الرئيسيةعريقبحث

عبد الخالق السامرائي

سياسي عراقي

☰ جدول المحتويات


عبد الخالق إبراهيم خليل السامرائي (1935–1979) سياسي عراقي وأحد قادة حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق من مواليد بغداد وينتمي إلى قبيلة الجبور من مدينة سامراء.

عبد الخالق السامرائي
عبد الخاق السامرائ.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 1935
سامراء 
تاريخ الوفاة 1979
مواطنة Flag of Iraq.svg العراق 
الكنية أبو دَحّام[1]
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة بغداد 
المهنة سياسي 
الحزب حزب البعث العربي الاشتراكي
Abd al-Khaliq al-Samarra'i.png

تعليمه

درس الحقوق في جامعة بغداد

مكانته في حزب البعث

من أهم قادة حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق. يعده كثير من البعثيين مفكر وواجهة الحزب في العراق وأحد مناضليه وشخصية قل نظيرها على مستوى البعثيين ويحظى باحترامهم.

كان المسؤول الحزبي للرئيس السابق صدام حسين في خمسينات القرن الماضي.

عضو القيادتين القطرية والقومية لحزب البعث العربي الاشتراكي والمسؤول فيها عن نشاط الحزب الثقافي والإعلامي ومسؤول عن النقابات العمالية.

كان عضو مجلس قيادة الثورة وهي أعلى سلطة في العراق بعد عام 1968.

أختير ليكون نائب رئيس الجبهة العربية المساندة للثورة الفلسطينية التي يتزعمها كمال جنبلاط في لبنان.

ألف العديد من الكتب وخصوصاً في الاشتراكية، عرف بزهده وتواضعه الشديد وعدم أستغلاله لمنصبه وللسلطة لذلك لقب بدرويش الحزب.

مواقفه وشخصيته

كان يعد فلسطين القضية المركزية للعرب. من أكثر البعثيين تفهماً للحقوق الكردية المشروعة. وكانت له علاقات متميزة مع الكرد وقال عنه الملا مصطفى البرزاني:" عبد الخالق السامرائي" حمامة السلام أينما حط حط السلام معه"، وكان له الدور الأكبر في إصدار بيان 11 آذار 1970.

كان يستخدم الحوار السلمي مع الوطنيين العراقيين ومع القوميين ويعالج المشاكل بالحكمة والعقلانية والتفاوض.

أقام دائرة واسعة من العلاقات المميزة مع "الحكومات الاشتراكية" في العالم عززت علاقات العراق بتلك الدول آنذاك.

ولا علاقة للصيغة الصوتية بأجراء مقابلة متصورة مع كلمة صدام! رغم أنهما قد أتفقا في وقت مبكر من انشقاق الحزب على العمل في جناح واحد، هو جناح ميشيل عفلق.. وهنا المفارقة!.

كما بقي يدور في نشاطه بعد استلام السلطة عام 1968 على محور الثقافة رافضاً بأصرار أن يحمل حقيبة وزارية متفرغاً لشؤون التنظيم الثقافي كما كان صدام حسين متفرغاً لشؤون مكتب العلاقات الخاص بالأغتيالات فجمع الأول حوله مثقفين وشعراء.. ورجال سياسة ونال ثقتهم.. وجمع الثاني حوله القادرين على النهوض بأعمال الأستجواب والتحقيق وأستخدام حوض الاسيد.

وفي الفترة التي كان عبد الخالق مسؤولاً عن شؤون الثقافة والاعلام شهدت صحافة التمويل والتبشير أعمق أزماتها، فلم يوزع على أحد منها شيئاً ورفض مشروع أستئجار الكتاب والمثقفين، لكن جيوباً عربية في القيادة القومية للحزب كانت قد اقامت لها أكثر من قناة مع أكثر من صحفي عربي.

