دير القاسي كانت قرية فلسطينية قائمة على تل صخري وسط الجليل الأعلى الغربي، وتبعد نحو خمسة كيلومترات إلى الجنوب من الحدود اللبنانية. وكانت تقع على طريق شقت وعبدت خلال الحرب العالمية الثانية- تربطها بقريه بفسوطة شمالا وقريه بترشيحا إلى الجنوب الغربي. القسم الأول من اسم القرية دير، يوحي بأنه ربما كان في القرية دير وسكان مسيحيون غير أن سكان دير القاسي الحديثة كانوا من المسلمين.[2]
دير القاسي | |
---|---|
مستعمرة إلكوش، 2014 | |
القضاء | عكا |
شبكة فلسطين | 181/271 |
السكان | 2،668 (1948) |
المساحة |
34،011 دونم 34.0 كم² |
تاريخ التهجير | 30 أكتوبر 1948[1] |
سبب التهجير | هجوم عسكري من قبل القوات الصهيونية |
مستعمرات حالية | متات، إلكوش، أبيريم، نطوعا |
تاريخ القرية
في سنة 1569 كانت قرية دير القاسي تابعة لناحية جيرة (لواء صفد), وفيها 132 نسمة وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت دير القاسي تقع على حرف جبل تحيط بها أشجار التين والزيتون والأراضي المزروعة وكان عدد سكانها 200 نسمة تقريبا وعندما اجري إحصاء للسكان خلال فترة الانتداب في سنة 1945 ودمج تعداد سكان القرى الثلاث أي دير القاسي وفسوطة والمنصورة فكان عدد سكانها الإجمالي 14420 مسلما و880 مسيحيا.
كان ثمة طريق معبدة تقسم القرية إلى حارتين: شرقية وغربية. وكانت الحارة الشرقية أعلى من الحارة الغربية وكانت معظم منازل دير القاسي مبنية بالحجارة، وقد أنشئت فيها مدرسة ابتدائية في عهد الانتداب، ويذهب المتوفقين من الطلاب إلى صفد وحيفا، والقليل منهم اتم تعليمه في الكلية العربية أو الرشيديه في القدس.
وكان في القرية مسجدان واحد في كل حارة ومقامان: إحداهما للشيخ جوهر والآخر لأبو هليون. كما كان فيها زاوية للطريقة الشاذلية.
كان سكان القرية يتزودن المياه للاستعمال المنزلي من ينابيع فسوطة والمنصورة ومن بركة كبيرة- في دير القاسي ذاتها كانت تجمع فيها مياه الأمطار. وكانوا في الغالب من ملاك الاراضي الزراعية التي تستجلب المزارعين من القرى المجاورة ومن جنوب لبنان لزراعه المنتوج الاساسى وهو الدخان الذي يباع للشركات البريطانية بالاضافه لزراعه الحبوب والخضروات والزيتون للاستهلاك المحلى. التحق بعضهم بجهاز الدولة في المدن وبعضهم الأخر عمل في القواعد العسكرية البريطانية، كما كان القليل من سكان دير القاس لهم مصالح في تسهيل مرور البضائع من وإلى لبنان عن طريق ما عرف فيما بعد بطريق القاوقجي. وكانوا يملكون الأراضي بالمشاركة مع سكان فسوطة والمنصورة في 1944\ 1945، كان ما مجموعه 6475 دونما مخصصا للحبوب. و1617 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. واستنادا إلى سكان القرية، تم العثور خلال أعوام الحكمين العثماني والبريطاني على مصنوعات من العصور الكنعانية والإسرائيلية والرومانية غير أن معظمها فقد الآن.
