سبّبَ النمو الاقتصادي الكبير لتايلاند العديد من القضايا البيئية. تواجه الدولة مشكلات في الهواء، وانخفاض في تعداد أنواع الكائنات البرية، وإزالة الغابات، وتعرية التربة، وشح المياه، ومشاكل النفايات. وفقًا لمؤشر عام 2004، وصلت تكلفة تلوث الهواء والماء في البلاد إلى 1.6-2.6 % تقريبًا من الناتج المحلي الإجمالي السنوي. وعليه، سبّبَ النمو الاقتصادي التايلاندي أضرارًا كبيرة على الشعب والبيئة.[1]
حذرت خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التايلاندية الثانية عشرة (2017-2021) أنه، «في الوقت الحاضر، المصادر الطبيعية والجودة البيئية للبلاد في حالة تدهور، وأصبحت مواطن ضعف في حركة الحفاظ على قاعدة الإنتاج، ومجال الخدمات وسبل العيش المستدامة. استُخدم قدر كبير من مخزون المصادر الطبيعية في عملية التنمية، مما أدى إلى التدهور المستمر لهذه المصادر. استُنفذت الغابات، وأصبحت التربة غير خصبة، ووقع التنوع الحيوي تحت التهديد. بينما يظهر خطر مستقبلي في شح المياه، إذ أن المحتوى الحالي من المياه لا يلبي حاجات القطاعات المختلفة. تنشأ الصراعات على استخدام المصادر الطبيعية بسبب حالة الاستغلال الموجودة، والتوزيع غير العادل في عملية الحصول عليها. وأكثر من ذلك، ظهرت المشاكل البيئية مع النمو الاقتصادي والتوسع الحضاري العمراني. أثرت كل هذه المشاكل على نوعية الحياة وأضافت تكاليف اقتصادية أكبر».[2]
التغير المناخي
وجد الباحثون أن درجات الحرارة ازدادت في تايلاند خلال نصف العقد الأخير. يوجد تفاوت قليل في عمليات تقييمها. أفادت مديرية تايلاند للأرصاد الجوية أن معدل الحرارة السنوي في تايلاند ارتفع بمقدار درجة مئوية واحدة تقريبًا من عام 1981 إلى عام 2007. وجدت دراسة أخرى أن معدل درجات الحرارة السنوي في تايلاند ازداد بمقدار 0.95 درجة مئوية بين عام 1955 وعام 2009، أكثر من ازدياد المعدل العالمي السنوي للحرارة الذي هو 0.69 درجة مئوية. ارتفعت أعلى درجة حرارة سنوية بمقدار 0.86 درجة مئوية، وانخفضت أخفض درجة حرارة سنوية بمقدار 1.45 درجة مئوية خلال 55 سنة الماضية. من عام 1993 إلى عام 2008، ارتفع منسوب سطح البحر في الخليج التايلاندي بنحو 3-5 مم في السنة مقارنةً مع المعدل العالمي المقدر بنحو 1.7 مم في السنة. حذر البروفيسور داني ماركس، مستشار في أمور المناخ لصالح مؤسسة روكفيلر، بأنه «من المتوقع أن يؤثر التغير المناخي بشكل كبير على العالم، ومن المرجح أن تكون تايلاند واحدة من أكثر البلدان المتأثرة بسبب موقعها الجغرافي، واقتصادها ومستوى التنمية فيها». ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي يسببه التغير المناخي، واحد من الأخطار الكبيرة التي تهدد تايلاند.[3][4][5]
التعرضية والتجاوب الحكومي
هلكت بعض الأنظمة البيئية المدارية بسبب التغير المناخي أسرع مما كان مُتوقعًا -ابيضاض الشعب المرجانية أحد الأمثلة على ذلك- بينما تتضرر المزيد من الموائل مع الوقت. ظهر أن الأنظمة البيئية المدارية هشة خصوصًا لأن الأصناف الحية المدارية تطورت ضمن نطاقات معينة ومحدودة من الحرارة. ومع درجات الحرارة المتصاعدة، من المحتمل ألّا تنجو هذه الأنظمة. وفقًا لأحد التقارير، من المحتمل أن تايلاند ستتأثر بشكل غير متكافئ (أكثر من غيرها) بعواقب التغير المناخي.[6][7]
تُسبّب الحرارة المرتفعة جدًا في جنوب شرق آسيا اليوم بتقليل ساعات العمل بمقدار 15-20%، ويمكن أن تتضاعف هذه النسبة بحلول عام 2050 مع تقدم التغير المناخي، وفقًا لورقة بحثية نُشرت في مجلة آسيا-باسيفيك للصحة العامة. يتوقع البحث خسارة بمقدار ستة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي التايلاندي بحلول عام 2030 بسبب انخفاض ساعات العمل بسبب ارتفاع درجات الحرارة. تنبأ بحث نُشر في مجلة طبيعة، من قِبل الأستاذ مورا، بأنه «ستصبح الأمور خارج السيطرة في المناطق المدارية في حوالي عام 2020». يتنبأ بعض العلماء أنه بحلول عام 2100، «ستصبح معظم المناطق القريبة من خط الاستواء غير قابلة للسكن بسبب شدة الحرارة أو الجفاف».[8][9][10][11]
