عبد الوهاب برغش حسين (21 يونيو 1945 - 17 أغسطس 2001)، مغني عراقي تركماني. مشهور بالاسم (هابه) . ولد في محلة بريادي إحدى أزقة مدينة بمحافظة كركوك.
عبدالوهاب برغش حسين | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | عبد الوهاب برغش حسين |
الميلاد | 21 يونيو 1945 كركوك - العراق |
تاريخ الوفاة | 17 أغسطس 2001 |
سبب الوفاة | مرض القلب |
الجنسية | العراق |
أسماء أخرى | هابه |
الديانة | مسلم |
الزوجة | متزوج |
أبناء | شاهين و خالد |
الحياة العملية | |
المهنة | الغناء الشعبي التركماني |
سنوات النشاط | 1965 - 2001 |
عن حياته
في أحد أحياء مدينة كركوك محلة بريادي إحدى أزقة مدينة كركوك القديمة . نشأ وترعرع في تلك الأجواء الكركوكية الجميلة مدينة التآخي والصفاء، وُلِد من أب مكافح مات مبكراً قبل ان يرى أبنه الصغير وهو يكبر ويصبح رجلاً، فتحملت السيدة والدته اعباء تربية اليتيمين محمد وعبد الوهاب ..وبدأت تًحنو على هذا الطفل وتعوضه حنان الوالد الراحل ولكون ظروف العائلة صعبة ومخافة ان يضيع الأبن في خضم الفاقة بحثت له عن صنعة يتعلمها كمورد رزق وحرفة مستقبلية له، وهي أول من اطلق عليه أسم ( هابه ) تحبباً وتلطفاً ليصبح هذا الأسم مستقبلاً علامة الشهرة للفنان عبد الوهاب .
عمل كصبي خياطة وهو في التاسعة من عمره عند الأسطة صالح الخياط في محله بسوق القيصرية قرب القلعة فتعلم الخياطة وامتهنها وهوى الغناء بل عشقه .. حيث كان يدندن مع نفسه عند غياب صاحب محل الخياطة ثم بدأ صوته يحظى بأهتمام أصحاب المحلات القريبة من القيصرية وأبناء المحلة حتى وصلت شهرته إلى اسماع أحد فناني كركوك الكبار والذي عطف على هذا اليتيم وقرر ان يتبناه فنياً بعد ان احضره له أحد اصحاب المحلات فأشاد بفناننا هابه وصوته الجميل وهو مايزال في بداية تكوينه الصوتي .
تبنى الفنان القدير عزالدين نعمت صوت الشاب اليافع ( هابه ) وقرر ان يعلمه اصول الغناء الشعبي واُُُُُسس المقام العراقي بعد ان كان الفنان هابه يؤدي الأغاني دون الألمام بأصول الغناء خلال الفترة السابقة .. وبدأ المرحوم عزالدين نعمت يصطحب الفنان ( هابه ) معه إلى دار الفنان المرحوم سمه بربر وعلى يد هذين العملاقين تتلمذ ( هابه ) على كل اساسيات الغناء الشعبي التركماني وبدأ صوته يحتل مكانة مميزة بين الأصوات وكان للفنان عزالدين نعمت الفضل في تقديم الفنان ( هابه ) في كل الحفلات والمناسبات الدينية حيث اثبت حضوراً كبيراً في كل تلك المناسبات وقد كان أول حفلة لفناننا الكبير بدعم من استاذه ومعلمه عزالدين نعمت حين قدمه في حفلة رسمية وبحضور جمهور غفير من أبناء المدينة وفي مدرسة المصلى وقد فاجأ صوته كل من استمع اليه وخاصة قائد الفرقة الثانية انذاك والذي قام بتكريمه بمبلغ عشرين دينار ليخط اسم ( هابه ) في عالم الأحتراف الغنائي .. وقد ادى ( هابه ) في هذه الحفلة اغاني أبكى فيها الحضور ثم صرخ بأعلى صوته صرخته المدوية مغنياً ( بُلبُلم اُوچار يوواسينه ) ليعلن ولادة فنان شاب يضع خطوته الأولى في طريق الفن الذي اصبح شغله الشاغل اثناء الليل واطراف النهار .
