كوريزا (أو الزكام المعدي للطيور) (infectious coryza) هو عبارة عن مرض جرثومي يسير غالبا بشكل حاد لكن من الممكن ان يسير بشكل مزمن ويصيب الدجاج بشكل شائع كما يصيب أيضا بعض أنواع الطيور الأخرى مسبباً خسائر اقتصادية فادحة حيث تتردى نوعية الذبائح وينخفض إنتاج البيض بشكل واضح وتنفق بعض الطيور وليس لهذا المرض أي تأثير على صحة الإنسان
ويتميز المرض بسيرة البطيء مقارنة بالأمراض التنفسية الأخرى
المسبب
ثبت أن المرض هو حالة سريرية مستقلة منذ عام1920 م ولم يعرف العامل المسبب إلا عام 1931م وأعطي اسم Hemoglobinophilus Coryza Gallinarum Bacillus ثم صنف العلماء فيما بعد العامل المسبب باسم Haemophilis Gallinarum لأن هذه الجراثيم تحتاج لكلا العاملين :(x hemin) و(v NAD) Nicotin Amide Adenine Dinucleotide للنمو على الأوساط المزرعية المخبرية لكن في عام 1962 م وجد بأن كل العزولات تتطلب فقط العامل V للنمو وهذا أدى إلى اعتبار العامل المسبب ضمن نوع جديد باسم: Haemophilus Paragallinarum. تعد جراثيم المستدمية نظير الغاليناروم جراثيم سلبية الغرام وتعطي مظهراً ثنائي القطب عند التلوين وهي غير متحركة.تظهر في المستنبتات بعمر 24 ساعة كعصيات قصيرة أو مكورة طولها (1-3) ميكرو متر وعرضها (0.4- 0.8) ميكرومتر ويمكن ظهور المحفظة الخارجية في الذراري الضارية. وتكون العصية مفردة أو مزدوجة أو ضمن سلاسل قصيرة.أما المستعمرات فتظهر على شكل قطرات الندى الصغيرة جداًََ بقطر(0.3)ملم وتنمو على أوساط خاصة وقد تنمو مستعمرات مخاطية قزحية اللون ناعمة وخشنة غير ملونة ويمكن ملاحظة مستعمرات متوسطة بين النوعين أحياناً. ولهذه الجراثيم ثلاثة أنماط مصلية عرفت بالأحرف (ِِA.B.C) والأكثر اٍنتشاراً هما النوعين (A.B) بينما النوع C))قليل المشاهدة ولم يشاهد منذ فترات طويلة، ولوحظ بين هذه الأنماط اٍختلافات مستضدّية (أنتيجينية)متعددة. يتخرب العامل المسبب بسرعة خارج جسم الثوي، حيث يموت خلال 4 ساعات فقط في الماء بدرجة حرارة معتدلة، ويموت في 4 أيام بدرجة حرارة 22ِِْ مئوية في العنبر، ويبقى النسيج المصاب معدياً لمدة 24 ساعة بدرجة حرارة 37ْ مئوية، وعدة أيام بدرجة حرارة 4ْ مئوية ويموت بسرعة في الافرازات المعدية بإضافة الماء، وتستطيع المطهرات العادية القضاء عليه في ظروف المزرعة، ولكن هذه الجراثيم مقاومة جداً لمعظم الأدوية داخل جسم العائل. ويتعطل العامل المسبب خلال 24 ساعة في سوائل الأجنة بعد معاملتها بالفورمالين 25% بدرجة حرارة 6ْ مئوية لكنها تتحمل عدة أيام تحت ظروف مشابهة عندما تعامل بمادة Thimerosal بنسبة (10000:1) يمكن أن تعيش هذه الجراثيم الدقيقة على الآجار المدمّى بتجديد عملية الزرع أسبوعياً جراثيم المستدمية نظير الدجاجية لا تخمر سكر المالتوز الثلاثي والغالاكتوز (بعكس باقي أفراد جنسها). وتشترك مع أنواع أخرى من المستدميات الدجاجية في اختبار اختزال النترات وتخمر الغلوكوز، ولا تنتج هذه الجراثيم الاندول
الأثوياء
الدجاج في مختلف الأعمار، لاسيما الدجاج البالغ، طيور أخرى يمكن أن تصاب لكن شدة الأعراض تكون أخف مما عليه في الدجاج، ويعتبر البط والرومي والحمام والأرانب مقاومة للعدوى.وأثناء فترة تحضين الصيصان تعتبر العدوى الطبيعية نادرة الحدوث.
