الشبك (بالشبكية: شَبَكَي) اسم يطلق على مجموعة سكانية تقطن في أكثر من 60 قرية منتشرة في مناطق متنوعة في شمال العراق وبالتحديد في محافظة نينوى (سهل نينوى). الغالبية تتحدث بالشبكية الباجلانية القريبة من اللهجة الكورانية.
التعداد الكلي |
---|
130,000 إلى 500,000[1][2][3] |
مناطق الوجود المميزة |
سهل نينوى والمناطق المحيطة بشمال العراق. |
اللغات |
الدين |
مسلمون على المذهب الشيعي |
المجموعات العرقية المرتبطة |
لغة الشبك
لغة الشبك هي اللغة الشبكية المنحدرة من لغات هندية إيرانية من فرع (زازا-گوراني). برغم ذلك يقول الباحث رشيد الخيون أن الشبك يتكلمون لهجة كردية تحتفظ بالكثير من الألفاظ القديمة، إضافة إلى تأثيرات محيطها الإقليمي والجغرافي المتمثل بوجود ألفاظ فارسية أو تركية أو عربية. وتذكر المصادر أن لهجة الشبك هي اللهجة الشبكية الباجلانية وهي إحدى فروع اللهجة الكورانية الغير منحدرة من اللغة الكردية.[4][5]
التاريخ والتوزع السكاني
يعتقد بأن الشبك قدموا إلى منطقة سهل نينوى من إيران في أواخر القرن السابع عشر.[6] وفي العهد الملكي تم الاعتراف بهم كإحدى طوائف العراق. ولكن سرعان ما ساءت أحوالهم عندما قام النظام السابق في العراق بتهجير معظم الشبك من قراهم لأنهم قاوموا سياسة التعريب التي انتهجها النظام ضد الأكراد والأقليات خارج ما كان يسمى بمنطقة الحكم الذاتي.[5] ويتوزع الشبك في عدة قرى في أقضية الموصل والحمدانية وتلكيف الشيخان وبعشيقة وسنجار وتلعفر ومخمور، ومن تلك القرى: علي رش ومنارة شبك وطهراوة وباشبيتة ولك وجليوخان وشهرزاد وقرة تبة شبك وخويتلة وبلاوات ووردك وكبرلي وخزنة تبة وكوكجلي وبازوايا وطوبزاوة وطبرق زيارة ودراويش وأبو جربوعة وخضر بساطلي وسماقية ونوران وخوسبات وشاقولي وشيخ امير وبدنة وارين وبدنة جورين وترجلة وعباسية وفاضلية وسادة بعويزة وشيخ شيلي.
كما يتواجد عدد كبير من الشبك في مدن عراقية أخرى كأربيل وبغداد والسليمانية. بالإضافة إلى ذلك فقد هاجر عدد آخر إلى دول عربية وأوروبية. وبعد الغزو الأمريكي للعراق أصبحت معظم قرى الشبك تحت سيطرة قوات الپيشمرگه الكردية، كما تم قتل وتهجير عدد كبير من الشبك في مدينة الموصل من قبل بعض المجموعات الإرهابية المسلحة.[7] بعد أحداث الموصل في حزيران 2014م، وسقوط الموصل بيد مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تحولت قرى سهل الموصل إلى مناطق خطرة وترك معظم السكان قراهم خوفا من بطش المسلحين الأصوليين والتجأوا إلى مناطق أكثر أمناً تسيطر عليها الپيشمرگه الكردية، وقد دعا ممثل الشبك في البرلمان العراقي (سالم جمعة) المنظمات الدولية التدخل لحماية القرى التي يقطنها الشبك من بطش (داعش)[8].
