شرق عدن هي رواية كتبها جون ستاينبيك الحائز على جائزة نوبل، ونُشرت في سبتمبر من عام 1952. توصف شرق عدن غالبًا بأنها رواية ستاينبيك الأعلى طموحًا، إذ تكشف عن التفاصيل المعقدة لعائلتي تراسك وهاميلتون وقصصهما المتشابكة. كانت الرواية في الأصل موجّهة إلى ابني ستاينبيك الصغيرين، توم وجون (في ذلك الوقت كانا يبلغان من العمر 6 سنوات ونصف، و4 سنوات ونصف على التوالي). أراد ستاينبيك وصف وادي ساليناس لهما بالتفصيل: المناظر، والأصوات، والروائح، والألوان.[2]
شرق عدن | |
---|---|
(East of Eden)[1] | |
المؤلف | جون ستاينبيك |
الناشر | فايكينغ برس |
تاريخ النشر | سبتمبر 1952 |
النوع الأدبي | رواية |
يُقال إن عائلة هاميلتون في الرواية تستند إلى عائلة صمويل هاميلتون الحقيقية، جد ستاينبيك من ناحية أمه. يظهر جون ستاينبيك الشاب في الرواية ظهورًا موجزًا كشخصية ثانوية.[3][4]
وفقًا لزوجته الثالثة والأخيرة، إيلين، عدّ ستاينبيك الرواية تحفته الأدبية. صرّح ستاينبيك عن شرق عدن: «إنها تحتوي على كل شيء تمكنت من تعلّمه عن مهنتي طوال هذه السنوات»، وأضاف: «أعتقد أن كل شيء آخر كتبته كان -إلى حد ما- تدريبًا لكتابتها».
الحبكة
تدور أحداث القصة بشكل رئيسي في وادي ساليناس في كاليفورنيا، بين بداية القرن العشرين ونهاية الحرب العالمية الأولى، على الرغم من أن بعض الفصول تحدث في كونيتيكت وماساشوستس، وتعود القصة إلى الحرب الأهلية الأمريكية.
في بداية شرق عدن، قبل تقديم شخصياته، يحدد ستاينبيك المكان بعناية مع وصف لوادي ساليناس في وسط كاليفورنيا.
ثم يروي قصة المخترع العطوف والمزارع صمويل هاملتون وزوجته ليزا، المهاجرين من أيرلندا. يصف كيف يربيان أطفالهما التسعة على قطعة أرض مجدبة وجافة. عندما يشرع أطفال هاملتون في النمو ويغادرون المنزل، يشتري ثريٌّ غريب، يدعى آدم تراسك، أفضل مزرعة في الوادي. يُلقى الضوء على حياة آدم باستحضار طويل ومعقد. نرى طفولته الصاخبة في مزرعة في ولاية كونيتيكت، والمعاملة الوحشية التي تعرض لها من قِبل أخيه، نصف الشقيق الأصغر ولكنه الأقوى، تشارلز. كان والد آدم وتشارلز، سايروس، من قدامى المحاربين في الاتحاد في الحرب الأهلية، أصيب في معركته الأولى ولم يتمكن (أو ربما لم يرغب) من العودة إلى الخدمة؛ مع ذلك، يصبح خبيرًا «منظّرًا» يستغل معرفته الفكرية في الشؤون العسكرية ووضعه الصحي ليصبح مستشارًا عسكريًا في واشنطن العاصمة.
قضى آدم حياته، عندما كان شابًا، في الجيش أولًا، ثم بدأ التسكّع في البلاد. يُلقى القبض عليه بسبب التشرد، ثم يهرب من بين المساجين المقيّدين بالسلاسل، ويسطو على متجر للملابس لاستخدامها للتنكر. في وقت لاحق، يرسل برقية لتشارلز يطلب فيها 100 دولار لدفع تكلفة رحلة العودة إلى المنزل. يرسل آدم المال إلى المتجر في وقت لاحق لدفع ثمن الملابس والتعويض عن الأضرار. بعد أن شقّ آدم طريقه إلى مزرعتهم، يكشف تشارلز أن سايروس قد مات وترك لهما ميراثًا قدره 50 ألف دولار لكل منهما. يخشى تشارلز أن سايروس لم يجنِ الأموال بطرق مشروعة.
