عبد الله بن محمد بن بركة السليمي الأزدي هو رجل من قبيلة زهران الأزدية.
عبد الله بن محمد بن بركة | |
---|---|
معلومات شخصية |
اسمه ونسبه
هو العالم الكبير الأصولي البليغ عبد الله بن محمد بن بركة السليمي الأزدي نسبة إلى سليمة بن مالك بن فهم المشهور بابن بركة والمكنى بأبي محمد، وهي التي اشتهر بها في كتب الفقه خاصة عند المشارقة من أهل المذهب، وقد كناه بعض أهل المغرب بأبي عبد الله إلا أن ذلك خطأ فهذه كنية محمد بن محبوب – رضي الله عنه-(1)
وقد أطلقت هذه الكنية [أبو محمد]على غيره من علماء الأباضية الذين اتفقوا معه في الاسم الأول والثاني وهم:
1-عبد الله بن محمد بن محبوب رحمهم الله جميعا
2-عبد الله بن محمد بن أبي المؤثر
3-عبد الله بن محمد بن صالح
4-عبد الله بن محمد بن شيخه (2)
ميلاده ووفاته
ولد ـ رحمه الله ـ حسب ما حدده الشيخ الباحث زهران المسعودي في كتابه مابين عاميّ 296-300هـ(3) وقد ذكر أسباب ترجيحه لهذا التاريخ، وهو في ذلك تابع للشيخ الباحث جابر السعدي، وقد ولد في مدينة بهلا في قرية الصرخ وهذه المدينة تبعد عن نزوى [العاصمة الإسلامية آنذاك] بحوالي 30 كم تقريبا.وأما عن وفاته فقد ذكر الشيخ زهران المسعودي أنه من الراجح أن يكون ابن بركة توفي ما بين عامي 362ـ363هـ.
أما دليل كونه حيا حتى عام 361هـ هو:
أن وفاته كانت بعد وفلة الشيخ أبي سعيد الكدمي ـ رحمه الله ـ بدليل أن ابن بركة ذهب ليعزي أهله وكان أبوسعيد حيا إلى هذه السنة فقد ورد في بيان الشرع في الباب الثالث عشر المعقود في بيان حكم التملق والمداراة والمداهنة من كلام عن أبي سعيد يظهر منه أنه كان يلقيه على بعض تلاميذه وفي آخره ما نصه " وكان هذا التقييد ـ أي تقييد كلام أبي سعيد ـ يوم الأربعاء ثالث عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى وستين وثلاثمائة للهجرة". وأما كونه قد توفي قبل عام 363هـ أنه قد تُوجّه إلى الشيخ أبي الحسن البسيوي تلميذ ان بركة بسؤال يتضمن اسفسار عن صحة إمامة الإمام حفص بن راشد، والسؤال ينبغي أن يوجه للشيخ قبل التلميذ حسب ما تقتضيه العادة مما يدلل على أنه ـ أي ابن بركة ـ قد توفي.
يقول الشيخ زهران المسعودي:" إن ظاهر الحال ـ بل المؤكد ـ أن الآمام حفص بن راشد بويع بالإمامة مرتين عاميّ 355و363هـ" ، وذكر لذلك دليلا و هو ما ذكره صاحب كتاب الجامع من أنه اجتمع في هذا العام الخوارج [يعني الأباضية] في جبال عُمان (4).
وبايعوا لهم إماما اسمه حفص بن راشد وقد أرسل إليهم عضد الدولة أحد قوّاده لحربهم.(5).
