هو شالح بن حطاب بن هدلان[1] أحد فرسان وشيوخ قبيلة قحطان ، وقد اشتهر بفروسيته وبرثاء ابنه ذيب.
كان شالح بن هدلان ( من أمراء قحطان ) قد فقد ابنه ذيب ، وأثر ذلك في نفسه كثيراً ، فذيب لم يكن ابنه وحسب ، بل أحد الفرسان الشجعان الذين في فقدانهم خسارة عظيمة للقبيلة ككل ، ولشالح قصائد كثيرة يرثي فيها ابنه ، ولكن لهذه القصيدة مناسبة خاصة غير الرثاء ، حيث سمعَ شالح أن رجلاً يدعى الهويدي فقد طيراً له وراح يطلبه ، ويتحسّر عليه ، فأرسل له هذه القصيدة التي يقول فيها:
إن كان تنشد يا الهويدي عن الطير ** الطير والله يا الهويدي غدا لي
طيري عذاب معسكرات المسامير ** إن حل عند قطيْهنّ الجفالي
إن جا نهار(ن) فيه شر(ن) بلا خير ** وغدا لهن عند الطريح اجتوالي
إن دبرن خيل وخيل مناحير ** وغدن مثل مخزمات الجمالي
على الرمك صيده عيال مناعير ** وشره على نشر الحريب الموالي
يضحك ليا صكت عليه الطوابير ** طير السعد قلبه من الخوف خالي
خيالنا وإن عرجدنّ المظاهير ** وزيزوم عيرات(ن) طواها الحيالي
غيث لنا وإن جت ليالي المعاسير ** وبالشح ريف(ن) للضعوف الهزالي
يسقي ثراه من الروايح مزابير ** تمطر على قبر(ن) سكن فيه غالي
فلما وصلت الأبيات للهويدي ، علم أن شالح يقصد ابنه ذيباً بـ ( طيره ) ، وأن حزنه لم يكن في محله ، فصرف نظره عن البحث عن الطير.
مراجع
- مجلة قطوف العدد الاول سبتمبر 2002 صفحة رقم 6