الرئيسيةعريقبحث

محمد أحمد سرور


☰ جدول المحتويات


الحاج محمد أحمد سرور هو عميد الفن السوداني وهو فنان و ملحن

محمد أحمد سرور
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد 1901
تاريخ الوفاة سنة 1947 (45–46 سنة) 
الحياة العملية
المهنة فنان 

نشأته و حياته

ولد على الارجح العام 1901 و يرجح ذلك أيضا المؤرخ و الشاعر مبارك المغربي و بروفسير الفاتح الطاهر بينما يرجح عوض بابكر مقدم برنامج حقيبة الفن أن يكون ميلاده في 1898 و يستقى ذلك من أبناء منطقة حى السيد المكي و ود أرو في امدرمان حيث نشأ سرور.

و لد سرور في قرية المجذوب (ود المجذوب شمال غرب مدينة ود مدني و انتقلت اسرته إلى امدرمان و هو بعد صغير (و كان عمره سبعة سنوات . من جهة امه ينتمى إلى بيت الشيخ محمد صالح أرو صاحب الجامع المعروف أرو و هو من اعرق بيوت امدرمان ثم تلقى مبادئ النحو و التلاوة و القراءة في خلوة مسجد الشيخ أرو.

يقول ابنه "أن صنعة الغناء ادركت والده في عام 1911 و كان يتردد على بيوت الأعراس وكان الفنان الوحيد "الطنابرى" في ذلك الزمن هو محمد ود الفكى و لما يرجع إلى البيت كان يحاول تقليده"، اى أن سرور بدا الغناء و هو ابن عشرة. بينما يقول المغربي و عوض بابكرانه بدا الغناء في سن السادسة عشر من عمره.

بدا سرور حياته المهنية في امدرمان فراشا في شركة الترام ثم مراسلة في المصلحة البيطرية و عندما بدا سرور يتناول الغناء و هو بعد صبى اخذ الناس ينظرون إليه باعتباره إنسان فاشل و مشكوكا في رجولته. و لما بلغ ابيه أن ابنه يكاد يضيع في الخرطوم احضره إلى ود مدني ليعمل مراسلة في مدرسة ود مدني الأميرية ثم تلميذا بشركة "جلاتلى هانكى" و تخرج منها ميكانيكيا عام 1911.

رجع سرور بعد ذلك إلى امدرمان حيث عمل في زريبة "مزاد" حيث التقى بالشاعرين سيد عبد العزيز و يوسف الحسن ثم عمل في سفلتة الطرق على "وابور الظلط" حيث كان يغنى اثناء العمل و حوله الصبية والمعجبين. ثم عمل ميكانيكيا مرة أخرى بشركة جلاتلى هانكى في امدرمان. ثم ذهب سرور و هو في اوج مجده في العام 1932 إلى السعودية للعمل كسائق مع الملك فيصل بن عبد العزيز و مكث بها مايقرب من الثلاث سنوات.

في ربيع 1914 و بينما كان إبراهيم العبادى يتنزه في شوارع امدرمان سمع صوت راعى شاب يرعى قطيعا من الماعز و يغنى من القلب رميات محمد ود الفكى فاعجب بصوته و قوته و عذوبته و قرر ان يتعرف به فقال له " ان من يمتلك صوتا رائعا كصوتك لا يجوز له ان يغنى لنفسه فقط و لقطيعه بل يجب ان يغنى للناس" و كان هذا اكتشاف سرور.

نبذة عن صفاته

اشتهر سرور..بدماثة خلقه..ورقة طباعه وكان بحق وحقيقه..عميدا للفن السوداني بسلوكه وفنه و كان فنانا مجتهدا مكدا ذو مزاج خشن و روح مكافحة و يرجع سر تفوقه الكبير إلى حفظه للقران الكريم و تجويده ثم غنائه للقصائد و المدائح النبوية في فجر حياته و رعاية إبراهيم العبادى له في تدريبه على حسن الاداء مما جعله يحسن مخارج و تستقيم لها موسيقى اللغة العربية و الشئ المميز الذي صاحب مسيرة سرور هو ايمانه بالتطور فكان يحاول دائما تقديم الجديد لمستمعيه.

