زكي درويش، أديب وشاعر فلسطيني وأخ للشاعر الفلسطيني محمود درويش .
حياته
وُلِدَ سنة 1945 م في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا. حيث كانت أسرته تملك أرضًا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية) "أحيهود". فعاش مع عائلته في القرية الجديدة.
أعماله الأدبية
صدرت مجموعته القصصية الأولى (الجسر والطوفان) سنة 1976 م عن دار الأسوار العكاوية، وقد لاقت حضوراً بهيجاً بين القرّاء لأنها مجموعة مُنتظرة بعدما نشر زكي درويش بعض قصصها في جريدة (الاتحاد) التي كانت تصدر في مدينة حيفا. ثم صدرت مجموعته القصصية الثانية (الرجل الذي قتل العالم) سنة 1978 م عن دار الأسوار نفسها، وقد لاقت هذه المجموعة حضوراً مدوّياً داخل الوطن الفلسطيني حتى قيل إن ما من بيت فلسطيني خلا من هذه المجموعة.
حظيت روايته (أحمد محمود والآخرون) بحضور مهم لأنها تحدّثت عن أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1978)، والنشور الوطني لفتيان فلسطين وأطفالها الذين شكّلوا مرآة جديدة للنضال الفلسطيني راح الآباء والأمّهات يواقفونها بكل الزهو والافتخار لأن هذه الانتفاضة مثّلت دكّاً لكل مقولات الصهاينة التي أرادت إماتة الفعل النضالي الفلسطيني، والتي روّجت إلى أن كبار الفلسطينيين المُطالبين بفلسطين ماتوا، وأن الأجيال الطالعة نسيت فلسطين. رواية زكي درويش (أحمد محمود والآخرون) وجه جديد. مُشرق للنضال الفلسطيني واندفاعة قوية لثقافة المقاومة، ومواجهة باسِلة لثقافة المحو وتفتيت الذاكرة الفلسطينية التي واجهها الفلسطينيون.
له اليوم أكثر من سبع مجموعات قصصية، كما له أكثر من مسرحية، وأكثر من رواية، وهو خريّج جامعي يحمل شهادة عُليا في اللغة العربية، وقد زاول التدريس في الثانويات والمعاهد والجامعات، وقد كان أديباً ناشطاً وحاضراً في المجلات الثقافية التي عرفتها المدن الفلسطينية مثل: الجديد، والغد، وصحيفة الاتحاد، بالإضافة إلى حضوره في بعض الملاحق الثقافية التي عرفتها مدن القدس، و الناصرة، و رام الله.
حصل زكي درويش على جائزة القدس من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب سنة 2017 م .
اقتباسات من كتاباته النثرية
فتىً وفتاة، التقيا لأول مرة في محطة القطار . تبادلا نظرات حييّة وابتسامات خفيّة، ثم تبادلا جملا قصيرة عن برودة الطقس. هكذا يبدأ الحب. رجل وامرأة يجلسان على مقعد في حديقة مطلة على البحر، ينظران إلى كل الاتجاهات. هو يراقب طيوراً محلقة، وهي ترقب سفناً تغادر الميناء. ثم يتبادلان جملاً قصيرة عن حرارة الطقس. هكذا ينتهي الحب. (المصدر : زكي درويش ـ قصة قصيرة جداً "جمل عن الطقس" )
لن يصبح فارسًا نبيلًا من كانت أولى غزواته الإغارة على حقول قومه..
في الجنازة..
يقف الأعداء في الصفوف الأولى
يذرفون دموع الشماتة والفرح.
بعدهم يقف المعارف عن بعد
ومن يهوون ارتياد الجنائز
واصطياد النميمة.
ثم الأصدقاء الأقربون الصادقون.
بعدهم الأبناء والأحفاد.
وبعد أن ينفض الجمع الغفير،
تتقدم الأم من آخر الصفوف
لتعود بك إلى البيت.
شكر الله سعيكم!
قلتُ:
مللت هذا الزمان
سأبحث عن زمن آخر.
أأ كون بطلًا خارجًا
من كتاب الحكايا؟
وماذا سأفعل إن أذّن ديك الصباح؟
أأجيء من زمن قادم؟
لكن آخر الأنبياء
قد أقفل الأبواب.
قلت:
إذن، أبدل المكان،
فبعض الأماكن تصنع الزمن.
لكنّ التراب العالق بقدميّ
يمسك بي.
مراجع
- زكي درويش علم من أدباء فلسطين المحتلة، مقال للكاتب الفلسطيني حسن حميد، المصدر: الميادين نت، 26 أيلول 2017