استمرار التألق
اصبح الفنان ( هابه ) اسماً معروفاً على نطاق ضيق وضمن بعض الاحياء الشعبية من مدينة كركوك ولم يزل يرافق بعض الفنانين الكبار امثال المبدع رشه گوله رضا وطوپال حمه وغيرهم لكي يتعلم منهم وفعلاً تعلم الكثير منهم وبعد ان تعلم كل ما يجب عليه ان يتعلمه الطالب الأمي الذكي في الآنصات وكان على هذا الطالب ان يثبت انه اصبح استاذاً أو نصف استاذ، لذا قرر ان يطرح أول شريط كاسيت إلى الاسواق وبعد مداولات عدة ومناقشات مع استاذه الأول عزالدين نعمت اتفقا ان يطرحها كاسيتاً مشتركاً يحمل هوية ( هابه ) الفنية مستفيداً من شهرة عزالدين نعمت بين جمهور المدينة، وقد نجح ذلك الكاسيت نجاحاً منقطع النظير .. وقد كان لهذا الكاسيت دور كبير وفاعل في دعوة ( هابه ) إلى الحفلات العامة والخاصة .. ورغم شهرته في الغناء إلا انه كان يبحث لنفسه عن مورد رزق آخر بعد ان ترك مهنة الخياطة، لذا عمل كسائق تاكسي لعدة سنوات ثم سائق اجرة سيارة ( خط تسعين ) إلا انه لم يستمر طويلا حيث قدم اوراقه إلى وزارة الصحة ليتم تعينه بصفة سائق اسعاف في صحة كركوك وهكذا كان يطيب ( هابه ) جروح العشاق المرضى بالحب بصوته الشجي ويزيد ولهاً وحباً وينقل المصابين بجراح الحب والألم بأسعافه السريع لكي يساهم في انقاذ حياتهم الحرجة التي دخلت مرحلة الخطر ليعدهم إلى الحياة مرة اخرى ... وهكذا ظلت عجلة الأيام تدور مع هابه .
اصبح اسم ( هابه ) ماركة مسجلة لكل حفلة ناجحة، وكان اسمه يكفي لجلب المعجبين من كل مكان لذا بدأ الجمهور يطلبه في المدن الأخرى والأقضية والنواحي والقصبات مثل اربيل موصل ديالى بغداد التون كوپري تلعفر طوز خورماتو تازة كفري بيشير وجميع انحاء كركوك بدون استثناء، وقد استمر حفلات ( هابه ) الموزعة بين المحافظات القطر الشمالية وعاصمتنا الحبيبة بغداد منذ بداية السبعينيات وحتى يوم وفاته .. ولو حاولنا ان نحصي عدد الحفلات والمقابلات و الآماسي التي شارك فيها لفاقت كل التقديرات الموضوعة في ذاكرتنا لأنها وصلت إلى حد أرقام فلكية .
عن حياته الخاصة
عاش ( هابه ) إنساناً بسيطاً بكل ما تحمله البساطة من معنى وكان أباً حنوناً لولديه شاهين وخالد وقريباً من كل أصدقائه، وعاش عزيز النفس كريم اليد وشامخ القامة ولم يجمع من حطام الدنيا سوى خلوده في القلوب، ورغم كل الأموال التي كانت تأتيه بمئات الآلاف ثم بالملايين وكنوز من الذهب التي كانت تهدى له من المعجبين إلا انه عاش حياة التقشف حيث صرف كل تلك الأموال في سبيل الفن وعاش طول حياته في بيت للإيجاز حتى وفاته .
الغناء الشعبي التركماني
استمرت رحلة ( هابه ) اربعين سنة، كون لنفسه خلالها مدرسة خاصة بالغناء الشعبي التركماني كما هو الحال بالنسبة للمطرب المبدع يوسف عمر والمطرب سعد الحلي وطورهم الخاص والفنان المصري أحمد عدوية واسلوبه المميز، وهناك عشرات من المقلدين بالصوت والاداء للفنان ( هابه ) بل انهم اضافوا اسم ( هابه ) إلى اسمائهم واصبحت كاسيتاته دروساً لتعلم الغناء الشعبي الخاص بمدرسته في الغناء، ترك ( هابه ) وراءه مسيرة فنية طويلة تحمل الاف الحفلات وأكثر من 2500 شريط كاسيت وأكثر من 500 شريط فيديو .
أول شريط فيديو
صور أول شريط فيديو بحياته في منتصف السبعينيات وكان هذا الشريط بداية ظهور ( هابه ) على أشرطة الفيديو قبل أن يدخل تلفزيون العراق، في منتصف الثمانينات أدى عبد الوهاب ( هابه ) فريضة الحج، ومنذ ذلك الوقت اضيف له اسم حجي ( هابه ) وبدأ محبوه ينادونه بالحجي حباً له وتحبباً اليه دخل ( هابه ) الأذاعة عام 1988 وفي نفس العام صورت أغانيه الثلاثة اليتيمية لتلفزيون كركوك ونتمنى أن يُستفادَ من حَفلاتهِ المصورة والمتوفرة للحفاظ على تاريخ هذا الفنان .