اقوال عن "سرور"

يقول عاطف عبد الله: "الحاج محمد أحمد سرور هو أول مغنٍ و أحد فُتوات أم درمان وربما كانت فتونته غطاءً نفسياً لولوجه عالم الغناء وحتى يواجه أي رأي بالقوة حول مسلكه أو التشكيك في رجولته، وكان مشهوراً بحمله لعصا غليظة "كريزة" وأحياناً مسدس في حفلاته ولا يتوانى في استخدامهما لو تعرّض للمضايقة حيث في تلك المرحلة من مطلع القرن الماضي لم يكن ميسوراً ظهور رجل مغني، عدا المتنسونين من الرجال وذوي الأصول والأنساب المشكوك فيها، وذلك قياساً للضوابط الاجتماعية والثقافة العروبية التي كانت سائدة بين الأسر المستعربة، وهو أمر له جذوره التاريخية القديمة منذ الدولة الأموية والدولة العباسية، حيث كان الغناء والتطريب وظيفة الجوارى والمخصيين من الرجال، لذا كان أولئك الرواد الذين أسسوا للغناء السوداني الحديث أبطالا حقيقيين في نضالهم لإثبات رجولتهم من جهة، ومن جهة أخرى صحة ما تخيروا عندما قرروا حمل عبء نشر لواء الفن الجديد هاوين غير محترفين، متطوعين غير مأجورين.

و يقول عاطف في جزء آخر من مقاله: "أما الغناء فكان فعلا أنثويا تختص به النسوة وليس كل النساء بل اللاتي يأتين من أسفل السلم الطبقي الاجتماعي، من الجوارى والخدم وأترابهن،"[1]

يؤيد ما ذهب اليه عاطف الكاتب معاوية ياسن في كتابه السابق مما يساعد في فهم صعوبة ولوج فن الغناء و شجاعة سرور و صحبه في اقتحام هذا المجال حيث قال:- " هناك أيضا نقطة مهمة ربما كان لها تاثيرها في النظر إلى المشتغلين بفنون الغناء بازدراء و عدم توقير فالملاحظ ان كثيرا من الذكور من مطربى الغناء بمصاحبة آلة الدلوكة الايقاعية كانوا اما من "المخصيين " أو "المخنثين" و الارجح ان هذه الظاهرة موروثة منذ دخول العرب للسودان.

تغيير في الحركة الفنية

لعب سرور دورا مهما في تغيير شكل الأوتار في منطقة وسط السودان وذلك عندما حاول التخلص من الطنابرة واستبدالهم بمجموعة الشيالين( الكورس).

ألقابه

العبادي هو الذي أطلق علي محمد احمد لقب "سرور" عندما قابله في اليوم الذي اعقب حفل زواج بشير الشيخ فصار اللقب ملازما له طوال حياته . لقب عميد الفن السوداني اطلقه عليه الأمير عمر طومسون باشا إبان زيارته للسودان عام 1934 و في معيته وفد ثقافي مصري و قد قلده طومسون نيشانا اعترافا بابداعه .

فضل سرور على الغناء السوداني

يكفى مجدا ان نودى سرور عميدا للفن الغنائى و هو حى يرزق. و هو و مع استاذه و شاعره و زميله إبراهيم احم العبادى مؤسس القصيدة الغنائية التقليدية صنوان في صحائف المجد و الخلود فقد ابتكر العبادى شكل القصيدة الغنائية المترابطة المتكاملة، و ابتكر سرور شكلها الغنائى منتقلا بالغناء السودانى كله من طابع إلى طابع.