انتقال الخمج
تنتقل العدوى بشكل أفقي ولم يثبت انتقال العامل المسبب بالشكل العمودي (عبر المبيض) حيث تحدث العدوى عن طريق تلوث العلف (في المعالف) ومياه الشرب بالأفرازات الأنفية والعينية من الدجاج المصاب وعن طريق الهواء الملوث بالعامل المسبب في الحظائر وبالتماس المباشر وغير المباشر خاصة عند إضافة دجاج مصاب إلى قطيع خال من الإصابة ومن الجدير ذكره أن هنالك عوامل مهيئة لحدوث العدوى وأهمها تيارات الهواء الغبارية (خاصة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية)
معدل الإصابة والنفوق
ينتشر المرض ببطء في القطيع، وفي المناطق ذات العواصف الغبارية يبدأالمرض بشكل سريع ضمن العنبر حيث ترى الأعراض على 1 % من الطيور صباحاً ثم 25 %عصراً ثم 50% أو أكثر في اليوم التالي (حسب الدكتور تركي سراقبي)، ويكون النفوق بطيئ وغير مفاجئ وقد يصل إلى (1- 10 %). وتزداد نسبة النفوق إذا كانت الجراثيم شديدة الضراوة والسمية، وكذلك بوجود أمراض ثانوية مرافقة للخمج (جدري الدجاج- المفطورات –التهاب القصبات المعدي). تبقى الطيور الشافية من المرض حاملة للعدوى بشكل دائم.
الأعراض
فترة الحضانة في العدوى التجريبية 24 –48 ساعة، أما في العدوى الطبيعية فتكون من 1 – 3 أيام. يستمر المرض 2- 3 أسابيع وأحياناً حتى 7 أسابيع أو أكثر. تتميز أعراض المرض بإصابة المسالك الأنفية والجيوب الحجاجية، تترافق بسيلانات أنفية مصلية تتحول إلى مخاطية وقد تؤدي إلى تجمع مواد متجبنة في الجيب الحجاجي، وكذلك انتفاخ الوجه (وذمة) وقد تلتهب وتتضخم الداليتين (بشكل خاص عند الديوك). تصاب المسالك التنفسية السفلية أحياناً مسببةً خراخر وأصوات تنفسية غير طبيعية. وربما يحدث إسهال، وانخفاض استهلاك العلف ومياه الشرب وتردي نوعية الذبائح وعدم قابلية بعض أجزائها للاستهلاك. ويحدث التهاب ملتحمة العين وقد تنغلق العين جزئيا ًأو كلياً، وتصبح الطيور غير قادرة على الرؤية عند إصابة كلتا العينين حيث ينفق الطير بسبب عدم مقدرته الوصول إلى العلف والماء. يعتبر هبوط إنتاج البيض (10 – 40 %) بدون تشوه البيض (الشكل واللون والقشرة) علامة مميزة للمرض حيث يستمر هبوط الإنتاج 2 – 3 أسابيع.
الآفات التشريحية
يحدث التهاب نزلي حاد للأغشية المخاطية للمسالك التنفسية والجيوب تحت الحجاجية، التهاب ملتحمة نزلي ووذمة تحت الجلد في منطقة الوجه(خاصةً حول إحدى العينين أوكلتيهما) والداليتين، ونادراً ما يلاحظ التهاب رئوي والتهاب أكياس هوائية.
التشخيص
يعتمد التشخيص المبدئي على :
- الأعراض المرضية.