تقدِّم قصة موازية فتاة تُدعى كاثي إيمز نشأت في بلدة ليست بعيدة عن مزرعة عائلة الأخوين. توصَف كاثي بأنها تمتلك «روحًا مشوّهة»؛ إنها شريرة وتسعد في استغلال الناس وتدميرهم. تغادر المنزل في إحدى الليالي بعد أن تضرم النار في منزل أسرتها، ما يؤدي إلى مقتل والديها. تصبح عشيقة لأحد مرتادي بيوت الدعارة، لكنه يضربها بشراسة عندما يدرك أنها تستغله ويتركها تموت على عتبة منزل آدم وتشارلز. يرى تشارلز أبعد مما يوحيه مظهرها، لكن آدم يقع في حبها بهوس وجنون ويتزوجها. مع ذلك، تغوي كاثي تشارلز -من دون علم آدم- في فترة زواجها وتحمل بتوأم، دون تحديد ما إذا كان آدم هو والد التوأم أم تشارلز. تحاول كاثي الإجهاض البدائي باستخدام إبرة حياكة لكنها تفشل في ذلك.
يصل آدم -حديث الزواج والثراء- إلى كاليفورنيا ويستقر مع كاثي الحامل في وادي ساليناس، بالقرب من مزرعة عائلة هاميلتون. لا ترغب كاثي في أن تكون أمًّا أو أن تبقى في كاليفورنيا. على الرغم من تحذيرها آدم من عدم رغبتها في الذهاب إلى كاليفورنيا واعتزامها المغادرة حالما يكون في وسعها ذلك، لكن آدم لا يأخذها على محمل الجدّ، قائلًا: «هراء!»
بعد فترة وجيزة من ولادة كاثي لتوأم صبيان، تحزم أغراضها وتنوي الرحيل. يحاول آدم حبسها في غرفة النوم لردعها. بعد أن تقنعه بفتح الباب، تطلق النار على كتفه، وتهرب بعيدًا. يتعافى آدم ولكنه يمرّ باكتئاب شديد. ينتشل نفسه من الكآبة لتسمية ابنيه وتربيتهما بمساعدة طاهيه الكانتوني، لي، وصموئيل الذي يساعد آدم في تسمية الولدين آرون وكالب، تيمّنًا بشخصيات مختلفة في الكتاب المقدس.
يصبح «لي» صديقًا مقرّبًا وفردًا من أفراد الأسرة. يخوض لي وآدم وصموئيل في محادثات فلسفية طويلة، خاصة حول قصة قابيل وهابيل، والتي يؤكد «لي» أنها تُرجمت بشكل غير صحيح في الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية. يروي «لي» كيف أن أقاربه في سان فرانسيسكو، وهم مجموعة من المفكرين الصينيين، أمضوا عامين في دراسة اللغة العبرية ليتمكنوا من اكتشاف المغزى الأخلاقي الحقيقي لقصة قابيل وهابيل. إن اكتشافهم أن الكلمة العبرية «timshel» تعني «ربّما أنت» يصبح رمزًا مهمًا في الرواية، وهذا يعني أن البشر ليسوا مضطرين إلى متابعة القداسة، ولا محكوم عليهم بالإثم، بل لديهم حرية الإرادة لاختيار طريقهم.
في الوقت نفسه، تصبح كاثي عاهرة في أكثر بيوت الدعارة احترامًا في مدينة ساليناس. تغيّر اسمها إلى «كيت ألبي» وتشرع في وضع خطة ملتوية -وناجحة- للتودّد إلى القوّداة، وقتلها، والحصول على إرثها. إنها تجعل بيت الدعارة الجديد سيء السمعة بتحويله إلى وكر للسادية الجنسية. بعد وفاة تشارلز لأسباب طبيعية، يزورها آدم ليعطيها مالًا تركه تشارلز لها. تنبذه كيت وتنبذ الجنس البشري بأكمله، وتريه صورًا لمرتادي بيت الدعارة، جميعهم شخصيات مرموقة في المجتمع. يراها آدم أخيرًا على ما هي عليه ويشعر بالشفقة عليها، ويتركها حتى تكرهه.
المراجع
- وصلة : https://d-nb.info/gnd/4134765-1 — الرخصة: CC0
- Ditsky, John (1977). Essays on East of Eden. Muncie, Indiana: Steinbeck Society of America, Ball State University. صفحة 3. مؤرشف من الأصل في 14 فبراير 202012 أكتوبر 2011.
- Nolte, Carl (February 24, 2002). "In Steinbeck Country". سان فرانسيسكو كرونيكل. San Francisco, California: شركة هيرست. مؤرشف من الأصل في 25 مايو 201118 يونيو 2018.
- Steinbeck, John (1952). East of Eden. London, England: دار بنجوين للنشر. صفحة 1,496. .