سمهرم ميناء تاريخي يقع في ولاية طاقة، حيث يبعد عن مركزه 8 كم كما يبعد 43كم، يقع بالاتجاه الشرقي لولاية صلالة، بجوار شاطئ خور روري. وهو عبارة عن ممر مائي يمثل لوحة طبيعية جميلة، وبه قلعة لمدينة موشا القديمة وبلاد ساكلن والتي تؤكد آثارها والتي يعود تاريخ بعض جدرانها إلى ماقبل عام 200 قبل الميلاد وهي أهم موانئ مملكه حضرموت. وقد كانت ميناء لتصدير اللبان إلى الشرق والغرب، وحلقة وصل بين قارات العالم القديم الثلاث.[1]
التسمية
سمهر أو سمارم أو سمهرام، أراد ملك حضرموت أن يسهل عملية تصدير اللبان من ظفار جنوب عُمان، وأن ينشأ في الوقت نفسه ميناء لتصديره، وسرعان ما تطور الميناء وكان اسمه سمهر أو سمارم أو سمهرام وأصبح ميناء تجاري تؤمه السفن المسافرة إلى الهند، وهكذا أصبحت سمهرهم من ضمن أهم موانئ مملكة حضرموت منذ عام 200 قبل الميلاد قد أصبحت منطقة هامة، وطريقًا بحريًا، ودوليا بين الشرق والغرب.
التاريخ
أدى إنشاء الميناء إلى تطور تاريخي، فقد كان الحضارمة واليونان والرومانيون يبحثون منذ وقت طويل عن طريق تجاري بحري بين الشرق والبحر الأبيض المتوسط لكي يفرضوا عليه سيطرتهم، ورغم أن الفرتيين في فارس (من 140 قبل الميلاد إلى 225 للميلاد) كانوا يسيطرون على طريق تجارة الحرير، وهو الطريق البري الهام الذي يمر من بلاد الصين عبر فارس ثم تدمر والبحر الأبيض المتوسط، فإن أهل جنوب الجزيرة العربية واليونان والرومان قد نجحوا في استخدام هذا الطريق إلى البحر الأحمر.
في هذه الفترة من التحول أنشأت مدينة سمهرام وربما كانت المراكب التي تؤمها تبحر في نفس الوقت إلى موانئ أخرى، كميناء باريجازا قرب مصب نهر السند، ولكن عن طريق غير مباشر، أي عبر المحيط الهندي ثم ساحل جنوب الهند لأن مراكب المحيط التي كانت تبحر للهند لم تكن تسلك حتى ذلك الوقت الساحل الجنوبي للجزيرة العربية لكي تصل إلى سمهرام قبل عبورها المحيط الهندي إلى الهند.
سمهرام، حيث كانت تخرج منها السفن، أما السفن القادمة من ديميريكا (جنوب الهند) وباريجازا والتي كانت تبحر من مناطق قريبة من السواحل. فقد كانت تمضي الشتاء هناك إذا تأخر الموسم وتعذر الحصول من رجال الملك على البخور مقابل الكتان والزيت والحبوب وكان هذا البخور يكوم على ساحل خليج سمهرام بغير حراسة اعتقادا من أن هناك قوة إلهية تحميه، ولم يكن ليسمح لأحد أيا كان أن يبحر بدون إذن من الملك وإذا ما أخذ أحد قطعة صغيرة من هذا اللبان فإن السفينة لا تستطيع الإقلاع.
عندما كان الملاحون الحضرموتيون يغادرون سمهرام كانوا يعرفون هذا الطريق البحري الواقع بين (كانا) في الغرب وباريجازا والهند في الشرق. يبحرون عبر الخليج إلى ميناء جرها، وإلى أبولوغوس أيضا. وربما كانوا يشاركون في الرحلات البحرية المباشرة عبر المحيط الهندي، غير أنهم كانوا يستخدمون في تلك الرحلات مراكب مصممة على طراز البحر الأبيض المتوسط.[2]
مراجع
- الكمالي, ريم (2019-08-08). "ميناء سمهرم العماني.. أثر تاريخي تضرب جذوره في أعماق التاريخ". البيان. مؤرشف من الأصل في 09 أغسطس 201908 أغسطس 2019.
- عمان وتاريخها البحري - وزارة الاعلام والثقافة - سلطنة عمان – 1979