- الآفات التشريحية المميزة
- الإلمام بتاريخ الحالة المرضية
التشخيص المخبري
يتم بالكشف عن الجراثيم سلبية الغرام، وإجراء الاختيارات الكيميا حيوية لكشف صفاتها المميزة مثل :
- الزرع الجرثومي وملاحظة المستعمرات النموذجية المميزة للعامل المسبب
- اختبار الكاتالاز سلبي
- لا تخمر سكر المالتوز الثلاثي والغالاكتوز (على عكس باقي أفراد جنسها)
- تشترك مع أنواع أخرى من الهيموفيلس الدجاجية في اختبار اختزال النترات وتخمر الغلوكوز
- لا تنتج هذه الجراثيم الأندول
الاختبارات الحيوية :حقن الرشاحة الأنفية للطيور المريضة في ثلاث دجاجات سليمة داخل التجويف الأنفي فيلاحظ الأعراض المميزة بعد 24 - 48 ساعة وهذا إجراء تشخيصي جيد لتأكيد التشخيص المخبري الاختبارات المصلية : اختبار التلازن الدموي على شريحة HA ومنع التلازن HI واختبار الترسيب على الآجار الهلامي AGP.
التشخيص التفريقي
يجب تفريق الكوريزا عن الأمراض التالية :
- انفلونزا الدجاج الضعيف الإمراضية : قد تسبب تدمع العينين وإفرازات أنفية مصلية مخاطية وأعراض تنفسية تشبه الكوريزا إضافة إلى هبوط الإنتاج (30 -40 %) في حوالي القمة الإنتاجية والذي يستمر حوالي شهر لكنها لاتسبب نفوقاًعالياً ولا تستجيب للعلاج وتحدث تشوهات في البيض (شكله وحجمه وقشرته وفقدان لونه)
- التهاب الأنف والرغامى المعدي (TRT) : يصيب الأمات والبياض غالباً في بداية الإنتاج وحول القمة الإنتاجية ويسبب تدمع العينين وإفرازات أنفية وتورم الوجه وانتباجه وهبوط في إنتاج البيض قد يصل إلى 30%، ويتميز في أمات الدجاج بوضع الدجاجة رأسها على ظهرها وتحريكه يميناً ويساراً، كما يصبح لون البيض بني أيضاً معظمه إن لم يكن جميعه ولمدة أسبوع (5أيام غالباً) ،ثم يعود لونه إلى البني، والنفوق محدود وقد يبلغ 1 % فقط وأيضاً الإنتاج قد لا يهبط أكثر من 2 – 5 % ويرجع إلى معدله سريعاً (حوالي الأسبوع) ولا توجد تشوهات في قشرة البيض.
- التهاب القصبات المعدي IB : يتميز بتشوهات قشرة البيض وتغييرات في مكونات البيضة (الزلال يصبح مائياً)، وانخفاض إنتاج البيض 20 – 30 % أو أكثر ولمدة 3 – 4 أسابيع ولا يحدث به انتباج الجيوب أو إقفال العينين بالرغم من ظهور أعراض تنفسية.
- المرض التنفسي المزمن CRD : يسبب أعراض تنفسية وإفرازات عينية وأنفية وانخفاض إنتاج البيض لكن تاريخ الحالة والنقص الطفيف في الإنتاج وطول فترة المرض واختبار التلزن الدموي الإيجابي على الشريحة يميز هذا المرض عن الكوريزا إضافة إلى الاستجابة للعلاج بأدوية المايكوبلازما
- كوليرا الدجاج : يمكن تمييزها بالنفوق المرتفع وإصابة وانتباج الداليتين والمفاصل في الحالة المزمنة إضافة إلى إفرازات لزجة ممتدة من الفم إلى الأرض أحياناً (في الحالات الحادة)
- أمراض أخرى :جدري الدجاج، تورم الرأس في دجاج اللحم، الأورنيثوبكتريوزيس، التهاب الحنجرة والرغامى المعدي.
وكثيراً ما تكون الكوريزا مختلطة بأمراض أخرى خاصةً عندما يزداد النفوق وتطول فترة المرض، حيث يمكن أن تكون الكوريزا معقدة مع (العصيات القولونية، المكورات العنقودية، المكورات السبحية، السالمونيلا، المايكوبلازما جاليسابتيكم أوسينوفي، النيوكاسل، التهاب القصبات المعدي، التهاب الأنف والرغامى المعدي).