وكان عبد الخالق السامرائي يسيطر على وزارة الإعلام بصفته هذه، ومن خلال وزيرها عبد الله سلوم السامرائي، وعبد الخالق لا يفكر بتجاوز اعراف درجت عليها مدن صغيرة كمدينته ونواح كتكريت وقرى كالدور التي ينتسب إليها عزة الدوري وعانة التي ينتسب إليها عزة مصطفى وكحديثة التي ينتسب إليها مرتضى الحديثي في أولوية الولاء للجغرافية الصغيرة.. مدينته أو قريته.. وأفضلية أبنائها على غيرها في الفرص المتاحة، فجمع عبد الخالق السامرائي عدداً من أبناء مدينته على أن يكونوا بعثيين، وزع بهم أجهزة الثقافة والاعلام، بينما لم يلتزم غيره بهذا الشرط حين زرعوا مؤسسات الدولة بالمنحدرين من مدنهم وقراهم سواء كانوا بعثيين ام معادين للبعث!.

ولم يكن عبد الخالق سيدافع عن سامرائي آخر مهما علت منزلته إذا كانت الدلائل تشير إلى تورطه بعمل مشين.. وهذا جانب اخر ينفرد به عبد الخالق السامرائي عن سواه من أصحاب الولاء للجغرافيا الصغيرة مما سهل على صدام حسين وهو في طريقه إلى محاصرة عبد الخالق طرد عبد الله سلوم السامرائي اولاً للأنفراد به، بعد أن قدم لعبد الخالق ولأعضاء القيادة تقريراً موثقاً (بالشهود) والصور حول ميول عبد الله سلوم النسائية أو تورطه في مشكلات من هذا النمط، وكان هذا الأخير يكرر أمامي في زياراتي له بعد طرده من قيادة الحزب والدولة ان المقصود والمستهدف هو هذا المغفل- يعني عبد الخالق- وليس انا!.

أما صدام حسين فكان يراقب عبد الخالق ويتابع نشاطه، فإذا عاد من حوار مع حزب وطني وعرض على القيادة القطرية حيث صدام يستمع وجهات نظر أشخاص في قيادة ذلك الحزب حول تحفظهم على التحالف مع الحزب الحاكم، فوجئ عبد الخالق في اليوم التالي بأغتيال الشخص أو الأشخاص إياهم!.

لكن أطراف الحوار لم تشك بنوايا عبد الخالق ولم تتجه نحوه اصابع الاتهام وردود فعل لم تظهر عليه ازاء عدوانية صدام بأنتظار ما يعقده يوم الحساب في المؤتمر القطري القادم!! ولم يكن يخطط إلى المؤتمر بالطريقة التي عاد يخطط بها صدام! ان الفرق بين طريقة كل منهما كان كبيراً.

ففيما كان عبد الخالق ينتظر الوصول إلى موعد غير محدد بعد ليدخل المؤتمر القطري، كان صدام حسين يخطط لان لا ينعقد المؤتمر وعبد الخالق في قيادة الحزب!. واذا كان عبد الخالق يمتلك الشرعية الحزبية وشاعر البعثيين ويحظى باحترام الأطراف الوطنية، فان صدام حسين كان قد إنتهى من بناء منظمته السرية داخل الحزب، وأصبحت قادرة على ان تضرب في كل مكان وعلى كل رأس بإيماءة صغيرة منه.

في ذلك الوقت من عام 1973 كان عبد الخالق السامرائي ما زال مشغولاً بمشروعه الفكري لإعادة النظر بفكر الحزب وهو ما كان سيطرحه في المؤتمر المنتظر، وكانت لقاءاتنا قد تكثفت فأصدر كراساً بعنوان (حزب الطبقة العاملة) لتكريس نظريته بجعل البعث حزباً للفقراء، وقد ذهب إلى أبعد مما كان عليه ان يذهب اليه، ودعا لأن تكون قيادة الحزب القطرية عمالية!. واشار إلى ان حزباً لا يقوده العمال سيظل مرهوناً لطبقة غير طبقة الشعب الكبرى.ولم أكن رغم حماسي لفكرة حزب الفقراء اتفق مع مطروحات السامرائي والتي بدت امامي أستنساخاً للأوراق الماركسية وكانت نسخ الكراس توزع على الجهاز الحزبي ومنها نسخة للرئيس أحمد حسن البكر وكان قد اطلع عليها الدكتور أحمد عبد الستار الجواري الوزير والشخصية المقربة إلى أحمد حسن البكر الذي تجمعني به صداقة وأصرة روحية وكان شديد الاستياء مما جاء في الكراس من أفكار، ولعله أشار إلى أن الرئيس البكر كان هو الأخر مستاء، فسألني عما إذا كان من المناسب الرد على الكراس في مقال أو دراسة فأجبته بانني ناقشت هذه الفكرة مع عبد الخالق نفسه وأنه يسعى إلى شيء مماثل.