السياسة
كان ( هابه ) صوتاً رافضاً للظلم والبطش وكان صوتاً جهوراً بوجه الطغاة والجبابرة، ولم يكن شيئاً عجيباً إذا تتذكره القنوات الرسمية في العراق، فيكفيه هذا الفنان الأصيل أن يتذكرهُ محبيه وجمهورهُ الكبير وان يحفروا له مكاناً بكبر مدينته العزيزة في القلب والروح .
خفايا رحلة تركيا
فوجئ ( هابه ) اثناء تواجده في تركيا بأن له شعبية كبيرة لم يكن يتصورها قال لي في بعض جلساتنا الخاصة انه رغم من النجاح الذي حققه إلا أنه كان يتألم على حال الأغنية التركمانية هناك والسبب هو السرقة المستمرة لكل ما نغنيه في كركوك دون أن نحصل على حقوق مادية أو معنوية وقد حاول الكثير من فناني تركيا استبقائي لأجل إقامة حفلات خاصة معهم إلا أنني رفضت كل تلك العروض ومن الأسرار التي اكتشفها أثناء تواجدي هناك من أحد العازفين التركمان (كان يعزف للمطرب إبراهيم تاتلى ساس ) وتربطني به علاقة صداقة لانه ساهم في بعض الحفلات التي احييتها في بداية السبعينيات واسمه مراد ( قاسم ) ذكر لي ان إبراهيم تاتلى ساس يقوم في بداية كل سنة بجمع العشرات .. من أشرطة الكاسيت وخاصةً تلك الأشرطة التي تصدر في كركوك والتي تحمل الأغاني التركمانية ويبدأ بالاستماع اليها حتى ينتهي من سماعها جميعاً ويختار منها الأغاني التي يطرحها في البومه الجديد بعد أن يقوم بتغير بعض المفردات الكلامية وبعض الفقرات اللحنية أو يحول اللحن الشرقي إلى لحن غربي وهذا ما يفعله ( إبراهيم ) منذ أكثر من ربع قرن لذا فانك تجد في اشرطته أغاني تركمانية من كركوك .
مرضه
أحس ( هابه ) بدنو أجله منذ مدة طويلة بعد ان منعه الاطباء من الغناء والسهر والذي يؤثر على قلبه المتعب وجسمه النحيل الذي اكلته امراض الزمن إلا انه كان عنيداً مع نفسه وكان عاشقاً للغناء ولا يستطيع ان يرد طلب محبيه لأقامة الحفلات ولكنه قبل عشرة ايام من وفاته بدأ يراجع اوراقه التي اوصلته إلى المستشفى بعد ان اصيب بجلطة كاد ان تقضي عليه لو لا رعاية الله التي انقذته في اللحظات الاخيرة .. وقد حاول كثير من اصدقائه بدعوته قبل ايام من وفاته إلا انه كان يعتذر بكل أدب عن اقامة أية حفلة غنائية لانه كان ينتظر شيئاً أكبر وهو ان يرتاح وينام وحين وضع رأسه على وسادته احس ان الموت قريب منه ولكن موت ( هابه ) حدثاً كتبته كركوك وأخرجته شفاه وألسن آلاف المعجبين الذين كانو على موعد معه .
وفاته
في فجر يوم الجمعة 17 / 8 / 2001 خرجت كركوك عن بكرة أبيها لتشييع فنانها الخالد إلى مثواه الأخير، شارك فيه الآف من معجبيه حاملين نعشه في شبه مسيرة جماهيرية دون أن يبالوا بطغيان النظام البائد مؤكدين وفاءهم لفنانهم الكبير الذي أمتعهم في حياته وأحبهم فبادلوه الحب .
يقول أحد أصدقاء هابه “تم تسميم هابه من قبل الأجهزة الأمنية”، عازف الطبلة في فرقة (باباكركر) الفنان حسين محمد المعروف بـ(حسين كركوكلي) من أصدقاء هابه يستطرد “من قبل الفنان ناصر رزازي تم توجيه الدعوة إلينا لحفل في مدينة السليمانية، بعد عودتنا بإسبوع تعرضنا إلى مراقبة شديدة من قبل الأجهزة الأمنية ومن قبل البعثيين”.
أضاف كركوكلي “تم إستدعاء هابة إلى دائرة الأمن حيث خضع للتحقيق لمدة أربع ساعات، هناك كان الأمن قد سألوا هابه فيما إذا كان يشرب القهوة أم العصير، بما أن الدنيا في ذلك اليوم من آب كانت حارة كان هابه قد طلب العصير، من هنا دسوا له السم مما أدى إلى انهياره تدريجياً وموته بعد يومين”.
مصادر
- http://www.alturkmani.com/makalaat/fananalturkman.htm
- http://www.haba2001.com/Videolar_Arapca.html
- https://www.youtube.com/watch?v=YgBic4xpDZ0
- https://www.youtube.com/watch?v=AKIOCurHSi8
- https://www.youtube.com/watch?v=or7V7eULT6o