يعتبر سرور صاحب الفضل الأكبر في تطور الغناء السوداني إذ انه أول من استخدم آلة الرق في الغناء السوداني حيث اتى به سرور من مصر في الثلاثينات و عرفها عند اصحاب الطرق الصوفية وقتئذ كما نلاحظ ان بعض الاغانى المسجلة قبل اكتشاف الرق قد سجلت فقط "بكوب الطلس و الملعقة" و هذا الإيقاع البسيط المتواضع لم يقلل من عظمة و اداء الحاج سرور في رائعة العبادى:- (برضى ليك المولى الموالى) و لا في رائعة خليل فرح و اداء كرومة (فلق الصباح) .

و أول استخدام للرق في الغناء بواسطة الفنان محمد احمد سرور تم في حفلة زواج الطاهر احمد عبد الله والد المحامى عبد الحليم ا لطاهر .

و يقول الشاعر و الملحن عبد الرحمن الريح إلى ان سرور ظل طوال السنوات التي تلت افتتاح الإذاعة ينشد "الدوبيت" و لم ترافقه الموسيقى إلا في حوالى عام 1943 و كان الأمين برهان و عبد الله الماحى يشدون على ايقاعات الزجاجة و الملعقة و المثلث إلى ان عاد سرور من مصر حاملا الرق فتبعه كرومة و اولاد شمبات و اولاد الموردة و قبل ذلك لم نسمع ايقاعات الرق إلا في اذكار السادة المحمدية.

بعد ان غنى سرور و نجح بشكل اساسى باسلوب الرمية حاول تطوير الناحية الايقاعية و بناء الجمل الموسيقية و من الضرورى ان نشير انه و عل خلاف محمد ود الفكر و خليل فرح لم يكن سرور في ذلك الوقت أحد ملحنى الرميات بل كان مؤديا فقط. و لكن عندما تفتحت مواهبه و اعترفت به الجماهير و صارت تطالبه بالجديد بدا يلحن مثله مثل سائر المطربين البارزين.

لقد كان سرور يهتم بالنص الشعرى اهتماما بالغا فقد كان في حالة بحث مستمر عن الشعر الجيد الجديد و كثيرا ما شدته اشعار الشباب و المغمورين امثال ود الرضى الذي كان مجرد بائع متجول بسيط في سوق ام درمان. و قد اشتكى بعض الشعراء المثقفين إلى لعبادى من سرور الذي لا يغنى اشعارهم بل يغنى ترهات بائع فقير من الشارع يبيع القرع. فاجابهم العبادى مدافعا عن صديقه ود الرضى "إن الموهبة ليست في الجيب بل في الرأس ثم لماذا تتذللون الآن امام سرور الذي كان في الماضى مجرد راعى للماعز".

كما يحسب لسرور انه أول من أدخل آلات موسيقية عديدة لجوقته الموسيقية الخاصة مثل آلة القربة الاسكتلندية وهي موجودة في بعض تسجيلاته، وآلة الكمان، وكان في أواخر أيامه وعند افتتاح الإذاعة السودانية في أولى أيامها يغني الحاج محمد أحمد سرور بعد الأخبار بمصاحبة العود والعازف يني،

و يعتبر سرور هو أاول مطرب سودانى تنشر اسطواناته خارج حدود البلاد . فبعد ان سجل اغانيه على حسابه الخاص و باع جزءا منها في الخرطوم و امدرمان كان يبيع الباقى في اديس ابابا و اسمرا حيث كان يبيعهما متجولا على ظهر حماره.

كما كان هو أول مطرب سودانى يخوض تجربة الإنتاج الخاص في العام 1932 بالقاهرة حيث سجل خلال تلك الزيارة الاغنيات التالية: - (برضى ليك المولى الموالى)، (سيدة و جمالها فريد) (متى مزارى اوفى نذارى)، (يجلى النظر يا صاح) و (شموس عفة).

