوقت يزداد تفاقم الوضع نظرًا لانخفاض إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية السليمة.

  • اليأس

الأشخاص الذين يعانون من مرض خطير أو مرض العضال، أو أولئك الذين أُخبروا من قِبل طبيبهم المعالج أنَّ حالتهم "لا يُمكن علاجها" ربما يتفاعلون مع هذا الأمر بالبحث عن العلاج بطريقة ما أو بآخرى، متغاضين عن نقص الأدلة العلمية التي تُبرهن ما إذا كانت لها فاعلية من عدمها، أو فوق هذا كله أنها قد تُمثل خطورة بالغة على حياتهم. وقد يتفاقم اليأس نتيجة الافتقار لوجود رعاية تلطيفية غير علاجية ورعاية مرحلة الاحتضار. وفي هذا السياق فقد ظهرت نداءات بين عامي 2012 و 2018 بشأن مواقع التمويل الجماعي في المملكة المتحدة لعلاج السرطان باستخدام مكون صحي بديل، وقُدر المبلغ المُجمع بقيمة 8 ملايين جنية إسترليني. ويُوصف هذا بأنه "تدفق جديد ومربح من الإيرادات بالنسبة إلى المشعوذين والمخادعين الذين يفترسون الضعفاء."[7]   

  • المكابرة

وذلك حينما يؤيد الناس أو يدافعوا عن علاج ما، فقط لأنهم استثمروا وقتهم وأموالهم فيه، وبالتالي قد يُصبحون مُترددين أو يشعرون بالحرج بشأن الاعتراف بعدم فاعليته، ولهذا السبب فإنهم ينصحون غيرهم بذات العلاج رغم كونه عديم القيمة.

  • التزوير

يقوم بعض ممارسي الطب - رغم إدراكهم التام بانعدام فاعلية أدويتهم - بصُنع دراسات علمية ونتائج لإختبارات طبية مُزوَرة؛ لكي تضع المُستهلِك في حيرة من أمره بالنسبة لفاعلية العلاج الطبي.

روابط خارجية

Wikisource هيو تشيشولم, المحرر (1911). . موسوعة بريتانيكا (الطبعة الحادية عشر). مطبعة جامعة كامبريدج.

مراجع

  1. Killing us softly: the sense and nonsense of alternative medicine. London: Fourth Estate. 2013.  .
  2. Hutchens, John K. (June 7, 1942). "Notes on the Late Dr. John R. Brinkley, Whom Radio Raised to a Certain Fame". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 201307 مايو 2009.
  3. Linus Pauling: Nobel Laureate for Peace and Chemistry 1901–1994نسخة محفوظة January 10, 2010, على موقع واي باك مشين. نسخة محفوظة 06 أغسطس 2013 على موقع واي باك مشين.
  4. Fabrizio (2014-09-25). Placebo Effects. Oxford University Press.  . مؤرشف من الأصل في 15 أبريل 2020.
  5. J. Thomas Butler (1 July 2011). "Consumer Health: Making Informed Decisions". Jones & Bartlett Publishers.  . مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020.
  6. Shippee, Tetyana; Henning-Smith, Carrie; Shippee, Nathan; Kemmick Pintor, Jessie; Call, Kathleen T.; McAlpine, Donna; Johnson, Pamela Jo (2013). "Discrimination in Medical Settings and Attitudes toward Complementary and Alternative Medicine: The Role of Distrust in Conventional Providers". 6 (1). Journal of Health Disparities Research and Practice: 3. مؤرشف من الأصل في 31 أكتوبر 2019.
  7. "Is cancer fundraising fuelling quackery?". British Medical Journal. 12 September 2018. مؤرشف من الأصل في 31 أكتوبر 201919 أكتوبر 2018.

مقالات ذات صلة

شعوذة

موسوعات ذات صلة :