شيوخه
لقد أخذ ابن بركة علومه الأولى في مدينته بهلى ثم انتقل إلى صحار حيث التقى بالشيخ العلامة أبو مالك غسان بن مجمد بن الخضر الصحاري نسبة إلى صحار الصلاني نسبة إلى وادي صلان وقد أخذ هذا الشيخ علومه عن العالمين الكبيرين الشقيقين عبد الله وبشير ابني محمد بن محبوب بن الرحيل، وهو من علماء القرن الثالث الهجري، ومن أشياخه الإمام أبو القاسم سعيد بن عبد الله بن محمد بن محبوب وقد تعلم هذا على يد أبيه وعمه، ومنهم أبو مروان سليمان بن محمد بن حبيب من علماء النصف الأخير من القرن الثالث الهجري وأول القرن الرابع الهجري وأبو يحيى عبداعزيز بن خالد وأبو الحسن محمد بن الحسن السعالي النزوي.(6)
صفاته ومكانته العلمية
كان ابن بركة ـ رحمه الله ـ محبا للعلم مجتهدا في طلبه مناضلا في تحصيله، وقد اختبره في ذلك شيخه أبو مالك ؛إذ أبدى له في أول الأمر شيئا من اجفاء، فلما علم صدق نيته في طلب العلم، ورغبته الصادقة لتحصيله قربه من مجلسه وصار من خاصة تلاميذه، ونال منه الحظ الأوفر من العلم؛ فصار بعده إمام المدرسة الرستاقية وعميدها.
تلاميذه
ان من أبرز تلاميذه الذين أخذوا العلم عنه العلامة الكبير أبو الحسن البسيوي صاحب كتاب مختصر البسيوي، وكان يعرف بالأصم وذلك لثقل سمعه فكان كل من أراد استفتاءه كتب مسالته في الأرض فيكتب له الشيخ الجواب ومن تلاميذه أيضا:
أبو عبد الله محمد بن زاهر، وله تقييدات في مسائل فقهية عن شيخه ابن بركة ومسائل أخرى عرضها عليه وجميعها قد ضُمّن في المجلد الذي يحتوي كتاب التقييد المخطوط(7) وأحمد بن محمد بن خالد، وقد قيل إن بعثة من أباضية المغرب قدمت إلى عمان تتكون من سبعين طالبا ودرست على يد الشيخ ابن بركة(8).
لقد كان ابن بركة رجلا غنيا ثريا كريما سخيا، فقد أنشأ مدرسته المشهورة في بهلى وحبس للمتعلمين أرضا واسعة من ماله، وقد بنى العديد من المساجد منها مسجده الواقع في قرية الضرح ومسجد الخير ومسجد الشريعة والفحال والوحيد وغيرها.
لقد ترك لنا ابن بركة كنوزا جمة أثرى بها المكتبة الآسلامية عامة و الأباضية خاصة ومن هذه الكتب:
1ـ كتاب الجامع: ويعتبر هذا الكتاب أهم ما قدمه لنا هذا الشيخ (9) ويتميز هذا الكتاب أن مؤلفه قد مهد له بمقدمة أصولية تحتوي على مسائل مفيدة في علم الأصول، ويتميز كذلك بوجود الفقه المقارن فقد ذكر بعضا من كتب المخالفين مثل كتاب اختلاف الفقهاء وكتب داى د بن علي وكتاب ابن المغلس (10) ،ولقد اشتمل هذا الكتاب على عدد كبير من القواعد التي استخلصها صاحب كتاب الإمام ابن بركة ودوره الفقهي في المدرسة الأباضية من خلال كتاب الجامع
من أٌقواله
1- "ونحن نعوذ بالله من غلبة الأهواء ومسامحة الآراء وتقليد الآباء وإياه نسأل أن يجعلنا من المتبعين لكتابه الذابين عن دينه والقائمين بسنة نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (15).
2ـ " واتبع الحجة أولى من اتباع الرأي تاذي ليس بحجه"(16).
3ـ " لا حظ للنظر مع النص "(17).
ولقد أثنى عليه الكثير من العلماء منهم العوتبي في كتابه الأنساب فقد قال:"ومنهم [يعني آل سليمة بن مالك] أبو محمد عبد الله بن محمد بن بركة ـ رحمه الله ـ وهو العالم المشهور والبليغ المذكور صاحب كتاب الجامع وكتب التقييدات ومسائل أصول الدين وغير ذلك من مسائل الفروع الحرام والحلال والكتاب المبتدأ في خلق السموات والأرض وما فيهن من الخلق " (18).ومنهم ابن رزيق في الصحيفة القحطانية والبطاشي في إتحاف الأعيان والإمام السلمي في معارجه و أبو مسلم في نثار الجوهر (19).