احتلال القرية عام 1948
وقعت دير القاسي تحت السيطرة الإسرائيلية في 30 أكتوبر 1948 وتم ذلك على الأرجح بعد سقوط قرية ترشيحا المجاورة لها. وكان الاستيلاء على هاتين القريتين جزءا من عملية حيرام وهي عبارة عن هجوم إسرائيلي شن عند نهاية الحرب لاحتلال ما تبقى من الجليل. وبعد الهجوم على ترشيحا بحسب ما ذكر (تاريخ حرب الاستقلال) تراجع بعض المدافعين عن القرية على طول طريق مخفية تمر داخل دير القاسي في اتجاه الشمال صوب قرية رميش في لبنان وهذه الطريق التي أطلقت الهاغاناه عليها اسم (طريق القاوقجي) كانت بمثابة خط الإمداد الأهم لجيش الإنقاذ العربي في الجليل الأعلى.[3]
يشير المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إلى أن سكان القرية لم يطردوا خلال الهجوم فقد أوردت التقارير أن 700 نسمة تقريباً كانوا لا يزالون يعيشون في دير القاسي والبصة وترشيحا بعد ذلك التاريخ بشهرين أي في ديسمبر 1945 (ولكن روايات الاجئين تؤكد أن كل سكان قريه دير القاسي خرجت بعد ان قصفت القرية بالطائرة يوم 29 أكتوبر 1948 مع ترشيحا وسحماتا، فهرب الأهل شمالاً وبقي عدد قليل من الأهالي فيها. في اليوم التالي أي يوم 30/10/1948 جاءت فرقة الهاغانا وطردت من بقي في القرية). واعترض بعض الأوساط الإسرائيلية في البدء على طردهم وذلك لأسباب عسكرية. وكانت حجة تلك الأوساط أن من غير الملائم أن تطرد سكان القرية، وان يستبدل بهم مهاجرون يهود جدد غير مدربين عسكريا (فقد كانت دير القاسي تعتبر ذات موقع استراتيجي لكونها قريبة من الحدود اللبنانية). وقد طرحت هذه الحجة أمام اجتماع للحكومة الإسرائيلية في 9 يناير 1949 استنادا إلى الوثائق الإسرائيلية. غير أنها نقضت بقرار يدعو إلى (تشجيع إسكان العوليم المهاجرين اليهود, في جميع القرى المهجورة في الجليل) وتم تحقيق هذا الهدف في دير القاسي بتاريخ 27 مايو 1949، وفق ما قال موريس لكنه لا يذكر متى طرد سكان القرية ولا الوجهة التي اتخذوها.
القرية اليوم
في عام 1949 احضروا مستوطنين من اليمن للسكن في القرية وقد أُطلِق على القرية اسم " إلكوش " حينها، الانهم لم يبقوا طويلا فغادروا إلى منطقة الساحل، وفي عام 1957 احضروا إلى القرية مستوطنين اكراد ليسكنوا في القرية ومنذ ذلك الوقت بدء هدم معظم بيوت القرية المهجورة. على رأس التلة في الحارة الشرقية لا تزال بعض البيوت ومنها بيت عبد الله عبد المجيد الصادق وبيت خالد العلكي وكذلك بيت محمد البوليس بائع الكاز سليم الأمين حمادي وبيت محمود حمادي.
معالم القرية
فيها مقام الشيخ جوهر ومقام أبوهليون وزاوية للطريقة الشاذلية، وفيها منزل اثري للحاج صالح عبد الله أبو صلاح.
صور
انظر أيضاً
قائمة المدن والقرى الفلسطينية التي أخليت من السكان خلال حرب 1948
مراجع
- Morris، 2004، p. xvii، village #63. مع سبب التهجير.
- "نبذة تاريخية عن دير القاسي-عكا من كتاب لكي لا ننسى لوليد الخالدي- فلسطين في الذاكرة". www.palestineremembered.com. مؤرشف من الأصل في 9 فبراير 201908 فبراير 2019.
- "Dayr al-Qasi - دير القاسي -عكا- فلسطين في الذاكرة". www.palestineremembered.com. مؤرشف من الأصل في 9 فبراير 201908 فبراير 2019.