وهكذا صدرت لي دراسة على صفحتين من الملحق الاسبوعي لجريدة الجمهورية البغدادية في العدد الصادر يوم 30 حزيران 1973 حول مشروع السامرائي ودعوت إلى إصدار (فتوى ايديولوجية) من قيادة الحزب يحتكم إليها أتباع الحزب، وأشرت إلى مستجداته ومدى أنسجامها مع القاعدة الفكرية للحزب بعد أن عرضت مسودة المقال على عبد الخالق السامرائي قبل 48 ساعة على نشره، وقد اجرى تعديلاً بخطه على فقرات منه ولم نتفق على اجراء تعديلات اضافية لكي لا يظهر المقال، وكأنه صادر عن عبد الخالق نفسه، وكنت اراعي موقفي الفكري من جانب وأمامي اعتراضات الدكتور أحمد عبد الستار الجواري، ولعل هذا وذاك جعل المقال موضوعياً، ولم أكن اتوقع وأنا أحمل نسختي من الجريدة قبل توزيعها في صباح اليوم التالي ان يشهد ذلك اليوم حدثاً درامياً كان يخطط له صدام حسين منذ وقت غير قصير فيعلن بيان لمجلس قيادة الثورة عن (مؤامرة) يقودها مدير الامن العام ذراع صدام الضارب ناظم كزار وزميله الاخر محمد فاضل عضو القيادة القطرية ومبعوث صدام الشخصي في مهمات التصفية الجسدية.

وأن يوضع اسم عبد الخالق السامرائي معهما في المؤامرة إياها ويحكم عليه بالإعدام فيصعد سلم المشنقة الخشبية في سجن (أبو غريب) ويدعوه أحد رفاقه المشرفين على تنفيذ الحكم بان يعترف أو يقدم التماساً بالعفو عنه لكي تتوقف لحظات الإعدام، لكنه يرفض غير مذهول من تلك التي كانت ستكون النهاية ويوعز المشرف إلى منفذي العملية بالتوقف وإعادة عبد الخالق السامرائي إلى السجن المؤبد في زنزانة تحت الأرض لم يكن يعرف فيها ان كان الوقت نهاراً أم ليلاً!.

لم يعدم عبد الخالق السامرائي بعد موجة احتجاجات تزعمها كمال جنبلاط وقادة في الثورة الفلسطينية وزعماء أحزاب في الأقطار العربية وقد قيل أن أحمد حسن البكر لم يكن قد صادق على مرسوم تنفيذ الحكم، وأن صدام حسين أرسل رفيقه إلى ساحة الإعدام إمعاناً في إيذائه أو الحصول منه على تنازل.

وفي اليوم التالي أستدعيت للاستجواب عن علاقتي بعبد الخالق وسبب نشر المقال الموسع عنه في اليوم الذي كان يعد فيه السامرائي لتنفيذ (مؤامرته)!.

ولم أجد صعوبة في الرد، فقد أخبرت المستجوب بأن المقال كتب بالإتفاق مع الدكتور الجواري وبرغبة الرئيس أحمد حسن البكر وموافقة عبد الخالق الذي كان في تلك الساعة عضو القيادتين القومية والقطرية.

وبسجن عبد الخالق أصبح الطريق أمام صدام حسين سالكاً للسيطرة على مكتب الثقافة والاعلام، واهمية هذا المركز ليس لأنه يمنح صدام حسين بعداً ثقافياً فحسب، بل لأنه المؤسسة التي يستطيع صدام حسين من خلالها أن يكثف من نشاط مكتب العلاقات الذي صار يسمى المخابرات العامة ومن خلال المراكز الثقافية ومكاتب الصحف والمجلات وبجهود الصحفيين العرب الذين اقاموا ستاراً ممتازاً يحجب عن الرأي العام العربي والعالمي مشاهد القمع في الداخل، ويقدم بدلاً من ذلك صورة الفروسية العربية الأولى في الوقت الذي كان المسؤول الثقافي للحزب عبد الخالق السامرائي يقبع في زنزانته، لم يكن وقد سأل والدته التي سمح لها برؤيته بعد ثلاث سنوات قائلاً نحن في أي شهر وفي أي عام هو؟.