الاعتقادات الدينية
غالبا ما يوصف الشبك بكونهم إحدى فرق المسلمين الشيعة، بعض منهم يقلد الطريقة البكتاشية المأخوذة من الشيعة في تركيا كما هناك اعتقاد بأن أصلهم يعود إلى القزلباشيون الذين قدموا إلى المنطقة في القرن الثامن عشر، ويلتجأون إلى المساجد والحسينيات وتكايا للعبادة والصلاة.[9]
التكوين العشائري للشبك
يتكون الشبك من عشائر متعددة، أغلبها لها فروع في مناطق أخرى من اربيل وكركوك وخانقين في العراق وكرمانشاه في غرب إيران.. وأبرز مكونات الشبك العشائرية أهمها الباجلان والزراري والداودي الزهنگنه والروژبياني.[10] ويمكن تحديد علاقة الشبك بمنطقة كردستان العراق من خلال تحديد الأصل الكردي وتواجدهم القديم في المنطقة.[5]
الشبك بين الاحصاءات والتجاذبات
المعلوم أن الشبك مكون سكاني عراقي يشكل جزءاً من المجتمع العراقي. ولقد حاولت الأنظمة التي حكمت العراق، على مدى العقود الطويلة، تهميش هذا المكون لأهداف ومصالح خاصة وسياسة اتبعتها تلك الأنظمة، وجعلت المجتمع العراقي يتمزق ويصبح هشاً من الداخل. ويرى الباحث رشيد الخيون أن الشبك عشائر كردية ربما تأثرت منهم مجموعة بالمذاهب والديانات المحيطة، ودخل بعضهم في التكايا والطرق الصوفية، وقد قاوموا كبقية الأكراد محاولات كثيرة لتعريبهم، كتهجير قسم من العائلات الشبكية عام 1975، ثم تهجير بعض القرى إلى مجمعات قسرية للغرض نفسه في عامي (1988-1989). ولقد تم تهجير جزء من العوائل وليس قرى بأكملها. وكان سبب التهجير ان هذه العوائل ادعت انها من القومية العربية في تعداد عام 1977م، ثم غيرت قوميتها إلى القومية الكردية في تعداد عام 1987م، لتجنب التجنيد في الجيش العراقي، وليسهل لها الانضمام إلى أفواج الدفاع الوطني الكردية. ولذا قامت الدولة بتهجيرهم إلى مناطق كردية كمنطقة (سهل حرير) على اعتبار انهم أكراد كما يدعون. ثم قامت بعد ذلك بالعفو عنهم عام 1991م، وسمح لهم بالعودة إلى منازلهم.
وقبل ذلك كانت السلطة قد سجلتهم خلال تعداد عام (1977) عرباً، ومن قبل كانت الإحصاءات تجمعهم مع الايزيديين. لذا لم يشر تقرير مديرية الأمن العامة الخاص بالتوزيع الديني للسكان العراقيين إليهم أو ذكرهم جمعاً مع الايزيديين، كما حصل في الإحصاءات السابقة. ويتوصل الكاتب المؤرخ رشيد الخيون من خلال دراسته حول الشبك في كتابه (الأديان والمذاهب بالعراق)، عن عدد نفوس الشبك بالقول تتفاوت التقديرات والإحصاءات حول عدد نفوس الشبك، ومنها التقديرات الإنكليزية القديمة، التي عدتهم بعشرة آلاف نسمة، وفي الإحصاء العراقي (1947) عدوا جميعاً مع الايزيديين بثلاثة وثلاثين ألف نسمة، وفي إحصاء (1977) بلغت نفوسهم تقريبا بين 57-58 ألف نسمة، ومن اللافت للنظر أن الدليل العراقي لعام (1936) وإحصاءات أخرى لم تذكر الشبك بالاسم، على اعتبار أنهم أكراد مسلمون فليس هناك تفاصيل خاصة بالعشائر، عربية كانت أو كردية لكن جميعهم في إحصاء (1947) مع الايزيديين ويؤكد الرأي الرسمي المعتمد على البحوث والدراسات المذكورة سلفاً على أنهم منفصلون عن الأكراد وفي إحصاء (1977) إشارة إلى أنهم عرب، حسب الادعاء الرسمي.[11]
المصادر
- Kehl-Bodrogi, Krisztina; Kellner-Heinkele, Barbara; Otter-Beaujean, Anke (1997). Syncretistic Religious Communities in the Near East: Collected Papers of the International Symposium "Alevism in Turkey and Comparable Sycretistic Religious Communities in the Near East in the Past and Present" Berlin, 14-17 April 1995. BRILL. صفحة 159. . مؤرشف من الأصل في 13 مايو 201629 أكتوبر 2012.
- Martin, Bruinessen, van (2000). Mullas, sufis and heretics: the role of religion in Kurdish society : collected articles. Isis Press. صفحات 259–. . مؤرشف من الأصل في 1 مايو 201629 أكتوبر 2012.
- Mina al-Lami (21 August 2014). "Iraq: The Minorities of the Nineveh Plain". مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 201709 أكتوبر 2014.
- Zaza-Gorani، ethnologue. نسخة محفوظة 05 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- داود سلمان الكعبي, (الشبك) مكون أساسي من مكونات العراق، الحوار المتمدن نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Who Are The Shabak People?، ShabakNews نسخة محفوظة 31 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
- Islamic Extremists Threaten Iraq's Shabak Community، AINA.org نسخة محفوظة 17 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- *موقع السومرية الخبري - تصفح: نسخة محفوظة 19 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Syncretistic religious communities in the Near East، By Krisztina Kehl-Bodrogi, Barbara Kellner-Heinkele, Anke Otter-Beaujean نسخة محفوظة 12 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- مارك سايكس، القبائل الكردية في الامبراطورية العثمانية، مجلة المعهد الملكي للانثروبولوجيا غام 1980 ص 451-486 نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
- رشيد الخيون، الشبك معركة الهوية، جريدة الشرق الاوسط نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.