العوالق الهوائية هي أشكال لكائنات حية دقيقة تطفو وتنجرف في الهواء، ويحملها تيار الريح; فهي تمثل التناظر الجوي للعوالق المحيطية.
تتميز معظم الكائنات الحية التي تكوّن العوالق الهوائية بأنها صغيرة للغاية؛ حيث إنها ذات حجم مجهري وقد يكون من الصعب تحديد العديد منها نظرًا لأحجامها الضئيلة للغاية. ويقوم العلماء بجمع تلك الحشرات لأغراض الدراسة ووضعها في المصائد وشبكات جمع الحشرات من المركبات الهوائية أو الطائرات الورقية أو المناطيد.[1]
وتضم العوالق الهوائية العديد من الميكروبات, بما في ذلك الفيروسات وحوالي 1000 نوع مختلف من البكتيريا وحوالي 40000 نوع مختلف من الفطريات ومئات الأنواع من الطلائعيات والطحالب والحزازيات وحشائش الكبد التي تعيش بعض فترات من دورة حياتها كعوالق هوائية، غالبًا مثل الأبواغ وحبوب اللقاح والبذور المتناثرة في الهواء.
كذلك، تُحمل أعداد هائلة من الحيوانات الصغيرة، وخاصة مفصليات الأرجل (مثل الحشرات والعناكب إلى ارتفاعات عالية من الغلاف الجوي بواسطة التيارات الهوائية ومن الممكن أن تجد تلك الحيوانات طافية في ارتفاعات تصل إلى آلاف الأقدام. فعلى سبيل المثل عادةً ما تتواجد حشرات المن في ارتفاعات شاهقة.
تستغل بعض الفصائل من العناكب الريح في دفع أنفسها لتتواجد حول منطقة ما. فيحاول العنكبوت العثور على موقع مراقبة (كفرع شجرة أو سياج أو سطح) وموجهًا الجزء العلوي من بطنه، ويخرج خيوطًا رفيعة من الحرير من أعضائه الناسجة للخيوط. وعند نقطة ما، يكون الاحتكاك الحاصل بين الهواء وخيط (خيوط) الحرير كبيرًا بدرجة كافية ليرفع العنكبوت في الهواء ويجرفه النسيم. وتسمى هذه العملية الانتشار عبر الهواء. تكون العناكب التي تنتشر عبر الهواء (انظر عناكب لينيفييدي) قادرة على الانجراف بعيدًا عدة أميال من المكان الذي انطلقت منه. وتكفل المرونة التي تتمتع بها خيوط الحرير المساعدة للديناميكية الهوائية الخاصة بالتحليق، مما يتسبب في انجراف العناكب إلى مسافات لا يمكن التنبؤ بها وتصل في بعض الأحيان إلى مسافات طويلة [1].
مقالات ذات صلة
المراجع
- A. C. Hardy and P. S. Milne (1938) Studies in the Distribution of Insects by Aerial Currents. Journal of Animal Ecology, 7(2):199-229