ظاهرة التسرب من المدارس بالسودان

عرَّفت اليونيسيف التسرُّب المدرسي في العام 1992م بأنه : "عدم التحاق الأطفال الذين هم بعمر التعليم بالمدرسة أو تركها دون إكمال المرحلة التعليمية التي يدرس بها بنجاح، سواء كان ذلك برغبتهم أو نتيجة لعوامل أخرى، وكذلك عدم المواظبة على الدوام لعام أو أكثر. فيما يعد الحق في التعليم وفقاً للمواثيق والتشريعات العالمية حقاً من الحقوق الاساسية التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (26) منه: "لكل شخص حق في التعليم". وحق الطفل بالتعليم نصت عليه المادتان (28) و(29) من اتفاقية حقوق الطفلالصادرة عن الأمم المتحدة، والتعليم حسب المادة (29) من إتفاقية حقوق الطفل هو: "الذي يعمل على تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها، وتنمية احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة ".كان السودان من أوائل الدول التي صادقت على إتفاقية حقوق الطفل دون تحفظات في العام 1990م . كما نص الدستور السوداني الانتقالي للعام 2005 في الفقرة (د) المادة (44) على حق التعليم فجاء في البند (2) التعليم في المستوى الأساسي إلزامي وعلى الدولة توفيره مجاناً.

نسبة التسرب من المدارس في السودان

وفقاً لبيان مشترك بين وزارة التربية والتعليم السودانية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) كشف عن وجود ما يزيد على ثلاثة ملايين طفل سوداني لم يلتحقوا بالمدارس .فيما يشير البيان إلى أن ثلث الأطفال معرضون لترك الدراسة قبل الوصول إلى العام الأخير من التعليم الابتدائي، لافتا إلى أن البنات أكثر عرضة لترك مقاعد الدراسة . ونبه إلى أن 45% من الأطفال يتسربون من الدراسة في المرحلة الأخيرة من التعليم الأساسي، بينما لا تلتحق نسبة 43% منهم بالمدارس أبداً.^[1]

مدرسة نازحيين سودانيين بجمهورية افريقيا الوسطى

ووفق الدراسة التي أعدتها الحكومة بدعم من «يونيسف» و «يونسكو»، لعدد ( 490673 ) طفلاً في عمر التعليم قبل المدرسي (5 سنوات)، وعدد (1965068 ) طفلاً في عمر الالتحاق بالتعليم الأساسي (6-11 سنة)، وعدد (641587 ) في عمر الالتحاق بالحلقة الأخيرة من التعليم الأساسي (12-13سنة)، أكدت أن معظم هؤلاء من مجتمعات الرحّل والمناطق الريفية ومناطق النزاعات. وسجلت أعلى نسب التسرّب في ولايات النيل الأزرق، كسلا، وغرب دارفور. وعلى الرغم من التحديات ما زالت (اليونيسيف) تواصل عملها في الترويج للتعليم المجاني لكل طفل لاسيما للنازحين واللاجئين، إضافة إلى زيادة مخصصات قطاع التعليم في الموازنة، وتوفير الحاسبات الآلية (الأجهزة الذكية) المستخدمة لدعم التعليم للأطفال الرحل.ويتوزّع الأطفال وغالبيتهم خارج الدراسة في مخيمات النازحين وتجمعاتهم في خمس ولايات المكون منها إقليم دارفور. فيما إرتفع عددها إلى 114 مخيماً وتجمّعاً خلال الأعوام الأربعة الماضية، منها 46 مخيماً و68 تجمّعاً يقطنها مليونا شخص ثلثهم تقريباً من الأطفال .^[2]

بينما يقول البروفسير (مبارك يحيى) رئيس المنتدى التربوي السوداني أن نسبة الأطفال الذين يتمتعون بالتعليم قبل المدرسي وهي (39.7%)، والذين يتمتعون بالتعليم الاساسي نسبة (70.1%) والثانوي (37%) .^[3]

وحسب ورقة أعدتها كلية التربية بجامعة الخرطوم فإن عدداً من الأطفال في عمر التعليم ما زالوا خارج إطار المدارس. فحسب إحصاءات اليونيسيف، فإن نسبة الاستيعاب الظاهري تساوي 1.66 ،%حيث تبلغ نسبة الاستيعاب للبنات 6.64 ،%في حين أن نسبة الاستيعاب للأولاد بلغت 4.67 ،مما يعني وجود فروق نوعية بين الجنسين لصالح الأولاد. على مستوى البلاد توجد أيضاً فروق بين الولايات السودانية المختلفة، حيث سجلت مدينة الخرطوم (العاصمة القومية) أعلى نسبة استيعاب، بلغت نسبة 7.93 .%وجاءت نسبة البنات فيها أعلي من نسبة الأولاد: .التوالي على% 91.5و% 95.9 .الصفحة (18) من دراسة أعدتها ابتسام ساتي إبراهيم من كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية- جامعة الخرطوم بعنوان أطفال السودان بين التشريعات والواقع الاجتماعي .

اسباب التسرب من المدارس

وأكد البيان المشترك بين وزارة التربية والتعليم السودانية و ( اليونيسيف) أن التقارير الخاصة بالأطفال خارج المدرسة تشير إلى أن النزاعات المستمرة، وعدم الوعي بأهمية التعليم، وضعف التنمية الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر، أثرت سلباً على تعليم الأطفال من الجنسين.^[1]

وكانت الحكومة السودانية بالإتفاق مع المنظمات العالمية المعنية بالأمر قد وضعت برامج التعليم مقابل الغذاء ببعض الولايات التي ترتفع فيها نسبة تسرب التلاميذ من المدارس .^[4]

مراجع

موسوعات ذات صلة :

• موسوعة السودان
• موسوعة تربية وتعليم