أفادت ناسا أن عام 2016 سيكون العام الأكثر حرارة خلال 136 سنة من التسجيل الحديث. محليًا، أفادت مديرية الأرصاد الجوية التايلاندية أن درجة الحرارة في مقاطعة ماي هونغ سون بلغت 44 درجة مئوية في 28 أبريل عام 2016، محطمةً الرقم القياسي «لليوم الأكثر حرارة» في تايلاند. يكون شهر أبريل في تايلاند حارًا بشكل عام، ولكن سجّلَ طقس عام 2016 الحار في تايلاند أطول موجة حر خلال 65 سنة على الأقل. أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في بيان حول حالة المناخ العالمي لعام 2016 أن عام 2016 كان الأكثر حرارة في تاريخ تايلاند.[12]
حللت مجموعة أثر المناخ في معهد غودارد للدراسات الفضائية الخاص بناسا بيانات المناخ للمدن الكبيرة في جميع أنحاء العالم. وجدت أنه كان في مدينة بانكوك عام 1960، 193 يوم بلغت درجة حرارته 32 درجة مئوية أو أعلى. في عام 2018، يمكن أن يمر على مدينة بانكوك 276 يوم بدرجة حرارة 32 مئوية أو أعلى. تنبأت المجموعة ارتفاعًا بحلول عام 2100، في المتوسط، من 297 يوم إلى 344 يوم بدرجة حرارة فوق 32 مئوية.[13]
يفيد تقرير منظمة الأغذية والزراعة حول حالة مصائد الأسماك والمزارع المائية في العالم لعام 2016 بأنه وُجد في دراسة حديثة أن التغير المناخي سيؤثر على الأمن الغذائي في آسيا بحلول منتصف القرن الواحد والعشرين. وتعتبر أن مصائد الأسماك في تايلاند من بين أكثر المتضررين بكل تنوعاتها البيئية -مسامك المياه العذبة، والمياه قليلة الملوحة، والبحرية.[14]
يدرس الباحثون في ستانفورد وجامعة كاليفورنيا، السجلات التاريخية حول كيفية تأثير درجات الحرارة على الاقتصاد، متوقعين أنه، على ضوء التوجهات الحالية، سيكون الدخل العالمي أقل بنحو 23% بنهاية القرن عما سيكون عليه دون حدوث التغير المناخي. الانخفاض في الدخل ليس موزعًا بانتظام، تعد المناطق المدارية الأكثر تضررًا. تُقدر الدراسة أن الناتج المحلي الإجمالي التايلاندي سيتأثر بانخفاض مقداره 90% في عام 2099 مقارنةً بالناتج المحلي لعام 2016. حتى قطاعات الاقتصاد المتخصصة يمكن أن تتأثر: يمكن أن تنخفض سياحة الشعب المرجانية على نطاق العالم – التي تساوي 36 مليار دولار عام 2019 – بمقدار 90% في تايلاند والبلدان الأربعة الرائدة الأخرى في مجال سياحة الشعب المرجانية بحلول عام 2100.[15][16]
ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في تايلاند للفرد الواحد من 0.14 طن عام 1960 إلى 4.5 طن في عام 2013 بينما ازداد تعداد السكان من 27 مليون إلى 67 مليون خلال نفس تلك الفترة.[17]
تتوقع خطة تغير المناخ الكبيرة 2012-2050 الموضوعة من قبل الحكومة التايلاندية، أن «تايلاند قادرة على الاستمرار في نموها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بشكل يتماشى مع فلسفة الاكتفاء الذاتي الاقتصادية وأن تخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2050، دون عرقلة نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد أو تقليل قدرتها الإنمائية والتنافسية».[18]
اتفاقية باريس حول المناخ
طرحت تايلاند إسهاماتها المحددة على الصعيد الوطني في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي في 1 أكتوبر عام 2015. تعهدت بتخفيض مقداره 20-25% من انبعاثاتها من الغازات الدفيئة بحلول عام 2030. أرسلت تايلاند 81 ممثلًا، بكلفة 20 مليون بات تايلاندي، إلى مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي عام 2015 في باريس، 30 نوفمبر-11 ديسمبر عام 2015. وقعت تايلاند على اتفاقية باريس للمناخ في 22 أبريل عام 2016 في احتفال التوقيع الرسمي، وصدقت على التزامها بالمعاهدة في 21 سبتمبر عام 2016.[19][20][21]
المراجع
- "Thailand Environment Monitor 2006, Executive Summary: Blue Waters in Peril" ( كتاب إلكتروني PDF ). World Bank. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 3 مارس 201613 سبتمبر 2011.