و كوّن سرور أول ثنائي مع الشاعر العبادي سنة 1919 وبظهورهما انتقلت الاغنية السودانية من أغنية (طنباره) إلى أغنية حديثة، ومن أشهر أغنيات الثنائي[2]: ببكي وبنوح وبصيح للشوفتن بتريــــح فرع النقا المميح منو المسك بفيــــــح وكتين صباحنا يبيح بلبل قلوبنا يصيـــح

و يعتبر سرور حسب روايات الرواة هو مبتدع الاغنية الحديثة حيث كان مجمل الغناء يتم بمصاحبة الطنبور و حدث في ليلة من الليالى ما غير وجه تاريخ الاغنية السودانية.

قصة سجن سرور و قصيدة صاحب السيادة

السبب الحقيقى الذي أدى إلى الحكم بسجن سرور هو انه كان يقيم حفلة لمناسبة زواج السيد حسين ونّى (عثمان وني)في منطقة سوق الشجرة في أم درمان و كان كرومة وبرهان من ضمن المدعويين فاخذا ينزلان حلبة الرقص و يدخلان و يخرجان و هما يتصايحان و انتقلت عدوى صياحهما إلى مجموعة أخرى .. وحدث هرج نشبت خلاله مشادة اثناء غناء سرور فادرك سرور أن منافسيه يريدون انفضاض حفله فاخرج مسدسه و اطلق طلقة في الهواء. و يقول عوض بابكر أن سرور عندما يغضب اثناء الحفلات من جراء هرج الحضور يصيح فيهم بكلمات حفظها من اللغة الإيطالية ثم يسحب مسدسه و يطلقه في الهواء (هذا المسدس الذي كتب عليه اسمه تم اهداءه لسرور اثناء ذهابه إلى السعودية بدعوة لحضور مراسم زواج الملك عبد العزيز آل سعود كما اهدى له معه ساعة ذهبية فاهداها إلى صديقه عبيد عبد الرحمن و قد أدى مراسم الحج اثناء وجوده هناك .

و يقول طارق شريف : ان الحركة التي أغضبت سرور عندما وضع أحد هولاء الفتية العابثين يده على كتف سرور و هو يبشر (وكانت هذه الحركة تغضب سرور جدا) فطلب من الإقلاع عنها و لكن الشاب عاد مرة أخري و فعلها فما كان من سرور إلا أن ضربه براسه "روسية" فوقع الفتي مغشيا عليه و حينما حاول افراد عصبته التحرش بسرور اخرج مسدسه و اطلقه في الهواء.

و تصادف اطلاق الرصاص مرور دورية للشرطة فاعتقل سرور و عرض علي المحكمة التي عقدت في صباح 23/7/1934 برئاسة القاضي الأنجليزي "يودايل" و عضوية أثنين من أعيان أم درمان و حكمت عليه المحكمة بالسجن شهرين (وتختلف الروايات في المدة مابين شهر، شهرين و 6 أشهر)

توسط السيد / عبد الرحمن المهدي ثم التوسط لسرور السيد عبد الرحمن المهدى لتمضية فترة عقوبته في حديقة مستر برامبل (دار صليح ) التي عرفت لاحقا بالريفيرا على شاطى النيل بامدرمان و كان يشترط عليه الحضور في الخامسة صباحا و الانصراف في السادسة مساء بشرط أن يتوجه إلى منزله لتقضية الليل في منزله.

و يقول ابنه فصيل:- أن معظم اغنيات سرور خلال موسم 1937-1938 ولدت و تم تلحينها في تلك الحديقة حيث كانت الحديقة مزارا لعشاق فنه. و بطلب من سرور نظم سيد عبد العزيز قصيدة "صاحب السيادة" لشكر الامام على عطفه عليه و سجلها سرور على اسطوانة في عام 1940.

و يقول د. الفاتح الطاهر:- انه عند الإفراج عن سرور بعد 6 أشهر (تختلف الروايات في ذلك البعض يقول شهر) توجه سرور إلى بيت الامام و انشد:-

سليل المهدى لاشك ربنا مصفيك و غفران الاله و جلاله حامـــــــــــيك جادت بحور الفضل في كفيك ياقوت النفوس موضع ثقافتهم فيــــــــــك كفى الشاهد محاسنك و ما ضناه أبيك و ان نسبوك ترجع نسيتك لنبيك الخ... و فيما بعد سجل هذه القصيدة على اسطوانة في شكل انشاد و صاحبه على الكمان السر عبد الله.

