الرقية الشرعية يقصد بها قراءة الآيات القرآنية أو الأدعية الشرعية مع النفث على الموضع الذي يتألم منه الجسد (أو على المريض المراد رقيته). وتعدّ من أساليب العلاج الشائعة في العالم العربي والإسلامي. وُردت نصوص شرعية تدل على ثبوتها في الإسلام، ويُفضل أن يرقي الإنسان نفسه لما ثبت بأن النبي محمد ﷺ كان يرقي نفسه، منع الشرع اعتبار الرقية كمهنة يمتهن بها ممن يظن أنه من ذوي الصلاح والرشد فيقوم بقراءة الآيات والادعية على المرضى مقابل أجرٍ مادي نظير عمله، وهذا الأمر مُحرم في الإسلام لما فيه من خداع للناس واستغلال حاجتهم والأضرار المُتسببة لذلك.[1]
تعريفها
هي كما عرفها ابن الأثير: العُوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات.[2]
مشروعيتها
من القرآن الكريم
﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾[3] (سورة الإسراء، الآية 82).
من السنة النبوية
- رقى رسول الله ﷺ نفسه:
- عن عائشة رضي الله عنها أن ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.[4]
- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان رسول الله ﷺ يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذات فأخذ بها وترك ما سواها.[5]
- رقى رسول الله ﷺ غيره: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسـح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أذهب الباس، واشف إنك الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقما"[6]
- عن ابن عباس قال: كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين، ويقول: "إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة".[7]
- رسول الله صلى عليه وسلم يرقيه غيره:
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله ﷺ رقاه جبريل عليه السلام، قال: "بسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين".[8]
- عن أبي سعيد أن جبريل عليه السلام أتى النبي ﷺ ، فقال: "يا محمد اشتكيت؟ قال: نعم، قال: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك".
- الرسول ﷺ يأمر ويندب غيره، ويرخص في الرقية:
- عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي ﷺ رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة. فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة"
- عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله ﷺ فقال له: "ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله- ثلاثا- وقل- سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر".[9]
- عن خــولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من نزل منزلا ثم قال: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك.
- الرسول ﷺ يقر غيره على الرقية:
- عن جابر رضي الله عنه أن آل عمرو بن حزم قالوا: يا رسول الله انه كانت عندنا رقى نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى. قال: فعرضوا عليه، فقال: "ما أرى بها بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل".
الرقية الشرعية للعين والحسد
تعدّ الرقية الشرعية علاجاً فعالاً ومفيداً للعين والحسد حيث تساعد المريض في عودته إلى حالته الطبيعية والشفاء من كل الأمراض الناتجة عن العين والحسد مثل: ألام الرّأس، الشّعور ببرودة شديدة في الأيدي، اصفرار الوجه، النّعاس والرّغبة في النّوم وغيرها من الأمراض.[10] قد وردت نصوص شرعية تدل على أن النبي محمد ﷺ أمر بها ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أمر أن نسترقي من العين.[11]
المصادر
- وزارة الاوقاف والشئون الاسلامية بالكويت – قطاع الافتاء والبحوث الشرعية – الجواب الاول - فتوى رقم 8 هاء / 2011 م
- النهاية في غريب الحديث ، ابن الأثير - 2 / 254 وانظر أيضا :لسان العرب ،ابن منظور،14 / 332
- القرآن الكريم، سورة الإسراء، الآية 82
- رواه البخاري في صحيحه رقم الحديث: (4748)
- روى الترمذي (2058) وحسنه ، والنسائي (5494) ، وابن ماجة (3511) ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
- رواه البخاري (5743) ، ومسلم (2191) .
- رواه البخاري في صحيحه ، رقم الحديث (3371) .قال ابن حجر في "فتح الباري" (ج 6 / 410 ) : قوله : "وهامّة": واحدة الهوام ذوات السموم .
- رواه مسلم في صحيحه ، كتاب السلام ، باب الطب والمرض والرقى .رقم الحديث 2185
- رواه مسلم في صحيحه رقم الحديث 2202 ، كتاب السلام ، باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء
- الرقية الشرعية للعين والحسد - تصفح: نسخة محفوظة 15 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
- صحيح البخاري