الفوترة الإلكترونية أو تقديم ودفعة الفاتورة الإلكترونية تتم عندما يرسل البائع - سواءً كان شركة، أو مؤسسة، أو مجموعة - فواتير أو إيصالات عبر الإنترنت ثم يدفع العميل المستحق إلكترونيًا، وتحل هذه الطريقة عوضًا عن الطريقة التقليدية حيث كانت تُرسل الفواتير الورقية ثم يتم الدفع عن طريق الوسائل اليدوية مثل إرسال الشيكات. يعد الاستعراض السريع للفواتير وتقليل التكاليف المترتبة على تسليم الوثائق الورقية من ضمن المميزات العديدة للفوترة الإلكترونية، ويجب أن يتوفر للبائع والعميل نظم حاسوبية تقبل الفوترة الإلكترونية مع إمكانية الوصول إلى المؤسسات المالية التي قد تستخدم عمليات الدفع الإلكترونية حتى يحصل الانتفاع التام.
التاريخ
بدأ تطوير الفوترة والمدفوعات الإلكترونيتين في أواخر القرن العشرين جنبًا إلى جنب مع تطوير الخدمات المصرفية على الإنترنت، وإدخال برمجيات المحاسبة، وانتشار استعمال البريد الإلكتروني. وينسب الفضل إلى مجلس الفوترة والمدفوعات الإلكترونيتين التابع للرابطة الوطنية لغرفة المقاصّة الآلية (NACHA) في الولايات المتحدة في النهوض بمختلف أشكال الفوترة الإلكترونية والتعريف بها في أوائل عقد الألفية الثانية، حيث روجت الرابطة الوطنية لنشاطات ومبادرات سهلت اعتماد المدفوعات الإلكترونية في مجالات التجارة عبر الإنترنت، وتقديم ودفعة الفاتورة الإلكترونية، وتبادل البيانات الإلكترونية المالية (EDI)، والمدفوعات الدولية، والشيكات الإلكترونية، وتحويل الإعانات إلكترونيًا(EBT)، وإقراض الطلاب، كما توفر بعض تطبيقات الفوترة الإلكترونية القدرة على سداد أثمان السلع أو الخدمات إلكترونيًا.
أنواع الفوترة الإلكترونية
•مباشَرة (من المفوتِر إلى الزبون): الطريقة التي يدفع خلالها المستهلك مباشرةً لمحرر فواتير واحد ليقوم بإصدار فاتورة تُستقبل على الموقع الإلكتروني التابع للمنشأة المُصدِرة للفاتورة، ومن أمثلة ذلك توفير شركة مرافق عامة خدمة الدفع هذه لمستهلكيها. نشأ هذا السوق لمقدميّ الفوترة الخارجيين المتخصصين في عمليات الفوترة الإلكترونية والتقنيات للشركات التي تحتاج إلى إرسال الفواتير إلى العملاء مباشرةً.
•عن طريق وحدة تجميع: الطريقة التي يتم فيها الدفع عبر مُجمِّع ويكون عادة الموقع الإلكتروني للمصرف الذي يتعامل معه المستهلك، ويسمح هذا النوع بأن يدفع المستهلك لمختلف المفوترين الذين سبق لهم التسجيل لاستلام مستحقاتهم، وأحد أمثلة ذلك هو موقع (OneVu) في المملكة المتحدة أو (eBills) في سويسرا.
الأطراف المشتركة
يمكن أن يلعب المفوترون، والمصرفيون، والمستفيدون أدوارًا متعددة في العملية الكلية، وحالما تُحدد الأدوار يَسهُل اختيار النوع الأنسب لسياسة العملاء، وقد يطبق المفوترون أكثر من نوع لخدمة العملاء على أفضل وجه، ومع ذلك فإن الخيارات والفرص ستستمر في التوسع بسبب استمرار الصناعة في التغير.
•مقدم السداد للمفوتِر: وكيل للمفوتر يقبل معلومات التحويل نيابة عن المفوتر.
•مقدم خدمة المفوتِر: وكيل للمفوتر يقدم الخدمة للمفوتر.
•وسيط فواتير: مقدم خدمة للمفوتِر يجمع فواتير من عدة مفوترين أو من مقدمي خدمة مفوتر آخرين ويوصلها لتقديمها لمقدم خدمة العملاء.
•مقدم خدمة العملاء: وكيل للعميل يقدم تواصل مباشر مع العملاء والمؤسسات أو غيرهم لتقديم الفواتير. يسمح مقدم الخدمة بالتسجيل للعملاء، ويتيح التقديم، ويقدم العناية بالعملاء.
نمو بطيء بسبب النظم السابقة
أبطأت النظم المصرفية الموروثة والقوانين في الدول المتقدمة من تطور الفوترة الإلكترونية، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال عادةً ما تمنع المؤسسات المالية رسميًا استخدام أنظمة دفع الفواتير الإلكترونية الخاصة بالمستهلكين للمدفوعات إلى بعض الوكالات مثل وكالات تحصيل الديون أو المتلقين للمدفوعات التي تأمر بها المحكمة كنفقة الأطفال أو النفقة الزوجية، وعادة ما تُستثنى أي مؤسسة أو أفراد خارج الولايات المتحدة وتُقبل المدفوعات إلى الجهات الحكومية للمنافع العامة كالمياه. وتنقسم أنظمة دفع الفواتير الإلكترونية إلى فئتين: خدمات "الدفع لأي شخص" وخدمات قائمة المفوترين المقيدة، ففي الفئة الأولى سيسهل المزود عملية الدفع إلى المستفيد بغض النظر عن وجود اتصال إلكتروني مع هذا المستفيد من عدمه، وإذا لم يتمكنوا من تسليم الدفعة إلى المستفيد إلكترونيًا فإنهم سوف يطبعون الشيك الورقي ويرسلونه بالبريد نيابة عن الدافع، كما يمكن لأكبر مقدمي خدمات دفع الفواتير الإلكترونية تسليم حوالي 80٪ من مدفوعاتهم إلكترونيًا، لذلك لا تزال 20٪ من الدفعات التي تيسرها الخدمات الكبيرة "بالدفع لأي شخص" تتم عن طريق إرسال شيك إلكتروني بالبريد إلى المفوتر،وهذا هو السبب الرئيس لمطالبة بعض المفوترين في خدمة الدفع لأي شخص بمهلة تصل إلى 5 أيام حتى تصل المدفوعات إلى المستفيد. تسمح لك خدمات السداد لقائمة المفوترين المقيدة بالدفع إلى أي مفوتر في شبكة المزود، وستُسَلَّم المدفوعات إلكترونيًا في هذه الخدمات حيث يكون الاتصال إلكتروني بين المزود والمفوتر.