وقد أنجز صدام حسين الكثير من الخطوات، فعقد المؤتمر القطري المنتظر كما أراده وأختيرت قيادة من بين هؤلاء الذين شاركوا صدام في إزاحة عبد الخالق السامرائي، وكنت قد سألت أحدهم عن أسباب ما حدث لعبد الخالق، فقال: وهو يسجل نقاطه ومأخذه عليه انه كان يتناول مع سائقه ساندويتش الكباب في السيارة ويحرج القيادة بأصراره على السكن في منزل لا يليق بعضو في مجلس قيادة الثورة!.

وعندما سألته عن اي عيب في هذا؟ قال عضو القيادة القطرية: ان قادة الأحزاب الشيوعية يعيشون في قصور ضخمة، فلماذا يستكثر عبد الخالق على السيد النائب (صدام حسين) أن تكون له حياة لائقة به.

ومضت ثلاث سنوات أخرى وعبد الخالق ما زال في زنزانته، وقد عرض في شريط فيديو فيلم لصدام حسين وهو يستمع إلى اعترافات أحد اعضاء القيادة القطرية الجديدة عن مؤامرة جديدة على صدام يقودها الرئيس حافظ الاسد وعدنان الحمداني ومحمد عايش وعبد الخالق السامرائي!.

وهنا ينهض علي حسن المجيد أبن عم صدام حسين ليقول: أن الحزب وقيادته وسلطتنا لن يكتب لها الإستقرار الإستمرار طالما عبد الخالق حياً يرزق.. فيمد صدام أصبعه إلى شعرة شاربه ويقول: إخذه من هذا الشارب!.

في ذلك الوقت كانت قلة من الحراس تدخل زنزانة عبد الخالق ومعها بدلة الإعدام الحمراء في الطريق إلى ساحة مجاورة للقصر الجمهوري، حيث نفذ فيه حكم الإعدام رمياً بالرصاص يوم 1979/8/8 وكان اثنان من اقربائه ينفذان إطلاق الرصاص عليه حسب قرار أتخذه صدام حسين والقيادة القطرية بتكليف اقرباء المحكوم بتنفيذ الحكم، فظهرت تجربة جديدة هي التي ندعوها، القتل برصاص العشيرة!.

والمفارقة الأخيرة ان الأعضاء الخمسة الجدد في القيادة القطرية التي شاركت صدام في ابعاد عبد الخالق ومن ضمنهم صديقي الذي كان ينتقد عبد الخالق السامرائي هذا الذي يأكل الكباب مع السائق، قد أعدموا معه في ساحة واحدة وساعة واحدة!.

أما صدام حسين فكان عند وعده الذي أعطاه لأبن عمه في الاجتماع الحزبي، لقد أعدم عضو القيادتين القومية والقطرية بشعرة الشارب!!.

نهايته

اتهم بمؤامرة ناظم كزار في تموز 1973 ولم يقتنع كثير من البعثيين والعراقيين بضلوعه بها لكن حكم عليه بالإعدام الذي أوقف وأستبدل بالسجن المؤبد لتدخل شخصيات وأحزاب عراقية وعربية وأجنبية منها الحزب الشيوعي العراقي والاحتجاجات التي قادها كمال جنبلاط وتدخل قيادات فلسطينية منهم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وزعماء أحزاب في البلاد العربية.

قضى عبد الخالق ست سنوات في سجن انفرادي في غرفة في مبنى عمارة الحياة التابعة للمخابرات العامة بالقرب من القصر الجمهوري.

في تموز 1979 وبعد تولي صدام حسين السلطة حدث ما يسمى بمؤامرة محمد عايش ليتم مرة أخرى زج أسم عبد الخالق السامرائي في هذه المؤامرة مع العلم انه كان في سجن أنفرادي فأعدم رمياً بالرصاص في يوم 8/8/1979.

المصادر

  1. Limited, Elaph Publishing. "بموت (صدام).... هل مات (البعث)؟". @Elaph. مؤرشف من الأصل في 28 مارس 202025 مارس 2020.

المراجع

موسوعات ذات صلة :