- The Twelfth National Economic and Social Development Plan (2017 - 2021). Bangkok: Office of the National Economic and Social Development Board (NESDB); Office of the Prime Minister. n.d. مؤرشف من الأصل في 2 يناير 202031 مايو 2018.
- Marks, Danny (August 2011). "Climate Change and Thailand: Impact and Response". Contemporary Southeast Asia; A Journal of International and Strategic Affairs. 33 (2): 229–258. doi:10.1353/csa.2011.0132. مؤرشف من الأصل في 23 سبتمبر 201905 أبريل 2019.
- Thailand Disaster Management Reference Handbook ( كتاب إلكتروني PDF ). Hawaii: Center for Excellence in Disaster Management & Humanitarian Assistance (CFE-DM). May 2018. صفحة 16. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 6 يوليو 201929 مايو 2018.
- Overland, Indra et al. (2017) Impact of Climate Change on ASEAN International Affairs: Risk and Opportunity Multiplier, Norwegian Institute of International Affairs (NUPI) and Myanmar Institute of International and Strategic Studies (MISIS).
- Hance, Jeremy (16 August 2016). "Climate change pledges not nearly enough to save tropical ecosystems". Mongabay. مؤرشف من الأصل في 30 أكتوبر 201929 أغسطس 2016.
- Naruchaikusol, Sopon (June 2016). "TransRe Fact Sheet: Climate Change and its impact in Thailand" ( كتاب إلكتروني PDF ). TransRe. Geography Department, University of Bonn. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 8 أكتوبر 201819 أبريل 2018.
- Shankleman, Jessica; Foroohar, Kambiz (19 July 2016). "Soaring Temperatures Will Make It Too Hot to Work, UN Warns". Bloomberg. مؤرشف من الأصل في 05 ديسمبر 201921 يوليو 2016.
- Zuesse, Eric (2013-10-14). "Climate Catastrophe Will Hit Tropics Around 2020, Rest Of World Around 2047, Study Says". Huffington Post. مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 201829 أغسطس 2016.
- Mora, Camilo (2013-08-23). "The projected timing of climate departure from recent variability" ( كتاب إلكتروني PDF ). Nature. 502 (7470): 183–187. doi:10.1038/nature12540. PMID 24108050. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 17 مايو 201729 أغسطس 2016.
- Vince, Gaia (18 May 2019). "The heat is on over the climate crisis. Only radical measures will work". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 201916 نوفمبر 2019.
- WMO Statement on the State of the Global Climate in 2016. WMO-No. 1189. Geneva: World Meteorological Organization (WMO). 2017. . مؤرشف من الأصل في 06 فبراير 201822 مارس 2017.
- Popovich, Nadja; Migliozzi, Blacki; Taylor, Rumsey; Williams, Josh; Watkins, Derek (n.d.). "How Much Hotter Is Your Hometown Than When You Were Born?". New York Times. NASA Goddard Institute for Space Studies. مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 201901 سبتمبر 2018.
- The State of World Fisheries and Aquaculture 2016 ( كتاب إلكتروني PDF ). Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO). 2016. . ISSN 1020-5489. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 15 ديسمبر 201902 يناير 2017.
- "Runaway warming could sink fishing and reef tourism, researchers warn". The Straits Times. Reuters. 7 December 2019. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 201908 ديسمبر 2019.
- Rotman, David (2016-12-20). "Hotter Days Will Drive Global Inequality". MIT Technology Review03 يناير 2017.
- "Thailand". The World Bank. مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 201926 نوفمبر 2016.
- Pipitsombat, Nirawan. "Thailand Climate Policy: Perspectives beyond 2012" ( كتاب إلكتروني PDF ). European Union External Action Service (EEAS). مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 29 مارس 201726 نوفمبر 2016.
- "7. d Paris Agreement". United Nations Treaty Collection (UNTC). مؤرشف من الأصل في 25 ديسمبر 201927 سبتمبر 2016.
- "List of Parties that signed the Paris Agreement on 22 April". United Nations (UN). مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 201927 سبتمبر 2016.
- Techawongtham, Wasant (2015-11-20). "Govt must act fast to stem scourge of climate change". Bangkok Post21 نوفمبر 2015.