الوقاية والتحكم بالمرض
إن القضاء على المرض واستئصاله نهائياً يعتبر من أفضل الحلول لمنع الخسائر الناجمة عنه إلا أن تطبيق هذه البرامج في بعض البلدان يعتبر من الأمور الصعبة والمكلفة جداً. لذلك يجب اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية الممكنة والهامة لمنع دخول المرض أو انتشاره بين القطعان الخالية من المرض، ومن هذه الإجراءات : شراء الصيصان بعمر يوم واحد من مصدر واحد موثوق وخالٍِِِ من الإصابة، ويجب عدم تربية طيور متفاوتة في العمر في نفس المزرعة، وعدم إضافة طيور جديدة إلى قطيع آخر. إضافة إلى إتخاذ كافة الإجراءات الصحية الممكنة (الأمن الحيوي).
العلاج
لا يوجد أي دواء فعال للقضاء على الجرثوم كلياً، لكن تستعمل بعض الأدوية لتخفيف شدة وسير المرض، حيث تفيد بعض مركبات السلفا والمضادات الحيوية في هذا المجال، ومن هذه المواد : السلفاتيازول مع العلف لمدة 5- 7أيام فعال في إبعاد العلامات، ستربتومايسين(200 ملغ) بالحقن العضلي(أو تحت الجلد) فعال في المعالجة، وخاصة عند مشاركته مع السلفاتيازول (بالعلف). سلفاكلورببرازين +سلفاديميدين كلورتتراسايكلين + سلفاديميزوكسين سلفاكلورببرازين + تراي ميثوبريم سيانيت الإريثرومايسين لمدة أربعة أيام. سبيكتينومايسين بجرعة 500 ملغ /5 ليترماء شرب لمدة سبعة أيام. انروفلوكسا سين، ميبرورامايسين، ايزافلوكساسين وتتشكل مقاومة لدى الجرثوم ضد معظم هذه الأدوية، وتبقى الطيور الحاملة للمرض (بعد العلاج)مصدراً خطيراً لنقل العدوى.
المناعة والتحصين
الطيور الشافية من الإصابة تمتلك درجات مختلفة من المناعة تستمر لمدة ثلاثة أشهر تقريباً تحميها من العدوى التالية، والطيور التي عانت من الزكام المعدي تصبح ممنّعة من انخفاض إنتاج البيض إذا تعرضت لعدوى تالية، ولا توجد معلومات عن المناعة المنفعلة (السلبية) للإصابة بالمستدمية نظير الغاليناروم. يوجد تجارياً لقاح جرثومي محضر في أجنة الدجاج أو على المستنبتات الخلوية، أو على المرق المغذي، ويمكن أن يحتوي هذا اللقاح أعلى ذراري تمثل نمطاً مصلياً واحداً أو عدة أنماط مصلية، وعادةً يعطل اللقاح بالفورمالين، ويحقن اللقاح تحت جلد الرقبة أو في العضل للطيور بعمر 10 – 20 أسبوع، ووجد أنه يعطي أفضل النتائج عند حقنه قبل 3 - 4 أسابيع من توقع حدوث الوباء، ويمكن إعطاء جرعتين بفاصل أربعة أسابيع قبل الأسبوع 20 من العمر، الجرعة الأولى بعمر 6 – 8 أسابيع، والجرعة الثانية بعمر 16 – 18 أسبوع. وهناك اختلافات مستضدية بين الأنماط المصلية لذلك يجب أن يكون اللقاح المستخدم محضراً من جراثيم معزولة مسبقاً من نفس المنطقة، ويفضل الدكتور تركي سراقبي اللقاح المحمل على هيدروكسسيد الألمنيوم عن الزيتي أو السابونين، وذلك بإعطاء الدجاج البياض والأمات جرعتين يفصل بينهما 4 – 5 أسابيع، ويمكن البدء بهما مبكراً بعمر 6 – 8 أسابيع ثمّ بعمر 12 – 16 أسبوع إذا كان المرض مستوطناً في مزرعة متعددة القطعان والأعمار أو منطقة كثيفة التربية. أما في المزارع المعزولة عن غيرها والتي تربي قطيع واحد فيمكن إعطاء جرعة واحدة فقط بعمر 12 – 16 أسبوع (توفرأكثر من 80 % حماية)