طنطل هو كائن اسطوري في التراث العراقي متحول يتلبس في أي شكل إنسان حيوان أو جماد يخرج في الليل وكان العرب قديما يخافون منه والاسم مأخوذ من الأساطير السومرية في العراق.
جذورها
يعتقد بعض الباحثين أن جذور هذه الشخصية تعود إلى اسطورة احفيظ والتي تناقلتها الاجيال في جنوب العراق، حيث تقول: في قديم الزمان كانت هناك مملكتان كبيرتان في جنوب وادي الرافدين هما مملكتا”العكر، أبو شذر واخيهما احفيظ “ وقد ازدهرت الحياة فيهما، فبنوا المدن والمعابد المقوسة والمزخرفة واحاطوها بالاسيجة”المسنايات “ حفاظا عليها من الفيضان واهتموا بزراعة بساتين النخيل والفاكهة حتى اصبحت”جنة الله على الارض “ ولكنهم تجبروا وكفروا وخرجوا عن طاعة”الاله “ فغضب عليهم وقلب مدنهم بالزلزال واغرقهم بال طوفان واصبحت هذه المدن الان ركاما اثريا والتي تسمى اليوم”الاشن “ ثم انزل الطناطل والجن لتحرسها ومن هذه الاشن”العكر، أبو شذر، احفيظ، الواجف، وغيرها “ وهذه الاسطورة تشبه لحد ما ملحمة كلكامش وقصة الطوفان قبل خمسة الاف سنة، ويؤيد ذلك الرحالة البريطاني كافن يونغ في كتابه”العودة إلى الاهوار، صفحة 40 “ حيث يقول: هناك قصص كثيرة تروى عن الطناطل حول نيران المساء ويقال انها تحرس كنزا غامضا عن جزيرة اخفتها بالسحر عن عيون البشر. ويقصد بذلك الكنز الذهبي الذي يحرسه طنطل احفيظ في عمق الاهوار الوسطى. وتتخذ الطناطل اسماءها من أسماء الاهواء والاشن والكواهين مثل طنطل أبو اغريب، طنطل ام العبيد، طنطل أبو اسميج، طنطل داور، طنطل صلين، ويشرف احفيظ على عشرات الطناطل في الاهوار وله السيطرة التامة عليها. وقد تسبب هذه الطناطل بعض العاهات والعوق أو الجنون أو بعض التشوهات في الجسم عند اصطدامها مع البشر، ولكن البعض منها تبني صداقات مع رعاة الجاموس”المعدان “ بعد ان يقدموا لها خبزة تمن مشوية”حناية “ بدون ملح لانه لا يحب الملح ويطلق عليه اسم ثان”ماصخ “ وبالرغم من عظمته هذه وشجاعته ومراوغته لكنه يخاف من الإبرة والمخيط واية آلة حديدية فينهزم عندما تشهر بوجهه فيختفي من غابات القصب..
في التراث العراقي
طنطل، الجمع طناطل، اسم مرعب ومخيف يهابه سكان الاهوار وحتى الاطفال منهم، فعندما لا ينام الطفل ليلا ولسبب ما فما على امه الا تهديده به فتنادي عليه”نام اجاك الطنطل “ فيدب الخوف فيه وينام مرغما وصابرا على آلامه واسباب بكائه، وطنطل الاهوار يختلف اختلافا كليا عما موجود منه في المدن والازقة المظلمة والمقابر والصحاري ففي الاهوار يكون شرسا ومؤذيا ويقطع الطرق على الصيادين والمسافرين بين قرية عائمة واخرى ويسيطر على مساحات واسعة ويحرم وصول البشر اليها لذلك تتكاثر الاسماك والطيور فيها وتتشابك غابات قصبها وهناك عشرات القصص يرويها سكان الاهوار في مضايفهم ودواوينهم. وهي دائما قصص مخيفة ومنها قصة”احفيظ “ الجبار والذي لا تستطيع اية قوة في هذا الكون قهره، أو طنطل”ام العبيد “ في اهوار المجر الكبير وهو على هيئة عبد اسود، والطناطل دائما تسكن الاهوار البعيدة والاشن والممرات المائية”كواهين “ وتهاجم الإنسان إذا كان بمفرده وتطلق اصواتا غريبة وتبدل احجامها واشكالها باية لحظة لتثير الرعب في نفوس المسافرين. وعندما نسأل كبار السن من عرب الاهوار فكان جوابهم بانها شياطين خارجة عن طاعة الله سبحانه وتعالى ويربطون ذلك باساطير
في التراث الكويتي
ويوصف على أنه عملاق طويل يأتي في الليل لإصطياد الأطفال الصغار، و يستخدم لترهيب الأطفال من الهرب من المنزل في منتصف الليل و يستخدم للتسلية فقط حيث يعلم الكبار بعدم وجوده.
صفات طنطل
والطنطل يعد رمز الشجاعة والبطولة لدى عرب الاهوار فقد جاء في اهازيجهم”احفيظ الشافك ماتت جنحانه “ وفي الامثال الشعبية”جنك طنطل أبو اسميج “ وللإنسان الملثم وصاحب المنظر المخيف”جنك طنطل “ أو”قابل انا طنطل اكل ماصخ “ والكثير من ذلك في موروث الشعبي وبعد المد الحضاري وتطور المجتمع الاهواري وكذلك بعد تجفيف الاهوار عام 1992 انتهت تقريبا معظم هذه الاساطير والخرافات ولكنها تبقى متعلقة بموروث الشعبي لجنوب العراق مثل”عبد الشط، السعلوه، الطنطل، عوج ابن عناق “
المراجع
موسوعات ذات صلة :
- moonsat.net - تصفح: نسخة محفوظة 28 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.