عائشة بنت يوسف الباعونية (توفيت في اليوم السادس عشر من ذو القعدة 922/ديسمبر 1517) كانت مرشدة وشاعرة صوفية.[1] هي تقريباً الأنثى الإسلامية الصوفية الوحيدة من القرون الوسطى التي سجلت اراءها الخاصة في الكتابة[2]، و هي "بالأحرى ألفت أعمال باللغة العربية أكثر من أي مرأة أخرى قبل القرن العشرين". " فيها وصلت المواهب الأدبية و الميول الصوفية لعائلتها إلى تمام الإثمار". ولدت و ماتت في دمشق مع أن أصولها ترجع لبلدة باعون الأردنية وإليها تنتسب.
عائشة الباعونية | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | سنة 1460 دمشق |
تاريخ الوفاة | سنة 1517 (56–57 سنة) |
مواطنة | سوريا |
الزوج | شهاب الدين القسطلاني |
الحياة العملية | |
المهنة | أديبة، وشاعرة، وكاتِبة |
حياتها
والدها يوسف (ولد في القدس, 805/ 1402 - توفي في دمشق 880/ 1475) كان قاضياً في صفد و طرابلس و حلب و دمشق و عضوا في عائلة باعوني الشهيرة، اشتهر خلال القرن الخامس عشر كأحد العلماء و الشعراء و الفقهاء. مثل اخوانها، تعلمت عائشة أولاً على يد أبيها، و أيضاً على يد أفراد أخرين من العائلة، درست القرآن و الحديث والفقه و الشعر، و حسب مطالبتها، كانت عائشة قد حفظت القرآن عن ظهر قلب قبل سن الثامنة.
في تلك الاثناء كان مرشداها الصوفيان الرئيسيان هما جمال الدين إسماعيل الهواري (ترعرع في أواخر القرن التاسع/ الخامس عشر) و خليفته محيي الدين يحيي الاورماوي (ترعرع في القرني التاسع و العاشر/ القرني الخامس عشر و السادس عشر) اللذان كانت تقدر شأنهما عالياً. تقريباً في 1475، قامت عائشة بالحج إلى مكة. تزوجت بأحمد بن محمد بن النقيب الأشرف (توفي 909/ 1503) من عائلة عليد الدمشقية الشهيرة، الذين ذاع صيتهما نتيجة علمهم; على حسب ظن عائشة، أحمد انحدر من نسل فاطمة بنت محمد و زوجها علي عن طريق ابنهما الحسين. عائشة و أحمد ولدا ابنين معروفين، ابن، عبد الوهاب (ولد 897/ 1489) ، و ابنة، بركة (ولدت 899/ 1491).
دراستها في القاهرة و وفاتها
في 919/ 1513، انتقلت عائشة و ابنها من دمشق للقاهرة, ثم عادت إلى دمشق في 923/ 1517. ربما كان غرض عائشة هو الحفاظ على مجال عمل ابنها. في طريقهما، تعرضت قافلتهم للنهب على أيدي عصابات سرقة قرب بلبيس، الذين سرقوا ممتلكاتهم، بما فيها كتابات عائشة. يظهر انه في القاهرة كانت الأم و ابنها تحت ضيافة محمود بن محمد بن اجا (ولد 854/ 1450, توفي 925/ 1519) الذي كان السكرتير الخاص و وزير الخارجية للسلطان المملوكي الأشرف قانصوه الغوري. ساعد ابن اجا عبد الوهاب ليجد عملاً في مكتب المحفوظات و ساعد عائشة لتدخل دوائر القاهرة الفكرية، حين قامت عائشة بكتابة 'عدة مدائح متوهجة' له. في القاهرة، درست عائشة القانون و تم منحها رخصة لتدريس القانون و لتصدر ارآء شرعية (فتاوى)، 'اكتسبت تقدير على نطاق واسع كفقيهة.
تركت القاهرة في 922/ 1516، مع ابنها وابن اجا. بجانب بدر السيوفي (حوالي 850- 925/ 1446-1519)، الشمس السفيري (877-956/ 1472- 1549)، و عدد من العلماء المشهورين الآخرين، تم منحها جمهور مع سلطان الأشرف قانصوه الغوري في حلب بعد هزيمته في معركة مرج دابق:' حدث رائع يليق بحياتها الاستثنائية'. عادت عائشة بعدها إلى دمشق، حيث توفت في 923/ 1517.