عبد الحميد محمد يورد القصة التالية:- أنه لما تورط المطرب في قضية كما وصفت بأنها غرامية زج أثرها في سجن أم درمان فبعث سرور برسالة إلى السيد عبد الرحمن المهدي (تذكرني (في القصد) بالرسالة التي بعث بها الحطيئة إلى عمر بن الخطاب يستعطفه ليفك أسره:

ماذا تقول لأفراخ بذي مـــرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجـــــــر غيبت كاسبهم في قعر مظلمة فاغفر عليك سلام الله يا عمر أنت الأمين الذي من بعد صاحبه ألقت إليك مقاليد النهى البشر لم يؤثروك بها إذ قدموك لها لكن لأنفسهم كانت بها الإثــر

سيدي و سندي السيد عبد الرحمن المهدي [3]:

دام في حفظ الباري...... آمين

أهديك سلاما تتراكم في وفق الإخلاص غيومه، أبثك أشواقا حارة تنبعث من قلب خافق بكل أدب و أقدس الاحترام الذي يليق بمقامكم السامي... و بعد مما يضاعف شرفي قبول هذه الأبيات التي طي خطابي لكم و نسأل الله أن يدومك لنا علما يستنار الهُدات به و يأوي إليه المستجار كما قال شاعر الوطن سيد عبد العزيز و خادمك و شاعرك: لو تُحصر مكارمك للرمال حصاد سديد رأيك و صدرك محكم الأوصاد ما أشتبه القمر يوما علي الرُّصاد زعيم الأمة أنت، و كعبة القصّـــاد

و ختاما أقول (توجد أخطاء إملائية في الأصل أدناه، تركت كما هي): كف الشاهد مآثرك و ما بنــــاه و إن نسبوك ترجع نسبتك لنبيــــك لهذا الشعب من الصميم حابيك علي زعم الأمم يا زعيمته نفخر بيك

    سليل المهدي لا شك ربنا مصفيـك غفران الإله و جلاله حافيـــــــك إتلاقت بحار الفضل في كفيـــــك ياقوت النفوس موضع ثقاتـــــهم

      ابن المهدي ساعة ضِيقنه بناديك نري رب العباد نري ما تريد يديك أنت المهتدي الوارس هدي مهديك الحل و الربط إن شئت بين يديك

        قوم يا سيدي عات لحمايتي هذا ماضيك ما كان قضّ النظر عهدته في ماضيك بي شمت الأعادي و أنت عرّضه بيك يا بن المنتظر و أنا في الحديد يرضيــــك

          و إلي الأمة يا المولانة منّو ليك لا عجبا علي رؤوس الملا يعليك السودان بأسره يرجع ليــــــــــك يا كنز الذخاير ربنا يخليـــــــــــك

          إمضاء عبدك و خادمك المخلص محمد احمد سرورد بالسجن – أم درمان

          و لا أدري هل القصتان واحدة أم انهما تختلفان ...حيث جاء ورود نفس القصيدة في المناسبتين و يدعم القصة الأخيرة ان سرور كان فعلا في السجن عندما ارسل القصيدة .

          إشاعة موت سرور في السعودية

          بينما سرور في السعودية يعمل سائقا للملك فيصل انطلقت إشاعة تقول ان سرور قد مات و نزل هذا الخبر نزول الصاعقة علي الجميع و انتشر الحزن حتي جاءت برقية من السعودية تدحض هذه الأشاعة و تبشر بقدومه. و عندما علم ود الرضى برجوع سرور بعد أداءه لشعائر الحج كتب له قصيدة غناها الفنان كرومة مهنئا و مجاريا بها اغنية أبو صلاح التي كتبها لصديقه عمر البنا مهنئا اياه بالعيد السعيد، يقول أبو صلاح:- ليالى العيد يا عمر اقبال *** عليك مبروك حظوظ و جمال

          و يجاريه ود الرضى: ليالى العودة نعيم و سرور *** الحج مبروك مبروك يا سرور

          و سجل هذه الاغنية كرومة على اسطوانة بمصاحبة وهبه على الاكورديون و اشتهرت و صارت تغنى في الحفلات من قبل سرور و غيره من المطربين.

