رحلات مع تشارلي: بحثًا عن أميريكا: هي رواية من نوع أدب السفر كتبها المؤلف الأمريكي جون ستاينبيك. تصوّر الرواية رحلة عبر الولايات المتحدة الأميريكية عام 1960 قام بها ستاينبيك برفقة كلبه البودل المدعو تشارلي. كتب ستاينبيك أن الدافع وراء كتابه هذا هو رغبته برؤية بلده من منظور شخصي، باعتبار أنه يكسب المال من خلال الكتابة عن بلده. كتب ستاينبيك عن الكثير من الأسئلة التي راودته خلال رحلته، وكان السؤال الرئيس هو «كيف يبدو الأمريكيون حاليًا؟» على أي حال، لاحظ الكاتب امتلاكه الكثير من الشكوك والتخوفات حول «أميريكا الجديدة» التي صادفها أثناء رحلته.
يروي ستاينبيك عن ترحاله عبر الولايات المتحدة الأمريكية عبر سيارة خاصة تحوي معدات تخييم أطلق عليها اسم روثيناتي، تيمّنًا باسم الحصان في رواية دون كيخوتي. يبدأ ستاينبيك رحلاته من لونغ آيلاند في نيويورك، ويسير عبر الحدود الخارجية للولايات المتحدة، من ماين حتى إقليم الشمال الغربي الهادئ، وصولًا إلى موطنه الأصلي في ساليناس فالي ضمن ولاية كاليفورنيا، ثم يعبر تكساس وصولًا إلى الجنوب الأمريكي، ثم يعود إلى نيويورك. تغطي رحلة كهذه مسافة قدرها نحو 10 آلاف ميل.
وفقًا لتوم ستاينبيك، الشقيق الأكبر للكاتب، فالسبب الحقيقي وراء هذه الرحلة هو معرفة ستاينبيك بقرب انتهاء حياته، ورغبته برؤية بلده مرة أخيرة قبل أن يموت. قال ستاينبيك الأصغر إن سماح زوجة الأب لوالده بالذهاب في هذه الرحلة كان أمرًا مفاجئًا: فوضعه الصحي ومرض القلب يشيران إلى احتمال موته في أي لحظة. في النسخة التي رافقت الذكرى الخمسين لإطلاق الكتاب، احتوت المقدمة على عبارة تحذر المتابعين، مفادها التالي: «من الخطأ أخذ كتاب أدب الرحلات هذا بشكل حرفي، فستاينبيك كان روائيًا عن قلب وقالب».
موجز الرواية
الجزء الأول
افتتح ستاينبيك كتابه بوصف حب السفر والتجوال الذي امتلكه طيلة حياته، والتحضيرات التي أعدها لإعادة اكتشاف بلده الذي شعر بفقدان الاتصال معه بعدما عاش في مدينة نيويورك وسافر إلى أوروبا 20 عام. كان ستاينبيك في الثامنة والخمسين من العمر في عام 1960، وكانت مسيرته المهنية على وشك الانتهاء، لكنه شعر عندما كتب عن أميريكا وشعبها أنه «يكتب عن شيء لم يعد على علمٍ به، وبدا له أن تلك جريمة بالنسبة للكاتب» (الصفحة السادسة). اشترى شاحنة بيك أب من طراز جي إم سي، وأطلق عليها اسم روثيناتي، وعدلها بإضافة معدات التخييم من أجل الرحلة. في اللحظة الأخيرة، قرر ستاينبيك اصطحاب تشارلي، كلب البودل الفرنسي الخاص بزوجته البالغ 10 أعوام، الذي خاض الكاتب معه الكثير من المحادثات الفكرية بصفته وسيلة لاستكشاف أفكاره الخاصة. نوى ستاينبيك المغادرة وبدء الرحلة بعد يوم عيد العمال، والانطلاق من منزله الصيفي في ساغ هاربور في الجزء الشرقي من لونغ آيلاند، لكن رحلته تأخرت نحو أسبوعين بسبب إعصار دونا الذي أصاب لونغ آيلاند مباشرةً. حاول ستاينبيك الحفاظ على قاربه خلال مرور الإعصار، وحسبما وصف، أبشرت تلك المحاولة بحالته الذهنية الجريئة والمتهورة حتى، ما شجعه على الإقبال على تلك الرحلة الطويلة الشاقة الطموحة عبر البلاد.
الجزء الثاني
بدأ ستاينبيك الرحلة بالسفر بواسطة عبارة من لونغ آيلاند إلى كنيتيكيت، متجاوزًا قاعدة غواصات البحرية الأمريكية في نيو لندن، حيث تتمركز عدة غواصات نووية. تحدث ستاينبيك إلى بحار متمركز ضمن غواصة، وأشار إلى استمتاعه بهذه الوظيفة لأن الغواصات «توفر كل أشكال المستقبل». يُرجِع ستاينبيك قلقه حول المستقبل إلى التغيرات السياسية والتكنولوجية المتسارعة. ذكر أيضًا تبذير المدن الأمريكية والمجتمع، وألقى الضوء على كميات المخلفات والفضلات الكبيرة الناتجة عن كل المنتجات المعبأة.