'ورثت عائشة استقلال عقل و نظرة الذين يمكن رؤيتهما في رفقتها لمعاصريها من الرجال على قدم المساواة'. هكذا كانت صديقة مقربة لأبو الثناء محمود بن الأدجى (الذي كان آخر صاحب دواوين الإنشاء في عصر المملوك) و تطابقت، في الآية، مع العالِم المصري عبد الرحمان العباسي (ولد 867/ 1463، توفي 963/ 1557). 'يتضح من السير الذاتية لعائشة و من تعليقاتها الخاصة في كتاباتها انها كان لها تقديراً كبيراً كسيدة تقية و مرشدة صوفية'.
أعمالها
قائمة بأعمالها
بحسب توماس إميل هوميرين، التسلسل الزمني لأعمال عائشة غير معروف حتى الآن، و بالفعل أغلب أعمالها مفقودة، لكن أعمال عائشة الأصلية المعروفة هي:
- ديوان الباعونية (مجموعة قصائد)
درر الغائص في بحر المعجزات و الخصائص
- الفتح الحقي من فيح التلقي (مفقود)
- الفتح المبين في مدح الأمين
- الفتح القريب في معراج الحبيب (مفقود)
- فيض الفضل و جمع الشمل
- فيض الوفا في أسماء المصطفى (مفقود)
- الإشارات الخفية في المنازل العالية (مفقود)
- مدد الودود في مولد المحمود (مفقود)
- الملامح الشريفة في الآثار اللطيفة (مفقود)
- المورد الأهنى في المولد الأسنى
- المنتخب في أصول الرتب
- القول الصحيح في تخميس بردة المديح
- صلاة السلام في فضل الصلاة و السلام (مفقود)
- تشريف الفكر في نظم فوائد الذكر
- الزبدة في تخميس البردة (مفقود)
بالإضافة إلى هذا، قامت عائشة بتكييف مجموعة من نصوص اخرى. قام هوميرين أيضاً نشر بعض من الترجمات الوحيدة لأعمال عائشة للإنجليزية.
- توماس إميل هوميرين، 'حب حي: الكتابات الصوفية لعائشة الباعونية (توفت 922/ 1516)، مراجعة دراسات مملوك، 7 (2003)، 211-34
الفتح المبين في مدح الأمين
أفضل عمل معروف لعائشة هو الفتح المبين في مدح الأمين، بديعية (صيغة صممت لتوضيح البديع أو الوسائل البلاغية في المخزون الشعري، حيث كل بيت شعري يوضح وسيلة معينة) من 130 بيت شعر في تعظيم النبي. بإشارتها لحوالي خمسين شاعر سابقين، العمل يؤكد سعة تعلم عائشة. هذا النص بلا شك ألهم نسمات الأزهار لعبد الغني النابلسي، كلا الكاتبان رافقوا بديعياتهما بتعليق.
فيض الفضل و جمع الشمل
فيض الفضل و جمع الشمل عبارة عن مجموعة من أكثر من 300 قصيدة طويلة، لم تنشر بعد، فيها وصفت عائشة حالات روحانية و مدحت بطرق مختلفة الرسول محمد، و عبدالقادر الجيلاني مؤسس نظامها، و شيوخها الصوفيين. استخدمت مصطلحات صوفية تقنية و عناصر شعرية صوفية نموذجية مثل الخمر و الحب في قصائدها. يبدو انهم يعود تاريخهم طوال حياة عائشة حتى انتقالها إلى القاهرة، و يظهرون تمكنها لتقريباً كل أنواع الشعر العربي في هذا الوقت.
طبعات
- المورد الأهنى في المولد الأسنى و الفتح المبين في مدح الأمين، في عائشة الباعونية الدمشقية الطبعة من ف. العلوي (دمشق: دار معاد، 1994)
ملحوظات
- قطب الدين، طاهرة. Women Poets).pdf، في حضارة القرون الوسطى الإسلامية:موسوعة، طبعة من جوزيف و. ميري، جزئين (نيو يورك: روتليدج، 2006), II 865-67 (صفحة 866) نسخة محفوظة 07 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.
- "A'isha al-Ba'uniyya". Wikipedia (باللغة الإنجليزية). 2017-06-05. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019. صفحة 390
مراجع
- توماس إميل هوميرين (2003) "Living Love: The Mystical Writings of ʿĀ’ishah al-Bāʿūniyyah (d. 922/1516)" .PDF مراجعة دراسات مملوك. 7: 211 - 234.
- توماس إميل هوميرين (يوليو 2006). " كتابة سيرة ذاتية صوفية: حالة عائشة الباعونية (توفيت 922/ 1517)" العالم الإسلامي . 96 (3): 389- 399 doi:10.1111/j.1478-1913.2006.00135.x.
- توماس إميل هوميرين (2009). "عائشة الباعونية". في جوزيف ادموند لووري; ديفين ج. ستيوارت مقالات في سير الذاتية الأدبية العربية 2: 1350- 1850 فيسبادن: هرراسوفيتز. صفحة 21-27