          سرور والإذاعة

          عند إنشاء الإذاعة في عام 1940 حيث كانت تبث إرسالها عبر مكبرات الصوت المنتشرة بمعدل نصف ساعة أسبوعيا ثم تم تعديلها إلى مرتين أسبوعيا في يومي الخميس و الثلاثاء. رأت إدارة الأخبار اجتذاب الجمهور بتقديم بعض الأغنيات. فوقع اختيار عبيد عبد النور على محمد احمد سرور . فكان بذلك سرور هو أول من تغنى في الإذاعة السودانية عام 1940 فغنى أول أغنية له وهي أغنية المتطوعات من كلمات عبيد عبد الرحمن وتحدث فيها عن الفتاة السودانية التي تطوعت لمعالجة جرحى الحرب، ثم تلاه حسن عطية، إبراهيم الكاشف واحمد المصطفى.

          و يقول الشاعر عبيد عبد الرحمن أن سرور أول من ادخل الموسيقى في الغناء بالإذاعة و ذلك عندما صدح باغنية "المتطوعات" و لقد اداها سرور بمصاحبة عازف العود الموسيقار إسماعيل عبد المعين:- المتطوعات زى الزهور يانعات عجبنّى العارفات زمن الخرافات بدرى فات نهضن خفاف متكاتفات لخدمة السودان و لينا مشرفات عجبنّى

          سرور و المسرح

          دعا سرور لتأسيس مسرح غنائي خاص بالحفلات فكان أول مسرح غنائي ينشأ في حفل خاص بمنطقة الخرطوم بحري، حلة خوجلي في زواج السيد الشريف المجمر و هو ما يتحدث عنه معاوية حين يقول "أول من اقام أول حفلة غنائية تعرفها البلاد و ذلك بحديقة البلدية في الخرطوم بحرى حيث كان نشاط المطربين قبلها محصورا في احياء الحفلات الغنائية في بيوت اللعبات 1938.

          أول من وقف على خشبة المسرح و احيا حفلات به هو محمد احمد سرور أما أول أغنية غناها سرور علي خشبة المسرح :- زمن الربيع حلا و فتح الزهر بسام بي طيب شذاه الفاح يتجول النسام كما إن سرور عندما ذهب إلى مصر لتسجيل اسطواناته فإنه أدي كذلك عدد من الأغنيات على مسارح القاهرة لاقت استحسانا طيبا من الجماهير، غني بمصاحبة الكمان "يا أنة المجروح" و "يا قائد الاسطوا" و "صفوة جمالك صافي" و أفكر فيه و أتأمل" , "صباح النور" و آه من جور زماني" و شوف محاسن حسن الطبيعة" و بمصاحبة القربة غني :- "زمن الربيع" و " الفي دلالو" و ما أعظم جمالو" و "أطرد الأحلام" .

          و شدا سرور بقصيدة "الجمل" و ألقاها بمسرح "ملكة" بالقاهرة، و مناسبة القصة أن أحد الجمال هرب من سلخانة أمبابة و قد هرب الجمل و أحتمي بقصر عابدين في العام 1944 فأصدر الملك فاروق قرارا يقضي بعدم ذبح ذلك الجمل لاحتمائه بالقصر فصارت القصة مشهورة.... فقال سرور:- أهدر يا جمل قول كلام هادي أيه جابك مصر و قطعت آخر الوادي قال الجمل" دي معجزة أنا برضي جيت في بلادي" أمي من الغرب و من البطانة أجدادي جمل الشيل أنا البهدر بكيد أندادي ماني جمل ذبيح جربان و حته قرادي هربت من الذبيح لعابدين هداني الهادي هجمت علي الحرس و في الحين بقيت "بقادي" الفاروق أمر في العزبة يبقي قعادي آكل و أنبسط و أنوم نوم هادي يعيش فاروق يعيش قائد فريق الوادي

          سرور و الحرب العالمية الثانية

          دعا سرور لتأسيس مسرح غنائي خاص بالحفلات فكان أول مسرح غنائي ينشأ في حفل خاص بمنطقة الخرطوم بحري، حلة خوجلي في زواج السيد الشريف المجمر و هو ما يتحدث عنه معاوية حين يقول "أول من اقام أول حفلة غنائية تعرفها البلاد و ذلك بحديقة البلدية في الخرطوم بحرى حيث كان نشاط المطربين قبلها محصورا في احياء الحفلات الغنائية في بيوت اللعبات 1938.

          أول من وقف على خشبة المسرح و احيا حفلات به هو محمد احمد سرور أما أول أغنية غناها سرور علي خشبة المسرح :- زمن الربيع حلا و فتح الزهر بسام بي طيب شذاه الفاح يتجول النسام كما إن سرور عندما ذهب إلى مصر لتسجيل اسطواناته فإنه أدي كذلك عدد من الأغنيات على مسارح القاهرة لاقت استحسانا طيبا من الجماهير، غني بمصاحبة الكمان "يا أنة المجروح" و "يا قائد الاسطوا" و "صفوة جمالك صافي" و أفكر فيه و أتأمل" , "صباح النور" و آه من جور زماني" و شوف محاسن حسن الطبيعة" و بمصاحبة القربة غني :- "زمن الربيع" و " الفي دلالو" و ما أعظم جمالو" و "أطرد الأحلام" .

          و شدا سرور بقصيدة "الجمل" و ألقاها بمسرح "ملكة" بالقاهرة، و مناسبة القصة أن أحد الجمال هرب من سلخانة أمبابة و قد هرب الجمل و أحتمي بقصر عابدين في العام 1944 فأصدر الملك فاروق قرارا يقضي بعدم ذبح ذلك الجمل لاحتمائه بالقصر فصارت القصة مشهورة.... فقال سرور:- أهدر يا جمل قول كلام هادي أيه جابك مصر و قطعت آخر الوادي قال الجمل" دي معجزة أنا برضي جيت في بلادي" أمي من الغرب و من البطانة أجدادي جمل الشيل أنا البهدر بكيد أندادي ماني جمل ذبيح جربان و حته قرادي هربت من الذبيح لعابدين هداني الهادي هجمت علي الحرس و في الحين بقيت "بقادي" الفاروق أمر في العزبة يبقي قعادي آكل و أنبسط و أنوم نوم هادي يعيش فاروق يعيش قائد فريق الوادي

          سرور و أول فيلم

          حين رجوع سرور من ليبيا مكث باحدي الفنادق رغم وجود شقة السر عبد الله التي كانت ملتقي السودانيين بالقاهرة ...و لعل السبب هنا واضح.

          أغتنم عبد المنعم محمد فرصة وجود هولاء في القاهرة فرشح سرور و احمد المصطفي و السر عبد الله و خالد أبو الروس للاشتراك في فيلم قصير كان يقوم بأعداده .

          قدم خالد أبو الروس "منلوج المدينة" كمقدمة للفيلم و كانت أغنية المقدمة هي "اسمعني نغم حالي" لاحمد المصطفي و قدم سرور أغنية " هل تدرى يا نعسان" بصوته في مشاهد أول فيلم قصير سينمائي (انتج في العام 1944) و ختم احمد المصطفي الفيلم بأغنية :عايزين نكون" و هي من أول الأغنيات التي سجلت بفرقة موسيقية مكتملة حيث احتوت علي 150 عازفا هم اعضاء الفرقة الموسيقية المصرية .

          فرقته

          فرقة سرور تتكون من مجموعة الطنابرة: احمد حسن محمد، عطا محمد الشهير ب "سنجر" و انضم اليها لاحقا عبد الرؤوف عطية و عبد العزير المامون شقيق المطرب ميرغنى المامون و بشير سليمان . و من ابرز من انضموا اليها الثنائى كرومة و برهان كما ضمت الفرقة عازف الاكورديون عبد الوهاب أحمد العبادي (وهبه) (والد لاعب المريخ بشرى وهبة) و عازف الكمان السر عبد الله .

          و يقول الموسيقار د. الفاتح حسن أن كورس سرور كان يتكون من عطا محمد (رق) عبد الرءوف عطية (مثلث) احمد حسن، وهبة (أكورديون) ولاحقا انضم إليهم السر عبد الله على الصفارة وبعدها التجاني. و سرور هو الذي أكتشف السر عبد الله " أنظر ترجمة "السر عبد الله".

          وفاته

          توفى سرور في العام 1946 أو 1947 وأجمع الرواة على أنه توفى على إثر عملية جراحية اجريت له لاستصال الزائدة الدودية و منعه الطبيب من شرب الماء الا ان سرور -في رواية- لم يطق صبرا على الظمأ فغافل الممرضة و شرب و في رواية اخرى انه الح عليها حتى رقت لحاله فشرب فمات. و ذكر المطرب مبارك حسن بركات انه قابل الممرضة التي اشرفت على تمريض سرور حتى موته.

          توفي سرور في سن صغيرة بمدينة أسمرا وقبر فيها، وظل قبره مجهولا. وفي تشييد قبره عدة روايات . معاوية يسن يقول: ان الحقيقة التي لاتقبل الجدال هي ان من تكفل بتشييد المقبرة هو الوزير السودانى خضر حمد بعد ان ذكر احتمال تهدم البناء الذي شيده سابقا الفنان التجانى السيوفى بعامل الزمن. و يقول السيد خضر في مذكراته:" في 4 مايو عام 1955 زرت إرتريا و اردت زيارة قبر سرور و ما ان ابديت ذلك حتى سمعت عن سرور و طيبته و سماحة خلقه و اغانيه التي يرددها الكل و حين مات بكته اريتريا كلها و اقيمت له المآتم في اماكن متعددة. ذهبنا إلى المقبرة و لم نهتدِ إلى قبره إلى ان جاء معنا السيد هاشم الخبير بمكان القبر فدلنا عليه الذي كاد ان يندثر. كلفت السيد صادق محمد وكيل حكومة السودان ببناء القبر على حسابى نيابة عنى، ثم عدت بعد سنة و لم اجده فعل شيئا، فاتفت مع أحد الايطالين ليقوم بعملية البناء و ترك فراغات ثلاث لتوضع عليها رخامات الاولى عليها آلة موسيقية و الثانية اسم المرحوم و الثالثة اشعار بخط يد "كرف" و قام بحفرها عبد الماجد "زقل" ثم حملت بالطائرة إلى اسمرا."

          المقبرة مغطاة بثلاثة قطع من الرخام في الاولى آلة موسيقية وفى الثانية كتب: "عميد الغناء السودانى" المرحوم /الحاج محمد احمد سرور 1901 - 1946 سبحت أول ما صدحت مغردا باسم الديار و كنت ابرع من شدا ولك الروائع من اغانيك التي مازال يسرى في النفوس لها صدى يا باعث الفن الاصيل تحية من شاطئ النيلين يغمرها الندى تغشى ثراك و تستهل غمامة تهمى و تسقى بالدموع المرقدا

          الخط و التوقيع "كرف" و هو الشاعر المعروف محمد عبد القادر كرف و قام بحفر هذه الكلمات المرحوم محمد عبد الماجد

          مصادر

          1. (عاطف عبد الله-صحيفة السودانى، العدد 1014)
          2. (الصحافة، العدد 5297 في لقاء مع الفنان على مصطفى)
          3. (من محفوظات دار الوثائق القومية بتاريخ 17/10/1934)
          • موسوعة التوثيق الشامل

          موسوعات ذات صلة :